
راقية الفكر
•




بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله الذي رضي من عباده اليسير من العمل،
وتجاوز لهم عن الكثير من الزلل، وأفاض عليهم النعمة،
وكتب على نفسه الرحمة،
وضمّـن الكتاب الذي كتبه أن رحمته سبقت غضبه،
دعا عباده إلى دار السلام .
أما بعــد :
حياكم الله وبياكم في الدرس الثالث عشر
فــي التفسيـر مقرر يوم الاثنين
سورة المطففين الجزء الثاني من الاية ( 18 - 36)
كما تعرفنا في الدرس الماضي عن أحوال الفجار ومالهم من عقاب وعذاب
نتعرف اليوم عن أحوال الابرار ومالهم من النعيم المقيم :
{كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين}:
وهذا مقابل {إن كتاب الفجار لفي سجين}
فكتاب الفجار في سجين في أسفل الأرض،
وكتاب الأبرار في عليين في أعلى الجنة،
أي أنهم في هذا المكان العالي قد كُتب ذلك عند الله عز وجل
قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
{وما أدراك ما عليون}:
أي ما الذي أعلمك ما عليون؟
وهذا الاستفهام يراد به التفخيم والتعظيم.
يعني أي شيء أدراك به فإنه عظيم قال الله تعالى:
{كتاب مرقوم} هذا بيان لقوله:
{إن كتاب الأبرار}:
أي أن كتاب الأبرار كتاب مرقوم
مكتوب لا يتغير ولا يتبدل .
{يشهده المقربون}:
يشهده أي يحضره، أو يشهد به المقربون،
و{المقربون} :
عند الله هم الذين تقربوا إلى الله سبحانه وتعالى بطاعته.
وكلما كان الإنسان أكثر طاعة لله كان أقرب إلى الله.
وكلما كان الإنسان أشد تواضعاً لله كان أعز عند الله،
وكان أرفع عند الله .
{إن الأبرار لفي نعيم}:
الأبرار : جمع بر،
والبر كثير الخير، كثير الطاعة، كثير الإحسـان في عبادة الله
والإحسان إلى عباد الله، فهؤلاء الأبرار
الذين منّ الله عليهم بفعل الخـيرات، وترك المنكرات
{لفي نعيم}:
والنعيم هنا يشمـل نعيم البدن ونعيم القلـب،
-أمـا نعيم البدن فلا تسأل عنه فإن الله سبحانه وتعالى قال في الجنة :
{وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعـين وأنتـم فيهـا خـالـدون} .
وقال تعالى: {فلا تعلم نفـسٌ ما أخفي لهم من قرة أعين
جزاءً بما كانوا يعملون} .
-وأمـا نعيم القلـب فـلا تسأل عنه أيضاً فإنهم يقال لهم
وقد شاهدوا الموت قد ذبح يقال لهم : يا أهل الجنة خلود ولا موت
ويقال لهم : ادخلوها بسلام،
ويقال لهم : إن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبداً، وأن تصحوا فلا تمرضوا أبدا ً،
وأن تشبوا فلا تهرموا أبداً ،
وكل هذا مما يدخل السرور على القلب فيحصل لهم
بذلك نعيم القلب ونعيم البدن
جعلنا الله منهم .
{على الأرائك ينظرون}:
الأرائك :
جمع أريكة وهي السرير المزخرف المزيّن الذي وَضع عليه مثل الظل،
وهو من أفخر أنواع الأسرة فهم على الأرائك
على هذه الأسرة الناعمة الحسنة البهية .
{ينظرون} :
يعني ينظرون ما أنعم الله به عليهم من النعيم الذي لا تدركه الأنفس الآن
{فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين} .
وقال بعض العلماء: إن هذا النظر يشمل حتى النظر إلى وجه الله،
وجعلوا هذه الآية من الأدلة على ثبوت رؤية الله عز وجل في الجنة
{تعرف في وجوههم نضرة النعيم} أي تعرف أيها الناظر إليهم
{في وجوههم نضرة النعيم} :
أي حسن النعيم وبهاءه، أي التنعم، وأنتم تشاهدون الان في الدنيا
أن المنعمين المترفين وجوههم غير وجوه الكادحين العاملين.
تجدها نضرة، تجدها حسنة، تجدها منعمة،
فأهل الجنة تعرف في وجوههم نضرة النعيم أي التنعم والسرور؛
لأنهم أسّر ما يكون، وأنعم ما يكون.
ثم قال الله تعالى في بيان ما لهم من النعيم
{يسقون من رحيق مختوم} :
{يسقون}:
يعني الأبرار، يسقيهم الله عز وجل بأيدي الخدم الذين وصفهم الله
بقوله: {يطوف عليهم ولدان مخلدون. بأكواب وأباريق وكأس من معين.
لا يصدعون عنها ولا ينزفون} .
{يسقون من رحيق مختوم*ختامه مسك}:
أي من شراب خالص لا شوب فيه ولا ضرر فيه على العقل،
ولا ألم فيه في الرأس، بخلاف شراب الدنيا فإنه يغتال العقل ويصدع الرأس.
أما هذا فإنه رحيق خالص ليس فيه أي أذى.
{مختوم. ختامه مسك}:
أي بقيته وآخره مسك أي طيّب الريح.
بخلاف خمر الدنيا فإنه خبيث الرائحة.
فهؤلاء القوم الأبرار لما حبسوا أنفسهم عن الملاذ
التي حرمها الله عليهم في الدنيا أعطوها يوم القيامة.
{وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} :
أي وفي هذا الثواب والجزاء , فليتسابق المتسابقون
سباقاً يصل بهم إلى حد النفس، وهو كناية عن السرعة في المسابقة.
والمنافسة في الخير هي المسابقة إلى طاعة الله عز وجل وإلى
ما يرضي الله سبحانه وتعالى، والبعد عما يسخط الله .
{ومزاجه من تسنيم } :
أي ومزاج هذا الرحيق الموصوف من تسنيم أي من شراب
يقال له تسنيم وهو أشرف شراب أهل الجنة وأعلاه .
{عيناً يشرب بها المقربون}:
أي أن هذه العين والمياه النابعة،
والأنهار الجارية يشرب بها المقربون.
{إن الذين أجرموا}
أي قاموا بالجرم وهو المعصية والمخالفة
{كانوا}
أي في الدنيا
{من الذين آمنوا يضحكون}
استهزاءاً وسخرية واستصغاراً لهم.
{وإذا مروا}
والقاعدة التي ينبغي أن تفهم في التفسير:
أن الآية إذا احتملت معنيين لا ينافي أحدهما الآخر
وجب حملها على المعنيين؛ لأن ذلك أعم،
فعليه نقول :
أن المجرمين إذا مروا بالمؤمنين وهم جلوس تغامزوا،
وإذا مر المؤمنون بالمجرمين وهم جلوس تغامزوا أيضاً
فتكون شاملة للحالين:
حال مرور المجرمين بالمؤمنين،
وحال مرور المؤمنين بالمجرمين.
{يتغامزون} :
يعني يغمز بعضهم بعضاً، انظر إلى
هؤلاء سخرة واستهزاء واستصغاراً.
{وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين}:
إذا انقلب المجرمون إلى أهلهم
{انقلبوا فكهين} :
يعني متفكهين بما نالوه من السخرية بهؤلاء المؤمنين،
فهم يستهزؤن ويسخرون ويتفكهون بهذا،
ظنًّا منهم أنهم نجحوا وأنهم غلبوا المؤمنين،
ولكن الأمر بالعكس.
{وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون}:
{إذا رأوهم}:
أي رأى المجرمون المؤمنين
{قالوا إن هؤلاء لضالون}:
ضالون عن الصواب، متأخرون، متزمتون متشددون إلى غير ذلك من الألقاب،
ولقد كان لهؤلاء السلف خلف في زماننا اليوم وما قبله وما بعده،
من الناس من يقول عن أهل الخير: إنهم رجعيون،
إنهم متخلفون ويقولون عن المستقيم:
إنه متشدد متزمت،
وفوق هذا كله من قالوا للرسل عليهم الصلاة والسلام
إنهم سحرة أو مجانين.
{وما أرسلوا عليهم حافظين}:
أي أن هؤلاء المجرمين ما بعثوا حافظين لهؤلاء
يرقبونهم ويحكمون عليهم، بل الحكم لله عز وجل .
{فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون} :
اليوم يعني يوم القيامة، الذين آمنوا يضحكون من الكفار
فالذين آمنوا يضحكون اليوم من الكفار،
وهذا والله هو الضحك الذي لا بكاء بعده،
أما ضحك المجرمين بالمؤمنين في الدنيا
فسيعقبه البكاء والحزن والويل والثبور .
{على الأرائك ينظرون} :
أي أن المؤمنين على الأرائك في الجنة،
والأرائك هي السرر الفخمة الحسنة النضرة.
{ينظرون}:
أي ينظرون ما أعد الله لهم من الثواب،
وينظرون أولئك الذين يسخرون بهم في الدنيا،
ينظرون إليهم وهم في عذاب الله كما قال الله تعالى:
{قال قائل منهم إني كان لي قرين يقول أئنك
لمن المصدقين أإذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أإنا لمدينون.
قال هل أنتم مطلعون} .
{ هل ثوب الكفار ما كانوا يفعلون }:
أي هل جوزي الكفار على ما كانوا يقابلون به المؤمنين
من الاستهزاء والتنقص أم لا يعني قد جوزوا أوفر الجزاء وأتمه وأكمله
وبهذا تم الكلام الذي يسره الله عز وجل على سورة المطففين
نسأل الله تعالى أن ينفعنا وإياكم به، وأن يجعلنا من المتعظين الواعظين.
إنه جواد كريم.
روابط انصح أحبتي بهــا :
نعيم أهل الجنة مؤثر جدا.mp4
مشاهد 3 الحلقة الثانية ـ الشوق إلى الجنة
وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ
الدرس من حلقة همه جزاها الجنه

راقية الفكر :
QUOTE=اسيرة الأيام;82892912]تم مراجعة سورة المطففين من الأية 1 -17 مع قراءة. التفسير
بارك الله فيك وجزاك كل خير وربي يكرمك بالجنه ويجمعك مع احبتك فيها
بارك الله فيك وجزاك كل خير وربي يكرمك بالجنه ويجمعك مع احبتك فيها
بارك الله فيك وجزاك كل خير وربي يكرمك بالجنه ويجمعك مع احبتك فيها
بارك الله فيك وجزاك كل خير وربي يكرمك بالجنه ويجمعك مع احبتك فيها
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك كل خير وربي يكرمك بالجنه ويجمعك مع احبتك فيها
مشرقة بوجودك وهمة الاخوات الله يسر لكن التثبيت
منورة
بارك الله فيك وجزاك كل خير وربي يكرمك بالجنه ويجمعك مع احبتك فيها
بارك الله فيك وجزاك كل خير وربي يكرمك بالجنه ويجمعك مع احبتك فيها
بارك الله فيك وجزاك كل خير وربي يكرمك بالجنه ويجمعك مع احبتك فيها
بارك الله فيك وجزاك كل خير وربي يكرمك بالجنه ويجمعك مع احبتك فيها
بارك الله فيك وجزاك كل خير وربي يكرمك بالجنه ويجمعك مع احبتك فيها
بارك الله فيك وجزاك كل خير وربي يكرمك بالجنه ويجمعك مع احبتك فيها
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك كل خير وربي يكرمك بالجنه ويجمعك مع احبتك فيها
مشرقة بوجودك وهمة الاخوات الله يسر لكن التثبيت
منورة
بارك الله فيك وجزاك كل خير وربي يكرمك بالجنه ويجمعك مع احبتك فيها
بارك الله فيك وجزاك كل خير وربي يكرمك بالجنه ويجمعك مع احبتك فيها

درة 14
•
جزاك الله خير وبارك فيك ام نايف
ما قدرة ادخل امس بسبب النت
الحمد لله حفظت سورة المطففين وقراءة التفسير
:)
ما قدرة ادخل امس بسبب النت
الحمد لله حفظت سورة المطففين وقراءة التفسير
:)

الصفحة الأخيرة