حياة جديدة

يحتاج الإنسان إلى وقفة ٍ هادئة ٍ مع نفسه ِ في بعض الأحيان ...

يحاكمها ...

يقومها ...

يراجع مواقفها و ... قراراتها و ... أخطائها


يوجه تصرفاتها وجهة قد تكون مختلفة ...

يرسم لها خطوطا ً جديدة ً في طريق ٍ مختلف ٍ أيضا ً !!!





لكن ...

هذه الوقفة تظل محدودة النتائج !!!

ما لم يتغلب الإنسان على محاولاته التقليدية للدفاع عن النفس وتبرير الأخطاء

وربما ...... تسويف التعديل




ورغم كل شئ ...

فإن الذين يفكرون - مجرد التفكير –

في مثل هذه الوقفة الجادة ...

في مثل هذه المحاكمة ...

في مثل هذه المواجهة ...

هم أناس ٌ شجعـــــــــــــــــــــــــــان !!!

أناس ٌ يمتلكون الرغبة الحقيقية في الوصول بحياتهم إلى مستويات ٍ أفضل

وبتفكيرهم إلى درجات ٍ أرقى

وبتصرفاتهم إلى حدود المثالية المقبولة من إنسان ٍ بشر !!!

وفي زمن ٍ كالذي نعيش فيه ...

زمن ٌ تطغى فيه الأنانية كثيرا ً

وتتغلب فيه النظرة العاطفية على أحكام العقل

وتنهزم كثير من القيم والأخلاقيات السوية أمام رغبات الإنسان وحماقاته ....

فإن هذه الوقفات التأملية لا تبدو هينة

حتى لو لم تحقق كامل أهدافها ...

وإن لم تسم بنا إلى ( الذروة ) ...

فهي خطوة جيدة لأنها تمثل حالة ( شبع ) قد يصل حد ( الغثيان ) لدى الإنسان

وعندما يصل أحدنا إلى هذه الدرجة من ( الامتلاء )

فإنه يكون أمام طريق من طريقين ....

طريق ( الاستمرار ) في ما اعتاد عليه إلى درجة الانتحار ,,,

وطريق ( التوقف ) والكف عن الممارسات الرعناء

وتجنب طريق الخطأ ...

والبحث عن مخرج من المآزق








*** وفي شهر رمضان ***




في فرصة كهذه ...

يتطهر فيها الإنسان

يؤوب فيها إلى نفسه ,,,

يغسل تفاهاته ,,,

ويصحح مسيرته


لأنه الإنسان الحقيقي بداخله يكون قد استيقظ

وعزم على ((( تقويم الذات )))

عزم على ...

الاعتذار لنفسه من نفسه

والاعتذار لغيره من ذاته


وقبل كل ذلك ....

((( الاعتذار لربه ومولاه وخالقه من حماقاته )))


ويكون كذلك قد عزم على ...

تنمية أوجه الصلاح في داخله وخارجه

تدمير كل جسور الشر والكراهية و العزلة ... عن الحق

الانفتاح على الجوانب الخيرة في نفسه

بناء النفس ,,, العقل و ... العواطف من جديد

تنظيم النفس بصورة جديدة ,,, مختلفة

التوجه بكل الحب نحو الكل

التسامح مع أناس ٍ آسوه و ... أتعبوه و.... ظلموه

فتح صفحة جديدة من الحياة ( البريئة ) و ( النظيفة ) و ( النقية )



يعود نفسه على أن ....

يقول ( لا ) لما كان يقول له ( نعم ) ... والعكس أيضا ً صحيح

يتدرب على التصرف بمسؤولية و بآدمية و ... بعقل

يتجرأ على أن يقول ..... ( كفى )

لكل تجاوز ,,,

لكل خطأ ,,,

لكل حالة ضعف ,,,

لكل سيئة اقترفها أو .... اقترب منها







هذه الحالة من ( الطهارة )

كم نحن بحاجة ٍ إليها

وكم نحن بحاجة ٍ إلى التلبس بها

وكم نحن بحاجة ٍ إلى ( الانغماس ) فيها

لأن الحياة تصبح عبثا ً إن هي خلت من القيم ( الروحية )

تصبح جحيما ً حين تطغى ( الصغائر ) فيها على عظائم الأمور

ومن يستطيع أن يلجم ...

رغباته ,,,

نزواته ,,,

وحماقاته

فإنه يصبح الأقدر و.... الأجدر بالعيش ( كريما ً )

في دنيا ( يتناقص ) فيها رصيد الإنسان ( بتزايد ) أخطائه

*************


فاصـــــــــــلة

لا شئ يريح الإنسان وينقذه كالعودة إلى ( الله )

والاستعانة به في تصحيح حماقات الذات وأخطائها








*** منقول مع بعض التصرف من مقال

للدكتور.. هاشم عبده هاشم