حوار ساخن بين قط وقطه

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا حوار ساخن بين قط وقطه في شوارع الرياض أعجب البغدادي كثيراً وحب ان ينقله لكم
لروعته وروعة كاتبه (( الزاوية الحرة ))

قرر قط وقطة أن يتمشيا على قارعة أحد طرق مدينة الرياض كتغيير لروتينهم الممل بين الحشائش وفي الأزقة .
ودار بينهما هذا الحوار .

قط : أترين يا قطة هؤلاء البشر .

قطة: نعم يا قط أراهم .

قط : لا أقصد كل البشر ففيهم المؤمن والكافر ولكن أقصد المؤمنين عامة وأهل هذا البلد خاصة ـ أترينَ فيهم مثلَ ما أرى ؟؟

قطة: لم أفهمك؟؟

قط : أرى أنهم يعيشون في وهم.

قطة: أيٌ وهمٍ تقصد؟؟

قط : لقد كرمهم الله وفضلهم علينا وجعل لهم رسالة في الحياة وهي عبادته، ولكنهم لم يؤدوها حق تأديه؟؟

قطة: نعم ، صدقت يا قط ، حتى أني دائماً أراهم يلهون ويلعبون ويسمعون الغناء وشبابهم لاهٍ في الشهوات وغافل وكبارهم أيضاً.

قط : أوَ تذكرين ذلك اليوم حين رأيناهم حشوداً متوجهين نحو ذاك الملعب في حفلٍ أو ما شابه ذلك ،

قطة: نعم ، تقصد حفل أحد لاعبي الكرة.

قط : يا لاهتماماتهم السخيفة.
قطة: حقاً .

(قط وقطة وقد وصلا إلى شارع الغروب) ..

( سيارة مسرعة كادت أن تصدم قط وقطة وهم على الرصيف!!!!)
قط : انتبهي يا قطة من هذا المتهور .

قطة: يا إلهي ما به يترنح بسيارته يمنةً ويسرة؟؟؟

قط : هذا التفحيط!!!

قطة: تفحيط ، وما هو التفحيط؟؟؟


قط : التفحيط ، اممممم ، فَحَطَ يفحطُ فحطا؟؟

قطة: فهمني أكثر ؟؟

قط : إنهم يلعبون بسياراتهم الغالية الثمن؟؟

قطة: إنها لعبة خطير,

قط : ههههه ، إنها لعبة الموت!!

قطة: ولم يفعلون هذا ويغامرون بحياتهم؟؟

قط : الإسراف ، الإهمال ، لهو ، غفلة الأهل ، سوء التربية ، الفرااااااااااااااااااااااااااغ .

قطة: دعنا نخرج من هذا الشارع .

قط : لكـِ ما تريدين .

قطة: قط ، أخبرني أكثر عن هؤلاء البشر؟؟

قط : حسناً، لقد أكرم الله أهل هذا البلد بثلاث كرامات .

الأولى: بالدين الإسلامي.
الثانية : برسول من خير البشر وهو محمد صلى الله عليه وسلم .
الثالثة : بالحرمين الشريفين.

ولكنهم وللأسف لم يقدروا كل هذا ، لقد ألهتهم الدنيا وآثروها على الآخرة واتبعوا الشهوات والشبهات !!! فأضاعوا دينهم


قطة: أما الكرامة الأولى فقد عرفتها حدثني عن الثانية وهي رسولهم ، أليس هوَ من نشرت إحدى الدول رسوماً مسيئة له؟؟؟

قط : نعم ، ولكن هل تصدقين ما أقوله لكِ؟؟

قطة: نعم وبلا شك

قط : اكتفوا في نصرته بمقاطعة منتجاتهم ويا ليتها مقاطعة كاملة سرمدية أو مؤيده بتأييد رسمي من الحكومة، وعندما تكلم أحد دعاة هذا البلد واستنهض أهل البلد لنصرة رسولهم نصرةً سَلمية ... قبضوا عليه السلطات وسجنوه ..

قطة: تقصد الشيخ \ خالد الراشد؟؟

قط : نعم اوَ تعرفينه؟؟

قطة: كيف لا ، ولكن أمعقولٌ هذا الأمر!!!! أوَ ليس رسولهم عانى وتعب و عُذِب من أجل أن ينقذهم من الظلمات إلى النور

قط : بلى ولكن !!! يا ليتني آدمي ورسولهم رسولي لأجعلن نحري دون النيل منه.

(قط وقطة وقد مر بجانبهما موكب ملكي ) ..


قطة: ما هذه السيارات الكثيرة وسيارات المرور والطائرة؟؟

قط : هذا الحاكم.

قطة: حاكم هذه البلاد؟؟حدثني عنه؟؟


قط : أخشى أن يسمعنا أحد عملاء المخابرات فقد صار الحق جريمة وذنب في هذا الزمن؟؟

قطة: ولكنك قط ؟؟؟هل سيسمعونك أو يمسكونك؟


قط : ههه نسيت ،
حاكم هذه البلاد نحسبه والله حسيبه من أهل الخير ولكن!؟

قطة: لكن ماذا؟؟


قط : لو ينزِع الليبراليين من مناصبهم ويقصيهم ويبعدهم عنه ، ولو يتقرب للدين أكثر ويقرب أهل العلم والصلاح الذي سيحثونه وبلا ريب إلى الطريقة السليمة في حكم البلاد .


قطة: حدثني أكثر عن أهل البلد؟؟

قط : ماذا أتكلم وماذا أقول ؟؟ عن مشاكلهم ؟؟أم عن حياتهم ؟؟ أم عن اهمالهم وغفلتهم؟؟

قطة: أإلى هذه الدرجة ؟؟

قط : وأكثر ولكن يجب يا قطة ألا نعمم في الحكم وأن ننصف ، ففي هذا البلد ، أناسٍ ناجحين وعقلاء ؟؟

قطة: ومن يكونوا ؟؟؟

قط : هم الذين تمسكوا بدينهم وقبضوا عليه حتى ولو كان مثل الجمر ، فجنوا ثمار هذا القبض ، سعادة في الحياة ونجاح وتوفيق ، هؤلاء لم يتنازلوا عن مبدأ واحد من مبادئهم ،
هؤلاء واجهوا الغزو الفكري من دول الغرب بسلاح الإيمان وما أقواه من سلاح .

قطة: قط ، نسيت أن اسألك ؟؟؟ عن مصيرنا نحن القطط؟؟؟

قط : نحنُ ، يوم القيامة سوف..

(قطة تقاطع قط ..)
قطة: عذراً على المقاطعة ولكن ما هو يوم القيامة؟؟



قط : انه يوم عظيم يُحشر فيه الخلق ونحشر نحن الحيوانات إلى الله ويحاسب كل مخلوق فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره.

قطة: أكمل ، ما مصيرنا؟؟

قط : يجعلنا الله نقتص من بعضنا في المظالم ثم يجعلنا ترابا؟؟

قطة: تراب!!!!؟

قط : نعم ، ويوم يرانا الكافر نكون تراب ولا نحاسب يقول: ( يا ليتني كنت ترابا) ..

قطة: وبنو آدم؟؟

قط : كما قلت لكِ يحاسبون.

( قط وقطة وقد رجعوا إلى زقاقهم ) ..

قطة: قط ، ما أجمل العيش بين جنبات زقاقنا ، إنها أجمل من ضجيج الشوارع وصخبها .

قط : نعم صدقتِ .

قطة: دعنا لا نخرج من هنا مرةً أخرى، فلقد سئمت من أحوال هؤلاء البشر وأنا أراهم بين الإفراط والتفريط,

قط : نعم لن نخرج من هنا ، حتى نراهم يحتفلون بعودتهم إلى دينهم فلقد وعدهم الله النصر ( والعاقبة للمتقين ) ، (ألا إن نصر الله قريب ) حينذاك سنشاركهم الإحتفال.

قطة: حسناً ، ودعنا نكمل لعبتنا السابقة ,
ميو ميو مياو


من روائع الكاتب الزاوية الحرة .

وصلى الله على محمد ما ذكره الذاكرون وما غفل عن ذكره الغافلون.
3
516

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

(عبير الورد)
(عبير الورد)
يعطيك العافيه
اكاليل الورد
اكاليل الورد
انا اعتبره من احسن كتاب منتدى بناء
همسة أنوثة
همسة أنوثة
مشكورات على مرركم العاطر