بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ربّ العالمين ، خالق الكون أجمعين .
الحمدلله أنزل كتابة نوراً مبين ، عدّة للصابرين ومناراً للفالحين
ورفعة للمؤمنين وهداية للناس أجمعين ..
أخرج به العالمين من ظلمات الجهل المبين لنور الصراط المستقيم .
الحمدلله مارتلنا آية و سجدت لبيانه مُهجة وانهلّت لبيانه دمعَة ..
وصلى الله وسلم على عبده محمد ، قائد الأمة ورسول الملّة وآله وأصحابه
وبعد :
حياكم ربي وبياكم ..
في الدرس ( الاول)
ولقائنا لهذا اليوم وقفات في تدبر سورة النبأ .
اسأل الله أن يفتح على قلوبنا ويرزقنا تدبر كتابه
والعمل به ..
بسم نبدأ وعليه نتوكل .
{عم يتساءلون} :
يعني عم يتساءل هؤلاء،
ثم أجاب الله عز وجل عن هذا السؤال فقال:
{عن النبأ العظيم. الذي هم فيه مختلفون} :
وهذا النبأ هو ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من البيِّنات والهدى،
ولاسيما ما جاء به من الأخبار عن اليوم الآخر والبعث والجزاء،
وقد اختلف الناس في هذا النبأ الذي جاء به
النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
فمنهم من آمن به وصدق،
ومنهم من كفر به وكذب،
ومنهم من شك فيه وتردد
فبين الله أن هؤلاء الذين كذبوا سيعلمون ما كذبوا به علم اليقين،
وذلك إذا رأوا يوم القيامة يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه
من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق، ولهذا قال سبحانه هنا:
{كلا سيعلمون. ثم كلا سيعلمون}:
وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد ,
متوعدا لمنكري القيامة .
- ثم شرع وتعالى يبين قدرته العظيمة
على خلق الأشياء الغريبة والأمور العجيبة ،
الدالة على قدرته على ما يشاء من أمر المعاد وغيره ، فقال تعالى :
{ألم نجعل الأرض مهاداً}:
أي جعل الله الأرض مهاداً ممهدة للخلق ليست بالصلبة
التي لا يستطيعون حرثها، ولا المشي عليها إلا بصعوبة،
وليست باللينة الرخوة التي لا ينتفعون بها،
ولا يستقرون فيها، ولكنها ممهدة لهم على حسب مصالحهم
وعلى حسب ما ينتفعون به.
{والجبال أوتاداً} :
أي جعلها الله تعالى أوتاداً للأرض بمنزلة
الوتد للخيمة حيث يثبتها فتثبت به، وهي أيضاً ثابتة
* تأملي في عظمة الخالق :
وهذه الأوتاد قال علماء الأرض:
إن هذه الجبال لها جذور راسخة في الأرض
كما يرسخ جذر الوتد بالجدار، أو وتد الخيمة في الأرض
ولذلك تجدها صلبة قوية لا تزعزعها الرياح
وهذا من تمام قدرته ونعمته.
{وخلقناكم أزواجاً}:
أي أصنافاً ما بين ذكر وأنثى، وصغير وكبير، وأسود وأحمر،
وشقي وسعيد إلى غير ذلك مما يختلف الناس فيه،
فهم أزواج مختلفون على حسب ما أراده الله عز وجل واقتضته
حكمته ليعتبر الناس بقدرة الله تعالى،
وأنه قادر على أن يجعل هذا البشر الذين خلقوا من مادة واحدة
ومن أب واحد على هذه الأصناف المتنوعة المتباينة.
{وجعلنا نومكم سباتاً}:
أي قاطعاً للتعب، فالنوم يقطع ما سبقه من التعب،
ويستجد به الإنسان نشاطاً للمستقبل،
ولذلك تجد الرجل إذا تعب ثم نام استراح وتجدد نشاطه،
وهذا من النعمة وهو أيضاً من آيات الله كما
قال الله تعالى:
{ومن آياته منامكم بالليل والنهار وابتغاؤكم من فضله}. .
{وجعلنا الليل لباساً} :
أي جعل الله هذا الليل على الأرض بمنزلة اللباس
كأن الأرض تلبسه ويكون جلباباً لها،
وهذا لا يعرفه تمام المعرفة إلا من صعد فوق ظل الأرض،
وقد رأينا ذلك من الآيات العجيبة
إذا صعدت في الطائرة وارتفعت وقد غابت الشمس عن سطح الأرض
ثم تبينت لك الشمس بعد أن ترتفع تجد الأرض وكأنما كسيت بلباس أسود.
لا ترى شيئاً من الأرض كله سواد من تحتك .
{ وجعلنا النهار معاشاً}:
جعلناه مشرقا منيرا مضيئا ،
ليتمكن الناس من التصرف فيه والذهاب
والمجيء للمعاش والتكسب والتجارات ، وغير ذلك .
{وبنينا فوقكم سبعاً شداداً} :
السماوات السبع ،
في اتساعها وارتفاعها وإحكامها وإتقانها ،
وتزيينها بالكواكب الثوابت والسيارات .
{وجعلنا سراجاً وهَّاجاً} :
يعني بذلك الشمس فهي سراج مضيء،
وهي أيضاً ذات حرارة عظيمة.
{وهاجاً}:
أي وقَّادة، وحرارتها في أيام الصيف حرارة شديدة
مع بعدها الساحق عن الأرض،
فما ظنك بما يقرب منها،
ثم إنها تكون في أيام الحر في شدة حرها من فيح جهنم،
كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:
«إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم».
وقال عليه الصلاة والسلام:
«اشتكت النار إلى الله فقالت:
يا رب، أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين،
نفس في الشتاء، ونفس في الصيف،
فأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم،
وأشد ما يكون من الحر من فيح جهنم».
ومع ذلك فإن فيها مصلحة عظيمة للخلق فهي توفر على الخلق
أموالاً عظيمة في وقت النهار حيث يستغني الناس بها عن إيقاد الأنوار،
وكذلك الطاقة التي تستخرج منها تكون فيها فوائد كثيرة،
وكذلك إنضاج الثمار وغير هذا من الفوائد العديدة
من هذا السراج الذي جعله الله عز وجل لعباده.
{وأنزلنا من المعصرات ماءً ثجَّاجاً} :
{وأنزلنا من المعصرات} :
يعني من السحاب، ووصفها الله بأنها معصرات
كأنما تعصر هذا المطر عند نزوله عصراً،
كما يعصر الثوب،
فإن هذا الماء يتخلل هذا السحاب
ويخرج منه كما يخرج الماء من الثوب المعصور،
{ ماء ثجَّاجاً }:
أي كثير الثج يعني الانهمار والتدفق وذلك لغزارته
وقوته حتى يروي الأرض .
{لنخرج به حبًّا ونباتاً }:
{ لنخرج به }:
أي لنخرج بهذا الماء الذي أنزل من السماء إلى الأرض
{ حبًّا ونباتاً }:
فتنبت الأرض ويخرج الله به من الحب
بجميع أصنافه وأنواعه البر والشعير والذرة وغيرها.
والنبات من الثمار كالتين والعنب وما أشبه ذلك .
{ وجنات ألفافا }:
أي بساتين ملتفاً بعضها إلى بعض،
من كثرتها وحسنها وبهائها حتى إنها لتستر من فيها لكثرتها،
والتفاف بعضها إلى بعض، وهي الأشجار التي لها ساق،
فيخرج من هذا الماء الثجاج الزروع والنخيل والأعناب
وغيرها سواء خرج منه مباشرة أو خرج منه بواسطة
استخراج الماء من باطن الأرض؛ لأن الماء
الذي في باطن الأرض هو من المطر.
لما ذكر الله تعالى ما أنعم به على العباد ذكر حال اليوم الآخر
وأنه ميقات يجمع الله به الأولين والآخرين
قال تعالى :
{إن يوم الفصل كان ميقاتاً} :
هو يوم القيامة،
* لماذ سٌمي بيوم الفصل ؟
لأن الله يفصل فيه بين العباد فيما شجر بينهم،
وفيما كانوا يختلفون فيه، فيفصل بين أهل الحق وأهل الباطل،
وأهل الكفر وأهل الإيمان،
وأهل العدوان وأهل الاعتدال،
ويفصل فيه أيضاً بين أهل الجنة والنار،
فريق في الجنة
وفريق في السعير.
{كان ميقاتاً}:
يعني ميقاتاً للجزاء موقوتاً لأجل معدود .
{يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجاً}:
والنافخ الموكل فيها إسرافيل، ينفخ فيها نفختين
الأولى: يفزع الناس ثم يصعقون فيموتون .
والثانية: يبعثون من قبورهم و تعود إليهم أرواحهم،
ولهذا قال هنا: {يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجاً}:
وفي الآية إيجاز بالحذف أي فتحيون فتأتون أفواجاً؛
فوجاً مع فوج أو يتلو فوجاً، وهذه الأفواج
ـ والله أعلم ـ
بحسب الأمم كل أمة تدعى إلى كتابها لتحاسب عليه،
فيأتي الناس أفواجاً في هذا الموقف العظيم
الذي تسوى فيه الأرض فيذرها الله عز وجل قاعاً صفصفاً
لا ترى فيها عوجاً ولا أمتاً.
{وفتحت السماء فكانت أبواباً}:
فتحت وانفرجت فتكون أبواباً يشاهدها الناس بعد
أن كانت سقفاً محفوظاً تكون في ذلك اليوم أبواباً مفتوحة،
وفي هذا دليل على كمال قدرة الله عز وجل
أن هذه السبع الشداد يجعلها الله تعالى يوم القيامة
كأن لم تكن، تكون أبواباً .
{وسيرت الجبال فكانت سراباً}:
أي أن الجبال العظيمة الصماء تُدك
فتكون كالرمل ثم تكون كالسراب تسير.
الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات .
آنتهى تفسير الجزء الاول من سورة النبأ .
والله أعلم .
التفسير من حلقة بالقران نحيا للأخت همه جزاها الله الجنة

الماءوالبحر :
معاكم للمراجعة إن شاء الله وجزاك الله كل خيرمعاكم للمراجعة إن شاء الله وجزاك الله كل خير
حياك الله
حياك الله
حياك الله

ثوب جديد
•
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكرك غاليتى على دعوتك الرقيقه
ويسعدنى ان انضم اليكم ان شاء الله
بارك الله فيكى حبيبتى وجزاكى الله كل الخير
اشكرك غاليتى على دعوتك الرقيقه
ويسعدنى ان انضم اليكم ان شاء الله
بارك الله فيكى حبيبتى وجزاكى الله كل الخير
الصفحة الأخيرة
وجزاك الله كل خير