لهيب الظلم
لهيب الظلم
تمت مراجعه سورة الشمس وقراءة التفسير بحمدلله وتوفيقه .,.

الله يجزاك الفردوس الأعلى من الجنة أم نايف على ماتقومين به من جهود

لاحرمكِ الباري الأجر وأسعدك مدى العمر .,.
الماءوالبحر
الماءوالبحر
تمت مراجعة سورة الليل ولله الحمد
ام نايف م
ام نايف م
بسم الله الرحمن الرحيم .

الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات ,
الحمدلله حتى يرضى وله الحمد إذا رضي ..
وله الحمد في كل حال ..
والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد صل الله عليه وسلم .

أما بعد

حياكم الله وبياكم يالغاليات , في الدرس السادس و عشرون في التفسير

فتح الله لنا تدبر كتابه وفهمه والعمل به .






سورة الليل :

* كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في جنازَةٍ ،
فأخذَ شيئًا فجعلَ يَنْكُتُ بهِ الأرضَ ،
فقالَ : ( ما منكمْ من أحدٍ ، إلا وقدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ من النارِ ومقْعَدُهُ من الجنةِ ) .
قالوا : يا رسولَ اللهِ ، أفلا نَتَّكِلُ على كتَابِنَا ونَدَعُ العملَ ؟
قالَ : ( اعمَلوا فكلٌ مُيَسَّرٌ لمَا خُلِقَ لهُ ،
أمَّا من كانَ من أهلِ السعادةِ فَيُيَسَّرُ لعملِ أهلِ السعادَةِ ،
وأمَّا من كانَ من أهلِ الشقاءِ فَيُيَسَّرُ لعملِ أهلِ الشقاوَةِ .
ثم قرأَ : {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالحُسْنَى }. الآية .








{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ }

{وَالَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأنثى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى *
فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى *
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِى عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى
إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا للآخرة وَالاُْولَى * فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى * لاَ يَصْلَـهَآ إِلاَّ الاَْشْقَى *
الَّذِى كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الاَْتْقَى * الَّذِى يُؤْتِى مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لاَِحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى *
إِلاَّ ابْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ الاَْعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى}.










{والليل إذا يغشى}:
أقسم الله سبحانه وتعالى بالليل إذا يغشى
يعني حين يغشى الأرض ويغطيها بظلامه , لأن الغشاء بمعنى الغطاء.


{والنهار إذا تجلى} :
أي إذا ظهر وبان، وذلك بطلوع الفجر الذي هو النور الذي هو
مقدمة طلوع الشمس،
والشمس هي آية النهار كما أن القمر آية الليل.



{وما خلق الذكر والأنثى}:
يعني وخَلْق الذكر والأنثى على أحد التفسيرين
الذي جعل (ما) هنا مصدرية،
والذي خَلَق الذكر والأنثى وهو الله عز وجل على التفسير الآخر.
فعلى المعنى الأول: يكون الله سبحانه وتعالى أقسم بخلق الذكر والأنثى.
وعلى الثاني: يكون الله تعالىأقسم بنفسه، لأنه هو الذي خلق الذكر والأنثى.



{ إن سعيكم لشتى } :
أي ان عملكم أيها الناس لمختلف منه الحسنة الموروثة للجنة
ومنه السيئة الموجبة للنار

فالله عز وجل أقسم بأشياء متضادة على أشياء متضادة:
الليل ضد النهار،
الذكر ضد الأنثى،
السعي متضاد صالح وسيىء،
فتناسب المقسم به والمقسم عليه، وهذا من بلاغة القرآن.


فالمعنى أن اختلاف الليل والنهار والذكر والأنثى أمر ظاهر لا يخفى،
فكذلك أعمال العباد متباينة متفاوتة، منها الصالح، ومنها الفاسد،
ومنها ما يخلط صالحاً وفاسداً،
كل ذلك بتقدير الله عز وجل، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم،
ثم فصّل هذا السعي المتفرق


{فأما من أعطى واتقى* وصدق بالحسنى*فسنيسره لليسرى}:

{ من أعطى واتقى } :
أي حق الله وانفق في سبيل الله
واتقى ما يسخط الله تعالى من الشرك والمعاصي.

{وصدق بالحسنى} :
صدق بالقولة الحسنى وهي قول الله عز وجل،
وقول رسوله صلى الله عليه وسلّم،
لأن أصدق الكلام، وأحسن الكلام كلام الله عز وجل.



{فسنيسره لليسرى}
السين: هنا للتحقيق
أي: أن من أعطى واتقى،
وصدق بالحسنى، فسييسره الله عز وجل لليسرى في أموره كلها،
في أمور دينه ودنياه، ولهذا تجد أيسر الناس عملاً هو من اتقى الله عز وجل،
من أعطى واتقى وصدق بالحسنى.
وكلما كان الآنسان أتقى لله كانت أموره أيسر له.

قال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسًرا}. .

وكلما كان الآنسان أبعد عن الله كان أشد عسراً في أموره ولهذا قال


{وأما من بخل *واستغنى * وكذب بالحسنى )

{وأما من بخل}
فلم يعط ما أمر بإعطائه

{واستغنى}
استغنى عن الله عز وجل، ولم يتق ربه،
بل رأى أنه في غنى عن رحمة الله.


{وكذب بالحسنى}:
بالقولة الحسنى،وهي قول الله تعالى
وقول رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

{فسنيسره للعسرى} :
ييسر للعسرى في أموره كلها، ولكن

*قد يأتي الشيطان للإنسان ويقول نجد أن الكفار تيسر أمورهم .

فيقال: نعم.
قد تيسر أمورهم، لكن قلوبهم تشتعل ناراً وضيقاً وحرجاً كما قال تعالى:
{ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء}. .
ثم ما ينعمون به فهو تنعيم جسد فقط، لا تنعيم روح،
ثم هو أيضاً وبال عليهم لقول الله تعالى فيهم:
{سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين}. .

وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته».
وتلا قوله تعالى: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}. .

وهؤلاء عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا، ومع ذلك فإن هذه الدنيا جنة لهم بالنسبة للآخرة.

*قصة :
وقد ذكروا عن ابن حجر العسقلاني شارح البخاري بالشرح الذي سماه (فتح الباري)
وكانقاضي القضاة بمصر،
أنه مر ذات يوم وهو على عربته تجره البغال والناس حوله،
مر برجل يهودي سمان يعني:
يبيع السمن والزيت، ومن المعلوم أن الذي يبيع السمن والزيت
تكون ثيابه وسخة وحاله سيئة
فأوقف العربة وقال لابن حجر: إن نبيكم يقول: «الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر»،
فكيف أنا أكون بهذه الحال وأنت بهذه الحال؟
فقال له ابن حجر على البديهة:
أنا في سجن بالنسبة لما أعد الله للمؤمنين من الثواب والنعيم،
لأن الدنيا بالنسبة للآخرة ليست بشيء
كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
«لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها»،
وأما أنت أيها اليهودي:فأنت في جنة بالنسبة لما أعد لك من العذاب إن مت على الكفر
فاقتنع بذلك اليهودي وصار ذلك سبباً في إسلامه وقال:
أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.


{وما يغني عنه ماله إذا تردى}:
يخبر تعالى بأن من بخل واستغنى وكذب بالحسنى حفاظا على ماله
وشحا به وبخلا أن ينفقه في سبيل ربه هذا المال
لا يغني عنه شيئا يوم القيامة
إذا ألقي به في نار جهنم فتردى ساقطا فيها على أم رأسه


{إن علينا للهدى} :
أي إن علينا لبيان الحق من الباطل والطاعة من المعصية.
لهدى نوعان:

1 ـ هدى التوفيق. فهذا لا يقدر عليه إلا الله.

2 ـ هدى إرشاد ودلالة، فهذا يكون من الله،
ويكون من الخلق من الرسل عليهم الصلاة والسلام، ومن العلماء.


{وإن لنا للآخرة والأولى}:
أي ملك ما فيي الدنيا والآخرة نعطي ونحرم من نشاء لا مالك غيرنا.

{فأنذرتكم نارًا تلظى}:
{فأنذرتكم}: يعني خوفتكم
{تلظى} تشتعل، ولها أوصاف كثيرة في القرآن والسنة.



{لا يصلاها إلا الأشقى}:
{لا يصلاها} يعني: لا يحترق بها
{إلا الأشقى} يعني الذي قدرت له الشقاوة.
والشقاوة ضد السعادة لقوله تعالى: {فأما الذين شقوا ففي النار} .
وقوله: {وأما الذين سعدوا ففي الجنة} .

*فالمراد بالأشقى
يعني: الذي لم تكتب له السعادة، هذا هو الذي يصلى النار التي تلظى.
ثم فسره وقال تعالى :

{الذي كذب وتولى} :
كذب النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به
وتولى أعرض عن الإِيمان به وبما جاء به
من التوحيد والطاعة لله ورسوله.


{وسيجنبها الأتقى *الذي يؤتي ماله يتزكى }

{وسيجنبها} أي:
يكون بعيدا منها .

{الأتقى} :
يعني: الذي اتقى الله تعالى حق تقاته.

{الذي يؤتي ماله يتزكى}:
يعني: يعطي ماله من يستحقه على وجه يتزكى به،
أي: يتطهر به،
قال الله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها
وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم}.


*هل يجوز أن يتدين الآنسان ليتصدق؟

فالجواب: لا.
لأن الصدقة تطوع، والتزام الدّين خطر عظيم، لأن الدين ليس بالأمر الهين،
فالآنسان إذا مات وعليه دين فإن نفسه معلقة بدينه حتى يقضى عنه،
وكثير من الورثة لا يهتم بدين الميت، تجده يتأخر يماطل وربما لا يوفيه.
وقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا قدمت إليه جنازة سأل
هل عليه دين؟ أله وفاء؟ فإن قالوا لا،
قال: «صلوا على صاحبكم».
وأخبر صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن
الشهادة في سبيل الله تكفر كل شيء إلا الدين،
فالدين أمره عظيم، لا يجوز للإنسان أن يتهاون به

{وما لأحد عنده من نعمة تجزى}:
يعني أنه لا يعطي المال مكافأة على نعمة سابقة من شخص
فليس لأحد عليه فضل حتى يعطيه مكافأة،
ولكنه يعطي ابتغاء وجه الله ولهذا قال:

{إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى}.
فهو لا ينفق إلا طلب وجه الله، أي طلب الوصول
إلى دار كرامة الله التي يكون بها رؤية الله عز وجل.

{ولسوف يرضى}
يعني سوف يرضيه الله عز وجل بما يعطيه من الثواب الكثير
وقد بين الله ذلك في قوله: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة
أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة
والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} .





تم بحمد لله تفسيرماتيسر من سورة الليل
والله أعلم .



نسأل الله أن يجعلنا من هؤلاء البررة الأطهار الكرام، إنه على كل شيء قدير.

روابط أنصح أحبتي بها :
سلسلة حقائق مجهولة الحلقة 6 لجام التقوى
أوصاف أهل التقوى للشيخ نبيل العوضي
كيف تقضى حاجتك ويكفى همك بعمل بسيط دون أن تدعو


,........,
التفسير من حلقة بالقران نحيا للأخت همه جزاها الله خيرا




أم صلوحي 2008
أم صلوحي 2008
بسم الله الرحمن الرحيم . الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات , الحمدلله حتى يرضى وله الحمد إذا رضي .. وله الحمد في كل حال .. والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد صل الله عليه وسلم . أما بعد حياكم الله وبياكم يالغاليات , في الدرس السادس و عشرون في التفسير فتح الله لنا تدبر كتابه وفهمه والعمل به . سورة الليل : * كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في جنازَةٍ ، فأخذَ شيئًا فجعلَ يَنْكُتُ بهِ الأرضَ ، فقالَ : ( ما منكمْ من أحدٍ ، إلا وقدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ من النارِ ومقْعَدُهُ من الجنةِ ) . قالوا : يا رسولَ اللهِ ، أفلا نَتَّكِلُ على كتَابِنَا ونَدَعُ العملَ ؟ قالَ : ( اعمَلوا فكلٌ مُيَسَّرٌ لمَا خُلِقَ لهُ ، أمَّا من كانَ من أهلِ السعادةِ فَيُيَسَّرُ لعملِ أهلِ السعادَةِ ، وأمَّا من كانَ من أهلِ الشقاءِ فَيُيَسَّرُ لعملِ أهلِ الشقاوَةِ . ثم قرأَ : {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالحُسْنَى }. الآية . {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ } {وَالَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأنثى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى * فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِى عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى * وَإِنَّ لَنَا للآخرة وَالاُْولَى * فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى * لاَ يَصْلَـهَآ إِلاَّ الاَْشْقَى * الَّذِى كَذَّبَ وَتَوَلَّى * وَسَيُجَنَّبُهَا الاَْتْقَى * الَّذِى يُؤْتِى مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لاَِحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلاَّ ابْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ الاَْعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى}. yE03N4hRFqg {والليل إذا يغشى}: أقسم الله سبحانه وتعالى بالليل إذا يغشى يعني حين يغشى الأرض ويغطيها بظلامه , لأن الغشاء بمعنى الغطاء. {والنهار إذا تجلى} : أي إذا ظهر وبان، وذلك بطلوع الفجر الذي هو النور الذي هو مقدمة طلوع الشمس، والشمس هي آية النهار كما أن القمر آية الليل. {وما خلق الذكر والأنثى}: يعني وخَلْق الذكر والأنثى على أحد التفسيرين الذي جعل (ما) هنا مصدرية، والذي خَلَق الذكر والأنثى وهو الله عز وجل على التفسير الآخر. فعلى المعنى الأول: يكون الله سبحانه وتعالى أقسم بخلق الذكر والأنثى. وعلى الثاني: يكون الله تعالىأقسم بنفسه، لأنه هو الذي خلق الذكر والأنثى. { إن سعيكم لشتى } : أي ان عملكم أيها الناس لمختلف منه الحسنة الموروثة للجنة ومنه السيئة الموجبة للنار فالله عز وجل أقسم بأشياء متضادة على أشياء متضادة: الليل ضد النهار، الذكر ضد الأنثى، السعي متضاد صالح وسيىء، فتناسب المقسم به والمقسم عليه، وهذا من بلاغة القرآن. فالمعنى أن اختلاف الليل والنهار والذكر والأنثى أمر ظاهر لا يخفى، فكذلك أعمال العباد متباينة متفاوتة، منها الصالح، ومنها الفاسد، ومنها ما يخلط صالحاً وفاسداً، كل ذلك بتقدير الله عز وجل، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، ثم فصّل هذا السعي المتفرق {فأما من أعطى واتقى* وصدق بالحسنى*فسنيسره لليسرى}: { من أعطى واتقى } : أي حق الله وانفق في سبيل الله واتقى ما يسخط الله تعالى من الشرك والمعاصي. {وصدق بالحسنى} : صدق بالقولة الحسنى وهي قول الله عز وجل، وقول رسوله صلى الله عليه وسلّم، لأن أصدق الكلام، وأحسن الكلام كلام الله عز وجل. {فسنيسره لليسرى} السين: هنا للتحقيق أي: أن من أعطى واتقى، وصدق بالحسنى، فسييسره الله عز وجل لليسرى في أموره كلها، في أمور دينه ودنياه، ولهذا تجد أيسر الناس عملاً هو من اتقى الله عز وجل، من أعطى واتقى وصدق بالحسنى. وكلما كان الآنسان أتقى لله كانت أموره أيسر له. قال تعالى: {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسًرا}. [الطلاق: 4]. وكلما كان الآنسان أبعد عن الله كان أشد عسراً في أموره ولهذا قال {وأما من بخل *واستغنى * وكذب بالحسنى ) {وأما من بخل} فلم يعط ما أمر بإعطائه {واستغنى} استغنى عن الله عز وجل، ولم يتق ربه، بل رأى أنه في غنى عن رحمة الله. {وكذب بالحسنى}: بالقولة الحسنى،وهي قول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. {فسنيسره للعسرى} : ييسر للعسرى في أموره كلها، ولكن *قد يأتي الشيطان للإنسان ويقول نجد أن الكفار تيسر أمورهم . فيقال: نعم. قد تيسر أمورهم، لكن قلوبهم تشتعل ناراً وضيقاً وحرجاً كما قال تعالى: {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء}. [الآنعام: 125]. ثم ما ينعمون به فهو تنعيم جسد فقط، لا تنعيم روح، ثم هو أيضاً وبال عليهم لقول الله تعالى فيهم: {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وأملي لهم إن كيدي متين}. [الأعراف: 182، 183]. وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته». وتلا قوله تعالى: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد}. [هود: 102]. وهؤلاء عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا، ومع ذلك فإن هذه الدنيا جنة لهم بالنسبة للآخرة. *قصة : وقد ذكروا عن ابن حجر العسقلاني شارح البخاري بالشرح الذي سماه (فتح الباري) وكانقاضي القضاة بمصر، أنه مر ذات يوم وهو على عربته تجره البغال والناس حوله، مر برجل يهودي سمان يعني: يبيع السمن والزيت، ومن المعلوم أن الذي يبيع السمن والزيت تكون ثيابه وسخة وحاله سيئة فأوقف العربة وقال لابن حجر: إن نبيكم يقول: «الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر»، فكيف أنا أكون بهذه الحال وأنت بهذه الحال؟ فقال له ابن حجر على البديهة: أنا في سجن بالنسبة لما أعد الله للمؤمنين من الثواب والنعيم، لأن الدنيا بالنسبة للآخرة ليست بشيء كما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم «لموضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها»، وأما أنت أيها اليهودي:فأنت في جنة بالنسبة لما أعد لك من العذاب إن مت على الكفر فاقتنع بذلك اليهودي وصار ذلك سبباً في إسلامه وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله. {وما يغني عنه ماله إذا تردى}: يخبر تعالى بأن من بخل واستغنى وكذب بالحسنى حفاظا على ماله وشحا به وبخلا أن ينفقه في سبيل ربه هذا المال لا يغني عنه شيئا يوم القيامة إذا ألقي به في نار جهنم فتردى ساقطا فيها على أم رأسه {إن علينا للهدى} : أي إن علينا لبيان الحق من الباطل والطاعة من المعصية. لهدى نوعان: 1 ـ هدى التوفيق. فهذا لا يقدر عليه إلا الله. 2 ـ هدى إرشاد ودلالة، فهذا يكون من الله، ويكون من الخلق من الرسل عليهم الصلاة والسلام، ومن العلماء. {وإن لنا للآخرة والأولى}: أي ملك ما فيي الدنيا والآخرة نعطي ونحرم من نشاء لا مالك غيرنا. {فأنذرتكم نارًا تلظى}: {فأنذرتكم}: يعني خوفتكم {تلظى} تشتعل، ولها أوصاف كثيرة في القرآن والسنة. {لا يصلاها إلا الأشقى}: {لا يصلاها} يعني: لا يحترق بها {إلا الأشقى} يعني الذي قدرت له الشقاوة. والشقاوة ضد السعادة لقوله تعالى: {فأما الذين شقوا ففي النار} [هود: 106]. وقوله: {وأما الذين سعدوا ففي الجنة} [هود: 108]. *فالمراد بالأشقى يعني: الذي لم تكتب له السعادة، هذا هو الذي يصلى النار التي تلظى. ثم فسره وقال تعالى : {الذي كذب وتولى} : كذب النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به وتولى أعرض عن الإِيمان به وبما جاء به من التوحيد والطاعة لله ورسوله. {وسيجنبها الأتقى *الذي يؤتي ماله يتزكى } {وسيجنبها} أي: يكون بعيدا منها . {الأتقى} : يعني: الذي اتقى الله تعالى حق تقاته. {الذي يؤتي ماله يتزكى}: يعني: يعطي ماله من يستحقه على وجه يتزكى به، أي: يتطهر به، قال الله تعالى: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم}. [التوبة: 103] *هل يجوز أن يتدين الآنسان ليتصدق؟ فالجواب: لا. لأن الصدقة تطوع، والتزام الدّين خطر عظيم، لأن الدين ليس بالأمر الهين، فالآنسان إذا مات وعليه دين فإن نفسه معلقة بدينه حتى يقضى عنه، وكثير من الورثة لا يهتم بدين الميت، تجده يتأخر يماطل وربما لا يوفيه. وقد كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا قدمت إليه جنازة سأل هل عليه دين؟ أله وفاء؟ فإن قالوا لا، قال: «صلوا على صاحبكم». وأخبر صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن الشهادة في سبيل الله تكفر كل شيء إلا الدين، فالدين أمره عظيم، لا يجوز للإنسان أن يتهاون به {وما لأحد عنده من نعمة تجزى}: يعني أنه لا يعطي المال مكافأة على نعمة سابقة من شخص فليس لأحد عليه فضل حتى يعطيه مكافأة، ولكنه يعطي ابتغاء وجه الله ولهذا قال: {إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى}. فهو لا ينفق إلا طلب وجه الله، أي طلب الوصول إلى دار كرامة الله التي يكون بها رؤية الله عز وجل. {ولسوف يرضى} يعني سوف يرضيه الله عز وجل بما يعطيه من الثواب الكثير وقد بين الله ذلك في قوله: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم} [البقرة: 261]. تم بحمد لله تفسيرماتيسر من سورة الليل والله أعلم . نسأل الله أن يجعلنا من هؤلاء البررة الأطهار الكرام، إنه على كل شيء قدير. روابط أنصح أحبتي بها : ,........, التفسير من حلقة بالقران نحيا للأخت همه جزاها الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم . الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات , الحمدلله حتى يرضى وله الحمد إذا...
ولله الحمد والمتة تم حفظ سورة الليل مع قراءة تفسيرها
جعلني الله وإياكن من أهل القرآن وخاصته

،،،،،،،،،،

"فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم"،
قال ابن الجوزي
أسفا لعبد كلما كثرت أوزاره قل استغفاره،
وكلما قرب من القبور قوي عنده الفتور.ً
غناوي نجد
غناوي نجد
تم بفضل الله حفظ سورة الليل وقراءة التفسير