جمعه مباركه ,,
تم بحمد الله من الناس إلى الكافرون =)

سورة الأخلاص ,
فضلها :
1- أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم ، فيختم ب " قل هو الله أحد " فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " سلوه : لأي شيء يصنع ذلك ؟ " . فسألوه ، فقال : لأنها صفة الرحمن ، وأنا أحب أن أقرأ بها . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أخبروه أن الله تعالى يحبه " .
2- عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ " . فشق ذلك عليهم وقالوا : أينا يطيق ذلك يا رسول الله ؟ فقال : " الله الواحد الصمد ثلث القرآن " .
3-عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ " قل هو الله أحد " حتى يختمها ، عشر مرات ، بنى الله له قصرا في الجنة " . فقال عمر : إذن نستكثر يا رسول الله . فقال صلى الله عليه وسلم : " الله أكثر وأطيب "
4- حدثني مالك بن مغول ، حدثنا عبد الله بن بريدة ، عن أبيه : أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا رجل يصلي ، يدعو يقول :اللهم ، إني أسألك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت ، الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد . قال : " والذي نفسي بيده ، لقد سأله باسمه الأعظم ، الذي إذا سئل به أعطى ، وإذا دعي به أجاب ).
5-حديث آخر في الاستشفاء بهن : عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ، ثم نفث فيهما فقرأ فيهما : "قل هو الله أحد " و " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده ، يبدأ بهما على رأسه ووجهه ، وما أقبل من جسده ، يفعل ذلك ثلاث مرات
سبب النزول :
ذكر في سبب نزول هذه السورةأن المشركين أو اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلّم: صف لنا ربك؟ فأنزل الله هذه السورة
تفسيرها :
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ }
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ}.
{قل} الخطاب للرسول عليه الصلاة والسلام، وللأمة أيضاً
{هو الله أحد} :
{الله أحد} أي هو الله الذي تتحدثون عنه وتسألون عنه {أحد} أي: متوحد بجلاله وعظمته، ليس له مثيل، وليس له شريك، بل هو متفرد بالجلال والعظمة عز وجل .
{الله الصمد} :
جملة مستقلة، بين الله تعالى أنه {الصمد} أجمع ما قيل في معناه: أنه الكامل في صفاته، الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته.
فقد روي عن ابن عباس أن الصمد هو الكامل في علمه، الكامل في حلمه، الكامل في عزته، الكامل في قدرته، إلى آخر ما ذكر في الأثر(248).
وهذا يعني أنه مستغنٍ عن جميع المخلوقات لأنه كامل،
وورد أيضاً في تفسيرها أن الصمد هو الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجها، وهذا يعني أن جميع المخلوقات مفتقرة إليه،
وعلى هذا فيكون المعنى الجامع للصمد هو: الكامل في صفاته الذي افتقرت إليه جميع مخلوقاته.
{لم يلد ولم يولد} :
رد على ثلاث طوائف منحرفة من بني آدم، وهم: المشركون، واليهود، والنصارى، لأن المشركين جعلوا الملائكة الذين هم عبادالرحمن إناثاً،
وقالوا: إن الملائكة بنات الله. واليهود قالوا: عزير ابن الله. والنصارى قالوا: المسيح ابن الله.
فكذبهم الله بقوله: {لم يلد ولم يولد} لأنه عز وجل هو الأول الذي ليس قبله شيء، فكيف يكون مولوداً؟!
{ولم يكن له كفواً أحد} :
أي لم يكن له أحد مساوياً في جميع صفاته، فنفى الله سبحانه وتعالى عن نفسه أن يكون والداً، أو مولوداً ، أو له مثيل
في فضلها
قال النبي صلى الله عليه وسلّم : « إنها تعدل ثلث القرآن»
ويقول ابن عثيمين رحمه الله :
لكنها تعدله ولا تقوم مقامه، فهي تعدل ثلث القرآن لكن لا تقوم مقام ثلث القرآن.
بدليل أن الإنسان لو كررها في الصلاة الفريضة ثلاث مرات لم تكفه عن الفاتحة، مع أنه إذا قرأها ثلاث مرات فكأنما قرأ القرآن كله، لكنها لا تجزىء عنه،
ولا تستغرب أن يكون الشيء معادلاً للشيء ولا يجزىء عنه.
فها هو النبي عليه الصلاة والسلام أخبر أن من قال: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، فكأنما أعتق أربعة أنفس من بني إسماعيل، أو من ولد إسماعيل»(251)،
ومع ذلك لو كان عليه رقبة كفارة، وقال هذا الذكر، لم يكفه عن الكفارة فلا يلزم من معادلة الشيء للشيء أن يكون قائماً مقامه في الإجزاء.
هذه السورة كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقرأ بها في الركعة الثانية في سنة الفجر، وفي سنة المغرب
وفي ركعتي الطواف، وكذلك يقرأ بها في الوتر .
= لأنها مبنية على الإخلاص التام لله، ولهذا تسمى سورة الإخلاص
الحمدلله آنتهى تفسير سورة الاخلاص .
سورة الفلق
فضلها :
1- عن عقبة بن عامر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألم تر آيات أنزلت هذه الليلة لم ير مثلهن قط : " قل أعوذ برب الفلق " و "قل أعوذ برب الناس " .
2- عن ابن عائش الجهني : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : " يا ابن عائش ، ألا أدلك - أو : ألا أخبرك - بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون ؟ " . قال : بلى ، يا رسول الله . قال : " " قل أعوذ برب الفلق " و " قل أعوذ برب الناس " هاتان السورتان " .
3- عن عائشة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذتين وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده عليه ، رجاء بركتها .
4-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من أعين الجان وعين الإنسان ، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما ، وترك ما سواهما . رواه الترمذي
تفسير سورة الفلق :
قال تعالى :
( قُلْ أَعُوَذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ( 1 ) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ ( 2 ) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ( 3 ) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ( 4 ) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ( 5 ))
{قل أعوذ برب الفلق}
رب الفلق هو الله، والفلق: الإصباح. ويجوز أن يكون أعم من ذلك أن الفلق كل ما يفلقه الله تعالى من الإصباح، والنوى، والحب.
كما قال الله تعالى: {إن الله فالق الحب والنوى} وقال: {فالق الإصباح}.
{من شر ما خلق}
أي من شر جميع المخلوقات ومنه النفس ، لأن النفس أمارة بالسوء، فإذا قلت من شر ما خلق فأول ما يدخل فيه نفسك، كما جاء في خطبة الحاجة (نعوذ بالله من شرور أنفسنا)
(من شر ما خلق )يشمل شياطين الإنس والجن والهوام وغير ذلك .
{ومن شر غاسق إذا وقب}
(الغاسق ) قيل: إنه الليل. وقيل: إنه القمر، والصحيح إنه عام لهذا وهذا، أما كونه الليل، فلأن الله تعالى قال: {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل} . والليل تكثر فيه الهوام والوحوش، فلذلك استعاذ من شر الغاسق أي: الليل.
وأما القمر فقد جاء في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام أن النبي صلى الله عليه وسلّم أرى عائشة القمر. وقال: «هذا هو الغاسق»، وإنما كان غاسقاً لأن سلطانه يكون في الليل
{إذا وقب}
أي: إذا دخل. فالليل إذا دخل بظلامه غاسق، وكذلك القمر إذا أضاء بنوره فإنه غاسق،
ولا يكون ذلك إلا بالليل.
{ومن شر النفاثات في العقد}
{النفاثات في العقد} هن الساحرات. يعقدن الحبال وغيرها، وتنفث بقراءة مطلسمة فيها أسماء الشياطين على كل عقدة تعقد ثم تنفث، تعقد ثم تنفث، تعقد ثم تنفث،
وهي بنفسها الخبيثة تريد شخصاً معيناً، فيؤثر هذا السحر بالنسبة للمسحور.
وذكر الله النفاثات دون النفاثين؛ لأن الغالب أن الذي يستعمل هذا النوع من السحر هن النساء، فلهذا قال: {النفاثات في العقد}
ويحتمل أن يقال: إن النفاثات يعني الأنفس النفاثات فيشمل الرجال والنساء.
{ومن شر حاسد إذا حسد}
الحاسد هو الذي يكره نعمة الله على غيره، فتجده يضيق ذرعاً إذا أنعم الله على هذا الإنسان بمال، أو جاه، أو علم أو غير ذلك. فيحسده
الحسّاد نوعان:
1- نوع يحسد ويكره في قلبه نعمة الله على غيره، لكن لا يتعرض للمحسود بشيء، تجده مهموماً مغموماً من نعم الله على غيره، لكنه لا يعتدي على صاحبه.
2- الحاسد إذا حسد. ولهذا قال: {إذا حسد}. ومن حسد الحاسد العين التي تصيب الُمعان يكون هذا الرجل عنده كراهة لنعم الله على الغير فإذا أحس بنفسه أن الله أنعم على فلان بنعمة خرج من نفسه الخبيثة (معنى)
لا نستطيع أن نصفه لأنه مجهول، فيصيب بالعين، ومن تسلط عليه أحياناً يموت، وأحياناً يمرض، وأحياناً يُجن، حتى الحاسد يتسلط على الحديد فيوقف اشتغاله،
وربما يصيب السيارة بالعين وتنكسر أو تتعطل، وربما يصيب رفَّاعة الماء، أو حراثة الأرض، فالعين حق تصيب بإذن الله عز وجل،
وذكر الله عز وجل الغاسق إذا وقب، والنفاثات في العقد، والحاسد إذا حسد؛ لأن البلاء كله في هذه الأحوال الثلاثة يكون خفيًّا
الليل ستر وغشاء. {والليل إذا يغشى} .
يكمن به الشر ولا يعلم به. {النفاثات في العقد} أيضاً السحر خفي لا يعلم.
{الحاسد إذا حسد} العائن أيضاً خفي تأتي العين من شخص تظن أنه من أحب الناس إليك وأنت من أحب الناس إليه ومع ذلك يصيبك بالعين.
لهذا السبب خص الله هذه الأمور الثلاثة. الغاسق إذا وقب، والنفاثات في العقد، والحاسد إذا حسد، وإلا فهي داخلة في قوله: {من شر ما خلق}.
فإذا قال قائل: ما هو الطريق للتخلص من هذه الشرور الثلاثة؟
قلنا: الطريق للتخلص أن يعلق الإنسان قلبه بربه، ويفوض أمره إليه، ويحقق التوكل على الله، ويستعمل الأوراد الشرعية التي بها يحصن نفسه ويحفظها من شر هؤلاء،
وما كثر الأمر في الناس في الآونة الأخير من السحرة والحساد وما أشبه ذلك إلا من أجل غفلتهم عن الله،
وضعف توكلهم على الله عز وجل، وقلة استعمالهم للأوراد الشرعية التي بها يتحصنون،
وإلا فنحن نعلم أن الأوراد الشرعية حصن منيع، أشد من سد يأجوج ومأجوج.
لكن مع الأسف أن كثيًرا من الناس لا يعرف عن هذه الأوراد شيئاً، ومن عرف فقد يغفل كثيراً،
ومن قرأها فقلبه غير حاضر، وكل هذا نقص، ولو أن الناس استعملوا الأوراد على ما جاءت به الشريعة لسلموا من شرور كثيرة، نسأل الله العافية والسلامة.
آنتهى بحمدلله تفسير سورة الفلق .
تفسير سورة الناس
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ }
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَـهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ}
{قل أعوذ برب الناس}
وهو الله عز وجل، وهو رب الناس وغيرهم، رب الناس، ورب الملائكة، ورب الجن،
ورب السموات، ورب الأرض، ورب الشمس، ورب القمر، ورب كل شيء، لكن للمناسبة خص الناس
{ملك الناس}
أي الملك الذي له السلطة العليا في الناس، والتصرف الكامل هو الله عز وجل.
{إله الناس}
أي مألوههم ومعبودهم، فالمعبود حقًّا الذي تألهه القلوب وتحبه وتعظمه هو الله عز وجل.
{من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنة والناس}
والوسوسة هي: ما يلقى في القلب من الأفكار والأوهام والتخيلات التي لا حقيقة لها.
{الخناس}
الذي يخنس وينهزم ويولي ويدبر عند ذكر الله عز وجل وهو الشيطان.
ولهذا إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب للصلاة أدبر،
حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا، اذكر كذا،
لما لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى.
ولهذا جاء في الأثر: «إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان»، والغيلان هي الشياطين التي تتخيل للمسافر في سفره وكأنها أشياء مهولة، أو عدو أو ما أشبه ذلك فإذا كبر الإنسان انصرفت.
{من الجنة والناس}
أي أن الوساوس تكون من الجن، وتكون من بني آدم، أما وسوسة الجن فظاهر لأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم، وأما وسوسة بني آدم فما أكثر الذين يأتون إلى الإنسان يوحون إليه بالشر، ويزينونه في قلبه حتى يأخذ هذا الكلام بلبه وينصرف إليه.
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني أحدث نفسي بالشيء لأن أخر من السماء أحب إلي من أن أتكلم به .
قال : فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر الله أكبر ، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة "
قال ابن عباس من طريق سعيد بن جبير : "ما من مولد إلا على قبله الوسواس ،
فإذا عقل ، فذكر الله ، خنس ، وإذا غفل ، وسوس ، قال : فذلك الوسواس الخناس" .
فكل من تعاني من وسواس في العقيدة أو العبادات أو غيره
يقول الله تعالى ( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم ( 200 ) سورة الاعراف
فتوجيه إلى الله واستعيذي من شره ’
لا تلتفتي إليه نهائياً ولا تلقي له بالاً فبالله عليكم
متى كان الشيطان ناصح للانسان ؟!
فإذا اردتي أن ترتاحي من الوساوس لا تلتفتي إليه
سورة الكافرون
فضلها :
1- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بهذه السورة ، وب " قل هو الله أحد " في ركعتي الطواف
تفسيرها :
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ }
{قُلْ يأَيُّهَا الْكَـفِرُونَ * لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ * وَلاَ أَنتُمْ عَـبِدُونَ مَآ أَعْبُدُ * وَلاَ أَنَآ عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ * وَلاَ أَنتُمْ عَـبِدُونَ مَآ أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِىَ دِينِ}.
هذه السورة سورة البراءة من العمل الذي يعمله المشركون ، وهي آمرة بالإخلاص فيه ، فقوله : ( قل يا أيها الكافرون ) شمل كل كافر على وجه الأرض ، ولكن المواجهين بهذا الخطاب هم كفار قريش .
وقيل : إنهم من جهلهم دعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عبادة أوثانهم سنة ، ويعبدون معبوده سنة ،
فأنزل الله هذه السورة ، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فيها أن يتبرأ من دينهم بالكلية ،
فقال :
( لا أعبد ما تعبدون )
يعني : من الأصنام والأنداد
( ولا أنتم عابدون ما أعبد )
وهو الله وحده لا شريك له .
( ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد )
يعني: أنا لا أعبد أصنامكم وأنتم لا تعبدون الله
قد يظن الظان أن هذه مكررة للتوكيد، وليس كذلك لأن الصيغة مختلفة {لا أعبد ما تعبدون} فعل. {ولا أنا عابد ما عبدتم} «عابد» و«عابدون» اسم، والتوكيد لابد أن تكون الجملة الثانية كالأولى.
إذاً القول بأنه كرر للتوكيد ضعيف، إذاً لماذا هذا التكرار؟
واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ
أن قوله {لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما أعبد} هذا الفعل.
فوافق القول الأول في هذه الجملة. {ولا أنا عابد ما عبدتم. ولا أنتم عابدون ما أعبد} أي: في القبول،
بمعنى ولن أقبل غير عبادتي، ولن أقبل عبادتكم، وأنتم كذلك لن تقبلوا. فتكون الجملة الأولى عائدة على الفعل. والجملة الثانية عائدة على القبول والرضا،
يعني لا أعبده ولا أرضاه، وأنتم كذلك. لا تعبدون الله ولا ترضون بعبادته.
وهذا القول إذا تأملته لا يرد عليه شيء من الهفوات السابقة، فيكون قولاً حسناً جيداً، ومن هنا نأخذ أن القرآن الكريم ليس فيه شيء مكرر لغير فائدة إطلاقاً،
ليس فيه شيء مكرر إلا وله فائدة. لأننا لو قلنا: إن في القرآن شيئاً مكرراً بدون فائدة لكان في القرآن ما هو لغو،
{لكم دينكم ولي دين}
لكم دينكم الذي أنتم عليه وتدينون به. ولي ديني، فأنا برىء من دينكم،
وأنتم بريئون من ديني
فهذه السورة فيها البراءة والتخلي من عبادة غير الله عز وجل، سواء في المعبود أو في نوع الفعل،
وفيها الإخلاص لله عز وجل، وأن لا نعبد إلا الله وحده لا شريك له.
وإلى هنا ينتهي ما تيسر من الكلام على هذه السورة.
والله أعلم ..
سورة النصر
فضلها :
1- عن عبد المجيد بن سهيل عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال
: قال لي ابن عباس : يا ابن عتبة ،
أتعلم آخر سورة من القرآن نزلت ؟ قلت : نعم ، " إذا جاء نصر الله والفتح " قال : صدقت
2-قالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر في آخر أمره من قول
: " سبحان الله وبحمده ، أستغفر الله وأتوب إليه " .
وقال : " إن ربي كان أخبرني أني سأرى علامة في أمتي ، وأمرني إذا رأيتها أن أسبح بحمده وأستغفره ، إنه كان توابا ، فقد رأيتها
: ( إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا )
سورة النصر بصوت الشيخ علي الحذيفي
http//server9.mp3quran.net/hthfi/110.mp3"]هنا
تفسيرها :
﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾
﴿ إِذَا جَآءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوِبَا ﴾.
﴿إذا جاء نصر الله والفتح﴾
أي نصر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم على أعدائه المشركين
﴿نصر الله﴾
النصر هو تسليط الله الإنسان على عدوه بحيث يتمكن منه ويخذله ويكبته،
والنصر أعظم سرور يحصل للعبد في أعماله،
لأن المنتصر يجد نشوة عظيمة، وفرحاً وطرباً، لكنه إذا كان بحق فهو خير،
( والفتح ) :
أي فتح مكة.
وكان فتح مكة في رمضان من السنة الثامنة للهجرة
سببه
أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لما صالح قريشاً في الحديبية في السنة السادسة ـ الصلح المشهور ـ نقضت قريش العهد فغزاهم النبي صلى الله عليه وسلّم وخرج إليهم من المدينة بنحو عشرة آلاف مقاتل خرج مختفياً وقال: «اللهم عمي أخبارنا عنهم»
فلم يفاجأهم إلا وهو محيط بهم ودخل مكة في العشرين من رمضان، من السنة الثامنة للهجرة، مظفراً منصوراً مؤيداً، حتى إنه في النهاية اجتمع إليه كفار قريش حول الكعبة فوقف على الباب وقريش تحته ينتظرون ما يفعل،
فأخذ بعضادتي الباب وقال: يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟
وهو الذي كان قبل ثمان سنوات هارباً منهم وصاروا الآن في قبضته وتحت تصرفه،
قال: ما تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً، أخ كريم وابن أخ كريم، قال: فإني أقول لكم كما قال يوسف لأخوته ﴿لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم﴾ .
اذهبوا فأنتم الطلقاء(236)، فعفى عنهم عليه الصلاة والسلام،
﴿يدخلون في دين الله أفواجاً﴾
أي جماعات بعد أن كانوا يدخلون فيه أفراداً،
ولا يدخل فيه الإنسان في بعض الأحوال إلا مختفياً، وصاروا يدخلون في دين الله أفواجاً،
وصارت الوفود ترد على النبي عليه الصلاة والسلام
في المدينة من كل جانب حتى سمي العام التاسع (عام الوفود)
﴿فسبح بحمد ربك واستغفره﴾
أي سبحه تسبيحاً مقروناً بالحمد.
والتسبيح: تنزيه الله تعالى عما لا يليق بجلاله.
والحمد: هو الثناء عليه بالكمال مع المحبة والتعظيم.
اجمع بين التنزيه وبين الحمد
﴿واستغفره﴾
يعني اسأله المغفرة.
فأمره الله تعالى بأمرين:
الأمر الأول: التسبيح المقرون بالحمد.
والثاني:الاستغفار.
والاستغفار هو طلب المغفرة. والمغفرة ستر الله تعالى على عبده ذنوبه
مع محوها والتجاوز عنها.
وهذا غاية ما يريد العبد، لأن العبد كثير الذنب يحتاج
إلى مغفرة إن لم يتغمده الله برحمته هلك،
ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام: «لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله»
قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته»(237).
لأن عملك هذا لو أردت أن تجعله في مقابلة نعمة من النعم،
نعمة واحدة لأحاطت به النعم، فكيف يكون عوضاً تدخل به الجنة؟
﴿إنه كان تواباً﴾
أي: لم يزل عز وجل تواباً على عباده، فإذا استغفرته تاب عليك،
جمع عمر بن الخطاب كبار المهاجرين والأنصار في يوم من الأيام
ومعهم عبدالله بن عباس وقال لهم: ما تقولون في هذه السورة ﴿إذاجاء نصر الله والفتح﴾
حتى ختم السورة
ففسروها بحسب ما يظهر فقط، فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا،
وقال بعضهم: لا ندري، ولم يقل بعضهم شيئاً.
فقال: ما تقول ياابن عباس
قال:يا أمير المؤمنين هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أعلمه الله له
: ﴿إذا جاء نصر الله والفتح﴾ فتح مكة فذاك علامة أجلك،
﴿ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً﴾
فقال عمر: «والله ما أعلم منها إلا ما تعلم».
فتبين بذلك فضل ابن عباس وتميزه، وأن عنده من الذكاء والمعرفة بمراد الله عز وجل.
لما نزلت هذه السورة جعل رسول الله صلى الله عليه وسلّم الذي هو أشد الناس عبادة لله وأتقاهم لله جعل يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي»
فنقول: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.
بحمدلله انتهى تفسير سورة النصر
والله أعلم ..
سورة المسد
سبب نزول السورة :
أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البطحاء ، فصعد الجبل فنادى : " يا صباحاه " .
فاجتمعت إليه قريش ،
فقال : " أرأيتم إن حدثتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ، أكنتم تصدقوني ؟ "
. قالوا : نعم .
قال : " فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " .
فقال أبو لهب : ألهذا جمعتنا ؟ تبا لك . فأنزل الله : ( تبت يدا أبي لهب وتب ) إلى آخرها .
تفسيرها
{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ }
{تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ * مَآ أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ *
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِى جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ} .
{ تبت يدا أبي لهب } :
أي خسرت يدا ابي لهب بن عبد المطلب أي خسر عمله.
وبدأ بيديه قبل ذاته؛ لأن اليدين هما آلتا العمل والحركة،
والأخذ والعطاء وما أشبه ذلك. وهذا اللقب أبو لهب،
لقب مناسب تماماً لحاله ومآله، وجه المناسبة أن هذا الرجل سوف يكون في نار تلظى،
تتلظى لهباً عظيماً مطابقة لحاله ومآله
{ وتب } :
أي خسر هو بذاته إذ هو من أهل النار.
{ ما أغنى عنه ماله } :
أي أي شيء أغنى عنه ماله لما سخط الله تعالى عليه وعذبه في الدنيا والآخرة.
{ وما كسب } :
أي من المال والولد وغيرها.
وأن الآية تشمل الأولاد، وتشمل المال المكتسب الذي ليس في يده الآن،
وتشمل ما كسبه من شرف وجاه.
كل ما كسبه مما يزيده شرفاً وعزًّا فإنه لا يُغني عنه شيئاً
{ سيصلى نارا } :
أي يدخل نارا يصطلي بحرها ولفحها.
{ ذات لهب } :
أي توقد واشتعال ..
يعني أن الله تعالى توعده بأنه سيصلى ناراً ذات لهب عن قريب؛
لأن متاع الدنيا والبقاء في الدنيا
مهما طال فإن الآخرة قريبة،
حتى الناس في البرزخ وإن مرت عليهم السنون الطوال فكأنها ساعة .
{وامرأتـه حمالة الحطب} :
يعني كذلك امرأته معه، وهي امـرأة أم جميل العوراء.
من أشراف قريش لكن لم يغنِ عنها شرفها شيئاً لكونها
شاركت زوجها في العداء والإثم، والبقاء على الكفر.
{ حمالة الحطب } :
أي تحمل شوك السعدان وتلقيه في طريق النبي صلى الله عليه وسلم أذية له وكرها
{ في جيدها حبل من مسد } :
الجيد: العنق
والحبل : معروف
والمسد: الليف.
يعني أنها متقلدة حبلاً من الليف تخرج به إلى الصحراء لتربط به الحطب الذي تأتي به
لتضعه في طريق النبي صلى الله عليه وسلّم، نعوذ بالله من ذلك،
وهو إشارة إلى دنو نظرتها، وأنها أهانت نفسها،
امرأة من قريش من أكابر قبائل قريش تخرج إلى الصحراء
وتضع هذا الحبل في عنقها، وهو من الليف مع ما فيـه من المهانة،
لكن من أجل أذية الرسول عليه الصلاة والسلام. نسأل الله العافية.
وبهذا ينتهي الكلام بما يسر الله عز وجل على هذه السورة
اللهم بارك لنا في هذه المجالس وجعلنا ممن يستمع القول ويتبع احسنه
وزدنا يالله فهماً وحفظاً وتعلقاً بكتابك
وجعله يارب نوراً لقلوبنا وشفائاً لما في صدورنا وذهب احزاننا
اللهم آمين .
والله تعالى اعلم ..
التفسير من حلقة بالقران نحيا للأخت همه

✨عابرة سبيل✨ :
تم حفظ سوره عبس من ١-٢٣ ولله الحمد وقراءة التفسيرتم حفظ سوره عبس من ١-٢٣ ولله الحمد وقراءة التفسير
ولله الحمد والمنة تمت المراجعة من سورة الناس إلى الكافرون مع قراءة التفسير
جعلنا الله وإياكن من أهل القرآن وخاصته
،،،،،،
قالت مريم: (ياليتني مت قبل هذا)
ولم تعلم أن مافي بطنها نبي
بعض الكربات قد تحمل في طياتها كرامات
فلا يتغلغل اليأس فيكم وإن طال البلاء ..
جعلنا الله وإياكن من أهل القرآن وخاصته
،،،،،،
قالت مريم: (ياليتني مت قبل هذا)
ولم تعلم أن مافي بطنها نبي
بعض الكربات قد تحمل في طياتها كرامات
فلا يتغلغل اليأس فيكم وإن طال البلاء ..

الصفحة الأخيرة
وقراءة التفسير
واسأل العلي القدير ان يجعلناا واياك من اهل القران وخاصته