حملة نصرة الأقصى يامسلمات

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، خيرة خلقه ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد ..



فإن من أشدّ القضايا تعقيداً، وأقدمها زمناً، وأكثرها ألماً، وأعظمها أثراً على المسلمين: قضية الاعتداء الصهيوإنجيلي على ((فلسطين العربيّة المسلمة)).



هذه القضية التي طال أمدها، وأشتدّ ظلام ليلها، قد شاب عليها الصغير، وهرم عليها الكبير، حتى نُسي أنّ فلسطين دولةٌ عربيّة مسلمة، وأنّ شعبها يجب أن يكون على أرضه مع كامل سيادته عليها.




هذه القضية بلغت من الأهميّة مبلغاً لا تقاربها فيه قضية أخرى، ولهذا أسباب، فمنها:

أولاً:


أنها أرض يسكنها بضعة ملايين من العرب المسلمين، الذين جعل الله تعالى لدمائهم حرمة، ولأعراضهم حرمة، ولأموالهم حرمة هي أعظم من حرمة بيت الله العتيق.



فَعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَعَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعِيرِهِ، وَأَمْسَكَ إِنْسَانٌ بِخِطَامِهِ، أَوْ بِزِمَامِهِ، فَقَالَ: ((أَيُّ يَوْمٍ هَذَا؟)) فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ سِوَى اسْمِهِ، قَالَ: ((أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ؟)) قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: ((فَأَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟)) فَسَكَتْنَا حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، فَقَالَ: ((أَلَيْسَ بِذِي الْحِجَّةِ؟)) قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: ((فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ؛ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا. لِيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ، فَإِنَّ الشَّاهِدَ عَسَى أَنْ يُبَلِّغَ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ)).



ثانياً:

فلسطين لها مكانة عظيمة في نفوس المسلمين، فهي:

*أرض مباركة، قال الله تعالى فيها ، وقال تعالى عن إبراهيم عليه السلام ، وقال تعالى .



*وفلسطين أرض مقدسة: قال الله تعالى .



*وفي فلسطين المسجد الأقصى المبارك، الصلاة فيه بخمس مئة صلاة، أول قبلة للمسلمين، وثالث المساجد التي لا تُشدّ الرحال إلا إليها، من خرج إليه يريد الصلاة فيه خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.



*وفلسطين: مهاجر أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، وهي الأرض التي ولد فيها أبو العرب إسماعيل عليه السلام، وهي الأرض التي خرج منها من بنى الكعبة بيت الله الحرام، وهي الأرض التي درج عليها الأنبياء عليهم السلام، وهي الأرض التي أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم إليها، وصلى بالأنبياء فيها، معلناً نسخ رسالاتهم، ومبيّناً تبعيتهم له، ومنها عرج به إلى السماء، وعاد إلى المسجد الحرام في ليلته، وظهرت شدّة العلاقة بين المسجدين الشريفين.



*وفلسطين: جزء من أرض المحشر والمنشر.



*وإلى فلسطين تنحاز الفئة المنصورة آخر الزمان حين تكون عقر دار الإسلام.



وغير هذه الأمور العظيمة قد اختصت بها فلسطين؛ لذلك كانت قضيتها قضيةَ كل المسلمين، والأمل والألم فيها أمل وألم لجميع المسلمين.



ثالثاً:

عدو المسلمين في فلسطين هو العدو الألد، العدو الخصم، العدو الذي لا يزيد عدو عليه في عداوته للمسلمين؛ بغياً وحسداً وعناداً وكفراً، قال تعالى ، واجتمع معه في عداوته عدو عقدي آخر، قد يكون أشدَّ نزاقة وطيشاً، وهم النصارى الذين ربتهم اليهودية الصهيونية على عينها، واستلمت زمام أمورهم بيدها.



رابعاً:

تسلط العدو على المسلمين بعامة والفلسطينيين بخاصة ما كان ليقع بهذا الشكل السافر، وهذه الغطرسة التي تدل على عدم اكتراث إلا لما هان المسلمون على ربّهم بتركهم الاعتصام بكتابه والاستنان بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولن يتمكنوا من تجاوز هذه العقبة الكأداء إلا بالعودة إلى ربهم، وإصلاح أحوالهم، وهذا سهل ممتنع، سهل من حيث تسهيل الله له لمن صدق مع ربّه، ، وممتنع من حيث غفلة أكثر الناس عنه إلى الآن مع ظهور حاجتهم إليه، وتوقف النصر بسبب تركهم له!



خامساً:

فلسطين تقع في قلب العالم الإسلامي الأعلى، وتربط بين ثلاث قارات، وانتزاعها من العالم الإسلامي بمثابة انتزاع القلب من جسد الآدمي، والعدو لم يكتف بهذا الانتزاع، بل غرز مكان قلب الآدمي العربي المؤمن قلب يهودي من إخوان القردة والخنازير وعبد الطاغوت، وهذا يجعل المنطقة بأسرها في حالة عدم استقرار.



*** *** ***



وإن ما تعرض له الشعب الفلسطيني العربي المسلم من تغريب، ومحاولات مسخ متنوعة، عانى منها عقوداً متطاولة، قد بدأ غبارها في الانقشاع، وضبابها في التبدد، وبدأ الشعب يفيق من غفوته، ويعود لدينه، ويتمسك بمنهج نبيه صلى الله عليه وسلم، وينادي بأعلى صوته: أنا مسلم، لست بناصري، ولا شيوعي، ولا قومي، ولا شعوبي، وقد آن الأوان لأقول للعالم كلمتي: ((نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله)).



واختار الحكومة المسلمة التي تمثله، وهو يعلم أنّ قوى الشرِّ الشرقيّة والغربيّة ستتكالب عليه، وأن أكثر المقربين سيقفون مع عدوه، ولكنه قد هيأ نفسه، ورفع شعاره: ((الجوع ولا الركوع)).



فنسأل الله تعالى لهم الثبات على الحقّ، ونسأله سبحانه أن ينصرهم على عدوهم، وأن يجعل شرّ من أراد بهم شرّاً في نحره، وأن يردّ كيده عليه. آمين.



وانطلاقاً من قوله تعالى ، وقوله تعالى ، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم)).



قامت إدارة ((موقع نوافذ الدعوة)) بتدشين:

((حملة نصرة الأقصى))

في يوم السبت الموافق 8/4/1427هـ. بأقسامه التي يراه الزائر لموقع الحملة، وجعل باكورة العمل خمسة آلاف صفحة من المعلومات المختلفة التي وزعت على الأقسام المناسبة، غير الصور، والخرائط، والأشرطة المسموعة والمرئية، ومشاركات الزوار، وأكثر من مائة رابط لمواقع ذات صلة بفلسطين، وكتب متنوعة عن القضية الفلسطينية قديماً وحديثاً، وقائمة كتب كذلك، وببلوغرافيا لكتب أخر.



وسنزود الموقع، إن شاء الله تعالى، بما يثريه خلال الأيام القادمة؛ ليكون مرجعاً لمن أراد متابعة القضية الفلسطينية، وعوناً لإخواننا الفلسطينيين في قضيتهم والتعريف بها.



ولن نعدم منك، أخي الزائر، دعوة صالحة بظهر الغيب، وتسديداً وتصويباً لما تراه من خلل وعيب، ونصحاً وتوجيهاً وإرشاداً للارتقاء بالأداء وتحقيق الهدف المنشود.



وصلى الله وسلّم على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.



كتبه

أحمد بن عبدالعزيز الحمدان

السبت 8/4/1427هـ
http://www.dawahwin.com/aqsa/doc/index.php?module=announce&ANN_id=87&ANN_user_op=view