الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على رسول الله سيد المرسلين , صلى الله عليه وسلم , وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين .....

أخواتي في الله ...اللاتي اجتمعت بهن في غربتي وتعارفنا في هذا الملتقى الذي كان بيتا حبيبا وصدرا حانيا علينا ..بعد ان فارقنا الديار والاهل والاحباب .....
لذلك أحبتي سأحاول في هذا الموضوع المتواضع أن أجمع فيه أسسا وقواعد ذهبية لحياة زوجية هادئة ومريحة وجميلة ....بعيدا عن التدخلات والمشكلات التي تواجهها الحياة الزوجية بين الاهل والأصحاب والناس ...... منهم الصالح ومنهم غير ذلك ....

ما رأيكن لونغتنم هذه الفرصة الذهبية بكوننا غريبين وحيدين بعيدين عن اعين الجميع ......
نفعل ما يحلو لنا ..... لا أحد يحكم علينا , ولا أحد يمنعنا من شيء ......
علينا بادىء ذي بدء أن نتفق على أرضية مشتركة ننطلق منها جميعا لحياة زوجية هادئة بإذن الله تعالى
فتعالين نعدد محاسن الحياة الزوجية في الغربة ......

- الزوج والزوج وحيدان فريدان قد يكون لهما أصدقاء وقد لا يكون , ولذلك هما صديقا بعضهما..
- الزوج والزوجة بعيدان عن الأهل والاقارب وتوجيهاتهم واحيانا مكر بعضهم , ولذلك ستخف المشكلات بقدر كبير ......
- الزوج والزوجة يواجهان نفس الصعوبات ويعيشان نفس الظروف لذلك لا بد أنهما سيتساعدان على تعدي الظروف الصعبة وتخطي الصعاب ...
هذا هو الشائع تقريبا من مميزات قد نتفق كلنا عليها .. وهناك أشياء أخرى نسبية تختلف من واحدة لأخرى
على كل واحدة منكن أن تجلس وتذكر لنفسها مميزات وفوائد أن تكون مع زوجها لوحدها في الغربة ......
هذا يساعدها بشكل كبير على تكوين نظرة إيجابية تواجه بها تحديات الإغتراب وصعوباته .....
سأكتب لكن أخواتي بعض نصائحي المتواضعة من أجل حياة زوجية أجمل وأحلى وأهدىء بإذن الله تعالى ......وساتناولها من عدة نواحي ...نقسمها لكي تصبح أسهل للفهم وأدعى للتذكر دائما ......
أنت مع خالقك ومولاك - تبارك وتعالى في علاه -
1- عليك عزيزتي المسلمة ان تذكري الله عزوجل وتشكريه على نعمه وفضله وأنه من عليك بنعمة الزوج والإسقرار .......
2- عليك ان توثقي علاقتك بالله عزوجل سبحانه , وأن تضعي ببالك : من اصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس ......حديث شريف
3- عليك أن لا تقدمي زوجك ومتطلباته على حقوق الله عليك ....
فلا تقصري بعبادة ربك على حساب إرضاء زوجك .فلا طاعة لمخلوق مع معصية الخالق
كما انه من المعلوم أن إرضاء الناس بشكل عام غاية لا تدرك ......
ويكفينا شرحا لهذه النقطة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (فيما معناه ) : من أسخط العباد برضى الله رضي الله عنه وأرضى الناس , ومن أرضى العباد بسخط الله غضب الله عليه وأغضب الناس .
فتذكري أختي الحبيبة أنك لو اطعتي زوجك و((سايرتيه بالعامية)) بلبس مبهرج أو مكياج أو ملابس ضيقة للخروج من البيت والظهور على الاجنبيات , وسايرتيه بحجة أنك تريدين ان تظهري جميلة أمامه ..... ثقي تماما أنك على خطأ ....
فطاعة الله أولى بالإلتزام , وهي أقدر على جلب رضى الناس وزوجك عليك .....
اعملي ما شئت في البيت من ليس وطيب ولكن إياك ثم إياك أن تسايريه لو كان لا يحب حجابك أو لباسك الشرعي أو غيره من الامور , فما هذا إلا مجرد مثال بسيط ....
4- عليك بقيام الليل ولو ركعتين فقط وادعي فيها بماشئت ....
ادعي بالتوفيق بين وبين زوجك , وتيسر أموركما والتوفيق بينكما والجمع بينكما بخير ........... وادعي ماشيئت سترين العجب .....

- أنصحك أخيتي الحبيبة أن تقرئي سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - وتركزي على جوانب حياته الزوجية وتعامله مع زوجاته , وتعامل زوجاته -رضي الله عنهن جميعا - معه - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أجميعن -
ولنذكر على سبيل المثال :
السيدة خديجة - رضي الله عنها نالت حب رسول الله صلى الله عليه وسلم الاول والأقدم والأصيل
حتى كانت تغار منها السيدة عائشة - رضي الله عنها .....
وكان الرسول عليه أفضل االصلاة والسلام يحن إليها ويكرم خالتها وكل من ياتي بريح الحبيبة خديجة رضي الله عنها -
ترى كيف حصلت السيدة خديجة أمنا الحبيبة على هذه المكانة العظيمة .....
هنا أختي الحبيبة اطلب منك قراءة سيرتها لتعرفي معاملتها لزوجها وتضحياتها معه وتحملها معه وحكمتها في مسايرته والتواكب معه في مركزة العالي القدر .رسول العالمين وخاتم المرسلين .....
أذكر بعض النقاط التي عرفتها وانتبهت لها لأول مرة في السيرة العطرة في رمضان الماضي عندما تابعت برنامج على خطى الحبيب .......
وكان الحلقة وقتها عن السيدة خديجة وزواجها بالرسول - صلى الله عليه وسلم -
وتحدث فيها عن كيفية استفادة المراة المسلمة من طريقة تعامل امنا خديجة مع سيد الخلق زوجها محمد - صلى الله عليه وسلم -
عندما كان النبي - صلى الله عليه وسلم -قد حبب إليه الخلاء في الغار فكان يختلي الليالي ذوات العدد يعني سبع ايام او اكثر ..كانت لا تترك زوجها وحيدا فريدا , ولا تجلس معه طوال الوقت تكتم على انفاسه
بل كانت تاتيه وتبيت معه قليلا ثم تعود لبيتها ...حكمة وذكاء من سيدة حصيفة واعية حكيمة تحب أن تظل بجانب زوجها دون ان تضايقه أو تتركه فيحصل الهجر والمسافات البعيدة
ومع أن الغار كان مرتفعا جدا جدا بحيث يشق على الرجل العادي الصعود إليه , مع ذلك لم يمنعها ذلك من القرب منه - صلى الله عليه وسلم -
كانت السيدة خديجة امنا الحبيبة تواسي الرسول صلى الله عليه وسلم وتساعده ماديا ومعنويا
وأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم- تشهد بذلك ...
ولنا في السيرة وأحاديثها المثل الاعلى
فإن كنت أختي الزوجة حريصة على نجاح حياتك فعليك بالإقتداء بالمثل الا‘لى .ومثلنا الاعلى هو الرسول- صلى الله عليه وسلم وىل بيته وصجابته الطاهرين رضوان الله عليهم جميعا.....
وهناك أمثلة كثرة جدا من السنة النبوية ترشدنا وتنبهنا لماعني الحب والمودة والراحة في الحياة الزوجية