
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يختلف عاقلان أن بعض البحوث قد حادت عن المعقول و سارت على خطى الجهل
و مست بالكتاب و السنة و حرفت و غيرت فيهما بما آل إليها زعمها
و منها الكثير لكن هنا نتطرق للإعجاز العلمي بالقرآن
و الذي بني على الكثير من التحريف و الخوض الباطل و الإجتهاد الجاهل
السؤال: ما حكم ما يسمونه بالإعجاز العلمي في القرآن أو ما يسمى بالإعجاز العددي ، وهل لهذا أصل ؟
الجواب: الإعــجاز العلمي الذي يقولون الآن هذا تفسير للقرآن بغير عـلم ,
بغير قواعـد التفسير المعروفة التي هي تفسير القرآن بالقرآن , أو تفسير القرآن بالسنة ,
أو تفسير القرآن بأقوال الصحابة أو تفسير القرآن بأقوال التابعين أو تفسير القرآن بقواعــد اللغة التــي نــزل بها ,
هذه زيادة الآن زادوهـا الإعــجاز العلمي يريدون بهــا النـــظريات, نـــظريات الطــب والفلك
و غــير ذلك هذه تــخرصات بشـــر , تـخطئ وتصــيب فلا تُــجعَل تـفسيرا للقـــرآن ,
ويــقال هذا مــراد الله عــز وجــل ثــم بعـــدين يقولون لا النظرية
مــا هي بصحيح ويصـير تلاعــب في كلام الله عــز وجل لا النظريات ما تجعل تـفسيرا للقـرآن ,
ما تــجعل تـفسيرا للقرآن أبدا ,وهذا من القول على الله بلا علم ,
وهي مــحل للنــقض ومــحل للإبـــطال ولذلك تــجدهــم يثبتون اليوم شيء
وبعد يوم ينــفونه تبين لهم خــلافه لأنــها نــظريات بشرية.
« … و قد بلغ الأمر ببعضهم أن يفسر القرآن بالنظريات الحديثة
ومنجزات الَّتقنية المعاصرة ويعتبر هذا فخراً للقرآن حيث وافق في رأيه هذه النظريات ويسمي هذا
” الإعجاز العلمي ” وهذا خطأ كبير لأنه لا يجوز تفسير القرآن بمثل هذه النظريات
والأفكار لأنها تتغير و تتناقض ويكذب بعضها بعضا والقرآن حق ومعانيه حق
لا تناقض فيه ولا تغير في معانيه مع مرور الزمن أما أفكار البشر
ومعلوماتهم فهي قابلة للخطأ والصواب، وخطؤها أكثر من صوابها وكم من نظرية مسلمة اليوم
تحدث نظرية تكذبها غدا فلا يجوز أن تربط القرآن بنظريات البشر
وعلومهم الظنية والوهمية المتضاربة المتناقضة.»
– فضيلة الشيخ صالح الفوزن –رعاك الله و جزاك الجنة
............يتبع
تفسير القرآن بالنظريات العلمية له خطورته، وذلك إننا إذا فسرنا القرآن بتلك النظريات
ثم جاءت نظريات أخرى بخلافها فمقتضى ذلك أن القرآن صار غير صحيح في نظر أعداء الإسلام؛
أما في نظر المسلمين فإنهم يقولون إن الخطأ من تصور هذا الذي فسر القرآن بذلك،
لكن أعداء الإسلام يتربصون به الدوائر، ولهذا أنا أحذر غاية التحذير من التسرع في تفسير القرآن
بهذه الأمور العلمية ولندع هذا الأمر للواقع، إذا ثبت في الواقع فلا حاجة
إلى أن نقول القرآن قد أثبته، فالقرآن نزل للعبادة والأخلاق، والتدبر،
يقول الله ـ عز وجل: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}
وليس لمثل هذه الأمور التي تدرك بالتجارب ويدركها الناس بعلومهم، ثم إنه قد يكون خطراً عظيماً فادحاً
في تنزل القرآن عليها، أضرب لهذا مثلاً
قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْأِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ}
لما حصل صعود الناس إلى القمر ذهب بعض الناس ليفسر هذه الآية ونزلها على ما حدث وقال:
إن المراد بالسلطان العلم، وأنهم بعلمهم نفذوا من أقطار الأرض وتعدوا الجاذبية
وهذا خطأ ولا يجوز أن يفسر القرآن به وذلك لأنك إذا فسرت القرآن بمعنى فمقتضى ذلك أنك شهدت بأن الله
أراده وهذه شهادة عظيمة ستسأل عنها. ومن تدبر الآية وجد أن هذا التفسير باطل
لأن الآية سيقت في بيان أحوال الناس وما يؤول إليه أمرهم، اقرأ سورة الرحمن
تجد أن هذه الآية ذُكرت بعد
قوله تعالى: :{كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ والإكرام* فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}
فلنسأل هل هؤلاء القوم نفذوا من أقطار السموات؟
الجواب: لا، والله يقول: {إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والأرض}
ثانياً: هل أرسل عليهم شواظ من نار ونحاس؟ والجواب: لا. إذن
فالآية لا يصح أن تفسر بما فسر به هؤلاء، ونقول: إن وصول هؤلاء إلى ما وصولوا إليه هو من العلوم التجريبية
التي أدركوها بتجاربهم، أما أن نُحرِّف القرآن لنخضعه
للدلالة على هذا فهذا ليس بصحيح ولا يجوز.
- كتاب العلم –رحمه الله و جعل الجنة داره الأبدية
......يتبع