بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
هذه الكلمة "" لم يكتب الله لي كذا و كذا ""
هي متداولة جدا و بكل المجتمعات المسلمة و فيها من الخطأ الجم
و بالمنتدى أيضا فرغبت بالتنبيه عليها إن شاء الله للأخوات
السؤال: طرح للشيخ أبو عبد المعز فركوس رعاه الله
انتشر على أَلْسِنَةِ كثيرٍ مِنَ الناسِ عبارةُ: «مَاكَتْبَتْشْ» («لم تُكْتَبْ»)، أي:
لم يُكْتَبْ هذا الأمرُ عنده سبحانه؛ فهل هذه العبارةُ صحيحةٌ،
أم أنها مُناقِضةٌ لعقيدةِ الإيمان بالقضاء والقَدَر؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين،
وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فاعْلَمْ أنَّ عِلْمَ اللهِ بكُلِّ شيءٍ قبل وجودِه أَزَلِيٌّ، ويعلمُ أعمالَ العِبادِ قبل أَنْ يعملوها،
وقدَّرها لكُلِّ كائنٍ تقديرًا عامًّا شاملًا، وهو المكتوبُ في اللوح المحفوظ
وللتقدير العامِّ تقديرٌ مُفصَّلٌ كالتقدير العُمُريِّ أو الكتابة العُمُرية: التي تكون للجنين في بطنِ أُمِّهِ،
فيُكْتَبُ فيهاأَجَلُه ورِزْقُه وعَمَلُه وشقاوتُه أو سعادتُه، كما ثَبَتَ ذلك مِنْ حديثِ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه،
والتقديرِ الحوليِّ: وهو ما يُقَدَّرُ في ليلةِ القَدْرِ مِنْ حوادِثِ السَّنَةِ ووقائِعِ العام؛ قال تعالى:
﴿فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ ٤ أَمۡرٗا مِّنۡ عِندِنَآۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِينَ ٥﴾ ،
والتقديرِ اليوميِّ: وهو ما يُقَدَّرُ مِنْ وقائعِ اليومِ مِنْ مرضٍ ومُعافاةٍ وموتٍ وحياةٍ،
وعِزٍّ وذُلٍّ ونحوِ ذلك، قال تعالى: ﴿كُلَّ يَوۡمٍ هُوَ فِي شَأۡنٖ ٢٩﴾ .
لذلك يجب الاعتقادُ الجازم بأنَّ الله تعالى قد كَتَبَ في اللوح المحفوظِ مقاديرَ كُلِّ الأشياء الدقيقة والجليلة،
ما كان وما يكون إلى أَنْ تقوم الساعةُ، وليس منها شيءٌ غيرُ مكتوبٍ.
وممَّا سَبَق يتجلَّى أنَّ عبارةَ: «ماكتبتش» غيرُ صحيحةٍ إذا ما أُتِيَ بها في أمورٍ قد كانَتْ ووَقَعَتْ؛
لأنَّ الوقوع دليلٌ على أنه مكتوبٌ مُقدَّرٌ؛ فلو لم يكن كذلك لم يقع.
ولا يصحُّ إطلاقُ العبارة ـ أيضًا ـ بصيغةٍ مُستقبَليةٍ ـ أي: «ما تَتَّكْتَبْشْ» («لن تقع مُستقبَلًا») ـ
فيما أخبر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم بوقوعه في المُستقبَلِ بأنه سيكون: مثل خروج الدابَّة والدجَّال ويأجوجَ ومأجوجَ،
ونزولِ عيسى، وطلوعِ الشمس مِنْ مغربها، ونحوِها مِنَ المغيَّبات اللاحقةِ حقائقُها آخِرَ الزمان؛
فإنها مِنَ المكتوب المقدَّر قبل خَلْقِ السماوات والأرض بخمسين ألفَ سنةٍ
كما صحَّ في حديثِ عبد الله بنِ عمرِو بنِ العاص رضي الله عنهما "" مسلم
ولا بُدَّ أَنْ تَقَع على مُرادِ الله تعالى في وقتها المُقدَّر لها، لا تتقدَّم عنه ولا تتأخَّر؛
فإنَّ ما شاء اللهُ إمَّا كان أو يكون.
أمَّا إطلاقُ العبارةِ السابقة فيما لم يَشَإِ اللهُ وقوعَه فصحيحةٌ؛
لأنَّ ما لم يَشَإِ اللهُ لم يكن؛ قال الطحاويُّ ـ رحمه الله ـ:
«ونؤمن باللوح والقلم، وبجميعِ ما فيه قد رُقِم؛ فلو اجتمع الخَلْقُ كُلُّهم على شيءٍ كَتَبه اللهُ تعال
ى فيه أنه كائنٌ ليجعلوه غيرَ كائنٍ لم يقدروا عليه، ولو اجتمعوا كُلُّهم على شيءٍ لم يكتبه اللهُ
تعالى فيه ليجعلوه كائنًا لم يَقْدِروا عليه، جفَّ القلمُ بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة،
وما أخطأ العبدَ لم يكن ليُصيبَه، وما أصابه لم يكن ليُخْطِئه»(٣).
ومِنَ الأدلَّةِ الشرعية التي تُؤكِّدُ هذا المعنى: قولُه تعالى: ﴿أَلَمۡ تَعۡلَمۡ أَنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَآءِ
وَٱلۡأَرۡضِۚ إِنَّ ذَٰلِكَ فِي كِتَٰبٍۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ ٧٠﴾ ،
وقولُه تعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقۡنَٰهُ بِقَدَرٖ ٤٩﴾ ،
وقولُه تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآ﴾ ،
وقولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللهُ القَلَمَ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ،
قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ» أبو داوود
وقولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ»أخرجه أحمد جزء منه
وقولُه صلَّى الله عليه وسلَّم: «جَفَّ القَلَمُ بِمَا أَنْتَ لَاقٍ»جزء من حديث اخرجه البخاري
وتفريعًا عليه، فالواجبُ على المسلمِ الإيمانُ الجازمُ بما قدَّرَهُ اللهُ وقَضَاهُ وكَتَبه في اللوح المحفوظ،
وهو مِنَ الغيب الذي لا يعلمه إلَّا اللهُ؛ فمَنْ أَنْكَرَ شيئًا مِنْ ذلك لم يكن مُؤْمِنًا؛
لاختلالِ ركنٍ مِنَ الإيمانِ الخاصِّ، وأمَّا عبارةُ: «ماكتبتش» أو «ما تتكتبش»أو لم يكتب الله لي كذا
، ففيها التفصيلُ السابق، ولا يجوز إطلاقُها ـ بحالٍ ـ على ما كان أو سيكون؛
لأنَّ ما شاء اللهُ كان وما لم يَشَأْ لم يكن؛ فإنَّ في العبارةِ السابقةِ ـ بهذا الاعتبارِ ـ
مساسًا بعقيدة الإيمان بالقضاء والقَدَر.
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين،
وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
♥️Morjana @morjana_3
عضوة مثابرة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
حكايآ طمُوح 💙
•
بارك لله فيك ونفع بك
بارك الله فيك يا مرجانة
ع التنبيه النافع
وجزى الله خيرا الشيخ الوقور
ونفع به العباد
ع التنبيه النافع
وجزى الله خيرا الشيخ الوقور
ونفع به العباد
حكايآ طمُوح 💙 :بارك لله فيك ونفع بكبارك لله فيك ونفع بك
و فيك بارك الله يا طموح
نفعني الله و إياك أخية
نفعني الله و إياك أخية
~ كـنــوووزة ~ :بارك الله فيك يا مرجانة ع التنبيه النافع وجزى الله خيرا الشيخ الوقور ونفع به العبادبارك الله فيك يا مرجانة ع التنبيه النافع وجزى الله خيرا الشيخ الوقور ونفع به العباد
و فيك بارك الله أختي
اللهم آمين و يحفظك يا أختي و أهلك اجمعين
اللهم آمين و يحفظك يا أختي و أهلك اجمعين
الصفحة الأخيرة