حلم وسخاء

يحكى ان معن بن زائدة كان اميرا لاتفارق الابتسامة وجهه .. فاتفق نفر على اغضابه و قالوا من يغضبه فله مائة بعير . وكان بينهم شاعر ووعدهم بذلك .
فلما مثل بين يديه لم يحيه تحية الامراء ’ ونطق قائلا :


اتذكر اذ لحافك جلد شاة***واذ نعلاك من جلد البعير

فقال : اذكر ذلك ولا انساه .. وهل ينسى احد قدميه ؟ فان من نسي حالة ايام صغره قل شكره , و الحمد لله رب العالمين .


الشاعر : فسبحان الذي اعطاك ملكا***وعلمك الجلـوس علـى السريـر

فقال معن : الحمد لله رب العالمين .


الشاعر : سارحل عن ديار انـت فيهـا***وان جـار الـزمـان عـلـى الفقـيـر
فقال معن : ان جاورتنا فمرحبا بالاقامـة***وان فارقتنـا فصاحبـتـك السـلامـة
فقال الشاعر : فجد لي يا ابن ناقصة بما***لفانـي قـد عزمـت عـلـى المسـيـر

فقال معن : اعطوه ثلاثة الاف دينار .


فقال الشاعر : قليل ما اتيت به وانيلا***اطمع منك فـي المـال الكثيـر

حتى تمت منحة الامير عشرة الاف دينار , ولم تظهر عليه بوادر الغضب .
فقال الشاعر :لينطق لسانه بالشكر و الثناء على الامير :


سالت الله ان يبقيك ذخرا***فمالك في البرية من نظير
فمنك الجود والافضال حقا***وفضل يديك كالبحر الغزير

فقال معن : اعطيناك عشرة الاف على ذمنا فلنعطيك عشرة الاف دينار على مدحنا ..

و الحمد لله رب العالمين .



منقووووووووووووووووووووووول