حكايةٌ نسجتها من خاطري=تحكي فتاةً ذاتَ حظ عاثرِ
تأملَتْ في حالها الفتاةُ=وأدركتْ ما تطلب الحياةُ
مقامُ زوج لا يقوم مالُ=ودونَه لا تستقيم حالُ
وذات يوم زارهم من يخطب=فاستبشرت إذ قد أتـى ما ترقب :27:
واستترت خلف الجدار تسمعُ=بلهفة والقلب منها موجعُ
الحمد للإله جا نصيبي=لقد أتى في الزمن العصيبِ :27:
لقد أضاء في الدجى سراجي=حديثهم أظن في زواجي
تشعبتْ أمامها الآمالُ=الزوج والسرور والأطفالُ
وفي زواجها زوال الغمِ=يشفي الفؤاد بعد فقد الأمِ
يا فرحتي !! لكن أبـي تأخرا=لم يعطني ماذا رأى وما جرى
لعله مع الصباح المزدهرْ=يزف لي ما كنت دهرا أنتظرْ
مر الصباح وهو ما تكلما=يخفي محياهُ الكئيبُ الألما
جاء المساءُ من غدٍ والوالدُ=في حسرة والفكر منه شاردُ
لم تحتمل صبرا وقالت يا أبـي =إنـي أراك مثقلا بالتعبِ
ما لي أراك ذابلَ الأجفانِ=هلا أفدت ما الذي تعانـي ؟
تكلم الشيخ بلطف في ألمْ=ووجهه ممتقع لما كتمْ
الرزق جاء مرسلا سفيرَه= ( لكنه لأختك الصغيرة )
فقضمَتْ بخفية لسانها=وأطبقت بحرقة أسنانها :44:
وانكسرَتْ في فمها العبارةْ=وفهمت ما تقتضي الإشارةْ
وحفظَتْ آلامَها الضلوعُ=فخانها من عينها الدموعُ
لا لن يفيدَ مثلَها أواهُ=ورضيت بما قضاه اللهُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومرت الأحزان والآلامُ=ودارت الشهور والأيامُ
وجاء باب بيتهم من يطرق=حتى أشع بالضياء المشرقُ
ودار في مجلسهم ما دارَا=وغادر الخطيب بعدُ الدارَا
هذا الخطيب لي ، أتانـي يخطبُ=لم يبق في البيت سواي يُطلبُ
لكن وكيف سوف يأتـي الوالدُ=مكشرا أم بالسرور واعدُ
هذا أبـي ها قد أتى ، يا ساترُ=فوجهه وجهٌ حزينٌ فاترُ
يمشي رويدا إذ حناه الدهرُ=وخانه عند المسير الظهرُ
فقال : جاء شخص خاطب لكِ=لكن لديه زوجة ، ما رأيكِ ؟
قالت : جزاك الله خيرا يا أبـي=بادر وحقق لي سريعا مطلبي
لقد رضيت أن أكون ثانية=حتى ولو غاسلةً للآنية
واستنشق الشيخ عبير العافية=لما رأى من كلمات وافية
تبسم الشيخ لها معبرا=عن شكره ، لرأيها مقدرا
والشيخ جاء بعد يوم عابسا=ورأسه للأرض صار ناكسا
فاصطدمت بالحال تلك البنت=وأضمرت : قد خاب ما ظننت
آمنت بالرحمن ما الذي جرى=وما مصيري لست أدري الخبرا
وفاجأته بالسؤال قائلة := بشر!! أبـي ،أجب فإنـي سائلة
فرد : لا بل ، هل أظن ؟ ، إنما =وقال ما قد قاله تلعثما
تحامل المسكين ثم أردفَ=وقال : شخص في الطريق وقفَ
تنهدت ومدت الأنفاسَ=ورفعت نحو السماء الراسَ
وهمهمت حسبي إلهي ناصرا=انصر إلهي من رأيت قاصرا
من الذي في دربنا قد اعترض=وهل يصح مثل ذا ؟وما الغرض؟
فرد في ضَعف لضَعف حيلتِه=وشد للتعليل شعر لحيـتِه
إن الخطيب قال : لا ، وحجتُه=قد عارضت بكل حزم زوجتُه
أيا أبـي أوصل لها رسالتي=وقل لها لو تعلمين حالتي
فلا أراها الله في الحياة=شرا ولا عنوسةَ البنات
وصرحت بأجمل المعانـي=وأودعتها كل ما تعانـي
والشيخ في كفيه قد طواها=واسمع إذا ما شئت محتواها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
طالت بي الساعات والأيامُ =وأثقلت خواطري الآلامُ
وخيم الظلام وادلهما =وطولُ ليلي زاد همي هما
هذا سؤال عقل فاصدُقيني=وأخبري بالخبر اليقين
ما قيمة النسا بلا أزواجِ =هيا أجيبي دونما إحراجِ
هل ترتضين أن تكونـي عانسة=وفي الصباح والمساء بائسة
لا تبخلي ببعض ما لديك=مستقبلي أراه في يديك
تعقلي ووازنـي وفكري =وبعدها بكل خير أبشري
لا تسمعي لما يقول الناسُ=فبعضهم أراذل أنجاسُ
ويل لهم ميزانهم مطففُ=ميزانهم من كل سخف أسخفُ
ألا يخاف هؤلا من ربهم=ويؤخذوا عقوبة بذنبهم
يرون غيرهم بعين واحدة=والحيف في الأحكام صار قاعدة
عيونهم دموعها سخينة=على التي قد سميت مسكينة
مسكينة قد ضاع نصف الزوج=مركبها محطم في الموج
بل زعموا بأنها مظلومة =ضعيفة مغبونة مكلومة
من ظلمهم لم يحزنوا للعانس=بل حضها قد ضاع في المجالس
لم يألموا لهذه الأخطار=أو ينظروا لسكة القطار
أرملة ومثلها مطلقة =سبحان ربـي أين أين الشفقة ؟
وأوسعوا المعدِّد السبابا=كأنه قد عدَّد الأربابا
يارب أسعدنـي وكلَّ بائسِ=أخص بالدعاء كلَّ عانسِ
أختم ما أقول بالصلاةِ=على النبي صاحبِ الآيات
منقول من الإيميل
الوعد الخالد
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

مشكورة على الطلة الحلوة
ومعك حق لابد من الصبر والايمان بالقضاء والقدر لكن هنا نقل لحكاية عانس وليس من باب التذمر والجزع
ودمتي بخير
الوعد الخالد
ومعك حق لابد من الصبر والايمان بالقضاء والقدر لكن هنا نقل لحكاية عانس وليس من باب التذمر والجزع
ودمتي بخير
الوعد الخالد
الصفحة الأخيرة
وإن كنتُ أخالف من كتبت..
في أن المرء لابد أن يرضى بقضاء الله ..ولايجعل مايجري عليه من تصاريف الزمان
التي يقضيها حكايةً ورواية ..بل عليه الصبر والتصبر..فكل شيء كان في الكتاب مسطوراً..فلم الجزع
والتأسف؟؟
أسأل الله أن يعف بنات وشباب المسلمين..:26: