حكم من يلعن و يشتم الصحابة رضوان الله عليهم؟
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أولاً : عدالة الصحابة معلومة مشهورة ، ولا يُجادِل فيها إلا من في قلبه مرض . وقد مضَت القرون المفضّلة ولم يَكن أحد يتكلّم في عدالة الصحابة ، فضلا عن الطعن فيهم.
فكان علماء الإسلام إذا ترجَموا للصحابي اكتفوا بقول ( صحابي ) أو أثبَتُوا مشاهِده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو أثبتوا اللُّقيا ، أو الرؤية .
فكان هذا كافيا في عدالة الصحابة رضي الله عنهم . وهل يَحتاج أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم إلى تزكيةِ أحد من البشر وقد زكّاهم رب البشر سبحانه وتعالى ؟
وهل يَحتاجون إلى ثناء أحد وقد أثنى عليهم رب العزة سبحانه وتعالى ؟ وهل يَحتاجون إلى تعديل أحد وقد عدّلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ونهى عن سبِّهم ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا أصحابي ، فلوا أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نَصِيفه . رواه البخاري ومسلم .
ثانياً : مَن وَقَع في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ففي قلبه غِلّ على خيار الأمة .
قال تعالى : ( وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) .
ومن سبّ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فهو مَلعون بِلعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال عليه الصلاة والسلام : من سبّ أصحابي فعليه لعنة الله . رواه ابن أبي عاصم في كتاب " السنة " وقال الألباني : حديث حسن .
وكان أئمة أهل السنة يَرون أن سبّ الصحابة رضي الله عنه زندقة وَرِدّة عن دِين الإسلام . قال الإمام مالك بن أنس : من سبّ الصحابة فلا سهم له مع المسلمين في الفيء .
وروى الخلال في كتاب " السنة " عن أبي بكر المروذي قال : سألت أبا عبد الله عن من يَشتم أبا بكر وعمر وعائشة . قال : ما رآه على الإسلام . قال : وسمعت أبا عبد الله يقول : قال مالك : الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم سهم - أو قال _ : نصيب في الإسلام .
وروى عن عبد الملك بن عبد الحميد قال : سمعت أبا عبد الله قال : مَن شَتَم أخاف عليه الكفر مثل الروافض ، ثم قال : من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مَرَقَ عن الدِّين .
وروى عن زكريا بن يحيى قال : حدثنا أبو طالب أنه قال لأبي عبد الله : الرجل يشتم عثمان ، فأخبروني أن رجلا تكلّم فيه ، فقال : هذه زندقة .
وروى عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت أبي عن رجل شتم رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : ما أراه على الإسلام .
وليُعلَم أن من طَعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقد طَعن في دِين الله .
قال أبو زرعة : إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم انه زنديق ، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق ، والقرآن حق ، وإنما أدّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما يُريدون أن يجرحُوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة ، والجرح بهم أولى ، وهم زنادقة .
والله اعلي واعلم منقول اللهم احشرني مع امهات المؤمنين اللهم أمين
بكره احلى 2005 @bkrh_ahl_2005
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️