"حياتي مأساة "

" حياتي مأساة "

مهما تتغير الدنيا .. عائلتي لن تتغير .. تبقى كما هي في التعامل والأسلوب .. فأبي أكبر همه دائماً هو المال يحاسب على كل صغيرة وكبيرة .. لماذا هذا ولماذا ذاك .. ونحن ولله الحمد لا ينقصنا شيء .. المال وفير ولكن أبي بخيل .. بتنا أصبح عتيق ونحن لم نغير أثاثه .. أصبح مع الزمن تظهر منه حشرات من شدة قدمه ..
وأبي أيضاً شكاك جداً .. في شكة أماتني وفي كل شيء يتابعني .. إذا دخلت (الإنترنت) لابد أن يكون بجواري .. وإذا دخلت البريد الإلكتروني (الإيميل) يبدأ بقراءة الرسائل .. وإذا جلست أحادث أحداً في صفحة المحادثة (المسنجر) قال من هذه ولما تتحدثين معها .. هيا أغلقيه بسرعة .. (فهو يعرف صديقاتي جميعاً ويعرف مع من أتحدث ) .. وإذا كنت أحادث إحدى صديقاتي في الهاتف .. قال أغلقيه .. ولماذا تحادثينها .. وأحياناً يسمع محادثتي مع صديقتي في الهاتف الآخر .. وإذا أتى في الليل تقريباً الساعة الثانية ليلاً .. والكل نيام .. يدخل علي في غرفتي ينظر ماذا أفعل ..! .. في هذا الوقت بأيام الدراسة وغيرها طبعاً سأكون في نوم عميق .. والمشكلة هنا ..أنا لا أملك هاتف نقال (جوال) أو حاسب محمول (لآب توب) كي يقلق علي ويدخل علي في مثل هذا الوقت المتأخر .. وأنا والله أعرف ربي والحمد لله محافظة على ديني وشريعتي .. لا تقولوا أن عذره خوفه علي من الشباب الطائش .. لا والله .. إذا كنت أنا محافظة على نفسي ومحكمة كل شي في عقلي ..فلا يستطيع أحداً أن يغير بي شيئاً .. فلماذا كل هذا الخوف والشك .. أنا لا أريد أن يوفر لي كل شيء ويجعلني تائهة من دون مراقبة .. ولا أريد أيضاً العيش في حياة ملئها الشك والتجسس والمراقبة .. بل أريد حلاً وسطا (لا إفراط ولا تفريط) ..
وأمي أيضاً من هذا النوع .. دائما إذا كنت أتكلم مع أحد في الهاتف لابد أن تسمعني من الهاتف الآخر .. وإذا كنت في غرفتي أذاكر دروسي تدخل علي فجأة تقول ماذا تفعلين؟!.. وهي لا تريد لي السعادة دائماً إذا رأتني جالسة ليس لدي عمل تذهب وتبحث لي عن عمل .. فهي دائماً تحاصرني في عمل البيت لا تريدني إلا للبيت فقط .. فكأنني خلقت للغسل والكنس والطبخ والتنظيف .. ودائماً تردد هذه الكلمة عند مناداتي أنتي لم تنفعي بشيء فقط تأكلين وتشربين وتنامين .. كل ما فعلته ولم أفعل شيئاً .. يا للعجب ماذا أفعل حتى أنفعك ؟!.. أأمزق ثيابي .. أم أطلب من الله أن يأخذ روحي .. كي أذهب عنكم لكيلا تفعلوا بي كل هذا .!. حتى مدرستي ودراستي التي هي مستقبلي .. تريد مني الجهد والمثابرة .. فكيف أجتهد وأنا في هذا الحال لا أجد راحت بال ؟!.. فأنا في المرحلة الثانوية ولدي معدل ويجب أن أتفوق في دراستي فكنت أقاوم وأقاوم .. حتى أتفوق ليفتخر بي والدي مع كل ما يفعلوه بي ولكن أريد أن يفتخروا بي .. !! ..

يا إلهي .! ما هذا ؟! أكل هذا خوف .. أم شك .. أم ماذا .؟!.. إذا كان هذا كله خوف علي .. فأنا أتمنى الموت ولا أعيش مثل هذه العيشة .. كلها شك .. يتابعوني في كل شيء .. وكأنني أفعل شيئاً خطأ .. فكيف يريدوني أن أصبح واثقة من نفسي وأنا لا أجد هذه الثقة في البيت من قِبل والديّ .. فإذا كان الأساس لا يثق بي .. فكيف بالناس أن تثق بي ؟! ..
سأعذر كل فتاة تفكر بالهرب أو الموت أو بأي وسيلة تخرجها مما هي فيه .. وتقولون لماذا فتياتنا أصبحن تائهات ؟!.. لما يرونه من أبويهما من القسوة والشك .. والإنحرام من حقوقهم ..

فكيف لو أنتي مثلي فتاة في عمر الزهور أن تعيش مثلي .. وليس كل هذا فقط وما خفي أعظم .. !!

وأخيراً ..
انتبهوا ..!!.. أيها الآباء والأمهات على أبنائكم وبناتكم .. فهم بأمس الحاجة إليكم .. فلا تضيعوا أبنائكم بأيديكم ..!

أرجوا لكل من قرأ .. "حياتي مأساة " .. أن ينشرها .. لنوعي الآباء والأمهات .. بتصحيح أخطائهم في تربية أبنائهم .. قبل أن يفوت الأوان ..

تحياتي ..
لمن دمر حياتي ..