Tooly22
Tooly22
تم الحفظ .. الحمدلله حتى يبلغ الحمد منتهاه .... اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك
تم الحفظ .. الحمدلله حتى يبلغ الحمد منتهاه .... اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم...
تم الحفظ
اسيره الاهات
اسيره الاهات
تم الحفظ
ام نايف م
ام نايف م
bpuQ17Z6SQA




وهذا التفسير من دروس حلقة بالقران نحيا للأخت همة وطموح جزاها الله خير ولا تنسوها من صالح الدعاء

{عم يتساءلون} :
يعني عم يتساءل هؤلاء،
ثم أجاب الله عز وجل عن هذا السؤال فقال:


{عن النبأ العظيم. الذي هم فيه مختلفون} :
وهذا النبأ هو ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من البيِّنات والهدى،
ولاسيما ما جاء به من الأخبار عن اليوم الآخر والبعث والجزاء،
وقد اختلف الناس في هذا النبأ الذي جاء به
النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
فمنهم من آمن به وصدق،
ومنهم من كفر به وكذب،
ومنهم من شك فيه وتردد


فبين الله أن هؤلاء الذين كذبوا سيعلمون ما كذبوا به علم اليقين،
وذلك إذا رأوا يوم القيامة يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه

من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق، ولهذا قال سبحانه هنا:



{كلا سيعلمون. ثم كلا سيعلمون}:
وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد ,
متوعدا لمنكري القيامة .





- ثم شرع وتعالى يبين قدرته العظيمة
على خلق الأشياء الغريبة والأمور العجيبة ،

الدالة على قدرته على ما يشاء من أمر المعاد وغيره ، فقال تعالى :

{ألم نجعل الأرض مهاداً}:
أي جعل الله الأرض مهاداً ممهدة للخلق ليست بالصلبة
التي لا يستطيعون حرثها، ولا المشي عليها إلا بصعوبة،
وليست باللينة الرخوة التي لا ينتفعون بها،
ولا يستقرون فيها، ولكنها ممهدة لهم على حسب مصالحهم
وعلى حسب ما ينتفعون به.



{والجبال أوتاداً} :
أي جعلها الله تعالى أوتاداً للأرض بمنزلة
الوتد للخيمة حيث يثبتها فتثبت به، وهي أيضاً ثابتة


* تأملي في عظمة الخالق :
وهذه الأوتاد قال علماء الأرض:
إن هذه الجبال لها جذور راسخة في الأرض
كما يرسخ جذر الوتد بالجدار، أو وتد الخيمة في الأرض
ولذلك تجدها صلبة قوية لا تزعزعها الرياح
وهذا من تمام قدرته ونعمته.





{وخلقناكم أزواجاً}:
أي أصنافاً ما بين ذكر وأنثى، وصغير وكبير، وأسود وأحمر،
وشقي وسعيد إلى غير ذلك مما يختلف الناس فيه،
فهم أزواج مختلفون على حسب ما أراده الله عز وجل واقتضته
حكمته ليعتبر الناس بقدرة الله تعالى،
وأنه قادر على أن يجعل هذا البشر الذين خلقوا من مادة واحدة
ومن أب واحد على هذه الأصناف المتنوعة المتباينة.




{وجعلنا نومكم سباتاً}:
أي قاطعاً للتعب، فالنوم يقطع ما سبقه من التعب،
ويستجد به الإنسان نشاطاً للمستقبل،
ولذلك تجد الرجل إذا تعب ثم نام استراح وتجدد نشاطه،
وهذا من النعمة وهو أيضاً من آيات الله كما
قال الله تعالى:
{ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله}. .




{وجعلنا الليل لباساً} :
أي جعل الله هذا الليل على الأرض بمنزلة اللباس
كأن الأرض تلبسه ويكون جلباباً لها،
وهذا لا يعرفه تمام المعرفة إلا من صعد فوق ظل الأرض،
وقد رأينا ذلك من الآيات العجيبة
إذا صعدت في الطائرة وارتفعت وقد غابت الشمس عن سطح الأرض
ثم تبينت لك الشمس بعد أن ترتفع تجد الأرض وكأنما كسيت بلباس أسود.
لا ترى شيئاً من الأرض كله سواد من تحتك .



{ وجعلنا النهار معاشاً}:
جعلناه مشرقا منيرا مضيئا ،
ليتمكن الناس من التصرف فيه والذهاب
والمجيء للمعاش والتكسب والتجارات ، وغير ذلك .



{وبنينا فوقكم سبعاً شداداً} :
السماوات السبع ،
في اتساعها وارتفاعها وإحكامها وإتقانها ،
وتزيينها بالكواكب الثوابت والسيارات .



{وجعلنا سراجاً وهَّاجاً} :
يعني بذلك الشمس فهي سراج مضيء،
وهي أيضاً ذات حرارة عظيمة.
{وهاجاً}:
أي وقَّادة، وحرارتها في أيام الصيف حرارة شديدة
مع بعدها الساحق عن الأرض،
فما ظنك بما يقرب منها،
ثم إنها تكون في أيام الحر في شدة حرها من فيح جهنم،
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:
«إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم».

وقال عليه الصلاة والسلام:
«اشتكت النار إلى الله فقالت:
يا رب، أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين،
نفس في الشتاء، ونفس في الصيف،
فأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم،
وأشد ما يكون من الحر من فيح جهنم
».

ومع ذلك فإن فيها مصلحة عظيمة للخلق فهي توفر على الخلق
أموالاً عظيمة في وقت النهار حيث يستغني الناس بها عن إيقاد الأنوار،
وكذلك الطاقة التي تستخرج منها تكون فيها فوائد كثيرة،
وكذلك إنضاج الثمار وغير هذا من الفوائد العديدة
من هذا السراج الذي جعله الله عز وجل لعباده.





{وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجَّاجاً} :

{وأنزلنا من المعصرات} :
يعني من السحاب، ووصفها الله بأنها معصرات
كأنما تعصر هذا المطر عند نزوله عصراً،
كما يعصر الثوب،
فإن هذا الماء يتخلل هذا السحاب
ويخرج منه كما يخرج الماء من الثوب المعصور،

{ ماء ثجَّاجاً }:
أي كثير الثج يعني الانهمار والتدفق وذلك لغزارته
وقوته حتى يروي الأرض .




{لنخرج به حبًّا ونباتاً }:
{ لنخرج به }:
أي لنخرج بهذا الماء الذي أنزل من السماء إلى الأرض
{ حبًّا ونباتاً }:
فتنبت الأرض ويخرج الله به من الحب
بجميع أصنافه وأنواعه البر والشعير والذرة وغيرها.
والنبات من الثمار كالتين والعنب وما أشبه ذلك .




{ وجنات ألفافا }:
أي بساتين ملتفاً بعضها إلى بعض،
من كثرتها وحسنها وبهائها حتى إنها لتستر من فيها لكثرتها،
والتفاف بعضها إلى بعض، وهي الأشجار التي لها ساق،
فيخرج من هذا الماء الثجاج الزروع والنخيل والأعناب
وغيرها سواء خرج منه مباشرة أو خرج منه بواسطة
استخراج الماء من باطن الأرض؛ لأن الماء
الذي في باطن الأرض هو من المطر.



لما ذكر الله تعالى ما أنعم به على العباد ذكر حال اليوم الآخر
وأنه ميقات يجمع الله به الأولين والآخرين

قال تعالى :
{إن يوم الفصل كان ميقاتاً} :
هو يوم القيامة،

* لماذ سٌمي بيوم الفصل ؟
لأن الله يفصل فيه بين العباد فيما شجر بينهم،
وفيما كانوا يختلفون فيه، فيفصل بين أهل الحق وأهل الباطل،
وأهل الكفر وأهل الإيمان،
وأهل العدوان وأهل الاعتدال،
ويفصل فيه أيضاً بين أهل الجنة والنار،
فريق في الجنة
وفريق في السعير.


{كان ميقاتاً}:
يعني ميقاتاً للجزاء موقوتاً لأجل معدود .




{يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجاً}:
والنافخ الموكل فيها إسرافيل، ينفخ فيها نفختين
الأولى: يفزع الناس ثم يصعقون فيموتون .
والثانية: يبعثون من قبورهم و تعود إليهم أرواحهم،

ولهذا قال هنا: {يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجاً}:
وفي الآية إيجاز بالحذف أي فتحيون فتأتون أفواجاً؛
فوجاً مع فوج أو يتلو فوجاً، وهذه الأفواج
ـ والله أعلم ـ
بحسب الأمم كل أمة تدعى إلى كتابها لتحاسب عليه،
فيأتي الناس أفواجاً في هذا الموقف العظيم
الذي تسوى فيه الأرض فيذرها الله عز وجل قاعاً صفصفاً
لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً.





{وفتحت السماء فكانت أبواباً}:

فتحت وانفرجت فتكون أبواباً يشاهدها الناس بعد
أن كانت سقفاً محفوظاً تكون في ذلك اليوم أبواباً مفتوحة،
وفي هذا دليل على كمال قدرة الله عز وجل
أن هذه السبع الشداد يجعلها الله تعالى يوم القيامة
كأن لم تكن، تكون أبواباً .



{وسيرت الجبال فكانت سراباً}:
أي أن الجبال العظيمة الصماء تُدك
فتكون كالرمل ثم تكون كالسراب تسير.



{إن جهنم كانت مرصاداً}:
أي مرصدة ومممدة للطاغين وجهنم أسم من أسماء كثيرة


*لماذا سميت جهنم ؟
لأنها ذات جهمة وظلمة بسوادها وقعرها أعاذنا الله وإياكم منها
وهي مرصاد للطاغين قد أعدها الله عز وجل لهم من الآن فهي موجودة
كما قال تعالى : {واتقوا النار التي أعدت للكافرين }
حين عرضت عليه وهو يصلي صلاة الكسوف.
ورأى فيها امرأة تعذَّب في قطة لها حبستها
لا هي أطعمتها ولا أرسلتها تأكل من خشاش الأرض .
ورأى فيها عمرو بن لحي الخزاعي يجر قصبه في النار
يعني أمعائه لأنه كان أول من أدخل الشرك على العرب.
هذه النار يقول الله عز وجل أنها :

{للطاغين مآبا }:
والطاغون جمع طاغ : وهو الذي تجاوز الحد .

وتجاوز الحد يكون في حقوق الله
ويكون في حقوق العباد ،

- أما في حقوق الله عز وجل :
فإنه التفريط في الواجب أو التعدي في المحرم .

- الطغيان في حقوق الآدميين :
فهو العدوان عليهم في أموالهم ودمائهم وأعراضهم .

وهذه الثلاثة التي حرمها رسول الله صلى الله و آله وسلم ،
وأعلن تحريمها في حجة الوداع في أكثر من موضع فقال:
((إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام )) .


{ مآبا } :
أي مكان أواب،
والأوب في الأصل الرجوع .


{لابثين فيها أحقابا }:
أي باقين فيها .
{أحقابا }:
أي مدداً طويلة ؛
وقد دل القرآن الكريم على أن هذه المدد
لا نهاية لها وأنها مدد أبدية .





{لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً}:
نفى الله سبحانه وتعالى عنهم البرد الذي تبرد به ظواهر أبدانهم،
والشراب الذي تبرد به أجوافهم.
ذلك لأنهم والعياذ بالله إذا عطشوا واستغاثوا كانوا كما قال الله تعالى:
{ وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل
يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً
} .
أما في ظاهر الجسم فقد قال الله تعالى :
{ خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ
ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ } .
.

وقال تعالى : { يصب من فوق رؤوسهم الحميم .
يُصهر به ما في بطونهم والجلود
} .

ما في بطونهم الأمعاء وهي باطن الجسم ،
فمن كان كذلك فإنهم لا يذوقون فيها برداً ولا شراباً يطفئ حرارة بطونهم
ومن تدبر ما في القران والسُّنة من الوعيد الشديد لأهل النار

فإنه كما قال السلف :
(عَجِبت للنار كيف ينام هاربها ،
وعجبت للجنة كيف ينام طالبها
) .



تــــأملي وقفي

إننا لو قال لنا قائل :
أن لكم في أقصى الدنيا قصوراً وأنهاراً وزوجات وفاكهة لا تنقطع عنا ،
ولا ننقطع دونها بل هي إلى أبد الآبدين ،

لكنا نسير على أهداب أعيننا ليلاً ونهاراً لنصل إلى هذه الجنة
التي بها هذا النعيم العظيم ،

والتي نعيمها دائم لا ينقطع ،
وشباب ساكنها دائم لا يهرم ،
وصحته دائمة ليس فيها سقم ،
وانظروا إلى الناس اليوم يذهبون إلى مشارق الأرض ومغاربها
لينالوا درهماً او ديناراً قد يتمتعون بذلك وقد لا يتمتعون به ،
فما بالنا نقف هذا الموقف من طلب الجنة ،
وهذا الموقف من الهرب من النار ،
نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من النار ،
وأن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة .







{إلا حميماً وغساقاً}:

استثنى من البرد الحميم ومن الشراب الغساق .
فأما الحميم : فهو الحار الذي قد انتهى حره وحموه .
الغساق : هو شراب منتن الرائحة شديد البرودة،
فيجمع لهم ـ والعياذ بالله ـ
بين الماء الحار الشديد الحرارة،
والماء البارد الشديد البرودة ليذوقوا العذاب من الناحيتين

-من ناحية الحرارة،
-ومن ناحية البرودة،

بل إن بعض أهل التفسير قالوا:
إن المراد بالغساق صديد أهل النار، وما يخرج من أجوافهم من النتن والعرق
وغير ذلك.
وعلى كل حال فالآية الكريمة تدل على أنهم لا يذوقون إلا هذا الشراب
الذي يقطع أمعاءهم من حرارته، ويفطّر أكبادهم من برودته،
نسأل الله العافية.






{جزاء وفاقاً} :
أي يجزون بذلك جزاء موافقاً لأعمالهم من غير أن يظلموا ,

فهذا الجزاء موافق مطابق لأعمالهم.

ثم بين وجه الموافقة ،
موافقة هذا العذاب للأعمال فقال:

{إنهم كانوا لا يرجون حساباً. وكذبوا بآياتنا كِذَّاباً}:
فذكر انحرافهم في العقيدة وانحرافهم في القول،

{إنهم كانوا لا يرجون حساباً}:
أي لا يؤملون أن يحاسبوا بل ينكرون الحساب،
ينكرون البعث يقولون:
{ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر}
فلا يرجون حساباً يحاسبون به لأنهم ينكرون ذلك، هذه عقيدة قلوبهم،


- أما ألسنتهم فيكذبون يقولون هذا كذب، هذا سحر، هذا جنون،
وما أشبه ذلك كما جاء في كتاب الله
ما يصف به هؤلاء المكذبون رسل الله،
كما قال عز وجل: {كذلك ما أتى الذين من قبلهم من رسول
إلا قالوا ساحر أو مجنون
} .

ولولا أن الله ثبت أقدام الرسل وصبرهم على قومهم ما صبروا على هذا الأمر،
ثم إن قومهم المكذبين لهم لم يقتصروا على هذا بل آذوهم بالفعل
كما فعلوا مع الرسول عليه الصلاة والسلام من الأذية العظيمة
بل آذوهم بحمل السلاح عليهم، فمن كانت هذه حاله
فجزاؤه جهنم جزاءً موافقاً مطابقاً لعمله





{وكل شيء أحصيناه كتاباً} :
{كل شيء}:
يشمل ما يفعله الله عز وجل من الخلق والتدبير في الكون،
ويشمل ما يعمله العباد من أقوال وأفعال،
ويشمل كل صغير وكبير


{أحصيناه} :
أي ضبطناه بالإحصاء الدقيق الذي لا يختلف.

{كتاباً}:
يعني كتباً، وقد ثبت في الحديث الصحيح
أن الله تعالى كتب مقادير كل شيء إلى أن تقوم الساعة.
ومن جملة ذلك أعمال بني آدم فإنها مكتوبة،
بل كل قول يكتب، قال الله تعالى:
{ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} .
رقيب : يعني مراقب.
والعتيد : يعني الحاضر.



تــــأملي وقفي

دخل رجل على الإمام أحمد رحمه الله
وهو مريض يئن من مرضه فقال له:
يا أبا عبدالله إن طاووساً وهو أحد التابعين المشهورين يقول:
إن أنين المريض يكتب،
فتوقف رحمه الله عن الأنين خوفاً من أن يكتب عليه أنين مرضه.

فكيف بأقوال لا حدّ لها ولا ممسك لها،
ألفاظ تترى طوال الليل والنهار ولا يحسب لها الحساب،
فكل شيء يكتب حتى الهم يكتب إما لك وإما عليك،
من همّ بالسيئة فلم يعملها عاجزاً عنها فإنها تكتب عليه،
وإن هم بها وتركها لله فإنها تكتب له،
فلا يضيع شيء كل شيء أحصيناه كتاباً.




{فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذاباً}:
هذا الأمر للإهانة والتوبيخ، يعني يقال لأهل النار:
ذوقوا العذاب إهانة وتوبيخاً فلن نرفعه عنكم ولن نخففه عنكم ،
بل ولا نبقيكم على ما أنتم عليه لا نزيدكم إلا عذاباً في قوته ومدته ونوعه .

لما ذكر الله تعالى ما أنعم به على العباد ذكر حال اليوم الآخر
وأنه ميقات يجمع الله به الأولين والآخرين

{إن للمتقين مفازاً}:
المتقون هم الذين اتقوا عقاب الله،
وذلك بفعل أوامر الله واجتناب نواهيه .



{مفازاً}:
والمفاز هو مكان الفوز وزمان الفوز أيضاً،
فهم فائزون في أمكنتهم، وفائزون في أيامهم.



{حدائق وأعنابا}:
هذا نوع المفاز .

{حدائق}:
جمع حديقة أي بساتين أشجارها عظيمة وكثيرة ومنوعة.

{وأعناباً}:
الأعناب جمع عنب وهي من جملة الحدائق
لكنه خصها بالذكر لشرفها .



{وكواعب أترابا} :

الكواعب جمع كاعب :
وهي التي تبين ثديها ولم يتدل،
بل برز وظهر كالكعب، وهذا أكمل ما يكون في جمال الصدر.

{وأتراباً}:
أي على سن واحدة لا تختلف إحداهن عن الأخرى
كبراً كما في نساء الدنيا، لأنها لو اختلفت إحداهن عن الأخرى
كبراً فربما تختل الموازنة بينهما، وربما تكون إحداهما
محزونة إذا لم تساوي الأخرى، لكنهن أتراب.



{وكأساً دهاقاً}:
أي كأساً ممتلئة، والمراد بالكأس هنا كأس الخمر.
وربما يكون للخمر وغيره، لأن الجنة فيها
{أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه
وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى
} .

= ولكن يرجح أنها الخمر وحدها .




{لا يسمعون فيها لغواً}:
لا يسمعون في الجنة لغواً أي كلاماً باطلاً لا خير فيه.

{ولا كذاباً } :
أي ولا كذباً فلا يكذبون، ولا يكذب بعضهم بعضاً،
لأنهم على سرر متقابلين
قد نزع الله ما في صدورهم من غل وجعلهم أخواناً.



{جزاء من ربك عطاء حساباً} :
أي أنهم يجزون بهذا جزاء من الله سبحانه وتعالى
على أعمالهم الحسنة التي عملوها في الدنيا واتقوا بها محارم الله.
{حساباً}:
أي كافياً، مأخوذة من الحسب وهو الكفاية
أي أن هذا الكأس كأس كافٍ
لا يحتاجون معه إلى غيره
لكمال لذته وتمام منفعته
.





{رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمن}:
فالله سبحانه وتعالى هو رب كل شيء،
{وما بينهما}:
أي ما بين السماوات والأرض من المخلوقات العظيمة
كالغيوم والسحب والأفلاك وغيرها مما نعلمه،
ومما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.

{لا يملكون منه خطاباً}:
يعني أن الناس لا يملكون الخطاب من الله،
ولا يستطيع أحد أن يتكلم إلا بإذن الله،

{يوم يقوم الروح} :
وهو جبريل .
{والملائكة صفًّا}:
أي صفوفاً. صفًّا بعد صف، لأنه كما جاء في الحديث:
«تنزل ملائكة السماء الدنيا فتحيط بالخلق،
ثم ملائكة السماء الثانية من وراءهم،
ثم الثالثة والرابعة والخامسة
» وهكذا..
صفوفاً لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم سبحانه وتعالى.

{لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً}:
أي لا يتكلمون ملائكة ولا غيرهم .

كما قال تعالى: {وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همساً} .


{إلا من أذن له الرحمن} :
بالكلام فإنه يتكلم كما أُذن له.

{وقال صواباً}:
أي قال قولاً صواباً موافقاً لمرضات الله سبحانه وتعالى
وذلك بالشفاعة إذا أذن الله لأحد أن يشفع شفع فيما أذن له فيه
على حسب ما أُذن له.


{ذلك اليوم الحق} :
أي ذلك الذي أخبرناكم عنه هو اليوم الحق،
والحق ضد الباطل أي الثابت الذي يقوم فيه الحق،
ويقوم فيه العدل يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.


{فمن شاء اتخذ إلى ربه مآباً}:
أي من شاء عمل عملاً يؤوب به إلى الله ويرجع به إلى الله،
وذلك العمل الصالح الموافق لمرضاة الله تعالى.


{إنا أنذرناكم عذاباً قريباً} :
أي خوفناكم من عذاب قريب وهو يوم القيامة.
ويوم القيامة قريب، ولو بقيت الدنيا ملايين السنين فإنه قريب
{كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} .
فهذا العذاب الذي أنذرنا الله قريب،
ليس بين الإنسان وبينه إلا أن يموت،
والإنسان لا يدري متى يموت قد يصبح ولا يمسي،
أو يمسي ولا يصبح،
ولهذا كان علينا أن نحزم في أعمالنا،
وأن نستغل الفرصة قبل فوات الأوان.




{يوم ينظر المرء ما قدمت يداه}:
المرء: أي كل امرئ ينظر ما قدمت يداه
ويكون بين يديه ويعطى كتابه،
ويقال: {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً} .


ويقول الكافر من شدة ما يرى من الهول وما يشاهده من العذاب:
{يا ليتني كنت تراباً}:
أي ليتني لم أخلق، أو ليتني لم أبعث، أو
إذا رأى البهائم التي يقضي الله بينها
ثم يقول كوني تراباً فتكون تراباً يتمنى أن يكون مثل البهائم


- {كنت تراباً} تحتمل ثلاثة معانٍ:

المعنى الأول:
يا ليتني كنت تراباً فلم أُخلق، لأن الإنسان خُلق من تراب.

المعنى الثاني:
ياليتني كنت ترابًا فلم أُبعث، يعني كنت ترابًا في أجواف القبور.

المعنى الثالث:
أنه إذا رأى البهائم التي قضى الله بينها وقال لها كوني تراباً

فكانت تراباً قال: ليتني كنت تراباً أي كما كانت هذه البهائم ـ والله أعلم ـ

جرح الهوى 2099
جرح الهوى 2099
الحمدلله

تمت المراجعه كامله ولله الحمد
صائدة الخواطر
اعتذر عن تأخري فى الرد لضروف خارجه عن ارادتى

ولقد تم بحمد الله ومنه الحفظ
وجزاك الله خير الجزاء