حكايتنا ليست كبقية الحكايات ..!
حكايتنا دامية ، مأساوية في الصميم ..
ومع هذا تطل علينا الدنيا كل صباح فترى معظمنا
لا يزال يلهو ويلعب ويقهقه ويغني ويرقص ،
و بعضنا يستمتع حتى الذروة بعروض الأزياء ، وملكات الجمال ،
وما تتقيأ به الفضائيات ..الخ ..!
كأن لا شيء وقع علينا .!
كأن لا مصيبة نزلت بنا تفتت الأكباد ..!
أو كأننا قادمين من كوكب آخر :
المصائب عندهم أفراح ...!
والمآسي عندهم مسرات .!
والذل في عيونهم هو عين العز .. !
والهوان هو عين المجد الذي تقاتل من أجله الأمم ..!
ولذا فهم يعجبون من تعجّب الناس منهم .!
ويقلّبون شفاههم في سخرية إذا لامهم الآخرون أو عاتبوهم ..!
حكايتنا ليست ككل الحكايات القديمة ..!
تلك الحكايات التي تتسلط فيها أضواء على بطل رائع بارع يملأ الرواية
طولاً وعرضاً بروح النجدة والنخوة والشهامة ويحقق الانتصار ، ويرفع الظلم ..!
كلا .. !
حكايتنا هذه تنصب فيها الأضواء على حثالة المجتمعات
ليصبحوا نجوماً ملء العيون ، تشخص إليهم الأبصار ،
وتصفق لهم الأكف ، وتُدفع لهم الأموال في سخاء ، ليزيدوا الطين بلة ..!
ونحن لا نزال ننظر إليهم مفتونين في بلاهة منقطعة النظير ..!!
حكايتنا مليئة بوجوه قاتمة جداً ،
لكنها أصبحت هي موضع القدوة والأسوة والمحاكاة ..
صورهم على ملابس أطفالنا ..
وفي غرف نوم أبنائنا وبناتنا ..
وفي كراسات تلاميذنا .. وملء صفحات جرائدنا ومجلاتنا ..
لا تفتح عينيك في مكان
إلا وتراهم منتصبين أمامك ، في انتفاشة كانتفاشة الديك ،
مع أن ثقافتهم ضحلة ، ولكنهم أصبحوا هم الذين يملأون رؤوسنا
بثقافة هشة لا تصنع إنساناً سوياً ،
لأنها ثقافة محصورة في الغريزة ،
لا تخاطب إلا البطن ، وما دون البطن ..!!
ويبقى هؤلاء هم النجوم
الذين تستضيفهم الفضائيات بمناسبة وبلا مناسبة ،
ليحدثوننا عن إنجازاتهم الكبيرة ، وأعمالهم العظيمة في خدمة الأمة ..!!
ويا قلبي لا تحزن …!!
بل ..
لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ *** إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
منقول من موقع المختار الاسلامي

أوراق الزمن @aorak_alzmn
عضوة شرف بعالم حواء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

ورده الربيع
•
مشكوره على الموضوع :26:




الصفحة الأخيرة