حلق الذكر عن بعد

من نعيم الله المعجل للمؤمن أن ييسر له العلم عنه
وفي هذه الأيام يسر الله للمسلمين من يعلمهم دينهم
ويذكرهم بربهم ويبعد عنهم الجهل بربهم ،، وكل هذا وهم في منازلهم يتنعمون بين أبنائهم وأهليهم ،
عندها نسأل ؛ هل يجب عليك الاستماع لهذه الدروس ؟
الجواب نعم واجب لإنه رفعت عنك الكلفة للخروج بالسيارة إلى الدرس وما يصاحب ذلك من التعب وترك المنزل ، كل هذا لم يعد موجود
المطلوب منك اليوم ان تستمع إلى جهازك الذي تفتح فيه كل شيء إلا حلق الذكر والدروس العلمية التي تزيدك من الله قرباً ويقال لك بعدها قوموا مغفور لكم
فلا تضحي بإن تحفك الملائكة ويذكرك العظيم سبحانه ويغفر لك من أجل فتات الدنيا ،،،
احرص على ما ينفعك ولا تقل أنا أعرف وأنا افهم فقد رسول الله ﷺ: إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم )
يخلق؟ يعني يبلى، إذا اهترى وصار قديمًا، مثل ماذا يحصل للقلب؟ في أي وضع يعني؟ كيف يخلق؟
يخلق بالغفلة و بالمعاصي، تحجبه سُحب المعصية، يصبح في ظلمة، يصبح في وحشة، إذا صار في استغفار وتوبة تجلو وتذهب الصدأ، يرجع مشعًا نيرًا جديدًا وكيف تأتي التوبة الا بالتذكير وتعاهد الدروس وحفظ القرآن وتعلم العلوم الشرعية ،،،


سئل سماحة الشيخ/ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -مفتي عام المملكة- عن أهمية العلم الشرعي المبني على الكتاب والسنة، فأجاب سماحته قائلًا:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه، ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فمن المعلوم عند جميع المسلمين، وعند أهل العلم بالأخص، أن التفقه في الدين وتعلم العلم الشرعي من أهم الواجبات، ومن أهم الفروض لعبادة الله جل وعلا، خلق الخلق ليعبدوه، وأرسل الرسل لذلك، وأمر العباد بذلك، قال تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ ، وقال سبحانه: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ .
ولا سبيل لمعرفة هذه العبادة ولا الطريق إليها إلا بالعلم، كيف يعرف هذه العبادة التي هو مأمور بها إلا بالعلم؟
والعلم: إنما هو من كلام الله ومن كلام رسوله ﷺ والعلم: قال الله وقال الرسول ﷺ، وليس العلم بالتهجس والرأي والتخرص، وإنما مأخوذ من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ بواسطة الأحاديث ونقل العلماء عن الرسول ﷺ وعن الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم.
فالواجب على المسلم أن يتعلم ويتفقه في الدين، وهكذا المسلمة؛ حتى يتعلم كيف يعبد ربه، وكيف يؤدي ما أوجب الله عليه، وكيف يتجنب ما حرم الله عليه؛ ولهذا يقول الرسول ﷺ: من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين متفق على صحته، ويقول عليه الصلاة والسلام: من دل على خير فله مثل أجر فاعله، ويقول عليه الصلاة والسلام: خيركم من تعلم القرآن وعلمه.
فالواجب على جميع المكلفين من الرجال والنساء التعلم والتفقه في الدين، عن طريق القرآن والسنة، وسؤال أهل العلم والتبصر.