حياة زوجية سعيدة .. في سنة جديدة
غالبا ما تنهار العلاقات الزوجية بسبب معضلات صغيرة تتحول إلي كبيرة مع مرور الوقت فالزواج أشبه بمركب يحتاج إلي صيانة منتظمة ليثابر علي الابحار بسلام.. ويمكن للزوجين أن ينتهزا فرصة بداية سنة جديدة لمراجعة نفسيهما والوقوف علي اخطاء كل منهما في حق الآخر ليبدأ العام الجديد بنفس صافية يحدوها الأمل في تحقيق حياة أسرية سعيدة.
لكن ما هي الاخطاء الشائعة التي يمكن ان تفسد الحياة الزوجية.. وكيف يمكن تجنبها؟! هذا ما يدلنا عليه كتاب "ما يكرهه الرجال في النساء" للمؤلفة عايدة صلال.
1- لقد توقفتما عن الضحك معاً: أول ما يتعلق رجل وامرأة بحب أحدهما للآخر يسعدهما ان يتسامرا ويقضيا أوقاتاً سعيدة معاً ثم بعد الزواج ومع الوقت والاهمال يمكن للعلاقة الزوجية ان تصبح خامدة خالية من عنصر المرح المشترك.. قال أحد الرجال "علمت ان عليّ إدخال تغيير ما إلي حياتنا الزوجية عندما راحت زوجتي تعاني من الملل إلي ان تتصل بها صديقتها حينذاك تضحك وتمرح كأنها تحولت إلي امرأة أخري".
2- تسكبان اسراركما في آذان أشخاص آخرين بدلاً من ان يودعها أحدكما في أذن الآخر: لمعظم الأزواج والزوجات أصدقاء خارج نطاق البيت الزوجي يتمتعان بتبادل الأسرار معهم ولكن عندما يأتمن أحد الوزجين صديقاً علي اسراره اكثر مما يأتمن شريك حياته.. فهذه اشارة إلي بؤس زوجي خاصة إذا كان الصديق من الجنس الآخر وخاصة ايضا إذا كانت لتلك الأسرار علاقة بخصوصات شريك الحياة.
حياة راكدة
3- حياتكما أصبحت راكدة: تزداد حاجتنا إلي الحب وتقل كالمد والجزر ويمر الكثيرون من الأزواج والزوجات بفترات طارئة يمتنعون من خلالها عن الحب.. صحيح ان الازواج الذين مر علي زواجهم خمس أو عشر سنوات قد تقل العلاقة بينهم وخاصة الجنسية بالمقارنة بما كانت عليه خلال السنة الأولي من الزواج .. فهذه العلاقة تساعد في المحافظة علي شعلة الحب المتوهجة.
4- يخاف أحدكما العودة إلي البيت حيث الشريك الزوجي: عندما يبحث أحد الزوجين عن مبررات للتهرب من الآخر لا يكون هذا لمصلحة العلاقة الزوجية أبداً فعودة الزوج متأخرا إلي البيت عند المساء ليس الا واحداً من أساليب الفرقة أما الأساليب الأخري فتشمل تعاطي المشروبات الروحية والتبكير في الذهاب إلي الفراش وحيداً أو الانتظار إلي حين يغط الآخر في النوم.
5- توقف أحدكما عن إدهاش الآخر: عندما تكون علاقة الحب قائمة بين الزوجين يتمتع كل منهما من التخطيط لاسعاد الآخر.. حيث تتصل الزوجة بزوجها في مكتبه لتسأله عن حلول وقت الغداء ثم يفاجأ بها وقد قصدته حاملة سلة حافلة بمقتضيات نزهة.. بينما الزوج عائداً إلي البيت يتوقف لشراء وردة يقدمها إلي زوجته لأنه يتمتع من مشاهدة السعادة في عينيها عندما يناولها الوردة. ليس هذا بكثير بل ما هو يعنيه من تعبير عن الحب ولكن عندما تزول هذه المدهشات من العلاقة يكون مؤكداً انها اشارة تعني فقدان الزواج لبعض حيويته.
نزاع دائم
6- عدم الاتفاق يتحول إلي نزاع دائم: يتفق معظم خبراء الزواج علي اعتبار المقدار المعين من اختلاف الآراء انه شيء عادي في الزواج والحقيقة ان مقدرة اثنين علي عدم الاتفاق دون ايذاء احدهما الآخر هي معيار لسلامة علاقتهما الزوجية ولكن عندما يتحول كل اختلاف في الرأي إلي فرصة للمشاحنة ورمي التهم في وجه الآخر معني هذا وجود خلل.
7- توقف أحدكما عن الظهور انيقا أمام الآخر: ارتداؤنا الثياب الأنيقة في البيت هو رفاهية لا نلجأ إليها إلا نادرا ولكن المظهر الطاريء لا يعني ان نهمل مظهرنا اللائق كليا ودائما في البيت. فإذا أهملنا الاهتمام بمظهرنا تماماً وذلك بالإقلال من الاستحمام وحلق الذقن وتسريح الشعر إلا إذا كان لدينا ضيوف أو كنا علي وشك الخروج فمعني هذا وجود علة ما.
استعادة الذكريات
8- لا تستعيدان ذكرياتكما معا أبدا: يعمد معظم الأزواج والزوجات السعداء إلي إعادة تقوية علاقاتهم الزوجية باستعادة ذكريات الماضي المشترك. فهم يتمتعون بمشاهدة أفلام سينمائية التقطت للعائلة وتصفح ألبوم صورهم الفوتوغرافية والتحدث عن مغامرات سبق ان اشتركوا فيها معاً ويتضاحكون من السبل التي اعتمدوها لحل بعض المعضلات. ثم عندما يتوقف الزوجان عن استعادة هذه الذكريات يكون هذا إيحاء بوجود تحول بارز طرأ علي المشاعر.
النقاش الفلسفي
9- توقفتما عن النقاش الفلسفي: من الطبيعي أنه لا وجود لزوج وزوجة يريدان قضاء كامل وقتهما بالتحدث في معني الحياة ولكن معظمنا يتطرق إلي مواضيع عميقة وإذا كان الرباط قوياً بين شخصين يتمتع هذان من التحدث معاً حول معتقداتهما وكيف تنشأ هذه المعتقدات وتتغير. الجدير بالذكر ان خوض الزوجين بالأحاديث حول اكثر ما هو خصوصي من معتقداتهما ليس مجرد هبة حب بل عملية ثقة.
10- يبدو من أحد الزوجين انه يبحث عن اسوأ ما في الآخر: الزواج الجيد يبحث عن أفضل ما في الماضي والسيئ يبحث عما لا نحبه في أنفسنا وعندما يجد الزوج أو الزوجة نفسيهما وهما يفعلان أشياء صغيرة تثير اشمئزاز الطرف الآخر كثيرا ما يشير إلي ان العلاقة الزوجية تسير نحو حافة خطيرة والمثل علي ذلك انه إذا عمدت الزوجة إلي شراء سمنة زهيدة الثمن عوضا عن النوع الذي يريده زوجها أو عمد الزوج إلي إخراج القطة كلما ادخلتها زوجته قد يكون الزواج بحاجة إلي مساعدة.
اهتمامات مشتركة
11- توقفتما عن تنشيط اهتمامات مشتركة: رغم كل الحديث عن المحافظة علي استقلالية كل من الزوجين ضمن الزواج لابد لهما من المشاركة ببعض الاهتمامات حتي يبقيا متقاربين وحيث ان اهتماماتنا متغيرة علي الدوام تدعونا الضرورة لان ننفتح علي هوايات ونشاطات جديدة مشتركة لنتمتع معا. ولكن عندما تتوقفان عن الانطلاق وراء اهتمامات مشتركة قد يكون زواجكما في خطر.
12- تنفران من صرف المال علي بعضكما البعض: يتمتع الحبيبان جدا بشراء أشياء يقدمها أحدهما للآخر. أما في زواج سائر نحو الانهيار فقد يعمد أحد الزوجين أو كلاهما إلي إهمال هذه الفرص التي تسعدهما معاً.
13- تشعر أنك تعرف كل شيء عن شريك حياتك: يقول رجل انه علي الرغم من استمرار زواجه طيلة 23 سنة تبقي هناك أوقات يشعر خلالها ان زوجته لا تزال تدهشه يقول هذا الرجل بإعجاب واضح انه يتمتع من كونه متزوجاً من امرأة يثابر علي التعلم منها وعنها أشياء جديدة فعندما يشعر الزوجان انه لم يعد هناك ما يتعلمه أحدهما عن الآخر يفقد الزواج أحد عناصره.
احتمالات المستقبل
- احتمالات قضاء المستقبل معاً ينغص عليك حياتك: من متع الحب العظيم أنكما لا تتوقفان أبدا عن الشرود معا وراء الأحلام تتعلق بالمستقبل ولكن إذا حدث لأحدكما ان راح ينزعج من التفكير بقضاء مجرد السنوات الخمس القادمة مع الآخر فزواجكما في حاجة إلي المساعدة.
إذا وجدتما واحداً أو اثنين من هذه التحذيرات المشيرة إلي المتاعب في زواجكما ليس عليكما ان تقلقا دون مبرر قد تكون علاقتكما الزوجية في حالة جيدة أساساً رغم انكما كلما اسرعتما بالكشف عن مصدر متاعبكما واصلحتما الخلل سار زواجكما نحو مزيد من الصحة والسعادة.
نصائح سريعة
وللعمل علي وقف إهمال علاقتكما الزوجية فوراً إليكما بعض النصائح التي يجب القيام بها لتنمية الحب وتقوية العلاقة الزوجية بينكما.
1- ابدأ الحديث بجدية: كثيرون من الازواج والزوجات غير راضين عن زواجهم ومع ذلك يخافون من تعريضه للصدمات بالحديث عما يعتريه من مساوئ ولكن إذا حدث لواحد منهما ان تجرأ وبدأ فهو عادة ما سيجد الآخر وقد شعر بالارتياح مثله لأن الفرصة سنحت له حتي يشارك في النقاش حول المشكلة وأنا أري ان هذا التدبير هو أكثر العوامل أهمية لتوطيد الحب وتقويته.
فهناك طرق صحيحة وأخري خاطئة للتعبير عن عدم الرضا فلن يساعدكما القول "من المؤكد انك أصبحت مملة" في هذه الأيام ولكن باستطاعتكما قول شيء من قبيل "لا أشعر يا حبيبتي أننا قريبان من بعضنا البعض مثلما كنا فيما مضي وأنا افتقد ذلك اتساءل ايضا عما إذا كانت هذه الافكار ذاتها تدور داخل رأسك".
بادر بتحسين العلاقة
2- اسألا عن الأشياء التي يستطيع أحدكما عملها لتحسين العلاقة الزوجية: لاشك ان أحدكما سيدهش ويتمتع في نفس الوقت إذا ما سأله الآخر عما يريد منه عمله بشكل مختلف. قد لا يوافق علي تنفيذ كل التغيرات المطلوبة كما ان بعضها قد لا يكون ضمن نطاق طاقته الا ان مجرد توفر الشجاعة لطرح السؤال يعبر عن الرغبة مخلصة صادقة لتحسين الأمور بينكما.
3- أبذل مزيداً من الجهود للبحث عن طرق جديدة تجعل شريك حياتك سعيداً: في علم الفيزياء يقول قانون الانتروبيا ان الكون يفقد الطاقة وتقل نشاطاته تدريجياً وأنا مقتنع ان القانون ذاته ينطبق علي أنظمة بشرية كالزواج إذا هو ترك دون عناية لذلك تدعو الضرورة إلي المثابرة علي دعم الزواج بالطاقة بانتظام من سبل تحقيق ذلك ان تبذلا بعض الجهود للتفكير بطرق جيدة يعتمدها كل منكما لاسعاد الآخر.. كما يأتي المثال كانت هناك زوجة تتشمس أمام حوض السباحة في يوم عطلة تسلل هو إلي أقرب مطعم وجاءها بطبق طعام يعرف انها متعلقة به قال "كان قد غلب عليها النوم ولم تنتبه لغيابي ولما عدت وضعت الطبق أمامها ثم لما فتحت ارتسمت علي وجهها اكثر من علامة للدهشة والمتعة.. هنا تم بذل الجهود لان يمتعها بهذا الطعام ويسعدها.
الخروج معا للتنزه
4- اخرجا معاً بانتظام لمجرد التمتع والتسلية: يأتيني ازواج وزوجات كثيرون وعلي ألسنتهم شكوي بأنهما منذ اصبحت لديهما عائلة لاعالتها لم يعد باستطاعتهما تحمل تكاليف القيام بتلك الأعمال الرومانتيكية التي كانا لا ينقطعان عنها أول عهدهما مع بعضهما البعض علي ان تمتع الزوجين وتسليتهما معا لا ينبغي ان يكلف مالا بالضرورة إذ يحدث في بعض الأحيان ان الذهاب في نزهة طارئة بالمعاطف تحت المطر أو نزهة بالسيارة لتناول الآيس كريم عند منتصف الليل يوفران من المتع والتسلية ما يتجاوز تلك التي يوفرها عشاء باهظ التكاليف في مطعم فخم.
منقول
احلى شمرية @ahl_shmry
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
موضوعك جدا ً مهم ورائع
تسلم يمينك ياقمر :26:
..
.