نورالجنة
نورالجنة



كتاب

شَرُ قَتلى تحت اديم السماء


..." كِلَابُ أَهْلِ النَّارِ "

مَعَالي فضيلة الشَّيخ الدّكتور
...صَالحِ بْن فوزان بْن عبد الله الفَوزَان
عُضوُ هَيئة كِبَارِ الْعُلَمَاءِ وَعُضْوُ اللَّجنَةِ الدَّائِمَةِ للإِفْتَاءِ

- حفظه الله –
لتحميل ملف الوورد
http://www.baitona.com/baitona/uploaded/27107_01228947678.rar

و هذا الرابط لتحميل الكتاب بي دي اف pdf
http://www.4shared.com/document/URnF98Xh/____.html
نورالجنة
نورالجنة



حق الولاه على الرعيه
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده و الصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذه مجموعة من الأحاديث الصحيحة الشريفة المباركة التي نطق بها من أمرنا الله سبحانه وتعالى بطاعته و اتبعاه وحذرنا من مخالفته قال الله تعالى: (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )) .مع ما يمكن أن يستفاذ منها من الأحكام، حبَّـرَ تْها يَدُ حبرٍ من أحبار هذه الأمة ألا و هو الشيخ العلامة أحمد بن يحي النجمي رحمه الله تعالى في كتابه الماتع:

المورد العذب الزلال
فيما انتُقِدَ عَلى بَعضِ المـنَاهِج الدَّعَويَّة مِنَ العقَائدِ والأعْمَال


قال رحمه الله تعالى: (... وإنما حرم الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم الخروج علي ولاة المسلمين لأن فيه مفاسد عظيمة لا يأتي عليها الحصر، من أهمها إزهاق النفس المسلمة البريئة، ومنها سفك الدماء المعصومة، ومنها استحلال الفروج المحرمة، ومنها نـهب الأموال، ومنها إخافة الطرق، ومنها فشو الجوع بدلاً من رغد العيش والخوف بدلاً من الأمن والقلق بدل الطمأنينة، وهذا كله في الدنيا، أما في الآخرة فلا يعلم إلا الله ما سيلقاه من كان سبباً في إثارة الفتنة لأن إسقاط دولة وإقامة دولة مكانها ليس بالأمر الـهَيِّـن ؛ بل هو من الصعوبة بمكان لذلك فقد اشتد تحذير الـمُشرِّع من ذلك حتى ولو كان الوالي ظالماً فاسقاً، وإليك بعض النصوص الدالة على الصبر، والآمرة به والمحذرة من الخروج والناهية عنه:



1- ففي صحيح مسلم عن نافع قال جاء عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية، فقال اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة، فقال: إني لم آتيك لأجلس، أتيتك لأحدثك حديثاً سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ) .

2- وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من كره من أميره شيئاً فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شِبراً فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية (.

3- وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية، ومن قاتل تحت راية عمية، يغضب لعصبية أو يدعواْ لعصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلته جاهلية، ومن خرج على أمتي يضرب بَرَّها وفاجرها ولا يتحاشا من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه ( .
4- وفي صحيح مسلم أيضاً عن أبي إدريس الخولاني قال سمعت حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه يقول: ( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: نعم. فقلت: فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم. وفيه دخن. قلت وما دخنه؟ قال : قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هدي تعرف منهم وتنكر. فقلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم. دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها. فقلت: يا رسول الله: صِفهم لنا؟ قال: نعم. قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. قلت: يا رسول الله: فما ترى إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم، فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك( .
وفي رواية أبي سلام عنده ـ يعني مسلماً ـ قلت: يا رسول الله: إنا كنا في شرٍ فجاء الله بخير، فنحن فيه. فهل من وراء ذلك الخير شر. قال: نعم. قلت: فهل وراء ذلك الخير شر. قال: نعم. قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس. قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: ( تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع ) صحيح مسلم.

5- وفي صحيح مسلم عن عرفجة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ) إنها ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان ) .
وفي رواية عنه أي عن عرفجة (من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاقتلوه ) .

6- وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا بويع لخليفتين فاقتلواْ الآخر منهما ) .

7- وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا. ما صلواْ )
وفي رواية: (فمن أنكر برئ، ومن كره فقد سلم ) .

8- وعن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم، قال: قلنا يا رسول الله، أفلا ننابذهم عند ذلك؟ قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة، لا ما أقاموا فيكم الصلاة، ألا من ولي عليه والٍ فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يداً من طاعة ) .

9- وفي حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: ( دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه فكان فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله، قال: إلا أن تروا كفراً بَوَاحاً معكم من الله فيه برهان ) .

10- وفي حديث أبي هريرة مرفوعاً : ( كانت بنوا إسرائيل تسُوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وستكون خلفاء فيكثرون. قالوا: فما تأمرنا. قال: فُواْ ببيعة الأول فالأول، وأعطوهم حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم )
.
11- وفي حديث عبد الله بن عمرو بن العاص الطويل مرفوعاً : ( ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ) .

فهذه أحد عشر حديثاً جمعتها من صحيح مسلم فقط وهي كالتالي:
1 ـ حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
2 ـ حديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما.
3 ـ حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه.
4 ـ حديث عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما.
5 ـ حديث عن عرفجة الكلابي رضي الله عنه.
6 ـ حديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
7 ـ حديث عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنها.
8 ـ حديث عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه.
9 ـ حديث عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
10 ـ حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً
11 ـ حديث عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
وكل هذه الأحاديث صحيحة من صحيح مسلم الذي تلقته الأمة بالقبول وحكموا عليه بأنه أصح كتاب في الحديث بعد صحيح البخاري، وكل هذه الأحاديث أفادت أحكاماً تتعلق بحق الولاة على الرعية، واتفقت كلها على حكم واحد وهو تحريم الخروج على ولاة أمور المسلمين وإن كانوا ظلمة جائرين.
فنقول: يستفاد من هذه الأحاديث عدة أحكام :

الحكم الأول:
تحريم الخروج على ولاة أمر المسلمين وإن كانوا فسقة عاصين أو ظلمة جائرين، ووجوب الطاعة لـهم فيما لم يكن معصية لله تعالى، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، وما كان وسيلة إلى واجب فهو واجب، وما كان وسيلة إلى محرم فهو محرم، والكلام في الولاة والتجريح لهم علناً محرم لأنه وسيلة إلى الخروج عليهم فكان محرماً.

الحكم الثاني:
تحريم المنازعة لهم وهي تكون بأمور منها:
أ ـ إظهار احتقارهم والتهوين من شأنهم.
ب ـ إظهار مثالبهم في المجتمعات وعلى المنابر.
ج ـ اختلاق مثالب وعيوباً لهم من أجل زرع بغضهم في قلوب العامة والناشئة من طلاب العلم.
د ـ ذم العلماء واتهامهم بالمداهنة وبيع الذمم.
هـ ـ استعمال ما من شأنه التهييج عليهم والإثارة ضدهم، وكل هذا من أنواع منازعة الحكام الذي نـهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث عبادة بن الصامت الذي سبق ذكره بلفظ: (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن ترواْ كفراً بواحاً معكم من الله فيه برهان ) .


الحكم الثالث:
يؤخذ من حديث ابن عمر وابن عباس وأبي هريرة أن من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية.

الحكم الرابع:
يؤخذ من هذه الأحاديث أن البيعة المعتبرة هي بيعة الأول، وهي بيعة الإمام الظاهر للناس والمعروف عندهم لقوله )فُواْ ببيعة الأول فالأول (.

الحكم الخامس:
يؤخذ من هذه الأحاديث أن البيعة الثانية وهي البيعة الخفية بيعة باطلة فإن قال بعض الحزبيين: أنا لم أبايع، قيل له إن بيعة عريفك وشيخ قبيلتك بيعة عنك وأنت ملزم بها شرعاً، أمام الله عز وجل، ثم أمام خلقه.

الحكم السادس:
يؤخذ من هذه الأحاديث أن من أخذ البيعة لنفسه من وراء علم الإمام وبغير إذنه، وجب قتله إن ظفر به، ووجب قتاله مع الإمام إن لم يظفر به، وخرج خروجاً فعلياً لقوله : (من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق جماعتكم فاضربوا عنقه كائناً من كان) .

الحكم السابع:
يؤخذ من هذه الأحاديث وجوب الصبر على جور الولاة ما داموا مسلمين، وعدم الخروج عليهم.
لقوله صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ( إنكم سترون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض) ، وقوله: (من رأى من إمامه شيئاً فليصبر ولا ينزعن يداً من طاعة فإنه من خرج من السلطان شبراً فمات مات ميتة جاهلية ) .

الحكم الثامن:
أن من رأى من أميره أو إمامه معصية فعليه أن ينصح له نصيحة بشروطها، فإن لم يقبل وأصرَّ على معصيته وجب عليه أن يكره ما يأتي من معصية الله ولا ينزعن يداً من طاعة، وكذلك إذا كان لا يستطيع النصيحة، فالواجب عليه أن يكره ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أم سلمة: (من أنكر برئ، ومن كره سلم، ولكن من رضي وتابع ) .

الحكم التاسع:
على الرعية أن يؤدواْ حق الولاة عليهم ويكلوا أمرهم إلى الله إن قصروا في حقهم، فإن الله سائلهم عما استرعاهم ولا يجوز لهم الخروج عليهم.

الحكم العاشر:
أن الإمام إذا حصل منه قصور في حق الرعية فلا يجوز لهم أن يكافئوه على ذلك بمنع حقه من الطاعة ؛ بل عليهم أن يؤدواْ حقه ويصبروا على ما حصل من الإمام إن فُرِض، ومعنى الصبر: أنهم لا يتكلمون فيه في المحافل والمجتمعات وعلى رؤوس المنابر ولهم أن يكتبوا إليه كتابة وعظ وتذكير، فإن لم يحصل شيء من التراجع وجب عليهم أن يصبروا، ولا يجوز لهم أن ينزعوا يداً من طاعة ) . انتهى كلام الشيخ رحمه الله
نورالجنة
نورالجنة


الدعاء لولي الأمر على المنبر

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله, نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, ومن سيئات أعمالنا.من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد:

فمن ثنايا كلام فضيلة الشيخ العلامة/ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله- من "الشرح الممتع على زاد المستقنع", باب صلاة الجمعة, ما يلي:

قوله: (ويدعو للمسلمين) أي: يسن أيضاً في الخطبة أن يدعو للمسلمين الرعية والرعاة؛ لأن ذلك الوقت ساعة ترجى فيه الإجابة، والدعاء للمسلمين لا شك أنه خير، فلهذا استحبوا أن يدعو للمسلمين.
ولكن قد يقول قائل: كون هذه الساعة مما ترجى فيها الإجابة، وكون الدعاء للمسلمين فيه مصلحة عظيمة موجود في عهد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وما وجد سببه في عهد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ولم يفعله فتركه هو السنة؛ إذ لو كان شرعاً لفعله النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، فلا بد من دليل خاص يدل على أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان يدعو للمسلمين، فإن لم يوجد دليل خاص فإننا لا نأخذ به، ولا نقول: إنه من سنن الخطبة، وغاية ما نقول: إنه من الجائز، لكن قد روي أن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ((كان يستغفر للمؤمنين في كل جمعة)) (1)، فإن صح هذا الحديث فهو أصل في الموضوع، وحينئذٍ لنا أن نقول: إن الدعاء سنّة، أما إذا لم يصح فنقول: إن الدعاء جائز، وحينئذٍ لا يتخذ سنّة راتبة يواظب عليه؛ لأنه إذا اتخذ سنّة راتبة يواظب عليه فهم الناس أنه سنّة، وكل شيء يوجب أن يفهم الناس منه خلاف حقيقة الواقع فإنه ينبغي تجنبه. انتهى.

وقال فضيلة الشيخ العلامة/ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- كما في "المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان" - (الجزء: 1/ الصفحة: 388) , ما يلي:

السؤال:
بعض الناس يعيب على خطباء الجوامع الدعاء لولاة الأمر على المنبر. فما توجيه فضيلتكم حيال ذلك؟

الجواب:

من قال ذلك؛ فالعيب فيه هو وليس في الخطباء؛ الخطباء إذا دعوا لولاة الأمور فهم على السنة ولله الحمد؛ لأن الدعاء لولاة الأمور من النصيحة لهم، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((الدين النصيحة)) (2)، ومن النصيحة وأعظم النصيحة الدعاء للمسلمين ولولاة أمورهم، هذا من أعظم النصيحة.

والإمام أحمد رحمه الله كان يعذب من قبل الوالي، فيضرب ويجر، ومع هذا كان يقول: لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان، وذلك لأن السلطان إذا صلح أصلح الله به البلاد والعباد، فالدعاء لولاة الأمور أمر مستحب موافق للسنة وعمل المسلمين، وما زال المسلمون يدعون لولاة الأمور على المنابر، يدعون لهم بالصلاح والهداية، ولا ينكر هذا إلا جاهل أو مغرض يريد الفتنة بين المسلمين، وإذا كان الكافر يدعى له بالهداية؛ فكيف لا يدعى للمسلم بالهداية والصلاح. انتهى.

وقال فضيلة الشيخ/ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ -حفظه الله- كما في الشريط الذي هو بعنوان "وقفات مع كلمات لابن مسعود -رضي الله عنه-", ما يلي:

السؤال:
وهذا يقول ما حكم الدعاء لولي الأمر على المنبر، سواء كان في خطبة الجمعة أو غير ذلك، وما رأيك في عدم تجويز الشاطبي لذلك في كتابه الاعتصام؟

الجواب:
الدعاء لولاة الأمور لم يكن في عهد الخلفاء الراشدين، وظهر في آخر عهد الصحابة وفي عهد التابعين، واستمر سنة إلى يومنا هذا.

وبسبب ذلك أنه لما ظهرت الخوارج، وكان الخوارج يرون التدين ببغض ولاة أمور المسلمين وكراهتهم و الخروج عليهم، خالفهم أهل السنة بالدعاء ظاهراً على المنابر في العلن لولاة الأمور، كما خالف أهل السنة خالفوا الرافضة بالترضي عن زوجات النبي وعن آله على المنبر.

فلما ظهر الابتداع صارت مخالفة المبتدعة سنة ماضية، ولهذا يذكر العلماء إن من سنن خطبة الجمعة إن يدعا فيها لولي الأمر، والدعاء لولي الأمر سنة ماضية، ومن علامات أهل السنة الدعاء لولاة الأمور، ومن علامات أهل البدع الدعاء على ولاة الأمور كما صرح بذلك البربهاري وغيره في كتاب السنة.

لكن الدعاء شيء والمدح شيء آخر.المدح لا يجوز؛ لأنه يراد به الدنيا.
وأما الدعاء فيراد به صلاح الدين والدنيا والآخرة، فالدعاء مبعثه أمر شرعي لله.
وأما المدح فلأهله مقاصد مختلفة، ولهذا العلماء يدعون ولا يمدحون مدحاً مطلقاً، قد يثني بعضهم بثناء خاص مقيد لظهور فائدة عمل عمله ولي الأمر؛ لكن هذا على الاستثناء ليس قاعدة مطَّردة يثني لتشجيعه على الخير وترغيبه فيه وحثه عليه.

أما المدح فإنه ليس من صنيع السلف الصالح، وإنما من صنيعهم الدعاء؛ لأن الدعاء مما يرجى به صلاح دينه، وإذا صلح دين ولي الأمر صلح به شيء كثير.
نكتفي بهذا القدر، وأسال الله جل وعلا لي ولكم البصيرة والختام والحسن.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد

==========
(1) أخرجه البزار (2/307) «كشف الأستار» عن سمرة بن جندب رضي الله عنه.
قال البزار: «لا نعلمه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم إلا بهذا الإسناد». وقال الهيثمي في «المجمع» (2/190): «وفي إسناد البزار يوسف بن خالد السمتي وهو ضعيف». وقال الحافظ في «البلوغ» (492): «بإسناد فيه لين».
(2) رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (1/74) من حديث تميم الداري -رضي الله عنه
نورالجنة
نورالجنة


السنة فيما يتعلق بولي الأمة

هذه أغلب الأحاديث من رسالة الشيخ أبو عمر أحمد بن عمر بن سالم بازمول الموسومة باسم " السنة فيما يتعلق بولي الأمة " مع زيادة بعض الأحاديث و بعض العناوين .



-1 فضيلة الإمام العادل :
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَحْيَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي خُبَيْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمْ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ إِمَامٌ عَادْلٌ .. و ذكر الحديث ، أخرجه البخاري و مسلم

وعن عياض بن حمار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أهل الجنة ثلاثة: ذو سلطان مقسط موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربي ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال " رواه مسلم .

عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " السلطان ولي من لا ولي له " أخرجه أحمد في المسند و أبو داود في السنن و صححه الألباني في الإرواء .


2- محبة ولي الأمر و توقيره و احترامه :
حَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ أَخْبَرَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ رُزَيْقِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ مُسْلِمِ بْنِ قَرَظَةَ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ " – أخرجه مسلم في الصحيح . و معنى تصلون عليهم : أي تدعون لهم .

و عن زياد بن كسيب العدوي قال كنت مع أبي بكرة تحت منبر بن عامر وهو يخطب وعليه ثياب رقاق فقال أبو بلال انظروا إلى أميرنا يلبس ثياب الفساق فقال أبو بكرة اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله " حديث حسن أخرجه أحمد في المسند و الترمذي في السنن و حسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه .

و عن عائشة رضي الله تعالى عنها عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : خصلات ست ما من مسلم يموت في واحدة منهن إلا كانت ضامنا على الله أن يدخله الجنة : رجل خرج مجاهدا فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله ورجل تبع جنازة فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله ورجل عاد مريضا فان مات في وجهه كان ضامنا على الله ورجل توضأ فاحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لصلاته فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله ورجل أتى إماما لا يأتيه إلا ليعزره ويوقره فإن مات في وجهه ذلك كان ضامنا على الله ورجل في بيته لا يغتاب مسلما ولا يجر إليهم سخطا ولا نقمة فإن مات في وجهه كان ضامنا على الله " أخرجه الطبراني في الأوسط و صححه الألباني في الصحيحة .


3- من أذل ولي الأمر ثغر ثغرة في الإسلام :

حدثنا الحسن بن البزار ، حدثنا أبو توبة ، ثنا محمد بن مهاجر ، عن ابن حلبس ، عن معاوية بن أبي سفيان ، قال : لما خرج أبو ذر إلى الربذة ، لقيه ركب من أهل العراق ، فقالوا : يا أبا ذر ، قد بلغنا الذي صنع بك ، فاعقد لواء يأتك رجال ما شئت . قال : مهلا مهلا يا أهل الإسلام ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « سيكون بعدي سلطان فأعزوه من التمس ذله ثغر ثغرة في الإسلام ، ولم يقبل منه توبة حتى يعيدها كما كانت »
حديث صحيح أخرجه ابن عاصم في السنة و صححه الألباني في ظلال الجنة


4- حاجة الناس إلى حاكم يسمعون و يطيعون له :

قال الحسن البصري :" و الله لا يستقيم الدين إلا بولاة الأمر و إن جاروا و ظلموا و الله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون " ــ جامع العلوم والحكم (2\117)

و قال الحافظ ابن رجب : " السمع و الطاعة لولاة أمور المسلمين فيها سعادة الدنيا و بها تنتظم مصالح العباد في معايشهم و بها يستعينون على إظهار دينهم و طاعة ربهم " جامع العلوم و الحكم .

5- وجوب السمع و الطاعة لولي الأمر :

قال تعالى : " {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (59) سورة النساء
قال ابن كثير: وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: { وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ } يعني: أهل الفقه والدين. وكذا قال مجاهد، وعطاء، والحسن البصري، وأبو العالية: { وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ } يعني: العلماء. والظاهر -والله أعلم-أن الآية في جميع أولي الأمر من الأمراء والعلماء، كما تقدم .
و قال النووي : " المراد بأولي الأمر من أوجب الله طاعته من الولاة و الأمراء هذا قول جماهير السلف و الخلف من المفسرين و الفقهاء و غيرهم " شرح مسلم .

6- طاعة الأمير من طاعة الله و رسوله صلى الله عليه و سلم :
حدثنا أبو الحسن العلوي أنا عبيد الله بن إبراهيم بن بالويه و أنا أبو طاهر الفقيه قال : نا أبو بكر القطان قالا : نا أحمد بن يوسف السلمي نا عبد الرزاق نا معمر عن همام بن منبه هذا ما حدثنا أبو هريرة قال : و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" من أطاعني فقد أطاع الله و من يعصني فقد عصى الله و من يطع الأمير فقد أطاعني و من يعص الأمير فقد عصاني " أخرجه البخاري في الصحيح و رواه مسلم عن محمد بن رافع عن عبد الرزاق .

7- وصية النبي صلى الله عليه و سلم بالسمع و الطاعة :
حدثنا علي بن حجر حدثنا بقية بن الوليد عن بجير بن سعد عن خالد بن معدان عن عبد الرحمن بن عمرو السلمي عن العرباض بن سارية قال : " وعظنا رسول الله صلى الله عليه و سلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال رجل : إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله ؟ قال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ " قال أبو عيسى : هذا حديث صحيح و أخرجه أبو داود في السنن و الحديث صححه الألباني في الصحيحة .

و حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : إِنَّ خَلِيلِي أَوْصَانِي أَنْ أَسْمَعَ وَأُطِيعَ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا مُجَدَّعَ الْأَطْرَافِ " أخرجه مسلم .
مُجَدَّعَ : أي مقطوعَ .

8- الأمر بالسمع و الطاعة في كل الأحوال :
حدثنا سعيد بن منصور وقتيبة بن سعيد كلاهما عن يعقوب قال سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك " أخرجه مسلم . أثرة عليك : أي أخذ حقا هو لك .

حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرٍو عَنْ بُكَيْرٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيهِ بُرْهَانٌ " أخرجه البخاري و مسلم .


9- إذا أمر ولي الأمر بمعصية فلا سمع و لا طاعة في تلك المعصية :
حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن عبيد الله قال حدثني نافع عن بن عمر رضي الله عنهما عن النبي - عليه الصلاة والسلام - وحدثني محمد بن صباح حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر رضي الله عنهما عن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال * السمع والطاعة حق ما لم يؤمر بالمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة " أخرجه البخاري و مسلم .
و لقوله صلى الله عليه و سلم : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " أصل الحديث في صحيح البخاري و مسلم .

10- من أخذ لنفسه البيعة مع وجود السلطان وجب قتله :
روى مسلم في صحيحه من حديث عرفجة قال سمعت رسول الله صلى اله عليه و سلم يقول :" ( من أتاكم و أمركم جميع على رجل واحد يريد ان يشق عصاكم و يفرق جماعتكم فاضربوا عنقه كائنا من كان " .و رواه الطبراني في المعجم الكبير بلفظ "حدثنا الحسين بن اسحاق التستري ثنا عثمان بن أبي شيبة ثنا يونس بن أبي يعقوب عن أبيه عن عرفجة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( من أتاكم و أمركم جميع على رجل واحد يريد ان يفرق جماعتكم فاقتلوه ( .

11- وجوب لزوم الجماعة :
- حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ عَنْ مُسْلِمٍ حَدَّثَنِى زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ حَدَّثَنِي وَرْقَاءُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَعَدَلَ كَانَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرٌ وَإِنْ يَأْمُرْ بِغَيْرِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ " أخرجه البخاري و مسلم .
- و عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "عليكم بالجماعة و إياكم و الفرقة فإن الشيطان مع الواحد و هو مع الاثنين أبعد من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة من سرته حسنته و ساءته سيئته فذلكم المؤمن " أخرجه الترمذي في السنن و صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي.
- و لما أراد بعض العلماء نزع يد الطاعة في ولاية الواثق بسبب فتنة خلق القرآن منعهم الإمام أحمد و ناظرهم في ذلك و قال : عليكم بالإنكار في قلوبكم و لا تخلعوا يداً من طاعة لا تشقوا عصا المسلمين و لا تسفكوا دماءكم و دماء المسلمين معكم و انظروا في عاقبة أمركم و اصبروا حتى يستريح بر و يستراح من فاجر و ليس هذا ـ أي نزع أيديهم من طاعة ولي الأمر ـ صواباً هذا خلاف الآثار ، فقال بعضهم : إنا نخاف على أولادنا إذا ظهر هذا لم يعرفوا غيره و يمحى الإسلام و يدرس فقال لهم الإمام أحمد : كلا إن الله عز و جل ناصر دينه و إن هذا الأمر له رب ينصره و إن الإسلام عزيز منيع فخرجوا من عند أبي عبد الله و لم يجبهم إلى شيء مما عزموا عليه أكثر من النهي عن ذلك و الاحتجاج عليهم بالسمع و الطاعة حتى يفرج الله عن الأمة فلم يقبلوا منه .

12- حكم الخروج على الحاكم :
عن ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فلْيَصْبِرْ؛ فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " أخرجه البخاري في: 92 كتاب الفتن: 2 باب قول النبي صلى الله عليه وسلم سترون بعدي أمورًا تنكرونها و مسلم .
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ يَعْنِي ابْنَ حَازِمٍ حَدَّثَنَا غَيْلَانُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِي قَيْسِ بْنِ رِيَاحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " مَنْ خَرَجَ مِنْ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ " رواه مسلم .

13- الأمر بالصبر و إن صدرت أثرة :
- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ سَتَكُونُ أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ – من السمع و الطاعة - وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ " أخرجه البخاري و مسلم .
- وقال ابن جرير: حدثني علي بن مسلم الطوسي، حدثنا ابن أبي فديك، حدثني عبد الله بن محمد بن عروة (7) عن هشام بن عروة، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "سيليكم بعدي ولاة، فيليكم البر ببره، ويليكم الفاجر بفجوره، فاسمعوا لهم وأطيعوا في كل ما وافق الحق، وصلوا وراءهم، فإن أحسنوا فلكم ولهم وإن أساءوا فلكم وعليهم" ( رواه ابن كثير في تفسيره تفسير الطبري (8/49 .
- وروى مسلم أيضا، عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال: دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة، والناس حوله مجتمعون عليه، فأتيتهم فجلست إليه فقال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه، ومنا من يَنْتَضل، ومنا من هو في جَشَره إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصلاة جامعة. فاجتمعنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حقًا عليه أن يَدُل أمته على خير ما يعلمه لهم، وينذرهم شر ما يعلمه لهم، وإن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها، وسيصيب آخرها بلاء وأمور تُنْكرونها، وتجيء فتن يَرفُق بعضُها بعضا، وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي، ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه، فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صَفْقَة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عُنُق الآخر". قال: فدنوت منه فقلت: أنشدك بالله آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأهوى إلى أذنيه وقلبه بيديه وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي، فقلت له: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل، ونقتل أنفسنا، والله تعالى يقول: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا } قال: فسكت ساعة ثم قال: أطعه في طاعة الله، واعصه في معصية الله.
- عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إنه سيكون أثرة و أمور تنكرونها قال : فما يصنع من أدرك ذلك منا يا رسول الله ؟ قال : أدوا الحق الذي عليكم و سلوا الله الذي لكم " أخرجه البخاري و مسلم .

14 – النهي عن نزع يد من طاعة :
- حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ يَعْنِي ابْنَ مُسْلِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ أَخْبَرَنِي مَوْلَى بَنِي فَزَارَةَ وَهُوَ رُزَيْقُ بْنُ حَيَّانَ أَنَّهُ سَمِعَ مُسْلِمَ بْنَ قَرَظَةَ ابْنَ عَمِّ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ يَقُولُ سَمِعْتُ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيَّ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ " رواه مسلم في صحيحه
- حدثنا همام ، عن محمد ، سمع عبد الملك بن أبي بشير ، عن علقمة بن وائل ، عن أبيه ، أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إن كان علينا أمراء يعملون بغير طاعة الله ؟ فقال : « عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم » .أخرجه مسلم في الصحيح و البخاري في التاريخ الكبير .
- و عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " سيكون بعدي أئمة لا يهتدون بهديي و لا يستنون بسنتي و سيقوم رجال قلوبهم قلوب رجال في جثمان إنسان فقلت : كيف أصنع إن أدركني ذلك ؟ قال : تسمع للأمير الأعظم و إن ضرب ظهرك و أخذ مالك " أخرجه البخاري و مسلم

15- من نزع يدا من طاعة لا حجة له يوم القيامة :
حدثنا يعقوب بن حميد ، ثنا المغيرة بن عبد الرحمن ، عن ابن عجلان ، عن زيد بن أسلم ، قال : دخل ابن عمر على ابن مطيع زمان الفتنة ، وقال : قربوا إلى أبي عبد الرحمن وسادة ، فقال ابن عمر : إنما جئت لأخبرك بكلمتين سمعتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من نزع يده من طاعة لم يكن له يوم القيامة حجة ، ومن مات مفارقا للجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية » رواه ابن عاصم في السنة و مسلم .

14- من نزع يدا من طاعة كان من الغادرين يوم القيامة :
لما خلع أهل المدينة يزيد ابن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال:إني سمعت رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يقول " ينصب لكل غادر لواءٌ يوم القيامة وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجلٌ على بيع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ينصب له القتال وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه " أخرجه البخاري و مسلم .


15 – عقوبة من بايع الحاكم من أجل الدنيا فقط :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم رجل على فضل ماء بطريق يمنع منه ابن السبيل عنده و رجل بايع رجلا لا يبايعه إلا للدنيا فإن أعطاه ما يريد وفى له وإلا لم يف له ورجل ساوم رجلا بسلعة بعد العصر فحلف بالله لقد أعطى بها كذا و كذا فأخذها " أخرجه البخاري و مسلم .

16 - كيفية التعامل مع معاصي الحاكم و مخالفاته :
عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( خيار أئمتكم الذي تحبونهم ويحبونكم وتدعون الله لهم ويدعون الله لكم وشرار
أئمتمكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم ) قيل يا رسول الله أفلا ننابذهم ؟ قال : ( لا ما أقاموا الصلاة
فيكم فإذا رأيتم من واليكم شيئا تكرهونه فأكرهوا عمله ولا تنزعوا يدا من طاعة أخرجه مسلم
نورالجنة
نورالجنة
مُعَامَلَة وُلاةِ الأَمْرِ ||
بشرح الشَّيْخِ الفَاضِل / عبدالله بن عبدالرحيم البُخاري - جزاهُ الله تعالى خير الجزاء


معاملة ولاة الأمر 2 - الشيخ عبدالله البخاري.mp3
www.4shared.com