اخت المحبه
•
المسجون يطلب مصحفاً ليؤنس وحشته والمريض يطلب مصحفاً ليشفي مرضه والميت يتمنى مصحفاً ليرفع به درجاته ونحن بأفضل أحوالنا نهجره يارب عفوك``
{هٰذَا يَوْمُ لاَ يَنْطِقُونَ وَلاَ يُؤذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ}
روى عبد الله بن محمد البلوي قال: كنت أنا وعمر بن نباتة جلوساً نتذاكر العباد والزهاد
فقال لي عمر: ما رأيت أورع ولا أفصح من محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه. خرجت أنا
وهو والحارث بن لبـيد إلى الصفا وكان الحارث تلميذاً لصالحٍ المري فافتتح يقرأ وكان حسن الصوت، فقرأ هذه الآية عليه {هٰذَا يَوْمُ لاَ يَنْطِقُونَ وَلاَ يُؤذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ}
(سورة المرسلات/ الآيتان: 35/ 36. فرأيت الشافعي رحمه الله وقد تغير لونه واقشعر جلده واضطرب اضطراباً شديداً وخرَّ مغشياً عليه فلما أفاق جعل
يقول: أعوذ بك من مقام الكاذبـين وإعراض الغافلين/ اللهم لك خضعت قلوب العارفين وذلت لك رقاب المشتاقين/ إلهي هب لي جودك وجللني بسترك واعف عن تقصيري بكرم وجهك.
قال: ثم مشى وانصرفنا فلما دخلت بغداد وكان هو بالعراق فقعدت على الشط أتوضأ للصلاة إذ مرَّ بـي رجل
فقال لي: يا غلام أحسن وضوءك أحسن الله إليك في الدنيا والآخرة/ فالتفت فإذا أنا برجل يتبعه جماعة/ فأسرعت في وضوئي وجعلت أقفو أثره/ فالتفت إليَّ فقال: هل لك من حاجة؟ فقلت: نعم/ تعلمني مما علمك الله شيئاً/
فقال لي: اعلم أن من صدق الله نجا/ ومن أشفق على دينه سلم من الردى/ ومن زهد في الدنيا قرت عيناه بما يراه من ثواب الله تعالى غدا/
أفلا أزيدك؟ قلت: نعم. قال من كان فيه ثلاث خصال فقد استكمل الإيمان: من أمر بالمعروف وائتمر ونهى عن المنكر وانتهى/
وحافظ على حدود الله تعالى/ ألا أزيدك؟ قلت بلى/ فقال: كن في الدنيا زاهداً وفي الآخرة راغباً
واصدق الله تعالى في جميع أمورك تنج مع الناجين/ ثم مضى/ فسألت: من هذا؟ فقالوا: هو الشافعي من كتاب الإحياء
.ا جمال السّوسي
روى عبد الله بن محمد البلوي قال: كنت أنا وعمر بن نباتة جلوساً نتذاكر العباد والزهاد
فقال لي عمر: ما رأيت أورع ولا أفصح من محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه. خرجت أنا
وهو والحارث بن لبـيد إلى الصفا وكان الحارث تلميذاً لصالحٍ المري فافتتح يقرأ وكان حسن الصوت، فقرأ هذه الآية عليه {هٰذَا يَوْمُ لاَ يَنْطِقُونَ وَلاَ يُؤذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ}
(سورة المرسلات/ الآيتان: 35/ 36. فرأيت الشافعي رحمه الله وقد تغير لونه واقشعر جلده واضطرب اضطراباً شديداً وخرَّ مغشياً عليه فلما أفاق جعل
يقول: أعوذ بك من مقام الكاذبـين وإعراض الغافلين/ اللهم لك خضعت قلوب العارفين وذلت لك رقاب المشتاقين/ إلهي هب لي جودك وجللني بسترك واعف عن تقصيري بكرم وجهك.
قال: ثم مشى وانصرفنا فلما دخلت بغداد وكان هو بالعراق فقعدت على الشط أتوضأ للصلاة إذ مرَّ بـي رجل
فقال لي: يا غلام أحسن وضوءك أحسن الله إليك في الدنيا والآخرة/ فالتفت فإذا أنا برجل يتبعه جماعة/ فأسرعت في وضوئي وجعلت أقفو أثره/ فالتفت إليَّ فقال: هل لك من حاجة؟ فقلت: نعم/ تعلمني مما علمك الله شيئاً/
فقال لي: اعلم أن من صدق الله نجا/ ومن أشفق على دينه سلم من الردى/ ومن زهد في الدنيا قرت عيناه بما يراه من ثواب الله تعالى غدا/
أفلا أزيدك؟ قلت: نعم. قال من كان فيه ثلاث خصال فقد استكمل الإيمان: من أمر بالمعروف وائتمر ونهى عن المنكر وانتهى/
وحافظ على حدود الله تعالى/ ألا أزيدك؟ قلت بلى/ فقال: كن في الدنيا زاهداً وفي الآخرة راغباً
واصدق الله تعالى في جميع أمورك تنج مع الناجين/ ثم مضى/ فسألت: من هذا؟ فقالوا: هو الشافعي من كتاب الإحياء
.ا جمال السّوسي
اخت المحبه :
{هٰذَا يَوْمُ لاَ يَنْطِقُونَ وَلاَ يُؤذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} روى عبد الله بن محمد البلوي قال: كنت أنا وعمر بن نباتة جلوساً نتذاكر العباد والزهاد فقال لي عمر: ما رأيت أورع ولا أفصح من محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه. خرجت أنا وهو والحارث بن لبـيد إلى الصفا وكان الحارث تلميذاً لصالحٍ المري فافتتح يقرأ وكان حسن الصوت، فقرأ هذه الآية عليه {هٰذَا يَوْمُ لاَ يَنْطِقُونَ وَلاَ يُؤذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} (سورة المرسلات/ الآيتان: 35/ 36. فرأيت الشافعي رحمه الله وقد تغير لونه واقشعر جلده واضطرب اضطراباً شديداً وخرَّ مغشياً عليه فلما أفاق جعل يقول: أعوذ بك من مقام الكاذبـين وإعراض الغافلين/ اللهم لك خضعت قلوب العارفين وذلت لك رقاب المشتاقين/ إلهي هب لي جودك وجللني بسترك واعف عن تقصيري بكرم وجهك. قال: ثم مشى وانصرفنا فلما دخلت بغداد وكان هو بالعراق فقعدت على الشط أتوضأ للصلاة إذ مرَّ بـي رجل فقال لي: يا غلام أحسن وضوءك أحسن الله إليك في الدنيا والآخرة/ فالتفت فإذا أنا برجل يتبعه جماعة/ فأسرعت في وضوئي وجعلت أقفو أثره/ فالتفت إليَّ فقال: هل لك من حاجة؟ فقلت: نعم/ تعلمني مما علمك الله شيئاً/ فقال لي: اعلم أن من صدق الله نجا/ ومن أشفق على دينه سلم من الردى/ ومن زهد في الدنيا قرت عيناه بما يراه من ثواب الله تعالى غدا/ أفلا أزيدك؟ قلت: نعم. قال من كان فيه ثلاث خصال فقد استكمل الإيمان: من أمر بالمعروف وائتمر ونهى عن المنكر وانتهى/ وحافظ على حدود الله تعالى/ ألا أزيدك؟ قلت بلى/ فقال: كن في الدنيا زاهداً وفي الآخرة راغباً واصدق الله تعالى في جميع أمورك تنج مع الناجين/ ثم مضى/ فسألت: من هذا؟ فقالوا: هو الشافعي من كتاب الإحياء .ا جمال السّوسي{هٰذَا يَوْمُ لاَ يَنْطِقُونَ وَلاَ يُؤذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ} روى عبد الله بن محمد البلوي...
جزاك الله خيرا
وبارك جهدك
وبارك جهدك
☀ تفسير السعدي ☀
سورة العلق
الآيات من 6 - 19
(كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى *
إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى * أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى *
أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى *
أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى *
كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ *
نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ *
كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ).
من الله على الناس بالغنى وسعة الرزق،
ولكن الإنسان -لجهله وظلمه- إذا رأى نفسه غنيًا، طغى وبغى وتجبر عن الهدى،
ونسي أن إلى ربه الرجعى، ولم يخف الجزاء،
بل ربما وصلت به الحال أنه يترك الهدى بنفسه، ويدعو إلى تركه،
فينهى عن الصلاة التي هي أفضل أعمال الإيمان. يقول الله لهذا المتمرد العاتي:
⁉ { أَرَأَيْتَ } أيها الناهي للعبد إذا صلى { إِنْ كَانَ } العبد المصلي
{ عَلَى الْهُدَى } العلم بالحق والعمل به، { أَوْ أَمْرٍ } غيره { بِالتَّقْوَى } .
⁉ فهل يحسن أن ينهى، من هذا وصفه؟
أليس نهيه، من أعظم المحادة لله، والمحاربة للحق؟
فإن النهي، لا يتوجه إلا لمن هو في نفسه على غير الهدى، أو كان يأمر غيره بخلاف التقوى.
{ أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ } الناهي بالحق { وَتَوَلَّى } عن الأمر، أما يخاف الله ويخشى عقابه؟
{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } ما يعمل ويفعل؟.
ثم توعده إن استمر على حاله، فقال: { كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ }
عما يقول ويفعل { لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ }
أي: لنأخذن بناصيته، أخذًا عنيفًا، وهي حقيقة بذلك، فإنها { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ }
أي: كاذبة في قولها، خاطئة في فعلها.
{ فَلْيَدْعُ } هذا الذي حق عليه العقاب { نَادِيَهُ }
أي: أهل مجلسه وأصحابه ومن حوله، ليعينوه على ما نزله به،
{ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ } أي: خزنة جهنم، لأخذه وعقوبته، فلينظر أي: الفريقين أقوى وأقدر؟
فهذه حالة الناهي وما توعد به من العقوبة،
وأما حالة المنهي، فأمره الله أن لا يصغى إلى هذا الناهي ولا ينقاد لنهيه فقال:
{ كَلَّا لَا تُطِعْهُ } فإنه لا يأمر إلا بما فيه خسارة الدارين،
{ وَاسْجُدْ } لربك { وَاقْتَرَبَ } منه في السجود وغيره من أنواع الطاعات والقربات،
فإنها كلها تدني من رضاه وتقرب منه.
وهذا عام لكل ناه عن الخير ومنهي عنه،
وإن كانت نازلة في شأن أبي جهل حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة،
وعبث به وآذاه.
سورة العلق
الآيات من 6 - 19
(كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى *
إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى * أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى *
أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى * أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى *
أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى * أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى *
كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ *
نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ * سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ *
كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ).
من الله على الناس بالغنى وسعة الرزق،
ولكن الإنسان -لجهله وظلمه- إذا رأى نفسه غنيًا، طغى وبغى وتجبر عن الهدى،
ونسي أن إلى ربه الرجعى، ولم يخف الجزاء،
بل ربما وصلت به الحال أنه يترك الهدى بنفسه، ويدعو إلى تركه،
فينهى عن الصلاة التي هي أفضل أعمال الإيمان. يقول الله لهذا المتمرد العاتي:
⁉ { أَرَأَيْتَ } أيها الناهي للعبد إذا صلى { إِنْ كَانَ } العبد المصلي
{ عَلَى الْهُدَى } العلم بالحق والعمل به، { أَوْ أَمْرٍ } غيره { بِالتَّقْوَى } .
⁉ فهل يحسن أن ينهى، من هذا وصفه؟
أليس نهيه، من أعظم المحادة لله، والمحاربة للحق؟
فإن النهي، لا يتوجه إلا لمن هو في نفسه على غير الهدى، أو كان يأمر غيره بخلاف التقوى.
{ أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ } الناهي بالحق { وَتَوَلَّى } عن الأمر، أما يخاف الله ويخشى عقابه؟
{ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى } ما يعمل ويفعل؟.
ثم توعده إن استمر على حاله، فقال: { كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ }
عما يقول ويفعل { لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ }
أي: لنأخذن بناصيته، أخذًا عنيفًا، وهي حقيقة بذلك، فإنها { نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ }
أي: كاذبة في قولها، خاطئة في فعلها.
{ فَلْيَدْعُ } هذا الذي حق عليه العقاب { نَادِيَهُ }
أي: أهل مجلسه وأصحابه ومن حوله، ليعينوه على ما نزله به،
{ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ } أي: خزنة جهنم، لأخذه وعقوبته، فلينظر أي: الفريقين أقوى وأقدر؟
فهذه حالة الناهي وما توعد به من العقوبة،
وأما حالة المنهي، فأمره الله أن لا يصغى إلى هذا الناهي ولا ينقاد لنهيه فقال:
{ كَلَّا لَا تُطِعْهُ } فإنه لا يأمر إلا بما فيه خسارة الدارين،
{ وَاسْجُدْ } لربك { وَاقْتَرَبَ } منه في السجود وغيره من أنواع الطاعات والقربات،
فإنها كلها تدني من رضاه وتقرب منه.
وهذا عام لكل ناه عن الخير ومنهي عنه،
وإن كانت نازلة في شأن أبي جهل حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة،
وعبث به وآذاه.
الصفحة الأخيرة