الصبر في المحن على أذى الظالمين ....
وعند النوازل والبلاء ....
يستجلبه العبد ويستعين عليه بثلاثة أشياء :
1) ملاحظة حسن الجزاء :
فعلى حسب ملاحظته والوثوق به ومطالعته يخف حمل البلاء لشهود العوض .
وهذا كما يخفف على كل متحمل مشقة عظيمة حملها لما يلاحظ من لذة عاقبتها ظفره بها .
ولولا ذلك لتعطلت مصالح الدنيا والآخرة ،
وما أقدم أحد على تحمل مشقة عاجلة إلا لثمرة مؤجلة
فالنفس موكلة بحب العاجل .
وإنما خاصة العقل : تلمح العواقب , ومطالعة الغايات .
وقد أجمع كل عقلاء الأمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم .
وعلى قدر التعب تكون الراحة .....
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ** وتأتي على قدر الكريم الكرائم
ويكبر في عين الصغير صغيرها ** وتصغر في عين العظيم العظائم
والقصد : ان ملاحظة حسن العاقبة تعين على الصبر فيما تتحملة باختيارك وغير اختيارك .
2) انتظار الفرج :
أي راحته ونسيمه ولذته ..
فإن انتظاره ومطالعته وترقبه يخفف حمل المشقة ولا سيما عند قوة الرجاء أو قطع الفرج .
3) تهوين البلية :
ومن ذلك أن يعد نعم الله وأياديه عنده فإن عجز عن عدها وأيس من حصرها هان عليه ما هو فيه من البلاء وراه _ بالنسبة إلى أيادي الله ونعمة _ كقطرة البحر .....
المصدر /
منقول بتصرف من كتاب تهذيب مدارج السالكين
لابن القيم الجوزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ـ أم ريـــــم ـ
•
جزاك الله خيرا ونفع بك وجعله في موازين حسناتك
الصفحة الأخيرة