السلااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
مكانة اللسان بين الأعضاء:
إن مكانة اللسان بين الجوارح كمكانة الملك بين جنده,
إن أحسن أحسنوا, وإن أساء أساؤوا,
كما بين ذالك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الإمام الترمذي رحمه الله تعالى: عن ابي سعيد رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اذا اصبح ابن ادم فان الأعضاء كلها تكفراللسان وتقول :اتق الله فإنما نحن بك فإن استقمت استقمنا وإن اعوججت اعوجننا. صححه الألباني في صحيح الجامع.
.قال السندي رحمه الله: تكفِّرمن التكفير بمعنى الخضوع أي إن الأعضاء كلها تطلب من اللسان الاستقامة طلب من يخضع لغيره ليفيض عليه بالمطلوب بواسطة الخضوع لديه.
قال في اللسان: "00فلان ذرب اللسان فاسد اللسان0
قال ابن شميل :الذرِبُ اللسان الفاحش البذي الذي لايبالي ماقال."
يقال إن اللسان يقول في كل صباح ومساء للجوارح كيف أنتن؟ فيقلن بخير إن تركتنا.
ذكر أبو حاتم رحمه الله تعالى(في كتابه روضة العقلاء) :
عن خالد بن ربعي قال: كان لقمان عبدا حبشيا نجارا فإمره سيده أن يذبح شاة,
فذبح شاة فقال: أتني بأطيب مضغتين في الشاة فأتاه باللسان والقلب!
ثم مكث أياما فقال اذبح شاة فذبحها فقال: أتني بأخبث مضغتين في الشاة فألقى اليه باللسان والقلب!!
,فقال له :قلت لك حين ذبحت أتني بأطيب مضغتين فأتيتني باللسان والقلب
ثم قلت الأن أتني بأخبث مضغتين فألقيت اللسان والقلب؟
فقال له:انه لاأطيب منهمااذاطاباولاأخبث منهماإذا خبثا.!!
وصدق من قال :
وما المرء إلاقلبه ولسانه.......... فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
ذكر الجاحظ في (البيان والتبيين ):عن خالدبن صفوان قال:
ما الإنسان بغير اللسان إلاصورة ممثلة أوبهيمة مرسلة أو ضالة مهملة.
وذكر أيضاعن بعض البلغاء أنه وصف اللسان فقال : اللسان أداة يظهر بها حسن البيان, وظاهريخبرعن الضمير,
وشاهد ينبئك عن غائب, وحاكم يفصل في الخطاب,
وناطق يرد به الجواب,
وشافع تدرك به الحاجة ,
وواصف تعرف به الحقائق ,
ومعزٍ ينفى به الحزن, ومؤنس تذهب به الوحشة,
وواعظ ينهى عن القبيح, ومزين يدعو إلى الحسن,
وزارع يحرث المودة , وحاصد يستأصل الضغينه. اهـ
لسانك دليل على مافي قلبك:
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:"واذا أردت أن تستدل على مافي القلوب فاستدل عليه بحركة اللسان فانه يطلعك على مافي القلب من صاحبه...
قال يحي بن معاذ:القلوب كالقدور تغلي بما فيها والسنتها مغاريفها,فانظر الرجل حين يتكلم فان لسانه يغترف لك ممافي قلبه من حلو وحامض وعذب واجاج وغير ذالك, ويبين لك طعمَ قلبه اغترافُ لسانه.أي كما تطعم بلسانك طعم ما في القدور من الطعام, كذالك تطعم ما في قلب الرجل من لسانه فتذوق مافي قلبه من لسانه كماتتذوق مافي القدر بلسانك!!
وفي حديث أنس مرفوعا:لايستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه ولايستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه.رواه احمدوحسنه الالباني في صحيح الترغيب.
وسئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أكثر مايدخل النار فقال : الفمُ والفرج.
أخرجه المنذري في صحيح الترغيب والترهيب عن ابي هريره
اهـ كلامه رحمه الله تعالى من كتابه الجواب الكافي 0
وصدق ابن القيم رحمه الله فان مثل القلب المليئ بالخير والصلاح كمثل رجل معه كيس فيه جواهر ولألئ وفواكه فاذاادخل يده فلن يخرج إلالؤلؤة أوفاكهة000
ومثل القلب السيئ السقيم عديم الخوف من الله تعالىوالمليئ بالأحقاد والحسد كمثل رجل عنده كيس مليئ بالعقارب والأفاعي والأشواك فإذا أدخل يده فماذا يخرج؟ كذالك حال اللسان مع القلب.
واللسان ترجمان القلب يخبر بسرائره
وكلام المرء فرع عما في القلب.
وصدق من قال:
رأيت لسان المرء وافد عقله...... وعنوانه فانظر بماذ اتعنون
المؤمن عف اللسان:
لا يتكلم إلابخير, ولايسمح لنفسه بالنزول إلى مستوى السفهاء,
جاعلا نصب عينيه قول النبي صلى الله عليه وسلم:
ليس المؤمن بالطعان ولااللعان ولاالفاحش ولا البذيئ.
اخرجه احمد والحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه.
وذكره الألباني في صحيح الجامع.
ومقتديا بحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم كما وصفه خادمه أنس رضي الله عنه
فقال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا, ولا لعانا ولاسبابا. كان يقول عند المعتبة ماله ترب جبينه.رواه البخاري.
ومعنى ترب جبينه أي لصق به التراب.وهي كلمه تقولها العرب ولا تقصد معناها. وقيل: الدعاء له بالطاعة.
إن الرجل الفاحش بغيضٌ إلى الله تعالى وممقوت.
كما أخرج الترمذي رحمه الله تعالى عن أبي الدر داء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله علي وسلم : ماشيئ أثقل في الميزان يوم القيامة من حسن الخلق
فإن الله تعالى يبغض الفاخش البذيء.
وانظر رحمك الله كيف وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء المنطق بانه زنا اللسان, وما أبشع هذا الاسم ـــ الزناـ وأقبحه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم:إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذالك لا محالة فزنا العين النظر وزنااللسان المنطق
والنفس تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذالك ويكذبه.