
إني عندي زوج لا يصلي، وصار لي من تزوجت سبع وعشرين سنة لا يصلي ولا يصوم من الأول وصار له من بعد خمسة عشر سنة يصلي ويصوم في رمضان فقط، ثم يترك الصلاة والصوم، وأنا في قلبي كراهة لله – سبحانه- وليس عن شيء أكرهه، وهو أبو أولادي؟
ترك الصلاة كفر بالله -عز وجل- ، فهذا الذي لا يصلي ما ينبغي لها أن تبقى معه ، وقد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم- أن ترك الصلاة كفر، فقال -عليه الصلاة والسلام- : (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). وقال - عليه الصلاة والسلام- : (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة). فهذا الذي لا يصلي ما ينبغي للمرأة أن تبقى معه ، بل ينبغي لها أن تفارقه، وتعرض أمرها على المحكمة والمحكمة تفرق بينهما؛ لأن هذا كفر عظيم - نعوذ بالله - ، والصحيح أنه كفر أكبر ، والصحيح من أقوال العلماء أنه كفر أكبر ، وذهب جمع من أهل العلم إلى أنه كفر دون كفر ، وأنه لا يخرج من الملة ما دام يُقر بأن الصلاة واجبة ، ويعلم بأنها واجبة ، ولكن حمله التساهل على ذلك، فعند جمعٍ من أهل العلم أنه لا يكون كافراً كفراً أكبر. ولكن بكل حال فهو قد أتى جريمةً عظيمة أعظم من الزنا، وأعظم من اللواط، وأعظم من العقوق ، فالواجب على المرأة هذه أن تتقي الله -عز وجل-، وأن لا تبقى مع هذا الصنف من الناس، الذي - والعياذ بالله - ضيَّع عمود الإسلام؛ لأن الله قال في الكفرة: لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ . فالمسلمة لا تبقى مع الكافر أبداً ، والصحيح أن هذا كافر كفراً أكبر - نعوذ بالله - ، فلا يجوز لها أن تبقى معه ، بل يجب أن تفارقه، وأن تعتزله، وأن تبغضه في الله - عز وجل-، وأن تطالب بفراقه لها، تطالب ولاة الأمور تطلب من المحكمة بأن تفرق بينها وبينه لكونه قد أتى أمراً عظيماً اعتبره كثير من أهل العلم كفراً أكبر، - نسأل الله أن يهدينا وإياه ، نسأل الله أن يرده للتوبة، نسأل الله لنا وله الهداية -. ولكن هذه السائلة يجب عليها أن تسعى في فراقه لدى المحكمة إذا كان تركه للصلاة أمراً واضحاً معروفاً فتقيم البينة عليه والمحكمة تفرق بينها وبينه إذا لم يتب ، أما إذا تاب وهداه الله فالحمد لله. والواجب على ولاة الأمور إذا علموا من يترك الصلاة أن يستتاب فإن تاب وإلاَّ قتل كافراً - نعوذ بالله- على الصحيح أو حداً على القول الثاني. وبكل حال فالواجب على من ترك الصلاة أن يتوب إلى الله ، وأن يبادر بالتوبة ، وأن يعلم أنه قد أتى أمراً عظيماً، ومنكراً شنيعاً، فيجب عليه التوبة إلى الله - سبحانه وتعالى-، والبدار إلى أداء الصلاة ، والحذر من مشابهة أعداء الله في ترك الصلاة ، وقد قال الله - عز وجل - عن أهل النار: مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ* قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ . فذكروا أهم الأعمال التي دخلوا بها النار عدم الصلاة نعوذ بالله نسأل الله العافية. أيها السادة نأتي إلى نهاية لقائنا هذا الذي عرضنا...

تزوجت رجلاً ملتزماً، لكنه تغير في سلوكه الدنيوي والديني، حلق لحيته، وشرب الدخان والمسكرات، حتى أنه يبحث عن وظيفة وإن كانت غير شريفة، تساهل في أمر الصلاة، فمرة يصلي وأخرى لا يصلي، وما صلاها يصليها نقرا، كيف أتصرف معه، علماً بأن لدي منه ولدين، وأنا عند الأ
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه أما بعــد: فالواجب عليك ترك هذا الزوج والذهاب إلى أهلك، والرفع عنه إلى المحكمة حتى يفرق بينك، وبينه إذا كان تارةً يصلي وتارةً لا يصلي مع ما فيه من العيوب الأخرى من شرب المسكر، وغير ذلك، لكن أعظمها ترك الصلاة، فإن تركها كفر بخلاف المسائل الأخرى، فإنها معصية وقد صح عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة). وقال -عليه الصلاة والسلام-: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر). فالواجب عليك الذهاب إلى أهلك حتى يسهل الله بالتوبة، أو الفرقة، إما أن يتوب وإما أن يطلقك ولا يجوز لك البقاء معه ما دامت حاله ما ذكرت من جهة الصلاة. أما المعاصي الأخرى لو كان يصلي فهي عيب وعذر لك أن تطلبي الطلاق؛ لأنها عيب كبير، كونه يشرب الخمر هذا عيب كبير مع حلق اللحية ومع شرب الدخان –هذه عيوب– لكن أشدها، وأعظمها ترك الصلاة؛ لأنها كفر في أصح قولي العلماء وإن لم يجحد الوجوب، متى ترك الصلاة بعض الأحيان وإن لم يجحد وجوبها كفر بذلك في أصح قولي أهل العلم فنسأل الله له الهداية، وأن يمن عليه بالتوبة.