الدرس الرابع: وأذن في الناس بالحج
معاني الكلمات:-
لما أخبر تعالى عن حال أهل النار وما هم فيه من العذاب وما أعد لهم من الثياب من النار ، ذكر حال أهل الجنة - نسأل الله من فضله وكرمه أن يدخلنا الجنة (إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا ۖ وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (23)
وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَىٰ صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24) )
(وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ)
أى: وهدى الله- تعالى- هؤلاء المؤمنين إلى القول الطيب الذي يرضى الله- تعالى- عنهم، كأن يقولوا عند دخولهم الجنة:
(الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ )
وهداهم- أيضا- خالقهم إلى الصراط المحمود، وهو صراط الذين أنعم الله عليهم بنعمة الإيمان والإسلام، فصاروا بسبب هذه النعمة يقولون الأقوال الطيبة، ويفعلون الأفعال الحميدة.
قال الشوكانى: قوله: وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ ... أى: أرشدوا إليه.
<الوسيط لطنطاوي>
وقد قال بعض المفسرين في قوله : ( وهدوا إلى الطيب من القول ) أي : القرآن . وقيل : لا إله إلا الله . وقيل : الأذكار المشروعة ، ( وهدوا إلى صراط الحميد ) أي : الطريق المستقيم في الدنيا . <ابن كثير>
(وهدوا إلى صراط الله الحميد) اضاف الله الصراط إليه، لأنه يوصل صاحبه إلى الله، وفي ذكر { الحميد } هنا، ليبين أنهم نالوا الهداية بحمد ربهم ومنته عليهم، ولهذا يقولون في الجنة: { الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ }
<السعدي>
(وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (26))
كيف يكون تطهير البيت؟
{ وَطَهِّرْ بَيْتِيَ } اي: من الشرك والمعاصي، ومن الأنجاس والأدناس وأضافه الرحمن إلى نفسه، لشرفه، وفضله، ولتعظم محبته في القلوب،
<السعدي>
﴿ وَأَذِّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾
وقد فعل الخليل عليه السلام، ثم من بعده ابنه محمد صلى الله عليه وسلم، فدعيا الناس إلى حج هذا البيت، وأبديا في ذلك وأعادا، وقد حصل ما وعد الله به، أتاه الناس رجالا وركبانا من مشارق الأرض ومغاربها
(ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29))
لم سمي المسجد الحرام بالبيت العتيق؟ قال قتادة: سمي عتيقاً لأن الله أعتقه من أيدي الجبابرة أن يصلوا إلى تخريبه، فلم يظهر عليه جبار قط، وقال سفيان بن عيينة: سمي عتيقاً لأنه لم يملك قط. <البغوي:3/216.>
﴿ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَٰتِ ٱللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُۥ عِندَ رَبِّهِۦ ۗ ﴾
كيف يمكن للمسلم أن يكسب الأجر الجزيل بدون أن يعمل شيئاً بجوارحه؟
أي: ومن يجتنب معاصيه ومحارمه، ويكون ارتكابها عظيماً في نفسه (فهو خير له عند ربه)؛ فكما على فعل الطاعات ثواب كثير وأجر جزيل؛ كذلك على ترك المحرمات، واجتناب المحظورات.


"كان ﷺ خلقه القرآن" :
يعني أنه يتأدب بآدابه ، فمامدحه القرآن كان رضاه فيه ، وماسخطه القرآن كان سخطه فيه..
.
📍ابن رجب الحنبلي
يعني أنه يتأدب بآدابه ، فمامدحه القرآن كان رضاه فيه ، وماسخطه القرآن كان سخطه فيه..
.
📍ابن رجب الحنبلي
الصفحة الأخيرة
اللهم ارزقها طَريْقً مَفَتوَحْ ،،
وَآمنيَآتُ تَتَحَقَق ،،
وَرَآحَه تَدُومْ ،،
وَسَعَآدَة تَمْلأْ روحها،
وآبتِسَآمَة لآ تَزُولْ ،،
اللهم اغسل كٌل مَآيَعكرْ صَفو ايامها
واجعلها مِمَّنْ حَفِظَكَ فَحَفِظْتَهُ،
وَمِمَّنْ اسْتَنْصَرَكَ فَنَصَرْتَهُ
وَمِمَّنْ اسْتَهْدَاكَ فَهَدَيْتَه
وَمِمَّنْ اسْتَغْفَرَكَ فَغَفَرْتَ لَهُ
وَمِمَّنْ دَعَاكَ فَأَجَبْتَ دُعَاءَه
وَمِمَّنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ فَكَفَيْتَهُ.