
سورة البقرة
هي سورة تعتبر أفضل سور القرآن
سماها الصادق المصدوق ـ صلى الله عليه وسلم ـ سنام القرآن
تطرد الشياطين

وتحمي من السحر
تشفع لصاحبها وتحاج عنه يوم القيامة

فيها آية هي سيدة آي القرآن

وفيها آيات تكفي صاحبها من كل شر

وغير ذلك الكثير الكثير مما لا يحصى من فضائلها
نعم هي أطول سور القرآن ولكنها اسهلها حفظاً على الإطلاق فلا صعوبة في حفظها مطلقاً
موضوع حلقتنا الجديدة المباركة
حلقة لحفظ سورة البقرة (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)
والحلقة مفتوحة للجميع:21:
تبدأ الحلقة يوم الاحد 1/5
وهذا هو جدول


وهنا طريقة ذهنية لكى يسهل عليك حفظ سورة


أسأل الله العلي العظيم أن ينفعنا ويرفعنا بالقرآن العظيم
سورة البقرة (مدنية) وهي أول ما نزل بالمدينة بعد الهجرة وبقيت تنزل على مدى المرحلة المدنية كلها تقريباً أي أنّها رافقت تكوين المجتمع الإسلامي والأمة الإسلامية من بدايتهما.هي أطول سورة في القرآن وعدد آياتها 286.
فضل سورة البقرة
ورد في فضل سورة البقرة في الأحاديث الشريفة : الحديث الأول رواه الإمام مسلم: «يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما» تأملوا أيها الأحبة كيف أنّ سورتي البقرة وآل عمران تحاجان - أي تدافعان - عن صاحبهما (الذي حفظهما وعمل بهما وكان يقرأهما كثيراً).
هل مكن أن نكون سورتي البقرة وآل عمران تمشيان على الأرض ؟
وفي رواية «يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران كأنهما غمامتان أو ظلّتان»... إنّ حرَّ يوم القيامة شديد، تدنو فيه الشمس من رؤوس الخلائق، فتأتي سورة البقرة على من حفظها أو عمل بها أو كان كثير القراءة لها لتظلل عليه... فتأمل قيمة سورة البقرة!..
الحديث الثاني: رواه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في سورة البقرة يقول «البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان».
وفي رواية «..لا يدخله الشيطان ثلاثة أيام». وبالتالي فإنَّ الكثير من الناس يحرصون على قراءة سورة البقرة في البيت لمنع الشيطان من دخوله.
هذا مما ورد في فضل سورة البقرة
فما هو هدف السورة ؟
الحديث عن هدف السورة يساعدنا على فهم الآيات بتسلسل واكتشاف الروابط بين موضوعاتها المختلفة. ، فما هو هدف سورة البقرة؟ وما هو المحور
الذي يجمع 286 آية على مدى جزئين ونصف من القرآن؟
تعالي نسترجع الآيات التي حدثنا الله تعالى عنها في الجزء الأول :
بدأت السورة بالحديث ن هذا الكتاب
ثم عن المؤمنين
ثم عن الكافرين
ثم عن المنافقين
ثم قصة آدم عليه السلام
ثم بي إسرائيل
ثم إبراهيم عليه السلام وبناء البيت الحرام
فما الذي يربط كل هذا ببعضه ؟
ما المحور الرئيسي والهذف الذي تدور حوله السورة ؟
إن هدف السورة هو الإستخلاف في الأرض، وهذا يعني ببساطة «يا مسلمين أنتم مسؤولون عن الأرض». يا من سوف يقرأ سورة البقرة
إعلم أنّك مسؤول عن الأرض وهذا منهجك: سورة البقرة..
وكأنّ القرآن يخاطبنا قائلاً اعلموا أنّ الأرض هذه ملك لله، والله هو مالك الكون خلقكم وملَّككم الأرض لكي تُديروها وفقاً لمنهج الله...
السعيد من وعظ بغيره
إنَّ الله تعالى خلال مسيرة التاريخ قد استخلف أمماً كثيرة على الأرض، فمنهم من نجح ومنهم من فشل وقد حان الدور في نهاية المطاف على هذه الأمة،
والله تعالى لا يحابي أحد حتى ولو كانت أمة محمَّد صلى الله علي وسلم. فلو فشلت في المسؤولية فإنّها ستستبدل كما استبدلت أمم من قبلها..
الجزء الأول :
هذا الجزء مكون من ثمانية أرباع:
- ربع الحزب الأول: يتكلم عن أصناف الناس وكأننا نستعرض الأصناف الموجودة على هذه الأرض والتي سيكلف أحدها بالإستخلاف.
- الربع الثاني: أول تجربة إستخلاف على الأرض: آدم عليه السلام.
- الربع الثالث إلى السابع: أمة استخلفها الله على هذه الأرض لمدة طويلة وفشلت في المهمة، بنو إسرائيل.
- الربع الثامن والأخير: تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الناجحة في الإستخلاف.
تجربة سيدنا آدم تجربة تمهيدية تعليمية، وكانت المواجهة بين إبليس وسيدنا آدم عليه السلام لإعلان بداية مسؤولية سيدنا آدم وذريته عن الأرض.
ثم بنو إسرائيل: نموذج فاشل، فهم أناس حملوا المسؤولية وفشلوا، وتستمر السورة في ذكر أخطائهم لا لشتمهم ولكن ليقال للأمة التي ستستخلف:
تنبهي من الوقوع في الأخطاء التي وقعت فيها الأمة التي قد سبقت في الاستخلاف!
وآخر ربع يضرب الله به المثل بالتجربة الناجحة لشخص جعله الله خليفة في الأرض وهو سيدنا إبراهيم عليه السلام. ويكون الترتيب هذا جميلا ,
فبدأَ بآدم التجربة الأولى وختم بالتجربة الناجحة لرفع المعنويات وبينهم التجربة الفاشلة، للتعلم من الأخطاء السابقة وأخذ الدروس والعبر.
لماذا سميت السورة بالبقرة؟
قد يتساءل البعض لماذا سميت هذه السورة بسورة البقرة؟
قد يجيب البعض بأنها سميت كذلك لأنّ قصة البقرة جاءت في هذه السورة، مع العلم بأنَّ هذه السورة قد جاء بها قصص كثيرة فلماذا سميت السورة
باسم هذه القصة دون غيرها؟
: لماذا سميت سورة البقرة ، مع أن البقرة ليست حيواناً مألوفاً في الجزيرة العربية ؟ الحقيقة أن هذه البقرة التي سُمِّيَت بها السورة الأولى في القرآن الكريم بعد الفاتحة ، هذه البقرة لها قصة ؛ كان هناك رجل غني جداً من بني إسرائيل ، كان ثرياً جداً ، ولم يكن له أولاد ،
فقتله ابن أخيه ، وألقى الجثة بعيداً على مشارف قريةٍ بعيدة ، واتُّهِمَ أهل هذه البلدة بقتل هذا الرجل ، ونَشِبَ خلافٌ بين القرية الأولى ، والقرية الثانية ، إلى أن جاء أولياء القتيل ليسألوا موسى عليه السلام عَن الذي قتل هذا الرجل ، فربنا عزَّ وجل في الآية الثالثة والسبعين من هذه السورة الكريمة ذكر قصة هذه البقرة ، فقال :
( سورة البقرة : آية " 67 " )
الأمر الإلهي أن يذبح بنو إسرائيل أيَّةَ بقرة ، فإذا أخذوا أحد أعضائها ، وضربوا به هذا القتيل يحيى ، ويقف ، ويقول : فلان قتلني ، أي كأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يُثْبِت لبني إسرائيل الحياة بعد الموت ، أراد أن يبين لهم قدرته سبحانه وتعالى بأن يحي الميت ببعض من ميت آخر .
فماذا فعل بنو إسرائيل ؟ هذا الأمر لم يتلقَّوه بالقبول ، ولم يستقبلوه بالرضا ، ولم يستقبلوه بالانصياع ، بل استقبلوه بالتشكيك والسخرية :
ثم ظلو يطلبون تحديدا للبقرة . مع أن الله أمرهم أن يذبحو بقرة هكذا نكرة يعني أي بقرة ,
فلما شددوا على أنفسهم وجادلوا شدد الله عليهم إلى أن وصلو لصفات لا تتواجد إلا في بقرة واحدة في الأرض , هكذا فعلو بأنفسهم , وعلينا ان نتعلم من خطأهم و أن نيسر لييسر الله علينا . اللهم اجعلنا ميسرين ولا تجعلنا معسرين .
هذه هي القصة ...........
و سميت هذه السورة العظيمة بهذا الاسم لكي يقفز إلى أذهاننا بمجرد سماع اسم السورة مجموعة نقاط أعلم منها ثلاثة أشياء :
أولا : إخواننا الكرام ... تُلحُّ الآيات التي نزلت في أول الدعوة الإسلامية على أن تؤمن بالله ، وأن تؤمن باليوم الآخر ، لأن الإيمان بالله لا معنى له من دون أن تؤمن أنَّه مطلعٌ عليك ، وسيحاسِب ، وسيعاقِب ، لن تستقيم على أمر الله إن لم تؤمن أنه مطلعٌ عليك ، وسيحاسبك وسيعاقبك . ونعود لأول السورة عند وصفها للمؤمنين , أول صفة يؤمنون بالغيب .
الشيء الثاني : كان في بني إسرائيل رجل صالح ، وكان مستقيماً ورعاً مخلصاً ، لم يَدَع لأهله إلا بقرة ؛ هذه كل ثروته في الدنيا لابنه الوحيد ، هذه الصفات التي في سورة البقرة :
) سورة البقرة : آية " 69 " )
انطبقت جميعها على هذه البقرة ، فلم يرض صاحبها (ابن هذا الصالح) بثمن أقل من أن يُملأ جلدها ذهباً فكانت ثروةً طائلة ؛ يستنبط من هذا : أن الإنسان إذا كان صالحاً تولَّى الله مِن بعده رعاية أولاده ؛ يقول الله عزّ وجل في الأثر القدسي :
" عبدي أعطيتك مالاً فماذا صنعت فيه ؟ يقول هذا العبد : يا ربِ أنفقته على كل محتاجٍ ومسكين لثقتي بأنك خيرٌ حافظاً وأنت أرحم الراحمين .. "يقول الله عزّ وجل في هذا الأثر القدسي: " عبدي أنا الحافظ لأولادك من بعدك .. "
معنى ذلك : تحرَِّ الحلال ، ولا تأخذ ما ليس لك ، ولا تَخْشَ على أولادك من بعدك ، الله وليُّهم هو الحافظ الأمين ، هو الذي يرعى لك أولادك بعد موتك ،
هو الذي يسترهم ، هو الذي يرزقهم ، هو الذي يحفظُهم ، هو الذي يُكرمهم ؛ كم من أبٍ ترك ملاين طائلة لأولاده كسبها بالحرام من أجلهم ،
فكانت النتيجة أنهم ّبددوا هذه الأموال في وقتٍ قصير ، وعاشوافقراء؛ وكم من أبٍ خاف الله عزّ وجل في كسبه فتولَّى الله من بعده رعاية أولاده ،
لا تقلقعلى أولادك ، اقلق على شيء واحد هو : أن تقع في معصية
، تتمة الأثر القدسي يقول الله لعبدٍ آخر :" .. عبدِ أعطيتك مالاً فماذا صنعت فيه ؟ يقول : يا ربِ لم أنفق منه شيئاً مخافة الفقر على أولادي من بعدي ، يقول الله عزّ وجل : إن الذي خشيت على أولادك من بعدك قد أنزلته بهم "
هي بقرة مباركة ، لأن الأب كان صالحاً .
، فلذلك الحقيقة الثانية في هذه السورة : أحرص على الدخل الحلال ، احرص على طاعة الله ، ولا تفكر في مصير أولادك ، لأن الله سيتولى أمرهم
فيها سمة ثالثة : وهي أُسأل عنها دائماً ، هذه الخاصة : حديثٌ طويل عن بني إسرائيل وما علاقتنا ببني إسرائيل..
( سورة البقرة : آية " 134 " )
صفحات طويلة ، سيدنا موسى ، وعلاقته بفرعون ، وعلاقته بقومه ، وكيف نجَّاه الله من فرعون ، وكيف انتقل إلى سيدنا شعيب .. الخ . الحديث عن بني إسرائيل له مغزى هو : أن الأسلوب التربوي الحكيم ينطلق من هذه المقولة : " إيَّاكِ أعني واسمعي يا جارة "
، يُعَلِّمنا الله جلَّ جلاله أن التوجيه غير المباشر أبلغ أثراً من التوجيه المباشر ، فكل الأمراض التي وقعت بها بنو إسرائيل المسلمون مرشَّحون لأن يقعوا بها ، فأيُّ مرضٍ من أمراض بني إسرائيل نحن مُرشَّحون لأن نقع فيه ..
لو تتبعت أمراض بني إسرائيل لوجدت أن كل هذه الأمراض قد تلبَّّسنا بها ؛ فإذا قرأنا قصة بني إسرائيل نقرأها كي نتعظ ، كي نعتبر من هؤلاء القوم الذين خرجوا عن منهج ربهم فاستحقوا لعنة الله عزّ وجل ، هذه النقطة الثالثة .
نعيد ملخص هذه النقط :
الأولى : سميت هذه السورة بسورة البقرة تأكيداً على الإيمان باليوم الآخر ، وأن الناس جميعاً سيحاسبون حساباً دقيقاً جداً .. " ،
ومن حاسب نفسه في الدنيا حساباً عسيراً كان حسابه يوم القيامة يسيراً
، فالعبرة باليوم الآخر.
الشيء الثاني : أن الذي يحيا حياةً مستقيمة ينبغي ألا يقلق على أولاده من بعده ، لأن الله عزّ وجل هو الذي سيحفظ له أولاده من بعده ، أي عليك أن تستقيم وانتهى الأمر ..
النقطة الثالثة : أن كل قصص بني إسرائيل بأمراضهم ، وتقصيرهم ، وانحرافاتهم تنطبق علينا .
ذكرت مرة أنّ هؤلاء الذين نسوا :
(سورة المائدة : آية " 14 " )
معنى ذلك متى تكون بيننا العداوة والبغضاء ؟ إذا نسينا حظاً مما ذُكرنا به ، كأن للعداوة والبغضاء قانون ..
إنّ قصة البقرة قد جسّدت الأخطاء الأساسية الكبرى لبني إسرائيل، فسميت السورة باسمها لكي يتذكر المسلم المسؤول عن الأرض هذه الأخطاء ويتجنبها
طيب تعالى نتحرك مع السورة
بدأت السورة بالحديث عن الكتاب وهو المنهج الذي وضعه الله لنا كمستخلفون على الأرض
ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين
الإيمان طريق الاصلاح والصلاح
ثم بدأت السورة تبيم أنواع الناس لنرى من أيهم يكون الخليفة
كان هناك وصفٌ للمؤمنين في خمس آيات ، ووصفٌ للكُفَّار في آيتين ، ووصفٌ للمنافقين في ثلاثَ عشرةَ آية ، وانتهت آيات المنافقين بمثلين دقيقين :
المثل الأول :
يسعى ويعمل ويسهر ويُسافر ويؤسس ولا ينام الليل ويخاصم من أجل الدنيا فقط ، من أجل المال ، من أجل المكانة ، فإذا أضاءت ما حوله،
أي بدأ يقطف ثمار عمله فاجأه الموت في أحرج الأوقات ، بل في أوج تألُّقه ، في أوج استمتاعه بالدنيا ، فاجأه الموت بعد أن انتهى من ***** العمارة ،
بعد أن انتهى من تحصيل هذه الشهادة ، بعد أيامٍ من زواجه ، بعد سنواتٍ من تألُّقِه ، وهناك آلاف الأمثلة ، سعى إنسان في بناء بيتٍ سنواتٍ طويلة ، فلما انتهى البيت فاجأه الموت بعد أيام
. ، أما الذي له عند الله رصيدٌ كبير من العمل الصالح ، ومن الانضباط الشرعي ، ومن الدعوة إلى الله ، لو جاءه الموت ، الموت تحفته ، الموت عُرسه . الموت تحفة المؤمن ، الموت عرس المؤمن
المعنى الثاني في هذه الآية ، أن كان اليهود يتحدَّوْنَ المنافقين قبل مجيء الرسالة النبوية، ( آن أوان مجيء نبيٍ سنؤمن به ) ،
فالمنافقون أن يؤمنوا بهذا النبي ليتحدّوا اليهود الذين بشروهم بهذا النبي ، فلما جاء النبي عليه الصلاة والسلام الذي كانوا ينتظرونه ، وكانوا يبحثون عنه ،
كي يردوا على كيد اليهود ،
وكي يقفوا أمامهم نداً لند ، فلما جاء النبي عليه الصلاة والسلام كذَّبوا به ، فهم استوقدوا ناراً ،
فلما أضاءت ما حولهم أذهب الله نورهم الذي كان من الممكن أن يُرْشِدهم إلى طريق السعادة في الدنيا والآخرة ، حينما رفضوا دعوة النبي.
المثل الثاني :
من ضَعُفَ إيمانهم ، وكَثُرَت الشُبُهات في عقولهم ، فمالؤوا المؤمنين ، وضعفت نفوسهم عن الالتزام التام ، هؤلاء يرجى لهم الشفاء
) سورة البقرة (
هؤلاء يتعلَّقون بالمغانم ويبتعدون عن المغارم ، هؤلاء يحبون ثمار الإيمان ، ولا يدفعون ثمن هذه الثمار ..
) سورة البقرة : آية " 19 ")
هذا الدين كهذا السحاب كُلُّه خير ، يقول لك : سحابة تحمل ثلاثمئة مليون طن من الماء سوف تنزل على الأرض ، سوف تصبح الأرض عُشباً أخضر ، محاصيل ، أشجار مثمرة ، ينابيع فوَّارة ، الماء هو أساس الرزق ..
لكن هذا السحاب يَحْجُب أشعة الشمس ، أيام الشتاء غائمة ، وقد يسمع الإنسان صوت رعدٍ فينخلع قلبه ، وقد يرى ضوء برقٍ فيخطف بصره ، ما رأى المنافقون ما في هذه السحابة من الخير ، أزعجهم الغيم الذي حجب أشعة الشمس ، أزعجهم صوت الرعد ، أزعجهم وميض البرق،
هذه أزعجتهم فرفضوا هذه السحابة ، هناك في الإسلام غض بصر ، فيه دفع زكاة ، فيه ضبط لسان ، فيه قواعد ، فيه صلوات ، فيه صيام ، فيه انضباط ، أزعجتهم هذه التكاليف فرفضوا كُلَّ الدين .
يظنون إذا تجاهلوا ذكر الموت ، وإذا تجاهلوا الدار الآخرة ، أنهم لا تصيبهم الآخرة ؟ لا يموتون ؟
) سورة البقرة (
هذه نقطة مهمة جداً ، توجد قوانين و هي واقعةٌ عليك وإن لم تؤمن بها ، مطبقةٌ عليك شئت أم أبيت
تكون تجارته أحياناً رائجة تماماً .. صار يحب الدين ، ويحب العلم ، والمشايخ ، والدروس ، لأن تجارته رائجة .. عندما تتوقف تجد أن وضعه اختلف ، اختفى ، تضعضعت صلاته ، ضعفت ثقته بالله ، تلاشى أمله الكبير ، فهذا الذي يسير كلَّما أضاء له البرق ، وإذا أظلم عليه لم يسر ، فهذا إنسان غير متوازن ،
أعاذنا الله وإياكن من كل هؤلاء :
ثم يأتي أول نداء في القرآن , وليس للمؤمنين ولكن للناس جميعا
وذكر بعدها نعم عامة لكل البشر
ثم تحدي بمعجزة هذه الأمة القرآن العظيم كدليل يعين على الاستجابة لنداء الله للناس عامة
وبعدها الحديث عن المصير إما لجنة وإما لنار
هذه هي الجنة ، وطريقها واضح ، وهي بعد الموت ، فالذي يزهد في الجنة ويعيش للدنيا فقط إنما هو إنسان أحمق ..
وهذا اول ذكر للجنة في القرآن جاء قبل الحديث عن نماذج المسخلفين
و كأنه يقول المفروض أن تحروا على النجاح في الإختبار لأن هناك جائزة كبرى
ثم يذكر الله تبارك وتعالى نماذج للطريقة الثانية للمعرفة , معرفة الله تعالى لها طريقتين : التفكر في كتابه المقروء ( القرآن ) والتفكر في كتابه المنظور ( الكون )
أولها نموذج البعوضة
، حينما ترى بعوضة ..فما عليك إلا : أن تلوذ بقوله تعالى :
البعوضة أيها الإخوة لها ثلاثة قلوب ، قلبٌ مركزي وقلبٌ لكل جناح ، هذا القلب يُمِدُّ الجناح بطاقةٍ تجعله يرِفُّ أربعة آلاف رفةٍ في الثانية ، هذه البعوضة عندها جهاز رادار ففي ظُلمة الليل ينام طفلان على سريرهما تتجه البعوضة إلى الطفل مباشرةً دون أن تتجه إلى وسادة أو إلى ركن في الغرفة ،
الآن لديها جهاز رادار يكشف لها الكائن الحي فإذا وصلت إليه حلَّلت دمه .. هناك دمٌ لا يُناسبها .. قد ينام أخوان على سرير واحد ، يفيق أحدهما ،
وقد أُصيب بمئات لدغات البعوض ، والثاني سليم ، إذاً عندها جهاز تحليل دم ،
تأخذ الدم الذي يناسبها ، وتدع الذي لا يناسبها ، والبعوضة من أجل أن تأخذ هذا الدم لابدّ أن تميَّعه لأن الكرية الحمراء أوسع من خرطوم البعوضة ،
فلابدّ من أن تميع الدم حتى يجري في خرطومها ، فإذا لدغت البعوضة هذا الطفل استيقظ وقتلها فلا بدّ أن تخدره ، متى يشعر الإنسان بلدغ البعوضة ؟ بعد أن تطير ،
يضربها من دون فائدة لأنها تكون قد طارت
ولها جناحان يرفَّان أربعة آلاف رفَّة في الثانية ، ولها ثلاثة قلوب؛ قلبٌ مركَّزي ، وقلبٌ لكل جناح ، وبإمكان البعوضة أن تقف على سطحٍ أملس عن طريق محاجم كالمِشْجَب الذي يثبت على البلور بتفريغ الهواء ، تضغط البعوضة المحجم فيتفرغ الهواء فيثبت ، و للبعوضة مخالب أيضاً.
أجرى بعض علماء الطيران مقارنة بين أعظم طائرة صنعها الإنسان .. وبين البعوضة في المناورة ، فكانت قدرات البعوضة والذبابة أعلى من أي طائرة صنعت
قال العلماء : " فما فوقها أي فما أصغر منها ، فوقها في الصِغَر
كل هذا كان مقدمة للثلاث تجارب للاستخلاف في الأرض .
يشتمل الجزء الأول على ثلاث تجارب :
أوّل تجربة استخلاف: آدم عليه السلام
وبعد ذلك تبدأ السورة بسرد قصة آدم عليه السلام وتجد أمامك آية محورية في بداية القسم الأول الذي يلي المقدمة:(30)
فأنت أيها الإنسان مسؤول عن الأرض وقد كان أبوك آدم عليه السلام مسؤولاً عنها أيضاً فالأرض ليست مسؤولية البعيدين عن الله ولا الناكرين لمنهجه.
فالأصل أنَّ المسؤول عنها كان أبو البشر آدم عليه السلام.
ولاحظ أنَّ رد الملائكة وسؤالهم ليس اعتراضاً على حكم الله (والعياذ بالله) لكنه خوفهم من الإستبدال وبيانهم أنهم لم يفعلوا ما يغضب الله،
فكل أوقاتهم تسبيح وعبادة لكن الله قال لهم: .
تجربة بني إسرائيل
تبدأ تجربة بني إسرائيل بالآية 40 من سورة البقرة لتبين فشلهم في امتحان مسؤوليتهم عن الأرض.
نماذج نعم الله تعالى على بني إسرائيل
وبعد هذه الآية يبدأ الله تبارك وتعالى بتعداد نماذج من هذه النعم فيقول لهم في الآية 50:
ويقول لهم في الآية 52 ويقول أيضاً في الآية 57
.
آيات متتالية تتحدث عن النعم ثم تنتقل للحديث عن أخطاء الأمة السابقة، وكل هذا الكلام لكي ننتبه ونتجنب الوقوع في أخطائهم.
أخطاء الأمة السابقة
وتبدأ الآيات التي تصف أخطاء بني إسرائيل (55)
لأنهم أمة مادية للغاية وكأنَّ الخطأ الجسيم الذي قد تقع به أي أمة ويكون سبباً في استبدالها هو طغيان المادية فيهاً، ومعنى المادية أنهم لا يؤمنون إلا إذا
رأوا أمراً ملموساً.
وهنا نتذكر أول صفة للمتقين في بداية السورة (2).
وتمضي الآيات الكثيرة في الحديث عن بني إسرائيل والموبقات التي ارتكبوها كقتل الأنبياء بغير الحق،وعصيانهم وكفرهم بآيات الله،
واعتداء أصحاب السبت وتحايلهم على آيات الله، إلى أن تصل بنا الآيات إلى القصة المحورية: قصة البقرة.
التجربة الناجحة: إبراهيم عليه السلام
ونصل إلى الربع الأخير من الجزء الأول والذي يتحدث عن تجربة إبراهيم وهي تجربة ناجحة جاءت في نهاية الجزء للتحفيز على النجاح
في امتحان الاستخلاف:
إِنّى جَـٰعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا] (124). ولاحظ أن سيدنا إبراهيم لم ينجح في الامتحان نجاحا عاديا بل أي قام بهنّ خير قيام فلما أتمّ هذه الابتلاءات (الرمي في النار، الهجرات وترك الولد في الصحراء، ذبح الولد..).
أخبره الله انه سيجعله للناس إماماً (الاستخلاف) لأنه قد اطاع الله تعالى فقال إبراهيم عليه السلام (124)
فقوله لا ينال عهدي الظالمين درس هام لنا بأن الله تعالى لا يحابي أحداً حتى أمة محمد والاستخلاف مقرون بالطاعة لا بالنسب وبهذا المعنى يدعو
سيدنا إبراهيم أن يستخلف واحداً من ذريته (129).
ومن المفيد هنا ملاحظة بدايات القصص الثلاث: فكلها بدأت بآيات تبيّن مجال الاستخلاف وكلها اشتملت على اختبارات في طاعة الله تعالى:
قصة آدم: أول آية في القصة (30) (اختبار آدم في مسألة عدم الأكل من الشجرة).
قصة بني اسرائيل: الآيات الأولى في القصة: (47) (الاختبار في تنفيذ أوامر الله المختلفة
وشكر النعم).
قصة إبراهيم: أول آية في القصة وهي الآية 124:
(تحدي الاب - تحدي القوم - الرمي في النار – الهجرة - ترك الولد والزوجة في الصحراء - الذبح).
ونلاحظ في ختام الجزء الأول وبعد أن قصّ علينا القصص الثلاث تأتي الآية
(136).
فهذه الآية تفصيل للذين أنعم الله عليهم المذكورين في سورة الفاتحة .
من فضلك اقرأ هذا الجزء بنفسية من يريد أن يكون مسؤولاً عن الأرض ليستخلفه الله، وأن يستفيد من أخطاء غيره، وأن يحذر المادية والجدل والتحايل
على شرع الله ويتحرى طاعته.