كتب الأخ (س.س):
(زانية، تائبة، هل أتزوجها؟ هل ينعدل ديل الكلب، أم التوبة تجبّ ما قبلها؟ أفيدوني)؟
الخلاصة
باب التوبة مفتوح على مصراعيه، فمن تاب صادقاً تاب الله عليه.
إن كان في الزواج من التائب (ذكراً كان أو أنثى) صرف له عن طريق الباطل وثبات على طريق الحق، كان للمقدم على الزواج (ذكراً كان أو أنثى) أجر إضافي لتحقيقه الإحصان للتائب والحيلولة بينه وبين الحرام.
التفصيل، وبالله التوفيق
الزنا من الكبائر التي توجب الحدّ، ومن الفواحش التي تعافها نفس الحر، قال تعالى: {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً}. وقد سد الإسلام في تشريعه المتكامل الأبواب المفضية إلى هذه الفاحشة فأمر بغض البصر، وبالستر، وحرم الخلوة بين الجنسين، ووجه الشباب نحو العفة والاستقامة، وأمر أولياء الأمور بتيسير أمور الزواج وتخفيض المهور، ورغب بالزواج من صاحبة وصاحب الدين، وغيرها من الأمور المعروفة الشائعة.
والتوبة من رحمة الله تعالى على عباده، قال تعالى: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }.
وباب التوبة في الإسلام واسع كما هي رحمة الله تعالى واسعة لا يحيطها شيء، قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}، ولا يستثنى من ذلك إلا الشرك به سبحانه، إلا أن يتوب المشرك قبل الموت: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء}.
الأحكام الواردة في آية الزنا
قال ابن كثير في تفسيره قوله تعالى: {الزَّانِي لا يَنكِحُ إلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ}:
"هذا خبر من الله تعالى بأن الزاني لا يطأ إلا زانية أو مشركة، أي لا يطاوعه على مراده من الزنا إلا زانية عاصية، أو مشركة لا ترى حرمة ذلك، وكذلك {الزانية لا ينكحها إلا زان} أي عاص بزناه {أو مشرك} لا يعتقد تحريمه، قال سفيان الثوري عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (رضي الله عنهما): {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة}، قال: ليس هذا بالنكاح، إنما هو الجماع لا يزني بها إلا زان أو مشرك، وهذا إسناد صحيح عنه، وقد روي عنه من غير وجه أيضاً. وقد روي عن مجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير وعروة بن الزبير والضحاك ومكحول ومقاتل بن حيان وغير واحد نحو ذلك.
وقوله تعالى: {وحرم ذلك على المؤمنين} أي تعاطيه والتزوج بالبغايا، أو تزويج العفائف بالرجال الفجّار، وقال أبو داود الطيالسي: حدثنا قيس عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس {وحرم ذلك على المؤمنين} قال: حرم الله الزنا على المؤمنين. وقال قتادة ومقاتل بن حيان: حرم الله على المؤمنين نكاح البغايا، وتقدم ذلك فقال {وحرم ذلك على المؤمنين} وهذه الاَية كقوله تعالى: {محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان}. وقوله {محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان} الاَية، ومن ههنا ذهب الإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله) إلى أنه لا يصح العقد من الرجل العفيف على المرأة البغي ما دامت كذلك حتى تستتاب، فإن تابت صح العقد عليها وإلا فلا، وكذلك لا يصح تزويج المرأة الحرة العفيفة بالرجل الفاجر المسافح حتى يتوب توبة صحيحة لقوله تعالى: {وحرم ذلك على المؤمنين}.
وقال الإمام أحمد: حدثنا عارم حدثنا معتمر بن سليمان قال أبي حدثنا الحضرمي عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن عمر (رضي الله عنهما) أن رجلاً من المؤمنين استأذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في امرأة يقال لها أم مهزول كانت تسافح وتشترط له أن تنفق عليه، قال: فاستأذن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو ذكر له أمرها، قال: فقرأ عليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم): {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك وحرّم ذلك على المؤمنين}".
ويقول ابن كثير في بيان حكم التائب أو التائبة من الزنا:
"قالوا فأما إذا حصلت توبة فإنه يحل التزويج، كما قال الإمام أبو محمد بن أبي حاتم رحمه الله: حدثنا أبو سعيد الأشج, حدثنا أبو خالد عن ابن أبي ذئب قال: سمعت شعبة مولى ابن عباس (رضي الله عنه) قال: سمعت ابن عباس وسأله رجل فقال: إني كنت ألم بامرأة آتي منها ما حرم الله (عز وجل) عليّ، فرزقني الله عز وجل من ذلك توبة، فأردت أن أتزوجها، فقال أناس: إن الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة، فقال ابن عباس: ليس هذا في هذا، انكحها فما كان من إثم فعليّ".
وقال بعضهم بنسخها، في تفسير ابن كثير:
"وقد ادعى طائفة آخرون من العلماء أن هذه الاَية منسوخة، قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، قال: ذكر عنده {الزاني لا ينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لا ينكحها إلا زان أو مشرك} قال: كان يقال نسختها التي بعدها {وأنكحوا الأيامى منكم}، قال: كان يقال الأيامى من المسلمين، وهكذا رواه أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب الناسخ والمنسوخ له عن سعيد بن المسيب، ونص على ذلك أيضاً الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي".
شروط الزواج من الزانية التائبة
يشترط لصحة الزواج من الزانية التائبة ما يلي:
1ً) التوبة النصوح، فالإسلام يجبّ ما قبله والتوبة تجبُّ ما قبلها، وقد تقدم نهى الله (عز وجل) عن نكاح الزانية غير التائبة بقوله: {الزانية لا ينكحها إلآَّ زانٍ أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين}.
2ً) وضع حملها إن كانت حاملاً.
واختلف العلماء إن لم تكن حاملاً على قولين:
الأول: تعتد بحيضة واحدة، وهذا مذهب الجمهور.
الآخر: تعتد بثلاثة قروء إن كانت من ذوات الأقراء، أو بثلاثة شهور إن كانت صغيرة لا تحيض أو كبيرة انقطع دمها، وهذا مذهب مالك، ورواية عن أحمد.
فائدة
الزنا من الابتلاءات التي عمت بلاد المسلمين في زمن لم يعد يحترم الناس فيه حقوق الله ولا حقوق عباده، وساهم فيه النظامان الاقتصادي والاجتماعي في إغلاق أبواب الحلال وفتح أبواب الحرام على مصراعيها -إلا من رحم ربُك- وفي كل الأحوال لا يصح للمسلم أن يبرر لنفسه الوقوع فيما نهى الله عنه، قال عز وجل: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب}، وعن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "ما أمرتكم به فخذوه وما نهيتكم عنه فانتهوا" .
والله تعالى أعلم وأحكم
منقول
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسن إلى يوم الدين وبعد:
إن الزنا من أكبر الكبائر وأسوء العواقب وقد قرنها الله بالشرك وقتل النفس بغير حق ومن المؤسف أننا نرى جل نساء المسلمن متبرجات بسبب ذهاب الغيرةعند الرجال رسالتي إلى كل فتاة مسلمة أن تسيجب إلى دعوة الحق للبس الجلباب...وأن لا تكون سببا في فتنة الغير لارتكاب جريمة الزنى وزنى العين النظر، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
منقول
تذكروا اخواتي قول الزهراء رضي الله عنها بما معناه :
افضل النساء من لايراها الرجال ولا ترى هي الرجال
حفظنا الله واياكم من كل سوء وفاحشة
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
بنت الاموي @bnt_alamoy
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
22سماء
•
اللهم احفظناذرياتنا
الصفحة الأخيرة