حنين الماضي وأنين الحاضر

بعهد من قلب ذاق مرارة العصيان00عزم وتعهد على نسيان الماضي00وإغلاق ملف أيام وسنين ملطخة صفحاتها بألوان قاتمة باللهو واللعب00تلك الأيام كان يفسق فيها ويفجر بما مُنع منه وحُرم عليه00كان يعبث بنظام الشارع الحكيم فلا أمر يردعه ولا نهي يكفه00منهجه هواه00وشريعته استباحة كل ما حُرم00لا يخاف إلا من كشف مستورة أمام البشر00ولا يضرب حساب إلا لألسنة الخلق00يسير بأقدم الجرأة على المعصية 00يمارسها بجوارح التحدي00ويستلذ بها بروح الرغبه00يرجو منها الضحكة 00ويُقرب إليه قربان الخضوع يسألها السعادة ولكنه لا يعلم أن ذلك المعبود لا يُقدم لِعبًاده إلا الضنك والهم00ولا يطعمهم إلا قوت القلق والحيرة00ولا يكسوهم إلا لباس الدموع والأرق00جرًب كل ألوان الشبهات00وغرق في كل أصناف الشهوات00ولكن وجد نفسه في لحظه قد أعلن إفلاسه من كل رصيد للسعادة00وهاهو يُضاف إلى قائمة فقراء السكينة00ويُحسب من مساكين الإستقرار النفسي00وينضم إلى محتاجين صدق البسمة00بعد أن كان قبل يُعد من أغنياء السكون والهدوء الروحي00وفجأة وهو في طريق حيرته وقف عن السير ليسقط على ركبتيه 00وأخذت نفسه تجيش بالبكاء بعدما أثقل كاهلها ما تحمله من الأكتئاب00وبدون مقدمات أخذت تركض عائدة إلى نقطة البداية لتعكس الطريق ولكن هذه المرة إلى طريق النور والهداية 00إلى طريق الصواب والسداد00إلى طريق التوفيق والنجاح 00 وهناك سجد لله سجدة شكر أن أنقذه من شبح ظلام التخبط00ونهش وحوش الحيرة00ظلً يسير في طريقه الذي رسمه بريشة التوبة00وبألوان الأوبة00وغلفه بغلاف العمل الصالح00ووضع له إطار الجدُ والهمة00فبينما هم منهمك في صنع لوحته البديعة إذ به يُعرض عليه أمرا أثار لديه الحنين إلى الماضي 00ويذكره بلذة الأمس 00تصارعت داخله حنين الماضي وأنين الحاضر00وتعالت أصوات القبول والرفض00ولكنه وجد نفسه منسابا إلى ذلك الأمر00وهائما بتلبية متطلباته 00ومن بين فينه وأخرى تتوسل له الروح المجروحة بالعودة فيصغي إليها وما إن يطرق أحداث ذلك الأمر بابه إلا وينسى كل وعظ وكل تنبيه00ويستجيب لذلك الطارق 00ويغدو ذلك المسكين كما كان يشكو الملل والضيق00وداخله يرجو الله أن ينقذه من هيمنة نفسه الأمارة بالسوء00ويفرج عنه من تكبيل الغفلة لقلبه00وبينما هو سائر في درب الشوك يتألم من كل شوكه أخذ يدعو من بيديه العصمة من كل سوء أن ينجيه من طغيان المعصية00وجبروت جوارحه00وبينما هو يدعو من صميم قلبه إستجاب الرحمن الرحيم لدعاء ذلك العبد الضعيف00وعلم صدق رغبته بالعودة إليه فعصمه ووهبه إرادة تكسر ذلك الطغيان00وتقوى تبارز ذلك الجبروت 00فعاد وهو باك00حامدا لله شاكرا أن عصمه وهو يكاد أن يكون قاب قوسين أو أدني من الكبيره00وأخذ يتذكر ذلك القول(( هانوا عليه فعصوه ولو عزوا عليه لعصمهم)) فأخذ عهد على نفسه أن يعود لإكمال صورته البد يعه ولا يلتفت لأي طارق عدا طارق الخير00