حواس قلم

الأدب النبطي والفصيح

حواس قلم ..
للقلم كلمات تشق ستار الصمت وتسمع همس الصوت وتمتلك الحواس الخمس ..
تتذوق المر على قراطيس غمست في أواني الوجع المرصوصة على ارفف أوطان تحطمت فيها صور الوفاء المعلقة على صدورها ..
وتسمع صرير اليأس الذي أثقل ثياب الأمس الملقاة على بدن شيخ كبير يتمنى أن يتحرر منها وإن استبدلها بالكفن فقد ودع فيها الكثير من الأحبة وعلقت بها دموع زمن أسيف ..
ناظرة إلى أغصان الورد تذبل وهي واقفة بشموخ فتأبى أن تسقط حتى تشق الأرض من تحتها وتبتلعها بسحرها وعطرها. .
تلامس أشجان وأحزان.. تبني للروح أوطان. . تلملم أوراق الخريف المنثورة على رصيف مهجور ينتظر عودة من قطعوه ذهابا ولم يعودوا بعد إلى عتبات الحنين. .
تشتم النسيم في كل مساء عندما يعود محملا بهم. . بعطرهم. . برائحة الوطن التي تنبعث من ثيابهم المتعبة التي ينفضونها بعد الغروب ويهبونها في الغد عمرا جديدا وتهبهم مثله.
كلماتي تتوسد بساط الأبجدية تنام كأنثى شابة مليئة حيوية وتفيق وقد شاخت ملامحها وتداعت اقلامها عاجزة عن استيعاب ماحولها وقد تصنعت اليأس وآثرت أن تلتحف قواميسها وتعلن الحداد على الإنسانية. .
وها أنا أدثر أحلامي الخائفة تحت خماري الأسود لتبقى في الظلام حتى تزول غيمة سوداء حجبت الشروق وسرقت سحر الغروب. واخفي بقايا ذكريات طفولتي في داخلي. . احتضن وسادة شاركت قلمي حواسه الخمس بصمت ممتلئة باللحظات الموجودة المفقودة ..
بقلمي .. بحر
0
333

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️