حنين للقاء .. رسالة إلى كل أم شهيد ( مشاركة في مسابقة رسائل إنسانية)

الأسرة والمجتمع




وقفت تعد اللمسات الأخيرة لطعام الإفطار ،
وأصوات الدعاء تتردد حولها في أرجاء المنزل تأهبا لانطلاق أذان المغرب
وهى تردد خلفها : آمين !
وتحدث نفسها: ولدي الحبيب يحب هذا الطعام إنها وجبته المفضلة،
لعله يعود اليوم ليشاركنا الإفطار.


وهنا دق الباب فانطلقت في فرح وهي تقول : عساه ولدي الحبيب
قرة عيني الذي أنار قلبي وقلب أبيه بقبس من الحب الخالد ..
فتحت الباب فإذا بصديقه المقرب يقف أمامها وقد خيم الحزن على وجهه!
وجمت وتبدلت ملامحها ، أحست بقلبها يهوي بين ضلوعها ،
توقعت أخباراً غير سارة ، وضعت يدها على قلبها وهتفت : مابك ؟ ؟!
وبكلمات متقطعة وحروف ضائعة خرجت الكلمات مرتجفة هامسة :
أمي تحلي بالصبر واحتسبي عند الله الأجر
فولدك وصاحبي هو الآن عند مليك مقتدر
في عليين مع الشهداء والصديقين ...
قال ذلك ثم ودعها وخرج مغلقا الباب خلفه .


هوت على سجادتها غير مصدقة ،
كانت في صدمة شديدة لاتعي ولاتستوعب ماحدث
ومضت الساعات وهي في مكانها لاتتحرك
لا تدري عما حولها .. ولا تستوعب مافي أعماقها من مشاعر متضاربة
وكأنها غائبة عن وجودها غارقة في موجات الألم والضياع والذهول
وبين الوعي واللاوعي ، وبين التصديق والتكذيب بقيت ساعات
حتى ارتفع صوت أذان الفجر فهزها النداء وحرك يقظة شعورها ونبهها من صدمتها
فخرت راكعة وانطلقت تجهش باكية وتركت العنان لدموعها لتنفس أحزانها
لقد استعادت الاحداث وأفاقت على الحقيقة
بقيت مدة على في سجودها وقلبها متجه إلى الله ودموعها ساكبة
××××××× الصورة مُخالفة
تم الحذف.. الإشراف


ثم رفعت رأسها وتحاملت على نفسها وقامت لتصلي وهي ترتعش من رأسها

حتى أخمص قدمها
وبعد أن استغرقت في صلاتها ودعائها وبكائها وتوسلها إلى الله ...


أحست بلمسة من سلام تسري إلى قلبها..
وشعوراً غريباً يسكن لوعتها وكأن روح ابنها الحبيب ترفرف حولها
وأنفاسه قريبة منها وفي كل ركن من حولها يتمثل أمامها
تعلو وجهه الوضاء ابتسامة رضا ،
كأنه يريدها أن لاتحزن عليه فهو لم يمت
بل هو حي يرزق عند رب كريم ،
يتقلب في النعيم
أحست به قربها حقاً فاستسلمت وهي منهكة
وأخذتها سنة من النوم وهي في قمة شعور طافي
وفي حالة كأنها بين الحلم واليقظة سمعت صوتاً يهمس في أذنيها :
لقد آن لك أن تفرحي لاأن تحزني
فقد توج ابنك اليوم شهيدا ورفع إلى السماء وأتيناك مهنئين لامعزين
فابنك سيشفع في سبعين من أهله وأنت أولهم
لو رأيت الابتسامة التى علت وجهه وهو يجود بأنفاسه
لعلمت أنه لم يمت وان الله شرفه بالشهادة فرأى مكانته في اعلى الجنان
وزارك طيفه ليزين اسم امومتك العظيمة بلقب أم الشهيد
تذكري أسماء بنت أبي بكر الصديق
والخنساء وغيرهما من المؤمنات وكيف استقبلوا خبر شهادة أعزائهم ؟
ابنك لم يمت ، فاطمئني .


ترقرقت الدموع في عينيها وانحدرت على خطوط وجنتيها
فانتفضت من غفوتها وكأن الصوت الذي سمعته كان حقيقة لاحلما
تسرب شعور دافق إلى قبها ورفعت يديها إلى السماء داعية :
ربي إن العين تدمع والقلب يحزن ولا اقول إلا مايرضيك
إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم
اربط على قلبي وثبته ، واجعل نار الحنين للقاء ولدي بردا وسلاما على قلبي
وتقبله من الشهداء واجمعنى به في اعلى عليين
مع سيد خلقك أجمعين يارب العالمين .
15
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حنين المصرى
حنين المصرى
اهداء لكل أم في وطننا العربي الغالي فقدت ابنها شهيدا وصبرت واحتسبته عند الله هنيئا لكن ولأبنائكن الجنة إن شاء الله
ذوق واحساس 1
ذوق واحساس 1
عزيزتي حنين ..
أحسنت اختيار الموضوع ..
كلماتك تصيب القلب مباشرة ..
وصبرا لكل أم شهيد .. وهنيئا لها هذه المكانة
جزاك الجنة أختي على هذا الموضوع ..
وتقبل طاعتك .
فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
حنين ...
رسالتك تنطق بالحنين وتتدفق بالعاطفة
وتترجم أنين الشعور ..
تستدر الدموع وتعتصر القلب بمعانيها وجمال التصوير
حروفك تصيب المشاعر بسهام الألم ..
ولكنها تدعو أم الشهيد لتتطلع من نافذة الأمل إلى غدٍ. أجمل .. غد اللقاء ..
أحسنت وبارك الله بك .
المحامية نون
المحامية نون
اللهم اسكب السكينة والسلام على قلب كل أم فقدت فلذة كبدها ....حروفك رسالة صبر تحتسب الاجر لمن ضحت وقدمت وتفانت ....احسنت في سكبها وتأثرت لها مشاعرنا جزاك الله كل خير ياحنين واثابك من فضله
تغريد حائل
تغريد حائل
دفء الحروف
وقيثارة الكلمة: حنين
روائعكِ صافحت أعماق الشعور
وسفكت الألم في القلب قبل المُقل..!
مُشاركتكِ طافحة بالإنسانية
وغارقة في متاهات الحنين..!
أزهرت بساتين مسابقتنا بكِ شاعرتنا
وعم الأنس فضاء الروح..!
وفقكِ الله!!