حرير وديباج، ومخدة حشوها رفاهية المترفين، وصندوق كنزه تفاصيل ألغاز.
ربما حكم وأمثال، وأخلاق أسلاف. وربما همسات أفئدة تغوص بعمق السؤال.
أخواتي الكريمات..
لنبعثر محتوى صندوقنا، ونحل الألغاز. لعلنا بحدس الفطرة نضع أيدينا على كنز الثراء..!
هو من وهج الإسلام، وجعله الله لطريقَي: الحق والضلال ميزان!
سيرة خير الأنام "عليه أفضل الصلاة والسلام" وهو في القرآن الكريم قدوة لنا و أساس بناء.
تاج وعفاف للمرأة من قبل أن يُخلق ذو النون سيدنا يونس عليه السلام.
نور وضياء في وجه المؤمن مهما تعالت نداءات الإجحاف.
إنه كنز أمهات المؤمنين رضي الله عنهن. ولنا فيهن أسوة حسنة، وخير نبراس.
ففي هذا الزمان طغت الماديات، وأمتهنت بعض العقول، ونُعتت بالهوجاء..!
وفي المعتقد عقيم المبدأ.. سقيم الفكر فوج من التناقضات...
ولكن تبقى العزة لكنز الثراء!!
فقد تذبل زهور أنوثتي لبرهة من الوقت، وتتحلل أضغاث الجمال.
وقد ينكسر خاطري لفقدي عقد من الماس، وتغيب عن عالمي أضواء الابتسام.
وقد تنتكس أعلام أحلامي في وضح النهار، وترتفع راية خيبة الآمال.
وقد يمتزج حبر قلمي برذاذ الملل، وتتكدس ثلوج الفتور فوق الكلمات.
وقد يختلط الحابل بالنابل، وأطُلق سهام الغضب لموعد قد فات.
ولكني أقولها "بقلب وعقل حواء"
لن أفرط "بكنز الثراء"
أغلى من الدر والماس هي "الأخلاق"
فقد وصف الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم بقوله "وَإِنَّكَ لَعَلى خُلَقٍ عَظِيمٍ"
وقال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام "أَكْمَلُ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً، وَخِياَرُكُمْ خِياَرُكُمْ لِنِسَائِهِمْ"
فما أروع نسائم الإيمان، وعبق الأخلاق، وامتلاء أرواحنا بأكسجين الصدق والحياء..!
وامتلاء سلة فكرنا بزهور الوفاء، والخوف من الله.
وهناك أوراق منسية طوتها ذاكرة الإنسان، وأخمد فتيل هفواتها ترديدنا لعبارة "العمر مازال أمامنا كفيل بتقويم الاعوجاج"
ونفث رماد الغفلة بإقناع ضمائرنا بأنه لاشيء يستحق الندم والبكاء..!
فكيف لاشي؟ أنحن ملائكة؟
ألا تستحق الغيبة أن تُقتلع جذورها من القلوب الغافلة، وتستبدل ببعثرة عيوبنا تحت مجهر محاسبة النفس قبل فوات الأوان؟
قال تعالى "ولَا يَغْتِبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ"
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاء يَا جِبْرِيلُ؟
قَالَ: هَؤُلَا الَّذِينَ يأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ"
فكيف حالنا ونحن نتناجى بأكل لحم فلانة من الناس، ونتسلى بخصوصيات أختاً لنا في الله. أو قريبة تبتهج بإستلام رصيدنا من الحسنات، وتمنحنا برمشة عين بدل السيئة سيئات..!
فكيف لاشيء يستحق الندم والبكاء؟
ألا يستحق ترك الصلاة، والتهاون بادائها سياط يقظة الضمير قبل أن يحل هادم اللذات. ويقبض أرواحنا ونحن في سُبات،وغفلة وجدان..؟!
قال تعالى "إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً"
فصلاتنا نجاتنا..! ومن تلك المضغة في القلب تستقيم مبادئ الإسلام، وتعلو منابر الإيمان بالصلاح والأخلاق!!
كيف لاشيء يستحق الندم والبكاء؟
والعري أصبح لدى البعض رقي، وتنفيس مزاج.. وأنماط شخصيات تنعكس على المظهر فيُنسى جوهر الأشياء..!
كيف لاشيء يستحق الندم والبكاء؟
ومفاهيم الحياء خالطتها قواميس الجرأة في خلع الحجاب.
والسفور أصبح لدى البعض حضارة، وتفتح فكر، وإرتقاء ذات؟!
فمن تفرط بكنز الثراء.. فقد خسرت السعادة، ورضا الله.
فالزمن لايجري بل أعمارنا تتوقف عند حقيقة الموت والفناء..!
قال تعالى "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ"
ومضة...
المرأة الذكية.. هي من تستطيع أن تصقل جوهرها بحكمة لينعكس بريقه على مظهرها.
فلا عيب أن نكون حسناوات أنيقات..!
العيب أن نكون جواهر فاقدة اللمعان، وعبير زهور بلا شذى، وقيثارة لا تعزف "حاء و باء"
نعم حقيقة نحن في زمن الحزن والندم والبكاء
لكن لا حزين ولا نادم ولا باكٍ !!
تغيرت القيم والمباديء .. وتقلبت الأولويات
أفطال علينا العمر أم قست قلوبنا ؟؟؟
سيان !! المهم أننا نحتاج الى سياط الضمير للعودة إلى ذلك الكنز
كنز الثراء فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
الدين والأخلاق وجاء لنا في هذا الزمن الصعب
سلم مدادك