في ذات نهار ،، منذ ثلاثة أعوام خلت
شدني مرأى مرسى السفن القديم .. فتوقفت عنده..!
متأملة وجه التاريخ ...
يتربع في حضن الحضارة ...
تساكنه طيور البحر ..
وتغشاه سكينة الماضي
السفن حتى هذا الأوان
لاتزال تعانق المرفأ ..
لكنها باتت هرمةً.. تشكو الوجع
وتعاني الصدأ..
زحفت خطوط الزمن بعروقها
وعاف المكان بقايا فلول أشرعتها
والصمت المطبق ران حولها
لكن للمتأمل فيها.. صوت الضياء
يحرك الأشياء
ويبعث الروح في خلايا الزمان الميته
فإذا بالمشاعر تسجل نفثات القلم
لحظات .. ثم أغلق الكتاب
ولمّا يغمس المداد ...في عمق الروح
سجلتها هناك ... وعدت لألقيها هنا
شظايا أبيات .. عن الماضي البعيد القريب ..!
ياموطنَ الفجرِ ! ماعادتْ مرافئُنـــا
في حضنها يستكين "البومُ"من تيهِ
... ... ...
"والعودَ" ماعادت الايامُ تشهدهُ
غاب الشراعُ وضلَّ البَحـــرُ ساريهِ
... ... ...
نامتْ حكايا الصّواري عنْ شواطئهِ
ورحلةُ الغوْصِ تاهتْ عن مغانيــــــــــهِ
... ... ...
تلك الرؤى عن قديم العهد ساكنةً
في القلبِ تستنشقُ الماضي وتحكيـهِ
... ... ...
غابَ الجدودُ وما غابتْ مآثـــــــــــــــرهُمْ
منْ وحيهايستقي الآتـــــــــي معانيـــــهِ
... ... ...
يافَجـــــر ..! بلّغْ سلامَ الحُبِّ مركبهم
أرسى على زمَنٍ ...ماعادَ راســـــــــيهِ
/ العود والبوم : مسميات أطلقت على سفن االصيد والغوص
وهنالك غيرها كالشوعي والسمبوك والجالبوت والبتيل والبغلة ..
خاصة اذا كان راسياً على الشواطئ
مقدمة مبهرة وأبياتٌ شعر مذهلة
وكأنني أقف معك هناك
والنسمات ترفرف بأرواحنا
سلم مدادك يافيض
ولا حرمنا الله منك