حكم الأقدار
في يوم لم تشرق فيه الشمس ..
ولم يسمع تغريد بلبل أو طير ..
مر ذلك اليوم خلال بوابة الزمن .. سرق بسمتي ..
وطبع بصمة حزينة لا تزيلها الأيام ..
في ذلك اليوم .. وسل نبأ اهتزت له جدران بيتنا ..
وصمت لأجله حينا .. وأطفأت المدينة أنوارها ..
حزنا عليها .. أحترق الفؤاد يومها .. وتذوقت الأسى أصنافا ..
وهاجر عندها حلمي الجميل مع طيور النورس .. خلف المحيط ..
حلم كانت تحكيه لي وأنا بين أحضانها .. " سأكبر يوما ؟ وأنجب بنتا .. وأملك قصرا ..
وأسلمها مفتاحه "
أي نعم ماتت .. ولكن روحها الطاهرة ما زالت هنا .. تعطر الدنيا بنفحات روحها الزاكية..
روحها ما زالت هنا .. تراقبني دوما ؟ تعاتبني عند الخطأ .. ويح قلبي ..
لقد باغتني القدر وخطفها وأنا بين أحضانها ..
واستيقظت ذات مساء .. وأنا في ربيعي السادس فلم أجدها !..
فناديتها فلم تجب .. صرخت مكررة للنداء .. ولا مجيب ..
صرخت وكنت أجري وأبحث عنها بينهم .. أبحث عن وجهها الطاهر بين تلك الوجوه ..
الوجوه حزينة والعيون دامعة ..
عندها أحسست بنار مشتعلة تحرق قلبي ..
حينها لم أستطع حتى البكاء .. أو الكلام ..
فقط كنت أريد شيئا واحدا .. وهو أن ألحق بها ..
والآن وبعد أن سقطت أوراق العمر .. في خريف الكون ..
مد القمر لي العزاء .. كفاً من ضياء ..
وهدأت أمواج البحر .. وأسقطت الأشجار أوراقها ..
وهنا .. بيتها يناديها .. وجدران الحي تناجيها .. وقلبي وحده يرتجيها..
ووالله أنني لأفخر حين أسمع من يقول : أنها ماتت شهيدة ..
ألبستني قبل وفاتها تاج افتخار .. وعلمتني معنى الكرامة والإباء ..
ولكن !.. إن عزُ في الدنيا اللقاء .. ففي جنة الفردوس ألقاك .. أمي الحبيبة ..
وعند حوض المصطفى .. سيكون أن شاء الله اللقاء ..
رشــا
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
____________________
تحياتي // شوق