همام 1

همام 1 @hmam_1_1

عضوة جديدة

حمامة مسجدنا !!!

ملتقى الإيمان



تلك القرية الصغيرة الهادئة الجميلة….
في نظر الناس صغيرة لا تكاد تذكر...
وفي عيني وقلبي كبيرة ....
عشت فيها طفولتي الناعمة
اعرفها قبل أن أعرف جو المدينة الصاخبة
بيتنا في قريتي يقع امام المسجد الوحيد مباشرة
نرى الداخل اليه والخارج منه
نرى شيخ وقور نحيل الجسم لا يكاد يخرج من المسجد
الا ويعود اليه سريعا !!
كانه حمامة غادرت صغارها خامصة
قد اجبرها الجوع والضمأ على المغادرة
فابطنت وعادت سريعه الى عشها وصغارها !!
ابي عبدالرحمن هذا هو شيخنا الوقور كما يحب ان يكنى به
عصاه التي في يده لا تفارقه كما ان الابتسامه لا تفارق محياه …
اتذكره حين ينطلق بأذانه بصوت ندي خاشع
في سماء القرية في هجيع الليل الاخير
ممزوج بزمجرة الرعد وهدير العاصفة
وحفيف الاشجار ووابل المطر ؟؟
الجو بارد جدا لا يتحمله الشاب ! فكيف بالكهل المريض ؟؟
هاه …هاه .. زفرات تلوها زفرات ما اصبرك ايها الشيخ
على هذا الجو الذي يتمنى كل واحد منا انه في فراشه الوثير
وقد غطى كامل جسمه لينعم بالدفء …..
عن الخروج في هذا الجو البارد المطير ….
لكم جلسنا معه وسمعنا منه
كان يروي رؤيا رائها قبل ثلاثين عاما ؟؟؟؟
الرؤيا تدل على صلاح سريرة هذا الشيخ
……ماذا رأى في منامه …:
كان يحدث شيخ فاضل عن ما رأى ليعبرها له فماذا قال...
قال ابو عبدالرحمن ......
(رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وابوبكر وعمر على
إبل جاءت من اقصى القرية للمسجد ....
وتوقفو امامي ثم سألوني عن المؤذن السابق للقرية
فاخبرتهم عن مكانه فغادروني وقمت من النوم ) .......
بعد ذلك بمدة بسيطة توفي المؤذن السابق
وشاء الله ان امسك الأذان في القرية بعده
لم افكر انني في يوم من الايام انني سوف اكون..
مؤذن القرية !!!
هذا ماقاله شيخنا للمعبر فقال له خيرا ان شاء الله ..؟؟
كان الشيخ متعب خلال العشر سنوات الماضية
في قيام ليال العشر من رمضان
يقف مع الامام كل القيام
يقف على ثلاث ....عصاه ورجلاه !!
قد احدودب ظهره وضعفت قواه ..
لا يفتر في الطاعة ولا يتعب
له من الله عون في تحمل النصب
كنت رأيته قبل اغادر قريتي
لا يستطيع الذهاب الى المسجد الا بالسيارة
كان يوضع على عتبة المسجد..
وبجهد جهيد يصل الى روضة المسجد..
تتلاحق انفاسة كانه قام بمجهود لا يطاق.
يمسك بحامل الميكرفون
لكي لا يسقط اثناء الاذان
قد اعياه التعب واخذ منه كل مأخذ
انتهت اجازتي الرسمية لحج العام الماضي
خرجت من قريتي وقد ودعته
على امل اللقاء به عن ما قريب
رن الهاتف من قريتي بعد 3 اسابيع من مغادرتي
كان ذلك في يوم الجمعة مساء
فرحت كنت في شوق للجديد ولكن ...
الخبر كان مختلف تماما عن توقعي !!!
نعم كان الخبر عن ابي عبدالرحمن
كنت بشوق للقياه
فكان لقاء الله اسرع مني ...
لقد مات ابو عبدالرحمن
اعرف ان كل نفس الى هذا المصير ..
لاكن قدره عندي انساني ذلك ..
لقد مات ابو عبدالرحمن
لاكنه حفر في ذكرياتنا صورة لن ننساها بصوته وصبره
صوته الندي الصادق وصبره على المشاق في الطاعات رغم شيخوخته ومرضه ...
رحمك الله يا ابي عبدالرحمن .............................
..................................................


منقول للفائدة
0
370

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️