فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
السلام عليكم
راجعت فاطر
ومستمرة في تثبيت وحفظ سورة سبأ
اخت المحبه
اخت المحبه
قال الله -عزّ وجل- (ذَلِكَ جَزَيْنَاهُم بِمَا كَفَرُوا)

يعود التذكير بسبب العقوبة حتى يعتبر الناس ،
وهنا تعليل آخر لجريان سنة الله -عزّ وجل- عليهم ،
و"الباء" هنا المصلة بـ"ما" سببية أي بسبب كفرهم ،
وأغلب آيات القرآن تُبيّن أن هلاك القرى إنما هو بالظلم إلا في هذه الآية فقد بيّنت أن سبب هلاكها هو الكفر

فإذا اجتمع في دولة أو جماعة أو أمة من الأمم الظلم والكفر فقد استجمعوا أسباب الهلاك ،
وقد يُهلك الله القرى بالظلم ولو لم تكن تُعلن الكفر والعكس كذلك قد يُهلك الله الأمم بالكفر وإن لم تُعلن الظلم

لكن يقرر شيخ الإسلام -رحمه الله- قاعدة أو سنة مشهورة ومعروفة "أن الهلاك بالظلم أعمّ وأشمل من الهلاك بالكفر"
وذكر كلمته المشهورة :

إن الله قد ينصر الدولة الكافرة إذا كانت عادلة مع شعبها ورعيتها ،
وقد يُهلك الله الدولة الظالمة ولو كانت مسلمة ، تدين بالإسلام لكن ينتشر فيها الظلم ويفشو فشوا عظيما فهذا مؤذن بالعقوبة

قال الله تعالى (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا) وتتنوع الآيات في هذا ، وهذا -أيها الإخوة- كما نتحدث فيه عن السنن الماضية في الأمم والجماعات
فكذلك الناس الذين يُمارسون الظلم في مُحيطهم الصغير ، قد يتسلط زوج على زوجته ، رجل يتولى مال أيتام أو رعاية أيتام فيظلمهم ،
مدرس يظلم الطلاب الذين تحت يده ، مدير دائرة يظلم الموظفين الذين تحت يده فلا يُعاملهم بالعدل
، هذا مؤذن أيضا بسلب نعمة الله -عزّ وجل- عليه
فالسنن تمضي ولا يظلم ربك أحدا. قال الله -سبحانه وتعالى-
(وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ) استفهام يريد الله -سبحانه وتعالى- منه أن نعتبر ليُقرر لنا -عزّ وجل- هذه الحقيقة ، وفي قراءة (وهل يُجازى إلا الكفور)

والمعنى: لا يُجازى إلا هذا ، إلا من سلك هذه الطريقة ، إلا من كفر نعمة الله -سبحانه وتعالى-

. ثم قال الله -عزّ وجل- مُبيّنا شيئا من سيرة هذه الدولة وهذه المملكة وهي مملكة سبأ فقال الله -عزّ وجل- (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى
الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً) والمعنى -كما أشرت قبل قليل- في كلمة الحسن ، كان بين هذه القرى مسافات ظاهرة

بعض العلماء يقول مرتفعة وبعضهم يقول معروفة وكلا المعنيين صحيح
فهي مرتفعة -بارزة- وهي معروفة حتى قالوا إن الإنسان منهم إذا سافر لم يحتج أن يتزود
، وقيل : إن الإنسان منهم يمشي مسيرة قليلة ثم يقف ، قليلة ثم يقف ، لماذا؟

قالوا : إن الإنسان عادة لا يمُد في سيره ويُسرع إلا خشية قلة الزاد فيحاول أن يستدرك الوقت ويستبق الزمن
لأجل أن يصل إلى المكان الذي يأمن فيه على نفسه وعلى .. ،
يعني الأمن الغذائي والأمن النفسي ،
هم لا ، متى ما شاء سار ومتى ما شاء وقف (وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا)
هي قرى الشام كما قال غير واحد من السلف ، فبينهم وبين هذه القرى قرى ظاهرة
(وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ) فجمع الله لهم بين الأمن وبين النعمة
اخت المحبه
اخت المحبه
وهذه غاية ما تكون (لِإِيلافِ قُرَيْشٍ*إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ*فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ*الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ)


(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ) وقال الله -سبحانه وتعالى- (أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا)


فالمقصود : أن هذه النعمة التي عاشتها سبأ أشبهتها بعض الشيء مكة شرفها الله
فكانت الرسالة واضحة وهي رسالة لكل أمة ولكل
جماعة يُنعِم الله -عزّ وجل- عليهم ألاّ يسلكوا هذا السبيل ،
ولهذا في خواتيم سورة النحل التي يُسميها سُفيان بن عُيينه
وغيره من السلف سورة النِعم ختمها الله بعد أن ذكر جملة طويلة من النِعم قال
(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ)
ماذا فعلت ؟ (فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ)
ثم انظر جمال وروعة التعبير القرآني (فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ)
اختيار كلمة "اللباس"

دليل -والعياذ بالله- على شمول العقوبة ، الإنسان إذا لبس
فإنما يكسو جسمه كله فكأنما صار الجوع والخوف غطاهم ولم يُبقِ موضعا إلا وقد
أتى عليه (لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ)
ثم انظروا طريقة القرآن (بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ)
لم يظلمهم الله -عزّ وجل- .
اخت المحبه
اخت المحبه
بسم الله
راجعت وجهين من سورة سبا
ووجه من سورة فاطر
والحمد لله
اخت المحبه
اخت المحبه
البعض لا يعطي محفوظه الجديد حقه من كثرة التكرار ..
تذكر بأن ما تزرعه اليوم تجنيه غداً ..
فلا تدع كثرة التكرار للمحفوظ الجديد حتى تصل فيه إلى مرحلة التثبيت والإتقان