اخت المحبه
اخت المحبه
بسم الله الرحمن الرحيم


أسوار سورة النور


" النور" لم يبتدئ العظيم في القرآن العظيم سواها بتعظيم ، اختصها من بين كل القرآن أن افتتحها بالثناء عليها


فقال : ـ (سورة) والسورة في اللغة هي الأمر المنيف المرتفع عما حوله ،


وكذلك هي من بين سور القرآن . ـ (أنزلناها) (وفرضناها) وكلُّ القرآن كذلك ، لكن لها تنزيل وفرضية خاصة تليق بها .

ـ (وأنزلنا فيها آيات بينات) والقرآن بيّن كله ، لكنْ هنا بيان فوق البيان (وَأَنْزَلْنَا (فِيهَا) آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ) ،


فأحكامها واضحة معللة ليس فيها أدنى التباس ، فليس فيما تنزلت من أجله من متشابه القرآن شيء ،لأن قضايا الأعراض وحمايتها من الدنس ليست من المسائل التي يُقال فيها (اختلف العلماء) ،


نعم يختلفون في تقدير الوسيلة الموصلة إلى الغاية ، وتبعاً لذلك يختلفون في حكم الوسيلة ، هل تغطية الوجه واجبة أم مستحبة ؟ فلو تبين أن "كشفه" موصل يقيناً إلى الفاحشة


فلا خلاف بينهم في تحريمه ، بل لو قُدر أن "تغطيته" مآلها كذلك فالتحريم قول واحد عند كلّ فقيه .

ولأجل ألا تقع الأعراض ضحية الخطأ والصواب وتضطرب طرائق المربين ؛ تكرر التأكيد فيها (سبع مرات)


أن السورة بينة أشد البيان :

1. (وَأَنْزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (1)

2. (وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ) (34)

3. (لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (46)

4. (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ) (54)

5. (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (58)
6. (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) (59)
7. (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (61)

فويح من تركها واستعاض بغيرها من تجارب البشر ، طلباً للطُرق (الإيجابية) فيما يزعم ،


ولو أفاد منهما وجعل ذِه تبعاً لتلك لأحسن وأجمل .

بدأت النور بكلمة (سورة) لتبني ـ والله أعلم ـ أسواراً (خمسة) شاهقة متينة تحوط العفة وتحمي الطُهر ،


العِرض فيها كقلب المدينة الحَصان لن تتسلل إليها الأيدي الخائنة إلا بغدرة خوَّان من داخلها ،


فإذا غَدرت جارحة ثُلم في الجدار ثُلمة . فإلى بيان هذه الأسوار ،،
اخت المحبه
اخت المحبه
‏محمد بن عبيد رحمه الله
قال لرجل سأقرأ عليك القرآن
وكل غلطة بخمسة ريالات ففرح الرجل لكنه
فوجئ بأنه ختم القرآن الكريم ولم يغلط غلطةواحدة...
اخت المحبه
اخت المحبه
قيل لأبي حازم : إنك لمسكين .
فقال : كيف أكون مسكينا
ومولاي له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى .
Retan333
Retan333
جزاك الله خير
اخت المحبه
اخت المحبه
السُّور الأول :

أن بيضة العفة لن يحميها من لُعاب الوالغين فيها بفروجهم أو بألسنتهم إلا حزم خازم وتنكيل بالغ في الدنيا قبل الأخرى .
"النور" لم تبدأ بفضل العفاف وذكر محاسنه والتنفير من ضده ، بل ولم تخوف الزاني بعقاب الآخرة ،

بل "النور" حين استهلت قالت :
ـ (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا ..) ، وإن كان محصناً فيُرجم حتى يُثلغ رأسه بصحيح السّنة.


ـ (وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ) وتأمل (إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ..) فهنا شرطٌ عدمه عدمٌ للمشروط ،

فمجردُ وجود "الشفقة" في تنفيذ الحد زال معه الإيمان الكامل .
ـ ولا بد من التشهير (وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)


ـ ولم تكتف "النور" بهذا بل ضربت (عُزلة اجتماعية) و (حجراً صحيا) حتى تضيق دائرة الفُحش ،

وحتى يتردد من ثارت فورته ألفَ مرة وهو يتدبر كيف سيعيش بعدها في المجتمع إن كشف الله ستره

(الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) .

فالعفيف لن يتزوج زانية ، والعفيفة لن ترضى بزان ، بقي أن يكونا زوجيين زانيين ؛

كِخْ كِخْ فلن يقبل حتى الزاني أمَّ ولده فاجره ، والزانية أيضاً أيضاً كذلك ،

فلابد بسلطان المجتمع (أيضاً) أن يكونا عفيفين ، إما أصالةً أو بتوبة ،


وهنا يتدخل التشريع ليفرض على المجتمع أن يقبل به أو بها بعد التوبة .


إن سُوْرَ "النور" الأول لحماية المجتمع من شيوع زنى الفرج - عياذاً بالله - هو "المجتمع الطارد" لهذه الرذائل ،

فهو مجتمع محصن ، يجلدهم بلا رأفة ، يشهر بهم ، يحجر عليهم .

وقد بُدء بهذا السوْر لأنه أقواها ردعاً وأبقاها أثراً ، لكنه "سوْرٌ جماعي" قبل أن تبنيه لابد أن تبني المجتمع الذي يتبناه .
فإن قيل : فأين التخويف بعذاب الآخرة ؟

فالجواب : قد جاء كثيرا في ثنايا السورة ، لكن الفاحشة إذا فارت في القلب طغت على نور العقل ؛ فقلما يردعها تذكر
الآخرة إلا عند عبادٍ لله مخلصين ، بينما بأس الدنيا من الجلد والفضيحة وخوف نبذ المجتمع ينزع الله به مالا ينزع بالقرآن .
وإن قيل : وأين التحصين بالتربية وغرس محبة الطهر والعفة ؟

فبيانه أن هذا وغيرَه سيأتي ، ولكن هكذا شاء العليم الحكيم أن يرتب آيات هذه السورة العظيمة .
هذا هو السوْر الأول لتحصين الفرج ،


وأما تحصين اللسان عن الفاحشة كما جاء في "النور" فشيء آخر ،،