حوار مع عروس

الأسرة والمجتمع

بسم الله الرحمن الرحيم...
السلام عليكن أخواتي... كيف أحوالكن؟ أرجو أن تكن جميعا ً بخير...

هذه أول مشاركة لي أرجو أن تنال إعجابكن.... :):):)

حوار مع عروس:

جلست بطمأنينة وسكينة وقد تلفحت بثوبها الذي أخفى معالم جسدها دون وجهها وكفيها . ودفعني الفضول لأتكلم معها . كانت قد سكنت بالقرب من بيتنا منذ حوالي يومين . وكنا فى اجتماع قد تعودنا أن نعقده معا أنا وبعض النسوة من أهل الحي لنتدارس كتاب الله ونتجاذب أحاديث الخير . وقد كنا كالاخوة يشد بعضهم بعضا . وأقتربت منها فأحسست بتقارب نفسينا وروحينا منذ الوهلة الاولى . وافتر ثغرها عن ابتسامة مشرقة ذكية تعكس ما بأعماقها من نور وصفاء . ثم عرفتني بنفسها . وجلسنا معا نتجاذب أطراف الحديث . كانت كالملاك وهي تتكلم بصدق وعفوية . وعرفت أنها عروس قد تزوجت منذ مدة وجيزة . وكنا نناقش غلاء مسألة غلاء المهور التي سادت العصر والتي أثقلت كاهل الشباب . ومن خلال مناقشتي لها سألتها كم كان مهرك ؟ فقالت مهري ما حفظه زوجي من القرآن الكريم وفوقه دينار , قلت : وكم هو مؤخر صداقك ؟ قالت : ما سيحفظه زوجي من القرآن الكريم . قلت لها وقد بهرتني كلماتها وأخذت مني العجب : ولكن الحياة غالية ومتطلباتها كثيرة , فكيف استطعت تدبير كل أمورك بهذا الدينار ؟ قالت : اشتريت منه ما يكفيني زادا في الدنيا , وأجرا في الأخرة , قلت لها بتشوق يفوق الحد : وماذا اشتريت به يا ترى ؟ قالت اشتريت به قرآنا صغيرا أضعه دائما في جيبي , أحاول أن أحوي منه في أعماقي ما يعينني على نوائب الدهر وارتشف منه رحيق الامل الذي ينير دربي وحياتي , قلت لها ألا تختلفين أنت وزوجك على شيء فالمشاكل في الحياة هي كما يقولون مثل الملح في الطعام ؟ قالت : بلى نختلف . قلت : وعلى أي شيء يا تر تختلفان ؟ قالت نختلف على مقدار ما نحفظ من القرآن الكريم , فأنا وهو في سباق وتنافس شديدين في حفظه , ودائما يكون خلافنا على قدرة كل منا على حفظ أكثر ما يمكن حفظه من الآيات الكريمة , وساد صمت بيننا وأنا أفكر في هذه المرأة العجيبة في هذا الزمان العجيب الذي طغت المادة فيه على كل شيء , حتى أصبحنا نرى مثل هذه الامور كالخيال أو المستحيل , وتوجهت اليها بسؤال أحببت أن أعرف ردها عليه . قلت لها : عادة العروس في أيامنا تتزين ببعض الذهب والحلي فهل اشتريت لك بعضا منها ؟ قالت لي بوجه مشرق يشع من جوانبه نور رباني بلى اشتريت عقد الفضيلة , وخاتم الايمان , وثوب العفاف , وتلفحت بغطاء القناعة والرضى فكنت أسعد الناس وكنت أغنى الناس ولله الحمد .
لا أدري وأنا أودعها بماذا أحسست ! شعور قد أضاء قلبي بالنور وتشرب روحي بالضياء , وتمنيت أن أصبح مثلها بصدقها في ايمانها , صورتها لم تفارق خيالي وربما لن تفارقه الى الأبد .

آسفة على الإطالة
:) :)
1
865

هذا الموضوع مغلق.

أم معاذ و جهاد
كل عام وأنت بخير .. أعاد الله عليكم الشهر باليمن والبركـــة ..

أحببت فقط أن أرحب بك .. ولي لقاء معك والمشاركة مرة ثانية ..