الحمد لله رب العالمين القائل في محكم التنزيل (( الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ))
والصلاة والسلام على خير من قرأ القرآن وصلى وصام وقام القائل « خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ » رواه البخاري
والقائل « الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ ، وَالَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ » رواه مسلم
اتجهوا إلى الله سبحانه و تعالى بالدعاء
و التضرع إليه وذلك من خلال حفظ كتابه و العمل به على الوجه الذي يرضيه عنكم وأخلصوا النية إلى الله تعالى
واحذروا من كثرة الذنوب والمعاصي فإنها تنسي العبد القرآن وتنسيه نفسه وتعمي قلبه عن ذكر الله وتلاوة وحفظ القرآن .
عن عبدِ اللَّهِ بنِ عَمْرو بن العاصِ رضي اللَّه عَنهما عنِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « يُقَالُ لِصاحبِ الْقُرَآنِ : اقْرأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَما كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنْيَا ، فَإنَّ منْزِلَتَكَ عِنْد آخِرِ آيةٍ تَقْرَؤُهَا » رواه أبو داود ، والترْمذي وقال : حديث حسن صحيح
اعلموا أن تعلم القرآن يزيدكم خيرا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يقرأ القرآن وهو عليه شاق ويتتعتع فيه له أجران)) رواه مسلم، ومعنى: ((يتتعتع)) قلة العلم بالقراءة، وهكذا قوله: وهو عليه شاق معناه قلة علمه بالقراءة، فعليكم أن تجتهدوا وتحرصوا على تعلم القراءة على من هو أعلم منكم، وفي ذلك فضل عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)) اخرجه البخاري في صحيحه، فخيار المسلمين هم أهل القرآن تعلما وتعليما وعملا ودعوة وتوجيها. والمقصود من العلم والتعلم هو العمل، وخير الناس من تعلم القرآن وعمل به وعلمه الناس ، ويقول عليه الصلاة والسلام: ((اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه)) رواه مسلم في صحيحه
واعلموا أن عملية الحفظ اصطفاء رباني لقوله تعالى ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا ) .. وعليكم بالمراجعة " تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها " رواه الشيخان
إن حافظ القرآن أكثر الناس تلاوة فهو أكثرهم جمعا لأجر التلاوة ففي الحديث:"من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها".
ورفعة في الدنيا أيضا قبل الآخرة قال النبي صلى الله عليه وسلم :"إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين".
وسبب لحياة القلب ونور العقل فعن قتادة قال: "أعمروا به قلوبكم, وأعروا به بيوتكم" وعن كعب رضي الله عنه قال :"عليكم بالقرآن فإنه فهم العقل , ونور الحكمة , وينابيع العلم , وأحدث الكتب بالرحمن عهدا وقال في التوراة:"يا محمد إني منزل عليك توراة حديثة تفتح بها أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا".
اعلموا أن بداية العلم هو حفظ القرآن، وكل آية تحفظونها باب مفتوح إلى الله تعالى، وكل آية لا تحفظونها باب مغلق، حال بينكم وبين ربكم، واعلموا أن المسلم لو عرض عليه ملء الأرض ذهباً لا يساوي نسيانه أقصر سورة في القرآن، بل لا يساوي حرفاً واحداً من كتاب الله تعالى, فينبغي أن يكون حرصكم على ما لا تحفظوه من القرآن أكثر من حرصكم على أقصر سورة في القرآن.
قال الشافعي -رحمه الله-:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور
ونور الله لا يُهدى لعاصي
وذكر ابن كثير في تفسيره لقول الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} (30) سورة الشورى.
عن الضحاك قال: ما نعلم أحداً حفظ القرآن ثم نسيه إلا بذنب, ثم قرأ {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ} الآية ثم قال الضحاك: وأي مصيبة أكبر من نسيان القرآن
اللهم ارحمني بالقران واجعله لي إماماً ونوراً وهدى ورحمة .. اللهم ذكرني منه مانسيت وعلمني منه ماجهلت وارزقني تلاوته آناء الليل وأطراف النهار واجعله لي حجة يارب العالمين * *
جزآك الله خير الدنيا والآخره
~
اللهم صلي وسلم على نبيك محمد
اللهم صلي وسلم على نبيك محمد
اللهم صلي وسلم على نبيك محمد