حوار بين أُمين مختلفتين

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أحب أن أطرح هذا الموضوع , و أتمنى أن نقرؤه جميعا بتمعن وتفكر و هو بعنوان :
حوار بين أُمين مختلفتين
الأم التي تعتني بأطفالها بنفسها – و قد تجد من يساعدها أحيانا و قد لا تجد - : ربيت أبنائي بنفسي و سهرت الليالي , وبكيت و عانيت عندما مرضوا , غسلت القذى عنهم بيدي , و ألبستهم الملابس التي تجملهم أمام عبيني وعيني والدهم , و قبل كل ذلك أغدقت عليهم من حناني و عطفي ما الله به عليهم , تعبت و شقيت لكن كما يقول المثل عن الأطفال أنهم ( شقى محبوب ) , و كسبت بإذن الله تعالى الجنة فالجنة تحت أقدام الأمهات , و أنا أيضا مجاهدة , فالرسول صلى الله عليه و سلم أخبر إحدى الصحابيات عندما طلبت الجهاد أن المرأة في بيت زوجها راعية , و هي كالمجاهدة في سبيل الله سبحانه , قد لا أرتاح في نومي بسبب طفلي الرضيع , لكني أنال الأجر من الله العظيم – إن شاء الله – فهو الكريم . أما أنت فكم عُذب أطفالك من خادمة لا ترحم , بل تنتقم من أطفالك لأنك صرخت عليها أو عنفتيها في أحد الأيام , و المساكين لا يتكلمون خوفا منها أو لأنهم صغار لا يستطيعون التعبير , و قد لا تكشفين ذلك إلا بعد ذهابها من غير رجعة , وقد تعلمين بذلك لكن المهم راحتك , و ألا تغضب الخادمة فقد لا تجدين بديلة عنها تريحك من عناء البيت و الأطفال !


الأم التي تترك أطفالها عند الخادمة ترعاهم وينامون معها , و يأكلون معها , ويستشقون عبير رائحتها...إلخ فهي المسؤولة عنهم مسؤولية كاملة , و تدري عنهم أكثر من الأم :
قد تكون حُججك قوية , و لكني مرتاحة أخرج متى شئت و أدخل منزلي متى شئت , وأنام في هدوء لاأحد يزعجني , و عندما أزور الأصدقاء أراك واضعة طفلك في حجرك متخوفة من أن يعبث في أشياء أصحاب البيت فقد يسكب عصيرا و قد يكسر و قد لا ترتاحين في شرب العصير و القهوة , و قد يطلق صرخة إما دلالا و إما ألما فلا تستطيعين التحدث مع الجالسات كما تشائين و عندما تريدين الخروج يرفض إلا أن يأخذ إحدى اللعب معه فهو صغير لا يدرك معنى ملكيتها لللآخرين ! :06:, و أنا مرتاحة أتحدث كما أشاء و أجلس كما أشاء وأضحك كما أشاء , فكم تعانين , و كم أنا مرتاحة سعيدة , أعود إلى البيت فلا أدري هل أكل و شرب أم جوعان عطشان , هل أخذ الدواء أم نسيته الخادمة في زحمت الأعمال ! وباختصار أنا مرتاحة في كل أموري :27:, و أنت في تعب و شقاء :06:دائما حتى يكبر الصغار , مع أنهم إذا كبروا – أطفالي و أطفالك – فنحن في البر سواء , بل قد ينساك أولادك إرضاء لزوجاتهم أو انشغالا بأعمالهم .


و الآن أترك المجال لكم فأتحفونا بأرائكم , و احكموا بالعدل بين الطرفين !