بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وآفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد ، وعلى أله وصحبه وسلم أجمعين ، وارض اللهم عنا معهم يا رب العالمين ..
هذه مجموعة قصص أنقلها لكم ليرويها التاريخ ، ولنعتبر بها ، ونرى كم نحن نعيش في منة وفضل ، وكم سيسآلنا المولى عن هؤلاء الشهداء هل نصرناهم ، هل ساعدناهم ، ماذا فعلنا من أجلهم ...
ولا نقول سوى ما يرضي ربنا ، حسبنا الله ونعم الوكيل نعم المولى ونعم النصير ..
آآآآآآه يا سوريتي الحيبة ..
أم حمزة
يحدث صدفة أن يقتل طفل دوماني"دوما بلدة في ريف دمشق " في اليوم الذي تلا (جمعة أطفال الحرية)، ويحدث صدفة أن يكون اسمه حمزة. يحدث صدفة أن يقف الطفل ابن السابعة على الرصيف الشارع العام في نهاية الحارة الضيقة منتظرا أخاه الذي ذهب إلى الدكان البعيد ليشتري له لعبته الـ (يويو(، وتنطلق سيارة مسرعة باتجاهه فتقذف به بعيدا ليصطدم الرأس ...الصغير بالأرض. يلحق احدهم بالسيارة المسرعة فتقف ويخرج منها عنصران يصوبان الكلاشنكوف إلى رأسه ويهددونه ويمضون! يدخل الطفل في غيبوبة لمدة أربعة أيام ثم يموت. الوالد الذي عمل وتزوج في إحدى دول الخليج ولم يسأل عن ابنيه وزوجته منذ ثمانية أشهر يصل فجأة إلى المستشفى فتدخل صدفة كاميرا الدنيا الفضائية لتصور تصريحا للوالد بأن ما حصل لابنه كان قضاء وقدرا ثم يمضي للمطار دون أن يقدم العزاء للأم المكلومة ! وعلى عكس الأمهات اللواتي قد يحلمن بكابوس ضياع الضنى، فيستفقن مرعوبات يبحثن عن أولادهن وعندما يجدنهن نائمين في أسرتهم يحضنهم شاكرات السماء لأنه كان مجرد كابوس، أم حمزة اليوم على عكسهن تشتهي نوما قد يهديها فرصة ضم ابنها الصغير من جديد ولا تسأل مثلنا لماذا تحدث هذه الصدف كثيرا في بلادي.
-2-
أبو محمد
يحمل أبو محمد ابنه الذي أصيب بطلقتين في بطنه إلى المستشفى. يجاهد الوالد كي يرى طريقه وقد غشا الدمع الكثيف عيناه وداهمه السعال حد الاختناق جراء استنشاقه الغازات المسيلة للدموع. يقول له احدهم بأنهم قد يعتقلون الجرحى من المستشفى فيحمل ابنه عائدا لكن نزيف المصاب يزداد فيعود أدراجه للمستشفى. عند مدخل المستشفى يتخيل أبو محمد صورة اعتقال الجرحى فيخرج من المستشفى من جديد. ينظر لابنه وللدماء النازفة على أثر خطواته جيئة وذهابا، ويقرر بعد لأي أن ابنا جريحا معتقلا أفضل بكثير من ابن قتيل. يمضي إلى غرفة الإسعاف ويرمي ابنه الغائب عن الوعي على سرير أمام الأطباء. لا يوفر الأطباء جهدا في إنقاذه، لكن عشرات الجنود يقتحمون المستشفى عند المساء فيخرجون الجرحى إلى سيارات يرمونهم فيها غير مكترثين بتوسلات الآباء والأمهات ولا بكلمات الأطباء الذين نالوا عقابهم في اليوم التالي. بعد أيام يعود الابن الجريح المعتقل ميتا في تابوت مغلق ومحروس برجال مسلحين..!
-3-
إبراهيم المبيض
استشهد في 1 نيسان (الجمعة العظيمة) من مواليد دوما 1972، أب لخمسة أطفال وسادسهم ولد بعد شهر من استشهاده. إبراهيم صاحب محل تجاري صغير عانى كثيرا من فساد إحدى عائلات المنطقة التي لديها علاقات مباشرة بالقصر. كانوا يشترون الحاجيات منه ولا يدفعون ثمنها، عند مناقشتهم يفتعلون شجارا معه فيأتي رجال الشرطة لأخذهم للمخفر، ثم يطلق سراحهم ويبقى هو سجينا. في بداية الحراك كان يناقش زوجته بأنه يريد أن يشارك بالتظاهرات من اجل إسقاط الفساد فقط فهو غير مهتم بالسياسة و"لا مصلحة له فيها" كما كان يقول، واقسم لها بأنه سيكون أول من يحمل على الأكتاف إن خرجت تظاهرات في البلدة . لم يهتف إبراهيم ولم يسقط النظام لكنه بعد أن شاهد الشباب في بلدته وقد انطرحوا أرضا في الساحة نتيجة استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، فتح محله واحضر زجاجات الكولا وبدأ يغسل وجوه الشباب حين ثقبت رصاصة قناص قلبه واردته قتيلا، وكان أول شهيد يحمل على الأكتاف في رتل الشهداء ذلك اليوم، كما تنبأ لزوجته .
-4-
أمهات كثيرات ينتظرن أبنائهم المفقودين .. آلاف المفقودين اللذين لا يعرف عنهم شيئا في سوريا. في دوما وحدها هناك حوالي التسعين مفقودا حتى الآن بينهم عدد من الأطفال.. طفلين من عائلة الدرة أخذوهما من أمهما عنوة. قاتلت الأم مثل لبوه دفاعا عن ولداها لكنهم رموها بعيدا وأخذوهما بعد مشاركتهما في جمعة أطفال الحرية. في ذلك اليوم أعتقل الكثير من الأطفال كما يقول أهل البلدة ومنهم من لا يعرف عنهم شيئا حتى تاريخه .
"طفل في احد فروع التحقيق يمسح أرضية الكاريدورات طوال النهار يستطيع بصعوبة بالغة أن يهمس في أذن أحد المعتقلين الذين أفرج عنهم: " وصلوا لأمي أني هنا""
شام @sham_1
مستشاره بعالم حواء -
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
2011/07/10
داخل مركز اعتقال رث في دمشق، انهال 8 أو 9 محققين ضربا بالهراوات على مراهق نحيف مكبل اليدين، مصاب بجرح في الجانب الأيسر من صدره من جراء تلقي رصاصة. ظلوا يضربونه على رأسه وظهره وقدميه وعضوه الذكري، ثم تركوه ينزف من أذنيه على أرض الزنزانة ويصرخ مستغيثا بأمه وأبيه. سمع إبراهيم الجهماني، أحد زملائه في الزنزانة، الذي قال إنه شاهد ما حدث لهذا الفتى في سوريا في مايو (أيار) الماضي، المحققون يطلبون من الفتى ذي الـ15 عاما، أن يقول إنه «يحب» بشار الأسد. لكن الفتى، الذي عرف في ما بعد أن اسمه تامر محمد الشاري، رفض، بل ظل يهتف بشعار مناهض لنظام الأسد يتردد صداه في شوارع سوريا وهو «الله.. حرية.. سوريا وبس».
يبدو أن رفض تامر كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة للمحققين. وقال الجهماني لوكالة «أسوشييتد برس» بعد إطلاق سراحه: «لقد كسر الحراس معصم يده اليمنى وانهالوا ضربا بالعصي على يديه اللتين كانتا مكبلتين بالقيود وراء ظهره. وقد ضربوه أيضا على وجهه ورأسه وظهره وقدميه وعضوه الذكري حتى نزف من أنفه وفمه وأذنيه وسقط مغشيا عليه. لقد ظل يتوسل طالبا الرحمة وأخذ يصرخ مناديا على أمه وأبيه لإنقاذه». وأضاف بصوت مخنوق من الانفعال: «لقد كان مسجى على الأرض ككلب بثيابه الداخلية وجسده مغطى بالدماء. لكن المحققين لم تأخذهم أي شفقة ولا رحمة به واستمروا في ضرب الفتى بوحشية».
إبراهيم الجهماني راويا قصة تعذيب وقتل الطفل تامر الشرعي
كان تامر والجهماني اثنين من بين آلاف السوريين الذي تم إلقاء القبض عليهم جماعيا على خلفية الاشتباه في معارضتهم للأسد خلال الاحتجاجات التي بدأت في مارس (آذار) الماضي. وشاهد الجهماني هذا التعذيب من ردهة موازية للزنازين، وهو ينتظر لساعتين حتى يقتاده الحراس إلى زنزانته. وقال إن تلك الردهة كانت تفوح منها رائحة الدم والمراحيض القذرة وكانت الأسرّة الموجودة في الزنازين مغطاة بملاءات قذرة.
احتجزت قوات الأمن تامر عاريا تقريبا ومكبلا بالقيود والدماء والكدمات تغطي جسده في السجن الذي تديره استخبارات القوات الجوية السورية، بينما كسر المحققون ساعده وأسنانه. وتم استدعاء طبيب ذات مرة لإفاقته، على حد قول الجهماني. وقال الجهماني الذي تحدث لـ«أسوشييتد برس»: «أعطوه حقنة ثم بدأوا في ضربه مرة أخرى، مركزين على قدميه وعضوه الذكري، ثم بدأ الصبي في النزف من أذنيه».
في اليوم التالي أوقفت صرخات الفتى بوحشية. قال الجهماني إنه لم يسمع صوته مرة أخرى.
وأكد الجهماني، البالغ من العمر 23 عاما، أنه كان معتقلا في نفس مركز الاعتقال مع تامر في مايو وشاهد وسمع ما حدث للصبي على مدار يومين من الضرب. خلال اليوم الأول، قال الجهماني إنه رأى وجه تامر المليء بالكدمات على أرضية الردهة. وفي مساء ذلك اليوم، وضعوهما في زنزانتين مختلفتين قريبتين في نفس الممر، وكان باستطاعة الجهماني سماع صرخات تامر.
وقال «أسوشييتد برس» في تقريرها، إن الجهماني تحدث إلى مراسليها عبر الهاتف، ومرة أخرى في لقاء مباشر. وأشار إلى أنه فر بعد أن أطلقت السلطات السورية سراحه في 31 مايو بعدما قضى قرابة الشهر في الاعتقال. وعرض لمراسلي الوكالة الأوراق الخاصة بإطلاق سراحه، الموقعة والممهورة من قبل السلطات السورية بعد فشلهم في إيجاد أدلة على لائحة الاتهام الموجهة ضده.
تم الكشف عن موت تامر في يونيو (حزيران) الماضي، عندما ظهرت مقاطع فيديو على الهواتف الجوالة لوجه الفتي الذي امتلأ بالرضوض والكدمات والرصاص الذي اخترق الجسد، وقد فقد معظم أسنانه في تابوت من الخشب. وأظهر مقطع آخر سيدة تصرخ «هذا ابني.. أقسم أن هذا ابني». وقال الجهماني إنه شاهد الفيديو بعد الإفراج عنه وتعرف في الحال على القتيل الشاب، وقال إنه الفتى الذي شاهده في مركز الاعتقال.. فقد سمع المحققون ينادونه «تامر».
يقف الفيديو دليلا على وحشية أعمال القمع التي لا تميز حتى الأطفال حيث قتل 72 طفلا منذ بداية الانتفاضة، بحسب لجنة التنسيق المحلية، اللجنة التي تقوم بالتوثيق للمظاهرات. والروايات التي وردت بشأن ضرب تامر وموته تعزز من الدعاوى التي أطلقتها جماعات حقوق الإنسان بأن القوات السورية يجب أن تستجوب بشأن ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. وقد حثت منظمة العفو الدولية، ومقرها لندن، مجلس الأمن، هذا الأسبوع، على إحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية لارتكابها مثل هذا الجرم.
كان كل من تامر وصديقه حمزة الخطيب (13 عاما)، من أبناء قرية جيزا بمحافظة درعا، الذي اختفى في 29 أبريل (نيسان). يذكر أن درعا شهدت انطلاقة الثورة عندما ألقت قوات الأمن القبض على بعض طلاب المدرسة الإعدادية الذين كتبوا شعارات مناوئة للحكومة على الحوائط.
اعتقل حمزة في مظاهرة ولم يشاهد مرة أخرى حتى سلمت جثته المشوهة إلى أسرته بعد ذلك بأسبوع. وتحول الخطيب في ما بعد إلى رمز للثورة ضد الأسد قادت الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع. أثارت وفاة حمزة الخطيب وتامر غضب السوريين الذين عاشوا تحت الديكتاتورية الوحشية لعائلة الأسد لأكثر من 4 عقود، ليتسع نطاق المظاهرات ويجذب المزيد من قطاعات المجتمع.
وقال الجهماني إنه كان يمشي في درعا في الثالث من مايو مع صديقه فارس ناصر، عندما طلبت منه قوات الأمن التوقف، لكن ناصر حاول الهرب فقامت قوات الشرطة السرية بإطلاق النار عليه فأردته في الحال. وقال: «أصبت بالذهول من رؤية ما حدث لصديقي أمام عيني، فلم يفعل أي شيء ليكون مصيره القتل». وقال الجهماني، إنه لم يكن خائفا، لكنه كان غاضبا بسبب وفاة صديقه. وأضاف: «كان علي أن أهدأ لأنهم قد يقتلونني إذا ما فعلت أو قلت أي شيء». وقرر الجهماني أن لا يفر.
قام عملاء القوات الأمنية بوضع يديه في الأصفاد، وتغطية عينيه ودفعه إلى داخل السيارة التي سارت لأكثر من ساعة، ثم اكتشف في ما بعد أنه محتجز داخل مركز لاعتقال الاستخبارات القوات الجوية في دمشق. وأشار إلى أنه تعرض للضرب بالهراوات والركل من قبل المحققين، مما ترك آثارا على فخذه بعد الإفراج عنه. وتساءل الجهماني: «ما هو الخطأ الذي ارتكبه؟ كان يريد الحرية.. كان يريد أن يكون مثل أقرانه في كل مكان في الحياة يستمتع بالحياة، وأن يعبر عن نفسه دون أن يضطر إلى الترقب». وأوضح أنه اعتقل 3 مرات على الأقل منذ اجتياح الانتفاضة سوريا.
وقال الجهماني: «اعتقلت مرتين في مارس ومرة في أبريل، التي شهدت فيها عمليات التعذيب. كان يسعون خلفي لأنني كنت ناشطا على الـ(فيس بوك) والإنترنت، أقوم برفع ملفات الفيديو والصور على الإنترنت لعرضها على العالم لإظهار وحشية نظام بشار. كما كنت على اتصال بوسائل الإعلام مثل (أسوشييتد برس) خارج سوريا». وأكد الجهماني أنه لن يعود إلى سوريا حتى يسقط النظام. فقال: «سأعود إلى بلدي، إلى سوريا حرة، حرة من الطاغية بشار الأسد وعصبته الفاسدة».