كانت (حنان) هناك في مفترق الطريق حينما مر القطار مسرعاً. لوحت له وحقيبتها بين يديها..
والقلق كان بادياً على محياها..
ولا تسأل عن الشحوب فقد أخذ مكانه بين قسمات وجهها.. وخيم الحزن بلونه المعروف وبداء الألم اول فصول مسرحيته....>>>
بدموع حارة فاضات بهما عينان ناعستان.وبدأت خيوط التعب والوهن تحرك جسم هزيل كي يصعد أولى درجات القطار..
لم تدم تلك المسرحية في جزئها الأول كثيرا.فما أن ارتمى ذاك الجسد المعنى على مقعد كئيب حتى استسلمت لنوم عميق..
لافرق بين الواقع والحلم في حياتها فأحداثهما متشابهة ومتقاربة بدرجة قرب الألم منها..
استيقظت بعد سويعات وكأنها دقائق فلم يكن بادياً عليها اثر النوم فالملامح لا توحي بأن صاحبتها قد أخذت كفايتها من النوم..
كانت سرعة القطار تتزايد والأحداث في رأسها قد تبدو أسرع..
لازال ندى تلك الدموع لم يفارق وجنتيها. التفتت ‘إلى الخلف وكأنها تودع ماضياً اليماً.. ضمت جسدها إليها وكأنها
تحاول جمع شتات جسدها الأشعث. وحاول نفض غبار الماضي عنها..
تذكرت حينما كانت طفلة بلا طفولة.. وبريئة في عالم المكر والخداع..
لقد رأت الكثير من الأطفال الذين يحملون اللعب والحلوى في حين كانت تحمل الأخشاب
وتقوم بأعمال لا تناسب سنها ..
وتذكرت حينما كان يشعل الأطفال شموع الفرح والأنس ويحملون الهدايا بينما هي توقد المدفئة وتحمل بكفيها بقايا الرماد...
.
.
طفولة بائسة أضاف لها فقد أمها مزيدا من الشقاء ولونا من ألوان العذاب ..لقلب ما عرف يوماً معنى الطفولة وجمال الحياة...
لم تحظى حنان بفرص تعليمية جيدة عوضاً عن فرص أخرى كانت أجدر بالحصول عليها....
كانت تكبر ولكن الألم أسرع فيها نمواً فأثقل كاهلها وسلب الفرحة من قلبها الصغير وقبل ان يرحل وضع الضد فيه ورحل.....!!!..
وبقي للحزن أن يسرق ابتسامة وردية بريئة وغاب تاركاً فتاة بعمر الزهور في مهب الحرمان تتلوى وقد كسرها الوهن!!
استسلمت حنان وعاشت كما الملايين من مثلها يعيش...
لم تحظى بصداقات او علاقات تعكس عليها جزء من جمال العلاقة الاجتماعية ..
صبرت حنان وصمدت في وجه المحن .. وكبرت فأشدت حاجتها لمتطلبات كثيرة لم تعرفها في الصغر فأهملتها ولم تبحث عنها في الكبر... وأوكلت امرها لله..
إلا ان حانت الساعة الحااااااااااااااااااااااااااسمة ....
تمنت ان يكون رحيلاً ابدياً ولكن شأت الأقدار أن تستمر فصول تللك المسرحية إلا ان يشاء الله.......
حريق هائل إلتهم الأخضر واليابس حتى وصل إلى غرفتها في دار الأيتام ..فهرع الجميع للخارج كما كانو سابقاً بلا مأوى .. شاهدو الحريق يلتهم مكانا يحويهم ويأويهم ..
احترق وأحترقت معه
حريق هائل ألتهم الأخضر واليابس.. حتى وصل إلى غرفتهاالصغيرة في (دار الأيتام)هرع الجميع للخارج كما كانوسابقاً بلا مأوى.. شاهدوا الحريق يلتهم مكاناً كان يأويهم ويحنو عليهم .. احترق كل شئ! واحترقت معه ذكريات حزينة وأندثرت الأم دفينة.. وكأن السنة اللهب تنتقم لهم !ولم يدري أن الحزن شبح يسكن قلوبهم ولن يموت إلا بموتهم..
ركضت وركضت حتى وصلت إلا ماهي فيه الأن.. أجهشت ببكاء مرير يذيب الأحشاء.. ثم سكتت فجأة.. وصل القطار والكل ذهب إلى وجهته .ألا فتاة لازالت قابعة في ذاك المقعد!حادثتها إحداهن عززتي وصل القطار!لكنها لم تجب !؟ حاولت مناداتها مرة أخرى ولكنها لم تجب أيضاً؟وضعتها يدها على خدها لتوقظها ولكنها في هذه المرة جعلت جسدها يجيب !!!! سقطت على ممر القطار جثة هامدة ولم تكن هي الوحيدة التي سقطت بل سقطت ورقة صغيرة أحتضنتها بين أناملها.. ورقة مجعدة والخط ركيك وصعب القرأة بصعوبة حياتها وكثرة التجاعيد في حياتها.. كتب فيها..
هنا مفترق الطرق بيني وبينك أيها الألم ..
هنا سأودعك بلا رجعة !!
طوال تللك السنوات كنت أهادنك..!
وهاأنا الأاسلم لك روحي وقلبي لتعبثا بهما كيف تشاء!
فلقد بعثرت أحلامي وذهبت امالي سدى..كنت والحزن تلعبان بي كما الطفل يلعب بالدمى..!!
وداعاً ياداراً حوتني ووداعا لفرفة شاطرتني همي
لان ذاك اللهيب قضى فيها على اخر ذكرياتي..فكأني أره طمس هويتي وذاتي ..
ولكن ......................
كل تللك الأيام لم تكن تعادل ألم سؤالي الذي أساله ذاتي كل صبح ومسائي؟؟
أين أمي .. أين أبي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هل هم على الوجود ام تحت كثبان الرمالِ..
لم فعلتم بي هذا.. لماذا؟؟ انا بقايا إنسان أخذ بعضه ظلم الإنسان للإنسانِ....
(الفتاة اللقيطة)
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
سمر مر
•
قصه مؤثرة فعلاً
كان الله في عون اللقطاء يكبرون وتكبر تساؤلاتهم عن والديهم واقربائهم ..الله المستعان
مشكوره
كان الله في عون اللقطاء يكبرون وتكبر تساؤلاتهم عن والديهم واقربائهم ..الله المستعان
مشكوره
الصفحة الأخيرة
القصة مو حلوة:(