
التفســـــير
{ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) }
يقول تعالى: شغلكم حب الدنيا ونعيمها وزهرتها عن طلب الآخرة
وابتغائها، وتمادى بكم ذلك حتى جاءكم الموت وزرتم المقابر،
وصرتم من أهلها؟!
{ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) }
واستمر اشتغالكم بذلك إلى أن صرتم إلى المقابر، ودُفنتم فيها.
{ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) }{ ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) }
ما هكذا ينبغي أن يُلْهيكم التكاثر بالأموال، سوف تتبيَّنون أن
الدار الآخرة خير لكم، ثم احذروا سوف تعلمون سوء عاقبة
انشغالكم عنها.
قال الحسن البصري: هذا وعيد بعد وعيد.
وقال الضحاك: { كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ } يعني: الكفار،
{ ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ } يعني: أيها المؤمنون.
{ كَلا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6)
ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) }
ما هكذا ينبغي أن يلهيكم التكاثر بالأموال، لو تعلمون حق العلم
لإنزجرتم، ولبادرتم إلى إنقاذ أنفسكم من الهلاك.
ثم قال لتبصرُنَّ الجحيم، ثم لتبصرُنَّها دون ريب، ثم لتسألُنَّ يوم
القيامة عن كل أنواع النعيم.
قال ابن كثير: { لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ }
هذا تفسير الوعيد المتقدم، وهو قوله:
{ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلا سَوْفَ تَعْلَمُونَ } تَوعَّدَهم بهذا
الحال، وهي رؤية النار التي إذا زفرت زفرة خَرَّ كل ملك
مقرب، ونبي مرسل على ركبتيه، من المهابة والعظمة
ومعاينة الأهوال، على ما جاء به الأثر المروي في ذلك.
قوله:{ ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } أي: ثم لتسألن يومئذ
عن شكر ما أنعم الله به عليكم، من الصحة والأمن والرزق
وغير ذلك. ما إذا قابلتم به نعمه من شكره وعبادته.

تم مراجعة مقرر الجمعة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأذكركم أخواتي برد أختنا تولين الحب حتى لا يضيع بين الصفحات
أعدت نسخه هنا حرصا مني حتى لا تظنوا أنه لم ينزل فقد أوصتني بتنزيله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأذكركم أخواتي برد أختنا تولين الحب حتى لا يضيع بين الصفحات
أعدت نسخه هنا حرصا مني حتى لا تظنوا أنه لم ينزل فقد أوصتني بتنزيله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
كيفك عزيزتي تولين...؟
تم حفظ ومراجعة سورة الغاشيه..ولله الحمد
ومراجعة مقرر يوم الخميس..
الله يجزاك خير حبيبتي موج البنفسج على التذكير
كيفك عزيزتي تولين...؟
تم حفظ ومراجعة سورة الغاشيه..ولله الحمد
ومراجعة مقرر يوم الخميس..
الله يجزاك خير حبيبتي موج البنفسج على التذكير

الصفحة الأخيرة
(الْقَارِعَةُ) مِنْ أَسْمَاءِ الْقِيَامَـــةِ؛ لأَنَّهَا تَقْرَعُ الْقُلُوبَ بالفَزَعِ،
أَوْ تَقْرَعُ أَعْدَاءَ اللَّهِ بِالْعَذَابِ.
(مَا الْقَارِعَةُ) للتعظيمِ وَالتَّفْخِيمِ لِشَأْنِهَا؛ أَيْ: أَيُّ شَيْءٍ هِيَ؟
(وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ ) تَأْكِيدٌ لِشِدَّةِ هَوْلِهَا وَمَزِيدِ فَظَاعَتِهَا،
وَالْمَعْنَى: وأيُّ شَيْءٍ أَعْلَمَكَ مَا شَأْنُ الْقَارِعَةِ؟
(يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ )الْفَرَاشُ: هُوَ الحَشَرةُ الطائرةُ ،
والمَبْثُوثِ: المُنْتَشِرُ، وَهَذَا تَشْبِيهٌ لِحَالِ النَّاسِ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ من القُبورِ
يَسِيرُونَ عَلَى غَيْرِ هُدًى فِي كُلِّ اتِّجَاهٍ؛ لِشِدَّةِ الهَوْلِ حَتَّى يُحْشَرُوا
إِلَى المَوْقِفِ.
(وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ)؛ أَيْ: كالصُّوفِ المُلَوَّنِ بالألوانِ
المختلفةِ الَّذِي نُفِشَ بالنَّدْفِ؛وَهَذَا لأَنَّهَا تَتَفَتَّتُ وَتَتَطَايَرُ،
(فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ) ثُمَّ ذَكَرَ سُبْحَانَهُ أَحْوَالَ النَّاسِ بعد المحاسبه
في الموقف ،وَتَفَرُّقَهُمْ فَرِيقَيْنِ عَلَى جِهَةِ الإجمالِ فَقَالَ
(فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ)وهِيَ أَعْمَالُهُ الصَّالِحَةُ،
وَالْمُرَادُ أَنَّهَا ثَقُلَتْ حَتَّى رَجَحَتْ بِسَيِّئَاتِهِ.
(فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ)؛ أَيْ: مَرْضِيَّةٍ يَرْضَاهَا صَاحِبُهَا، والعِيشَةُ
كَلِمَةٌ تَجْمَعُ النِّعَمَ الَّتِي فِي الْجَنَّةِ.
(وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ)؛ أَيْ: رَجَحَتْ سَيِّئَاتُهُ عَلَى حَسَنَاتِهِ أَ
وْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ يُعْتَدُّ بِهَا.
(فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ)أَيْ: فَمَسْكَنُهُ جَهَنَّمُ، وَسَمَّاهَا أُمَّهُ؛ لأَنَّهُ يَأْوِي إِلَيْهَا كَمَا
يَأْوِي الطِّفْلُ إِلَى أُمِّهِ، وَسُمِّيَتْ هَاوِيَةً؛لأَنَّهُ يَهْوِي فِيهَا مَعَ بُعْدِ قَعْرِهَا.
(وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ)هذَا الاسْتِفْهَامُ للتَّهْوِيلِ وَالتَّفْظِيعِ بِبَيَانِ أَنَّهَا خَارِجَةٌ
عَن المَعهودِ، بِحَيْثُ لا يُدْرَى كُنْهُهَا.
(نَارٌ حَامِيَةٌ)؛ أَيْ: قَد انْتَهَى حَرُّهَا وَبَلَغَ فِي الشِّدَّةِ إِلَى الْغَايَةِ.