حياة القبو الحياة المؤلمة...بقلمي..

الأدب النبطي والفصيح

ألامس الجدران وأتكئ على هذا وذاك باكيا،وفي كل
صباح ومساء لا ترى عيناي سوى الجدران،وفي كل
يوم أبكي وحدي في الظلام دون أنيس أو جليس،و
طعامي في اليوم بطوله رغيف خبز وكأس من الماء
وإذا ما أردت أن أقضي حاجتي فإني أقضيها في حفرة
حفرتها في التراب،والمكان مغلق تماما ولا يوجد أي
منفذ لدخول الهواء سوى نافذة صغيرة،موجودة في
أعلى الجدار،ولا يمكنني الهروب من خلالها لأنها صغيرة
جدا جدا،والمكان المغلق هذا يكتم على أنفاسي بسبب
الرائحة الكريهة فيه،و معتم جدا لا أكاد أبصر فيه النور
سوى القليل من الضوء ينبعث من خلال تلك النافذة
الصغيرة،وقد هزل جسمي كثيرا فوزني لا يتعدا
الخمسة عشر كيلو،أنا عبارة عن هيكل عظمي مغطى
بالجلد،وكل هذه المعاناة قد بدأت منذ أن توفيا والداي
وتركاني مع أخي الأكبر المريض نفسيا،في ذلك الوقت
كنت أبلغ من العمر تسع سنوات،وكان هو في عمر
الثامنة عشر،وكان لنا أخ أوسط ولكنه توفي هو
والداي في حادث مأساوي،فرحلوا جميعا ولم يبقى
سوانا نحن الاثنان،وقد كان قبل الحادث يعاني من
الوحدة الشديدة،والعصبية الشديدة على أتفه الأمور
ويصل به الأمر إلى ضرب أيا كان أمامه.
في أول يوم من بعد الحادث أخذني إلى حضنه وقال:
يجب أن أحميك وأقوم بكل شؤونك ولا أحد له دخل
لأي شيء يحدث لنا،وسنبقى في المنزل ولن نخرج منه
أبدا.
كانت الناس من حولنا يحاولون مساعدتنا،والبقاء معنا
من بعد ذلك الحادث المأساوي ،ولكنه كان يرفض بشدة
بل كان يتخاصم معهم،لدرجة أنه ضرب جارنا
بالحجارة على رأسه عندما حاول أن يأخذني للعيش
معهم،فأرداه مغشيا عليه وغارقا في دمائه،وتم القبض
على أخي وسرعان ما أفرج عنه بسبب حالته النفسية
التي يمر بها،شيئا فشيئا انفض الناس من حولنا بسبب
أخي ولم يعد هناك أي أحد يسأل عن أحوالنا ،إلى أن
جاءني في منتصف الليل وأيقظني من نومي،وقال لي:
تعال معي إلى القبو،سأطلعك على سر هناك.تحمست
كثيرا وذهبت معه،وتفاجأت بوجود باب سري يؤدي
إلى غرفة معتمة لا يوجد فيها شيء،فطلب مني
الدخول،وفجأة قام بدفعي إلى داخل تلك الغرفة،و
قال:هناك ستكون في أمان تام.
ومن بعد ذلك اليوم،لم أر الشارع،ولم أقابل أحد،ولم
أتحدث مع أحد،كان يدخل فقط ليعطيني رغيف الخبز
وكأس الماء ويرحل ولا أراه باقي اليوم،وفي كل يوم
كنت أبكي وأترجاه لكي يخرجني ولكنه لم يكن يستمع
إلي ويقول لي :هذا من أجلك فأنا أحبك.
واليوم أنا محبوس لأكثر من عشر سنوات،فقد بلغت
الثانية والعشرون عاما،ولا أزال في هذا المكان المعتم
فمتى سيكون الفرج؟.
4
313

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

فيضٌ وعِطرْ
فيضٌ وعِطرْ
حياة مظلمة كئيبة
تلقى على النفس ظلا قاتما
الفرج سيأتي متى يأذن الله
بارك الله بك 🌹
المحامية نون
المحامية نون
تصوير مؤلم فعلاً ...فرج الله عن كل مظلوم
......جزيت خيراُ
°•🍃مشاعل الخير 🍃•°
فرج الله همومكم ..وهموم كل مسلم ..
الله يعطيك العافية ..
حنين المصرى
حنين المصرى
فرج الله قريب
وكلما ضاقت واستحكمت حلقاتها فرجت من وسع
كلمات مؤثرة
وتصوير قريب من القلب
شكرا لك ودمت بود