ورده الجوري

ورده الجوري @ordh_algory

فريق الإدارة والمحتوى

" حياكم الله احبتي لنبدأ عطلـــة صيفيـــة سعيـــدة بأذن الله "

الملتقى العام





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته






أحبتي في الله




... أرحب بكم أجمل ترحيب
وأتمنى لكم وقتاً ممتعاً ومفيداً

فأهلاً بكم في موضوعي
واتمنى أن تفيدو وتستفيدو.

وبارك الله فيكم لتعطيركم موضوعي بعطر حضوركم ومروركم الرائع

لكم منـي أجمل المنى وأزكى التحية والمحبة



سوف اضع بين أيديكم مقتطفات رائعه وقيمه اعجبتني
فجمعتها لكم واتمنى ان تعجبكم و تستفيدو منها
وتطبقوها ان شاء الله
حتى تسير عطلتكم الصيفيه بكل سعاده وراحه وطاعة لله بأذن الله .

بسم الله نبدأ

إجازة بلا معاصي


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه الغر الميامين وبعد :

* فنحن على أبواب الإجازة الصيفية الطويلة ، تلك الإجازة التي ينتظرها ملايين الطلاب والطالبات من أبنائنا ؛ ليستريحوا من عناء السهر والمذاكرة والذهاب يومياً إلى المدارس والجامعات والمعاهد .

* وهذه الإجازة لا ينبغي أن تكون عطلة من العمل ، فليس في حياة المسلم " عطلة " وإنما سعي دائم وعمل مستمر حتى الموت {يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاقِيهِ} .

* كما أن هذه الإجازة ليست فرصة للمعاصي والمنكرات ، فما دمنا نأكل من رزق الله ، ونمشي على أرضه ، ونستظل بسمائه ، ونستنشق هواءه ، فلا ينبغي لنا أن نعصيه في طرفة عين ، لا في سفرنا ولا في إقامتنا .

* من أجل ذلك جمعنا هذه العطرة من الفتاوى والفوائد والتوجيهات نهديها إلى إخواننا وأخواتنا بمناسبة قرب الإجازة الصيفية ، آملين على أن تكون عوناً لهم على استثمار أوقاتهم فيما ينفعهم في الدنيا والآخرة .

* ولما كان كثير من الناس يحبون السفر في مثل هذه الإجازات أحببنا أن نذكرهم بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في السفر ، وذلك ليغتنموا أجر متابعته صلى الله عليه وسلم والعمل بسنته في الأسفار .

هدي النبي صلى الله عليه وسلم في السفر



يقول ابن القيم رحمه الله :
* كان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يسافر استخار ، فركع ركعتين من غير فريضة ثم قال : (( اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر – ويسمي الجهة التي يريد السفر إليها – خير لي في ديني ومعاشي وعاجل أمري وآجله ، فاقدره لي ويسره لي ، وبارك لي فيه . وإن كنت تعلمه شراً لي في ديني ومعاشي وعاجل أري وآجله فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به )) .

* وكان إذا ركب راحلته كبر ثلاثاً ثم قال : (( سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون )) ثم يقول (( اللهم إني أسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى ، اللهم هون علينا سفرنا هذا ، واطوِ عنا بعده ، اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل ، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر ، وكآبة المنظر ، وسوء المنقلب في المال والأهل )) .

* وكان إذا وضع رجله في دابته قال : (( بسم الله )) فإذا استوى على ظهرها قال : (( الحمد لله )) ثلاثاً (( والله أكبر )) ثلاثاً .

* وكان إذا ودع أصحابه في السفر يقول لأحدهم : (( استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك )) .

* وكان صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذا علوا الثنايا كبّروا ، وإذا هبطوا سبحوا.

* وكان يكره للمسافر وحده أن يسير بالليل ن بل كان يكره السفر للواحد بلا رفقة .

* وكان يقول : (( إذا نزل أحدكم منزلاً فليقل : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل منه )) .

* وكان إذا رأى يريد دخولها قال حين يراها : (( اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ، ورب الأرضين السبع وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضللن ، ورب الريح وما ذرين ، إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ،ونعوذ بك من شرها وشر ما فيها )) .

* وكان ينهى أن تسافر المرأه بغير محرم ولو مسافة بريد .

* وكان يأمر المسافر إذا قضى نهمته من سفره أن يعجل الأوبة إلى أهله .

* وكان إذا أقبل من سفر يكبر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات ثم يقول : (( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، آيبون تائبون عابدون ، لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده )) .

* وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد ، فركع فيه ركعتين

من فوائد مجالسة الصالحين



قال لقمان لابنه : يا بني ، جالس قوماً يذكرون الله بطاعته ، فإن كنت عالماً نفعك علمك ، وإن كنت جاهلاً علموك ، وإن نزلت عليهم رحمة أو رزق كان لك فيه معهم حظ ، ولا تجالس قوماً لا يذكرون الله ، فإن كنت عالماً لم ينفعك علمك ، وإن كنت جاهلاً زادوك جهلاً ، وإن نزلت عليهم لعنة أو سخط شاركتهم فيه .

لا ترسلوا أبنائكم للخارج



سؤال : فضيلة الشيخ : بعض العوائل المسلمة في بلادنا يرسلون أولادهم في العطل الصيفية للسكن مع عوائل في بريطانيا وأمريكا بحجة تعلم اللغة الإنجليزية فما حكم ذلك ؟
الجواب :
* لا يجوز ذلك ، لأن هذا خطر عظيم على هؤلاء الشباب ، وفيه تخريب وإفساد لأخلاقهم وعقائدهم وتشكيك لهم في الإسلام .

* وينبغي أن يُعلم أن الصغار الذين في سن الخامس عشر ونحوها إذا تربوا ولو زمناً يسيراً كل سنة كشهر أو شهرين في مثل تلك البيئات المنحرفة فإنهم يتأثرون بهم ، والغالب أن أولئك الكفار ينشطون في بث التشكيكات في قلوب هؤلاء الشباب ، ويلبسون عليهم دين الإسلام ، ويعظمون قدر الكفار في قلوبهم ، ويطلعونهم على إنجازات أهل الكفر واختراعاتهم وصناعاتهم ، ويغرسون فيهم أن الإسلام هو الذي عاق أهله فلم يفلحوا ولم يخترعوا ولم يتقدموا ، فيكون ذلك سبباً في إضعاف دين هؤلاء الشباب وزعزعة العقيدة من نفوسهم

سؤال : فضيلة الشيخ : الأغلب أن هؤلاء الشباب يسكنون مع عوائل هناك فيها اختلاط ؟
الجواب :
* هذا أيضاً مما يعظم المصيبة إذ تحيط بالشاب الشهوات مع الشبهات . فيُبتلى بالفواحش والفتن فتفسد أخلاقه ودينه والعياذ بالله

مفاسد السفر إلى الخارج

سؤال : فضيلة الشيخ : كثير من الناس يسافر إلى البلاد الأجنبية لقضاء الإجازة ، فما هي المفاسد التي تحدث بسبب ذلك ؟ وما قولكم في بعض النساء اللاتي يكشفن وجههن ويتعللن بالحاجة إلى ذلك ؟
الجواب :
* أرى أن من أنعم الله عليه بالمال ألا يسافر إلى البلاد الخارجية ، وأما من لم ينعم الله عليه بكثرة المال ، بل ابتلاه بالفقر ؛ فهو ليس بذاهب ، لكن المشكل فيمن أغناه الله ، فأرى ألا يذهب إلى البلاد الخارجية لأن في ذلك مفاسد :
أولاً : أن أهله سيتغيرون لما يشاهدونه سواء تغيروا فجأة أو على المدى الطويل .

ثانياً : أنه كما قال السائل ربما تغطي المرأه جميع بدنها إلا وجهها ، يعني تغطي البدن وتبقي ما فيه الفتنة ؛ لأن إظهار الوجه هو الفتنة في الواقع ، وجمال المرأه في وجهها ، ومحمل الفتنة وجهها ، لا شك في هذا .

ثالثاً : أنه ربما يتأثر في عقيدته وعبادته وأفكاره وأخلاقه لما يرد على قلبه أو يورد عليه من الشبهات والتضليل ، فيخسر بذلك دينه ودنياه .

رابعاً : إضاعة الأموال الكثيرة بما لا منفعة فيه بل فيه مضرة .

خامساً : إثراء اقتصاديات البلاد التي سافر إليها ، وربما يكون في ذلك ضرر على المسلمين .

سادساً : ابتعاد الإنسان من أهله وبيئته التي لا شك أن بقاءه بينهم أوصل للرحم وأجمع للشمل .

سابعاً : تلك المفسدة الفادحة إذا ذهب الإنسان وليس معه أهله ، فإنه قد يغريه الشيطان بارتكاب الفاحشة وهي الزنا ، والعياذ بالله .


إياك وإخوان السوء

وعظ بعضهم ابنه فقال له : (( إياك وإخوان السوء ، فإنهم يخونون من رافقهم ، ويسدون من صادقهم ، وقربهم أعدى من الجرب ، ورفضهم والبعد عنهم من استكمال الأدب والدين ، والمرء يُعرف بقرينه . قال : والإخوان اثنان : فمحافظ عليك عند البلاء وصديق لك في الرخاء ، فاحفظ صديق البلية ، وتجنب صديق العافية ، فإنه أعدى الأعداء .

كيف تقضي المرأة الإجازة ؟



سؤال : كيف تستغل المرأة وقتها في الإجازة ؟ وكيف تطلب العلم الشرعي ، نرجو توضيح ذلك ؟
الجواب : النساء شقائق الرجال ، ويجب عليهن المحافظة على الأوقات كما يجب على الرجال ، والمرأه أشد مسؤولية بالنسبة للمحافظة على الوقت ، لأن المرأه في بيتها ، والنساء والحمد لله اليوم يتمكن من مراجعة الكتب ؛ ففي إمكان المرأة أن تراجع الكتب مرة ، وأن تستمع إلى الأشرطة مرة ، وأن تأخذ بإخوانها الصغار تدرسهم وتعلمهم مرة ، أو تشتري مثلاً مكينة تتعلم عليها الخياطة ، وما أشبه ذلك ، فمجال اعلم للمرأه واسع ، كما أن مجال العمل للرجال واسع أيضاً ، ثم إن الدروس – دروس الرجال – إذا كانت في وقت مناسب للنساء أمكن النساء أن تحضر ، وأكثر المساجد اليوم والحمد لله موجود فيها أماكن مخصصة للنساء ، تأخذ المرأه حريتها في هذه الأمكنة ، يمكنها أن تضع عباءتها وتكشف وجهها ، ويمكنها أن تتكئ على الجدار وما أشبه ذلك ، فالأمر واسع والحمد لله .


نصيحة للشباب

قال الشيخ عبد الله الجبرين : الشباب ، وبلا شك عليهم مسئولية كبرى ، وذلك لأنهم غالباً هم الذين معهم ميل إلى اللهو والبطالة ، ومعهم إذ1صلحوا قوة في العمل ، وقوة في مواصلة العمل ، فننصح هؤلاء الشباب أن يحافظوا على أوقاتهم من اللهو والبطالة ، وأن يختاروا الصحبة والرفقة الطيبة الذين يعينونهم على الخير ويحفظون أوقاتهم ، ويعينونهم على الأعمال الصالحة ومواصلتها ، وننصحهم ألا يبيتوا طوال ليلهم على سهر أو سمر يقطع عليهم وقتهم ، ويضيع عليهم زمنهم في غير فائدة .. وننصحهم بكثرة تلاوة القرآن الكريم والحرص على قيام الليل والله المسئول أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه .


رسائل الصيف



عبدالله بن خضر الغامدي

الحمد الله مصرِّف الدُهُور ، وخالق الظلمة والنور ، وموجد الظل والحرور ، أحمده سبحانه حمد الشاكرين واستغفره استغفار النادمين ، وأعوذ به من شر نفسي وشر الشيطان وشركه ، ونسأله الراحة من الصيف وحرّه ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .... وبعد :
فهذه رسائلٌ أبعثها إليك أخي المصطاف ولأسرتك الكريمة ، مع علمي أن عندكم من الخير ما يكفيكم ومن البِر ما يغنيكم ، ولكنه الشوق إليكم ، والأُنس بحديثكم .
وكثيرٌ من السؤال ِ اشتياقُ *** وكثير من ردهِ تعليلُ
فنسأل الله أن تجد مكاناً في قلوبكم العامرة بالخير والصلاح .

الرسالة الأولى (إلى ربان السفينة ):

إليك يا ربان السفينة ، فأنت ملح الرحلة ودليلها إلى مرفأ الأمان وإلى بر السعادة ، في زمان زادت شرور أُناسه وكثرت حيرة أهله ، وقسمت قلوبهم فهي كالحجارة أو أشد قسوة ، وجَمُدت أعينهم فما تجود بقطرة ، في عالم تلاطمت أمواجه بالشبهات والشهوات ، فأصبح أهله أحوج ما يكون لمن يمدُّ لهم بطوق ِالنجاة في لُجّة هذا الخِضم المخيف .
إلهي ما يئسنا إذ شكونا *** فإن َّ اليأس يفتكُ بالضميرِ
لنا يا رب إيمانٌ يُرينا *** جلال السير في الدرب العسيرِ
تضيق بنا الحياة وحين نهفو *** إلى نجواك نحظى بالسرور
وأذكرك بما روى الشيخان عن معقل بن يسار – رضي الله عنه – قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشُ لرعيتَّه إلا حرَّم الله عليه الجنة ". فبتوجيهك وحرصك تكون النجاة – بإذن الله - وبنصائحك تصفوا النفوس ، وتنمو المدارك ، وتزداد المعارف ، وعليك يا ربَّ الأسرة اختيار الأماكن المناسبة للتسوّق والتجوّل بعيداً عن مضلات الفِتن ومزالِق الريب فكم من أسرة ما عرفت الشر إلا عندما أُهملت بعيداً عن عين الرقيب..
ما كانتِ الحسناءُ تُبدي خدرها *** لو كان في هذي الجموع رجالُ
أيها الأب : بادر إلى مواطن الخير ، وكُن مسارعاً إلى الطاعات ، حتى يقتدي بك أهلك وبنوك ، وتكون مفتاحاً للخير إليهم ، واقطع موادَّ الشر والفساد عن أهلك وأولادك ، ولا تجلب إليهم ما يكون ضرراً عليهم في دينهم وأخلاقهم ، واعلم أنه لا ينفعك أمام الله تعالى أن تقول فَعَلَ الناس فَفَعَلْت وأساءَ الناس فأسأت { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ }
وأخيراً لا يكن بيتك وسيارتك خالية من كتاب نافع أو شريط مفيد ، فقد يسَّرها الله تعالى في هذا الزمان بأثمانٍ زهيدة .
وأسأل الله – عز وجل – أن يُكلِّل جهودك بالتوفيق ، وأن يرزقك الذريَّة الطيبة التي تقر بها عينك في الدنيا والآخرة .

الرسالة الثانية :(إليكِ أيتها الأم ):

إليك يا نبع الحنان ، وقصة العطاء ، وحكاية الجُود .. إن كثيراً من شؤون الأسرة لا يدركها أحدٌ غيرك .
أنت وحدكِ من تعرف ماذا يريد ابنك وما تفكِّر فيه ابنتكِ ، فأنت تعرفين ذلك في قَسَمَات وجوههم ، وفلتات ألسنتهم ، فلا تتركين مجالاً للعادات السيئة والأخلاق الذميمة التي أتتنا من أعدائنا بأن تتسلل إليهم ، وحاولي علاجها في أولها قبل أن تستشري وتزداد ، فإن أعظم النار من مستصغر الشرر .
وعوِّدي أبناءكِ على معالي الأمور ، وبناتكِ على الحشمة والحياء ، فإن من شبَّ على شيءٍ شاب عليه ، ومَن أدّبَ ولده صغيراً سعُد به كبيراً ، وترك لنفسه بين الناس ثناءً جميلاً .
كوني أيتها (الأم ) صدراً مفتوحاً لهموم أبنائك ومشاكلهم حتى لو كانت صغيرة وتافهة ، افتحي لهم مجالاً ( للغة التقبّل ) لتحققي نجاحاً في جعلهم يفتحون قلوبهم ويتحدثون عمّا في نفوسهم ، وابتعدي عن لغة التحطيم والتوبيخ والسخرية والتخجيل ، وقدِّمي لهم خبرات الحياة وأنواع المعرفة التي توفرت لديكِ ، فكل خبرة نعطيها لأولادنا توفرِّ مقداراً من العناء ، وتحفظهم – بإذن الله – من الأخطار والأشرار .
وأخيراً .. ألف شكرٍ يا صانعة الأبطال ، وألف تقدير يا مربية الأجيال .

الرسالة الثالثة : إليك أيها الشاب :

إن هذه العافية التي تمرح في سعتها وتستمتع بحريَّـتها ليست شيئاً قليلاً، إن كثيراً من الناس قد ابتلوا بفقدِها وليس يعلم إلاَّّّّّّ الله مدى ما يحسُّونه من ألم ؟
فمنهم من حُبِس في جلدهِ ، فما يستطيع حركة .
ومنهم مَن يستجدي الهواء الواسع نَفَساً يحيي به صدرهُ العليل فما يعطيه الهواء إلا زفرة وتخرج مليئة بالدم !
ومنهم مَن عاش منقوص الأطراف ، مجروح المشاعر !!
ومنهم مَن يتلوّى من أكل لقمة ؛ لأن أجهزته الهاضمة معطوبة .
ومنهم .... ومنهم ...
إن كنت معافاً من هذا كلّه فاعلم أن الله قد زوَّدك بثروة عظيمة ، ومنحك ما سوف يسألك عنه .
أخي الشاب : قدّم ما استطعت نظير ما أنعم الله عليك مِن نِعَم تتألَّق بين رأسك وقدميك وتتأنَّق بها في الحياة كيف تشاء ، فقدِّم لو كلمةً أو نصيحةً أو شريطاً أو مطوية ولا تحقر من المعروف شيئاً .
واحذر يا أخي كل الحذر من أن تسن سُنَّة سيئة أو تجرّها على مسلم . فتكون ممن قال الله فيهم : { لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ } .
وأخيراً يا أخي :
* خذْ ما استطعتَ من الدنيا وأهليها *** لكنْ تعلم قليلاً كيف تعطيها
* كنْ وردةً طيبها حتى لسارقها *** لا دمنةً خبثها حتى لساقيها
* انظرْ إلى الماءِ إن البذلَ شيمتهُ *** يأتي الحقول فيرويها ويسقيها
* فما تعكر إلا وهو منحبسٌ *** والنفسُ كالماءِ تحكيهِ ويحكيها

الرسالة الرابعة :( إليك أيتها الفتاة ) :

أنتِ دُرَّة غالية ، وعُمْلَة نادرة ، وجوهرة وأيُّ جوهرة ، إن طُهْركِ وعفافكِ وحيائكِ أنفس ما تملكين ، فلا تُريقي حيائك في جنبات الطريق ، ولا تنفقي عفافك في الحرام ، ولا تبذلي جمالك للمتسولين ...
صوني جمالكِ عنّا إننا بشرٌ *** من الترابِ وهذا الحُسنُ روحاني
أو فبتغي فلكاً تأوينه ملكاً *** لم يتخذ دَرَكاً في العالم الفاني
احذري ( يا أخيتي ) من الموضات والصيحات والصرعات القادمة من أعداء الدين ، لتهين كرامتك بعدما أعلاها الإسلام ، وتكونين فريسة للذئاب بعدما صانك الإيمان ..
وأذَكِّركِ بالحديث الذي رواه أبو داود عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :(( إذا استعطرت المرأة فمرَّت على القوم ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا )) يعني زانية .
فكيف بمن تخرج كاسية عارية ، متبرجة سافرة لا ترقب في مؤمن إِلاًّ ولا ذِمَّة.
صانكِ الله ( يا أُخيتي ) من ذلك ، ورفع قدرك وأعلا همَّتك وزودك التقوى .

الخاتمة :
وأخيراً .. فالصيف آمال وآلام .. الصيف أمل الطالب والمعلم .. أمل للخريج .. أمل للعريس .. أمل للمسافر .. آمال وآمال ، لكن كم يحمل في طيَّاته من آلام قد امتلأت بالأخبار والأسفار التي مُسِخَ فيها الحياء ، وذُبِحَت الغيرة ، وانتحر العفاف ....

جعل الله أيامنا وأيامكم آمال وأفراح ، وجنَّبنا الآلام والأتراح ، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه .
6
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ورده الجوري
ورده الجوري


أربعون وسيلة لإستغلال الإجازة الصيفية



إبراهيم بن عبدالله الدويش

كيف أقضي الإجازة؛ كيف أستفيد من الفراغ الطويل؟ أين أقضي الإجازة؟ ما هي البرامج المناسبة في هذه الإجازة؟ أسئلة كثيرة تدور في أذهان الكثير من الناس، لعل هذا الموضوع يكون مفتاحاً لكثير من المشاريع والأفكار التي تقضى فيها الإجازة. وهي موجهة للراغبين في طلب العلم ولمكاتب الدعوة، وللمراكز الصيفية وللأطباء، وللتجار، وللبلديات، ولأئمة المساجد، وللمرأة، وللصغار، ولعامة الناس.

وسائل وتوجيهات للراغبين في طلب العلم



1- إن كثرة التخليط في القراءة والتصفح السريع لا يثمر طالب علم وإنما صاحب ثقافة عامة. فلو تنبه الطلاب في الإجازة الصيفية للتركيز على فن من الفنون كحفظ متن فيه ثم الاستماع إلى شرحه والتعليق عليه ثم القراءة لبعض الشروح عليه ويكون ذلك على شيخ أو طالب علم متخصص وهكذا في كل إجازة تمر عليك لأثمرت جهودك ثمرة عظيمة بدلاً من هذا التخليط والتذوق لسائر العلوم المختلفة وعدم الاستقرار على فن معين مما يدفع الطالب إلى الملل والسآمة ثم الإنقطاع والترك.

2- إحذر أيها الجاد من البطالين ولصوص الأوقات فإنهم من أعظم الأسباب لضياع العمر وقتل الأوقات؛ وهم ينشطون ويكثرون في الإجازات الصيفية، وهم معك في كل شيء إلا الحرص على الوقت ولاستفادة منه وهؤلاء قد شكا منهم ابن الجوزي رحمه الله تعالى كثيراً فقال في صيد الخاطر: فصلٌ في أهل الفراغ بلاء ثم قال: أعوذ بالله من صحبة البطالين. لقد رأيت خلقاً كثيراً يجرون معي فيما اعتاده الناس من كثرة الزيارة ويسمون ذلك التردد خدمة، ويطلبون الجلوس ويجرون فيه أحاديث الناس ومالا يعني وما يتخلله غيبة، وهذا شيءٌ يفعله في زماننا كثير من الناس.
إلى أن قال: ((إن أنكرت عليهم وقعت وحشة تقطع المألوف، وإن تقبله منهم ضاع الزمان. فصرت أدفع اللقاء جهدي، فإذا غلب قصرت في الكلام لأتعجل الفراق ثم أعددت أعمالاً تمنع من المحادثة لأوقات لقائهم، لئلا يمضي الزمان فارغاً فجعلت من المستعد للقائهم قطع الكاغد، وبري الأقلام وحزم الدفاتر. فإن هذه الأشياء لابد منها ولا تحتاج إلى فكر وحضور قلب، فأرصدتها لأوقات زيارتهم لئلا يضيع شيء من وقتي)) أرأيت كيف يستغلون الأوقات_رحمة الله عليهم_؟ نسأل الله عز وجل أن يعرفنا شرف أوقات العمر وأن يوفقنا لإغتنامه.

3- بعض الشباب في بعض المناطق قد لا يجدون فرصة للقراءة على المشايخ وطلاب العلم لعدم وجودهم في منطقتهم أو لعدم وجود دورات علمية قريبة منهم ولمثل هؤلاء نقول: الرحلة لطلب العلم منهج لسلفنا الصالح رضوان الله تعالى عليهم فلماذا لا نحييه مرة أخرى؟ ونحن نرى أنفسنا نرتحل ونتنقل مرات ومرات من أجل مصالحنا الدنيوية؟ فلماذا لا يرحل بعض طلاب العلم من منطقتهم إلى مناطق عامرة بالعلماء وطلاب العلم؟ للمشاركة في الدورات العلمية في الإجازة الصيفية؟ ، وفي مثل هذا مكاسب عدة وليس هذا مكان بسطها ومنها:
أولاً: حلاوة الإخلاص وحقيقته في الطلب.
ثانياً: ثمرة العلم وأثره على النفس.
ثالثاً: التعرف واللقيا ببعض المشائخ والاستفادة منهم.
وغيرها من المكاسب، فإن ثقل ذلك عليك فأمامك إذن الأشرطة العلمية النافعة؛ استماعاً وتفريغاً وإعادة وتقييداً للفوائد والشوارد، وهذا أمر مغفول عنه كلية وللأسف. فالأشرطة العلمية كنز هذا الزمان قد أضعناه وغفلنا عنه، فالشيخ معك في بيتك في كل لحظة، ومتى أردت يحدثك ويعد عليك ويعقد لك مجالس الإملاء متى شئت فأين الراغبون في طلب العلم حقيقة؟

4- إذا قدم عشرة من كل منطقة فمن المناسب أن يتوزعوا؟ إلى خمس مجموعات مثلاً؛ وكل اثنين يأخذان فناً من الفنون؛ فمجموعة تأخذ المصطلح، وأخرى تأخذ الأصول، وأخرى النحو، ورابعة التوحيد، والخامسة القواعد الفقهية مثلاً. فإذا رجعوا إلى بلدهم استفادت كل مجموعة من الأخرى، وحصل لهم النفع جميعاً. أما إذا حضروا عند واحد من العلماء ورجعوا جميعاً فإنهم يضطرون إلى الرجوع في العام القادم ولو أشكل عليهم شيء في غير ما تعلموا ما استطاعوا معرفته. فهذه الطريقة تسهل لهم حفظ العلم ونشره في منطقتهم.

5- القرى والهجر بأمس الحاجة إلى الشباب وطلاب العلم بل وأقول لصغار طلبة العلم. فالجهل فيهم منتشر وواضح، ونحن المسؤولون؛ فلقد وجد في بعض القرى القريبة من لا يحسنون الفاتحة ولا يعرفون صلاة
ولا زكاة ولا غيرها؛ بل إن بعض القرى تفشى فيها الشرك والسحر والتعلق بالمشعوذين والكهنة والعرافين، والمكلف بهؤلاء والمسؤول عنهم طلاب العلم. ولا يصح أن ننتظر العلماء ومراكز الدعوة كي تنظم لهم الرحلات الدعوية: بل على كل من تعلم العلم أو استفاد أن يدعو فيها، وبعض المدن تكتظ بالشباب المتعلمين. فلو تفرقوا في الإجازات في القرى والهجر لكان حسناً. والأولى توزيع المناطق على الشباب المتعلمين؛ فكل مجموعة منهم تهتم بمنطقة بحيث تقيم لهم الدروس والمحاضرات والندوات وتوزيع الأطعمة والأشرطة وما يحتاجون. ولو أقام هؤلاء الشباب في مثل هذه القرى والهجر أسبوعاً أو أكثر لنفع الله بهم نفعاً عظيماً. ولا بد أن يستفاد من طلاب المراكز الصيفية في الدعوة في القرى والهجر لأنه لا يوجد من بينهم من عندهم حصيلة من العلم؛ ولا دعوة إلا بعلم وعمل وصبر. وإني أخشى، إن أحجم هؤلاء عن الدعوة في القرى وغيرها من هذه الأماكن على ما فيها من جهل أن تكون عرضة لأهل البدع والخرافات من الرافضة والصوفية. بل لا تعجب فإنا نخشى عليهم التأثر ببعض الأفكار النصرانية من خلال عمال وموظفي بعض الشركات والمستوصفات.

6- إختيار بعض الشباب المتميزين من القرى والهجر ودعوتهم لحضور الدورات الصيفية، وتهيئة السكن والمعيشة لهم، والعناية بهم، ومتابعتهم ليرجعوا بعد ذلك مشاعل هداية ودلائل خير بين أهليهم وعشيرتهم. وعلى مراكز الدعوة مواصلتهم وتفقد أحوالهم؛ فإن إعداد شباب من القرى نفسها وسيلة ناجحة في الدعوة إلى الله فيها.
فهل يجد هذا الاقتراح طريقة لقلوب العاملين في مراكز الدعوة وفقهم الله وأعانهم وحفظهم من كل سوء.

وسائل وتوجيهات للمراكز الصيفية



7- الحرص البالغ على استغلال طاقات الشباب ومواهبهم؛ ومن ذلك الحرص على طلاب العلم الراغبين الجادين وتوجيههم إلى حلقات العلماء؛ بل ورسم البرامج لهم: كالقيام بحصر الدروس الصباحية للمشايخ، وجمع الراغبين من طلاب المركز في طلب العلم وإيصالهم إلى الدرس بسيارة خاصة. ففي هذا تشجيع وتنمية للطلب عند الشباب، ولو تم التنسيق بين المركز ومراكز الدعوة بالمدينة لتنفيذ هذا الرأي وتطويره لكان أفضل وأنجح.

8- تحية إجلال وإكبار للمسؤولين عن الطلاب والشباب في المراكز الصيفية ونقول للهم: الله الله في هذه الأمانة ومزيداً من الجدية في تربية الشباب والإفادة من تجارب الآخرين ومن ذلك عقد الزيارات واللقاءات للأساتذة المشرفين في كل مدينة. والعاقل من أضاف إلى عقله عقول الآخرين.

9- تخصيص يوم معين لدعوة عدد من تجار المدينة يعد فيه حفلٌ لتعريفهم بالمركز وما يقدمه لأبنائهم مع تقديم الهدايا لهم، وكذا وضع برنامج خاص بالتجار فقط يكون فيه لقاء مع مدير الغرفة التجارية، وبعض التجار ، وفتاوى مهمة لهم والتنبيه على بعض الأمور: كجلب العمالة الكافرة، وصفات التاجر المسلم. وغير ذلك من المواضيع.

10- اليوم الدعوي . ما هذا اليوم وما برنامجه؟!
يقوم مجموعة من طلاب المركز البارزين بزيارة ميدانية لشباب الأرصفة، والجلوس معهم، وتقديم الهدايا لهم، وتعريفهم بالمركز وأنشطته، ولا بأس من دعوتهم للمركز ومشاركتهم في بعض الألعاب الرياضية، وتقديم وجبة عشاء خفيفة يتخللها بعض التوجيهات والمسابقات؛ يكون ذلك كله تحت إشراف أساتذة المراكز وفي هذا لا شك خدمة عظيمة للمجتمع وقيام للمركز برسالته التربوية تجاه أبناء البلد، ومدٌ للجسور الأخوية مع هؤلاء الشباب، بدلاً من اعتزالهم وضياع أوقاتهم وأعمارهم، وسيكون لذلك بإذن الله أثر طيب وجميل في نفوس أولئك الشباب ومثل هذا إقامة مهرجانات ثقافية واجتماعية بأماكن وجود الشباب، وإقامة المسابقات الخفيفة والطريفة، وبعض الألعاب ولو لمدة يوم واحد فإن في ذلك أيضاً منافع كثيرة.

11- تكوين مجلس للآباء داخل المركز الصيفي يُلتقى بهم كل منتصف شهر وفي ذلك فوائد كثيرة: تعريف الآباء بأنشطة المركز، وخدمته للأبنائهم، والربط بين المجتمع الممثل بالآباء وبين والمراكز الصيفية، ودورها الحقيقي، ومشاركة الآباء في الآراء والمقترحات بل ودعم المركز معنوياً ومادياً، وكسب ثقة الآباء، وتوجيه بعض الإرشادات التربوية الخاصة بأبنائهم. وغيرها من المكاسب في عقد مثل هذه اللقاءات بل لا مانع من مشاركة الآباء في برنامج ترفيهي لتقوى الصلة بين الآباء والأبناء.

وسائل وتوجيهات متفرقة

12- للأطباء:
أيها الطبيب الفاضل: إنك على ثغر من ثغور الإسلام، فكم من مريضٍ كنت سبباً في شفائه، وكم من بسمة كنت السبب في إشراقها إنك صاحب قلب كبير ولمسة حانية مباركة، قدمت الكثير والكثير؛ فأنت على خير إن شاء الله. بيني وبينك حديث طويل ولعك تسمعه قريباً إن شاء الله تعالى، ولكني أسوق إليك الآن هذا الاقتراح: هل فكرت في الخروج بعيادتك لبضعة أيام؟ أعني هل فكرت أن هناك مرضى لا يستطيعون الوصول إليك مع شدة حاجتهم لك؟ يتمنون لقياك ولمسة حانية منك. يتكرر أمام عيني ذلك الطبيب من إحدى المنظمات التنصيرية وهو يحمل بين يديه ذلك الطفل الصومالي، ينفض الأوساخ عن جلده بيده كم كنت أتمنى أن تكون أنت ذلك الطبيب!! خاصة وأنا أرى أمه ساقطة على الأرض من شدة الجوع تنظر إلى ذلك الطبيب بعينيها نظرة شكر وإمتنان. كم كنت أتمنى أن تكون أنت الذي تنال تلك الدعوات من قلب تلك الأم المجروح!!!
كم كنت أتمنى أن يفرح بك المسلمون وأنت بينهم تتكلم العربية!!! ويسمع اسم الله تعالى على لسانك، تحمل هذا، وتمسح على رأس ذاك، كم كنت أتمنى أن يبصر ذاك الأعمى على يديك!! وأول ما يقع بصره على وجهك ذي الملامح الإسلامية. إنك تعلم أن هناك مئات بل آلاف المسلمين فقدوا البصر لأسباب يسيرة جداً كان شفاؤهم على يد المخلصين أمثالك بعد الله عز وجل. فلماذا تحرم نفسك هذا الأجر العظيم بأن نهب لله من نفسك أياماً للسفر إلى أمثال هؤلاء؟ وأنا على يقين بأن المكاسب كثيرة جداً كما أني على يقين بأن هذا الطرح سيجد طريقه لقلبك إن شاء الله.

13- للتجار:
إن من العدل أن نقول للمحسن أحسنت، كما نقول للمسيء أسأت. ومن هذا المنطلق لو أن الهيئات والبلديات ومكاتب الدعوة تم التنسيق والتعاون بينها لجمع أسماء المحلات التجارية المجتنبة للمحاذير الشرعية: كبيع المجلات الماجنة، والدخان وغيره، وتم تكريم أصحابها وتقديم شهادات التقدير لهم عبر حفل أو مناسبة تقام لهم، فإن هذا من أقل حقوقهم علينا. ثم إني أقدم لأصحاب المحلات والمعارض-حفظهم الله-
هذه التوجيهات وهي في كل وقت وخاصة في الإجازة الصيفية لكثرة المتسوقين:
1- تخصيص هدايا وأشرطة مناسبة لكل مشترٍ.
2- وضع بعض العبارات والتوجيهات الإرشادية على الأكياس التي توضع بها الحاجات.
3- تخصيص لقاء دوري مفتوح بين أصحاب المحلات ورجال الحسبة؛ فإن في ذلك منافع كثيرة.

14- أيضاً للتجار:
أخي صاحب المؤسسة أو صاحب المحل التجاري.
هل تعلم أن العاملين لديك هم أمانة في عنقك؟ وهل تعلم أنهم ربما جهلوا أصول دينهم وفرائضه؟ إنك ترغب في نماء تجارتك، وبركة مالك، وتعلم أن الرزاق هو الله( وفي السماء رزقكم وما توعدون) ( إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) فكيف لو حرصت على صلاح عمالتك واستقامتهم ودعوتهم إلى الخير؟ هل فكرت أن تحضر لهم شريطاً أو كتيباً مناسباً لهم؟ هل حرصت على إلتحاقهم بالدروس المنعقدة في مكاتب الجاليات لمثالهم؟
إني على يقين أنك محب للخير راغب فيه. وتعلم أن تجارة الدنيا وما فيها لا يعدل شيئاً أمام هداية رجل على يديك فكيف وأنت قادر بإذن الله على أن تجمع بينهما؟‍! إن صلاح العامل لديك يجعله أميناً حسن الأخلاق، مما يزيده حرصاً على مالك، وحرصاً على كسب العملاء بحسن أخلاقه.
فأقترح عليك أخي التاجر: العناية به، وتعليمه فرائض دينه؛ بل ربما وُجدَ في المؤسسة الواحدة أكثر من عشرين عاملاً فَلِمَ لا تحرص على أن يكون لهم درس واحد في الأسبوع؟ اتصل بمكاتب الجاليات ستجد خيراً كثيراً، وأنت المستفيد دنيا وأخرى. فلا تحرم نفسك الخير. فهذه فرصة للانطلاقه بهذا المشروع وتوكل على الله ولا تتردد لحظة واحدة.

15- للبلديات:
تحرص البلديات مشكورة على إعداد المنتزهات والحدائق العامة، لراحة المواطنين في الإجازات الصيفية، وهذا أمر مشاهد وملموس، جزى الله القائمين عليها خير الجزاء، ووفقهم لما يحبه ويرضاه. ولو أضيف لهذا الإنجاز المقترحات التالية لكان أتم وأكمل:
أولاً: عمل مصليات مع دورات المياة في كل حديقة.
ثانياً: تنظيم مسابقات وألعاب خاصة بالصغار.
ثالثاً: تنظيم برامج ومسابقات وألعاب خاصة بالعزاب والشباب في الحدائق الخاصة بهم، وذلك بالتعاون مع مراكز الدعوة وبيوت الشباب وغيرهم ممن يعنيهم الأمر ففي ذلك استثماراٌ لأوقات وأعمار شبابنا خاصة في مثل هذه الإجازات.

16-لأئمة المساجد:
أيها الأئمة: ماذا أعددتم لمساجدكم في هذه الإجازات الصيفية؟ ماذا أعددت أنت أيها الإمام للرجال الذين يلتقون خمس مرات في اليوم والليلة؟ وماذا أعددت لنساء الحي اللاتي يقضين وقت فراغ طويل في مثل هذه الأيام؟ ماذا أعددت-أيها الإمام-لصغار الحي وأنت تراهم كل وقت في الشوراع وعلى الأرصفة؟ ماذا أعددت للعمالة المسلمة وهم يصلون معك كل وقت؟ ماذا قدمت لهؤلاء وغيرهم من أهل الحي الذين هم أمانة في عنقك وستسأل عنهم أمام الله يوم القيامة؟! إنك تعلم أن المسجد ملتقى للجميع الصغير والكبير، الغني والفقير، الرجل والمرأة. ألا تعلم-أيها الإمام-أنك أول من يتحمل المسؤولية ومن ورائك المؤذن؛ فأنت مؤتمن!! ماذا قدمتما تجاه هذه المسؤولية العظيمة؟!
إنك مطالب بالاتصال بمراكز الدعوة، والهيئات، وبطلاب العلم، والمشائخ، للتنسيق والترتيب والتعاون لما فيه صلاح للجميع. إنك مطالب بالتوجيه والإرشاد ومواساة الفقراء والأرامل في حيِّك. إنك مطالب بأن تجعل مسجدك خلية نحل للبرامج والأنشطة يشارك فيها الجميع. تصور لو أن كل إمام قام بدوره كيف سيكون الحال؟
إننا نطالب أئمة ومؤذني المساجد في الأحياء بعقد الدورات والندوات للتشاور والتنسيق. إن عليك مسؤوليات عظيمة ومهمات كبيرة. فإما أن تقوم بذلك أو أن تعطي الفرصة لغيرك. واحذر من الحيل النفسية، ومداخل الشيطان؛ فأنت أعرف بنفسك وستقف أمام الله عز وجل(اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد).

17- للهيئات:
هل فكرت هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إقامة دورات صيفية لإفادة الناس في هذه الإجازة؟ كإقامة دورة في الحسبة وصفات المحتسب، وكيف يتعامل مع المنكرات بالرفق واللين؟
وكإقامة دورة لمديري المدارس لدراسة مشاكل الطلاب الأخلاقية وتفشي بعض المنكرات الخطيرة بينهم، والبحث عن الأسباب، وطرق العلاج، والخروج بتوصيات ونتائج للدورة يُسعى لتنفيذها والاستفادة منها. وكإقامة لقاء للآباء والتحدث معهم عن الأخطاء التي تواجه أبناءهم، وطرح الأفكار والآراء والخروج بنتائج ومكاسب، وغيرها الكثير من الدورات المثمرة.
وفي هذا إبراز للدور الكبير للهيئات وواجبها تجاه المجتمع.


وسائل وتوجيهات للمراءة



المرأة صنو الرجل وشريكته في صنع الحياة، وهي المحضن الذي يترعرع فيه رجال الغد، ومنه تنبت فسيلة الأسرة الصالحة؛ فإليها وهي البنت والأخت، والأم..إليها أقدم هذه التوجيهات:

18-لا تخلو مدينة من دور أو مراكز صيفية لتحفيظ القرآن فلتحرصي أيتها الأخت على المشاركة، ولتحرصي أيتها الأم، ويا أيها الأب على مشاركة بناتكم في هذه المراكز.
وإننا-أيضاً-نطالبك أيتها الأخت بتوجيه وتشجيع أخواتك للالتحاق بهذه المراكز لاستثمار الإجازة، ولو لم يكن إلا أن تتعرف تلك الأخت على أخوات صالحات يتعاون على الخير وفعله، لكفى.

19- تكثر مناسبات الزواج والأفراح والاجتماعات في الإجازة الصيفية، وتجتمع أعداد كثيرة من النساء، ولو حبست هذه الساعات التي تقضيها المرأة في هذه المناسبات والاجتماعات لربما وصلت إلى نصف الإجازة بدون مبالغة.فلماذا لا تستغل هذه المناسبات والاجتماعات من قبل بعض الصالحات في إلقاء بعض النصائح والتوجيهات، وإن لم تكوني أنت المتحدثة؟! فلماذا لا تكوني مفتاح خير للناس، فتكونين أنت الداعية لإحدى الأخوات القادرات؟ وإن لم تجدي فاتصلي بمركز الدعوة في مدينتك لعله أن يوفر لك مثل هذه المتحدثة.
لماذا تتصور بعض النساء أن مثل هذه الأمور وهذه الأنشطة الدعوية خاصة بالرجال؟ أو أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاص أيضاً بالرجال؟ ربما رأت المرأة في مثل هذه المناسبات عشرات المنكرات من غناء ماجن أو لباس فاضح أو تصوير أو غير ذلك من المنكرات، ومع ذلك لا تحرك ساكناً ولا تتفوه بكلمة، إن كلمة خفاء بينك وبين إحدى الأخوات المخالفات لترفعك عند الله مقاماً عظيماً. فلماذا تحرم المرأة نفسها من هذا الخير العظيم؟! ثم إن السكوت عن الخطأ والمجاملة في الحق هو المرض وهو الداء(العضال) الذي بليت به كثير من النساء خاصة الصالحات منهن. اسمعي وعي حتى تعلمي أن الأمر واجب عليك كما هو واجب على الرجال قال الحق عز وجل:( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمْ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(71)وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ َالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )

إذن فأنت مكلفة بهذه الأمور كما أن الرجل مكلف بها سواء بسواء. فما هو عذرك إذن أمام الله عز وجل يوم تسألين وأنت ترين بعينيك المنكرات في الناسبات فلا تحركين ساكنا؟ إنه ما من مسلمة إلا تحب الخير وتحب انتشاره ولكني أسألك-أنت بالذات-أيتها المسلمة كيف تريدين للخير أن ينتشر بين النساء وأنت لم تعملي الأسباب؟
بل كيف نريد للخير أن يعم النساء ونحن نسمع عن الفتيات اللاتي يحرصن على إيصال الروايات والأفلام الهابطة إلى صويحباتهن بكل مناسبة. وفي المقابل تجد الصالحة تستحيي بل قد لا يخطر على بالها أن تُحضر معها أشرطة وكتيبات تقوم بتوزيعها.
هذه المناسبات فرصة عظيمة لتعليم الأخوات كيف تستثمر الأوقات.
أيتها الأخت الغالية:
إننا نطالب بحمل الهم لنشر الخير بين النساء وفي المناسبات خاصة. ولا أقول بمقدار الهم للتزين والتجمل ولكني أقول بعشر معشار ذلك.

20- نتمنى أن تحرص دور تحفيظ القرآن ومساجد الأحياء أيضاً على تخصيص دورات خاصة للنساء في الموضوعات التي تخص المرأة وذلك مثل: أحكام الحيض والنفاس، الطلاق، معاملة الزوج، تربية الأبناء، واجب المرأة نحو قضايا المسلمين. وتتخلل هذه الدورات إقامة مسابقات خاصة بهن، وتلخيص بعض الكتب والبحوث الهامة، ومشروع الطبق الخيري، وغيرها مما يخص المرأة. فإن في ذلك استثماراً لوقت المرأة في هذه الإجازة.

21- أيضاً للمرأة:
الحرص على المشاركة في الدورات العلمية المقامة بمدينتك ومتابعة هذه الدروس وتقييدها والإستفادة منها وإن لم تستطيعي المشاركة كلية فإنك-على الأقل-تختارين من الدروس ما يناسبك فتحرصين على متابعتها والإفادة منها.

22- يجب على الأخت ألا تأتي وحدها لهذه الدورات بل تحرص على مشاركة أخواتهن فتشجعهن وتحثهن من خلال الاتصال المتكرر بهن.
وما أكثر الأوقات التي تقضيها المرأة بالمهاتفات! فلماذا لا تستغل هذه المكالمات في التوجيه والإرشاد والدلالة على الخير في كل مكان؟
فكوني مشجعة وحاثة لأخواتك على المشاركة وإن لم تتمكني أنت من المشاركة لظروف خاصة فإنك تنالين الأجر وإن لم تحضري؛ والدال على الخير كفاعلة.

وسائل وتوجيهات للصغار

على الآباء والأمهات حث الصغار على حفظ بعض أجزاء القرآن في الإجازة، وتشجيعهم بكل وسيلة مشروعة؛ مثل تحديد جائزة مالية لكل من يحفظ من الأبناء جزءاً من القرآن في هذه الإجازة ولكل من حفظ ولدك أو بنتك جزءاً كاملاً من القرآن أو حديثاً فإن ذلك كنز عظيم في الدنيا والآخرة، وإن مقدار الجائزة الصيفية وستجد في ختامها نتائج عظيمة ،إن حرصت على ذلك واعتنيت به.

24- كم نفرط في صغارنا وأولادنا . . وكم نفرط في أوقاتهم . . ، وكم ينشغل عنهم أمهاتهم وآباؤهم في مثل هذه الإجازة خاصة ، ويظن بعض الآباء أنه بمجرد قيامهم برحلة أنه قد أدى ما عليه دون وضع برنامج خاص لهذه الرحلة. فإذا كان الصغار مع أبيهم أو أسرهم لماذا لا ترسم لهم البرامج المتنوعة : من مسابقات وألعاب وتدريب وقل مثل ذلك داخل المنزل ، فلو أن كل أسرة جمعت صغارها في مكان ما، وتقاسم الكبار الإشراف والتوجيه لبرامجهم لكان أجدى ولن يكلف ذلك الآباء والكبار شيئاً إذا تعاونوا وتقاسموا الأوقات بينهم فإن من الخطأ أن يترك الصغار مجتمعين دون حسيب أو رقيب ولو توسع الأمر إلى قيام الآباء بالحي الواحد بمثل هذه الفكرة لكان حسناً ، فلو أن الآباء في حي واحد اتفقوا على أن يجعلوا برنامجاً منظماً في مكان أو استراحة في وسط الحي لأبنائهم وجاءوا بمن يرعى هذا الأمر لما كان ذلك كثيراً على أولادهم لحفظهم من الشوارع ومن لصوص الأغراض، ولحفظ أوقاتهم ، في مثل هذه الأيام.

25- من المؤسف أن كثيراً من الشباب يمتد نفعه إلى كل أحد إلا أهل بيته وعشيرته ، فلماذا لا يفكر الشاب في جمع أفراد أسرته وكذلك تفكر الفتاة في جمع أفراد أسرتها وأقربائهم في مخيم صيفي في أي مكان ، أو في استراحة، حتى ولو في بعض الليالي ، أو حتى في ليلة واحدة ، حتى وإن كان ذلك في المنزل وينظم برامج ومسابقات وألعاب يتخللها بعض التوجيهات والكلمات وتوزيع الأشرطة والرسائل وفي ذلك منافع شتى . وقد جرب هذا فأعطى ثماراً يانعة، وهو صلة وبر ودعوة وإصلاح .

وسائل وتوجيهات للشباب


على كل شاب أن يحرص على الخير الذي يحسنه ويتقنه ويتخصص في المجال الذي يُبدع فيه مستغلاً أيام إجازته.

26- فإن كان يحسن توزيع الكتاب والشريط اهتم لهما وعمل ما استطاع لأجل إيصالهما للناس، من جمع مبالغ لهما، وحسن اختيار، وحسن توزيع، وحسن إبداع، وتنظيم، فيقسم عمله إلى فترات، وكل فترة في وجهة ما، ولا يغفل عن الجميع فللرجل، وللمرأة، وللعامة، وللتجار، وللسباب، وغيرهم. فيعطي كل ذي حق حقه.

27- وإن كان يحسن فن الكلمة الطيبة اهتم لها وعمل ما استطاع لإيصالها للناس من حسن إعداد وإبداع في الأسلوب وكسب لقلوب الناس؛ خمس كلمات أو عشر يلقيها مرة في الشرق ومرة في الغرب يحرص فيها على ما يحتاجة الناس لا يملّ ولا يكل فإنها صدقة منه على نفسه كما قال صلى الله عليه وسلم: ((والكلمة الطيبة صدقة)).

28- وإن كان يحسن فن الدراسات والتنظيم والتخطيط وجمع المعلومات اهتم لذلك وأعد العدة لها، وما أكثر المواضيع التي تحتاج إلى دراسات ميدانية، وجمع الاقتراحات والملاحظات من المعنيين والمتخصصين فيها ومنها على سبيل المثال: المرأة ودورها في الدعوة إلى الله عز وجل الواقع والمطلوب، ويا ليت بعض شبابنا يتخصص في مثل هذا الأمر.
مثال آخر: المراكز الصيفية واستثمار الطاقات ورفع المهارات، ومثال ثالث: محاضن لتربية الشباب بين الأمل المنشود والواقع المفقود.
هذه أمثلة لبعض المواضيع التي تحتاج لدراسات، وجمع معلومات واستفسارات، مع المعنيين والمتخصصين وطرح ذلك لعل الله عز وجل أن ينفع بها كما نفع بغيرها.

29- وإن كان يحسن القيام على اليتامى والأرامل والمساكين، والاهتمام بشؤونهم ومساعدتهم. فليحرص على ذلك.

30- وإن كان يحسن فن البيع والشراء ويحسن فن التعامل مع الناس فميدان التعامل مفتوح وبابه واسع. وكم نحن بحاجة للتاجر المسلم الداعي إلى الله من خلال تجارته وبيعه وشرائه.

31- وإن كان يحسن فن التعامل مع شباب الأرصفة ويحسن التحدث معهم وإهداءهم بعض الهدايا والتودد لهم وكسر الحاجز بينهم وبين الاستقامة وحب الصالحين فليحرص على هذا، فإني أؤكد على هذه الوسيلة في الإجازة الصيفية فإننا نرى شبابنا يتحلَّقون بالعشرات على الأرصفة خاصة في مثل هذه الأيام. فنتمنى أن يتخصص بعض الشباب ويتفرعون للعمل مع إخوانهم. كما نتمنى أن تتابع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ممثلة بمراكز الدعوة، والرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة ببيوت الشباب. أن تتابع مثل هذه الظاهرة وتملأ فراغ الشباب وإلا فإن النتائج عكسية.
والنفس إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية.

32- وإن كان يحسن جمع الأشرطة القديمة، والكتيبات، والمجلات القديمة، وتوزيعها على المستوصفات وصوالين الحلاقة وأماكن الانتظار في بعض المرافق العامة هذا في الداخل. وأما في الخارج فيحرص على عناوين بعض المراكز والمؤسسات الإسلامية، وإرسال بعض الكتيبات، والمجلات الإسلامية وغيرها، فهم في أمسِّ الحاجة لها، ولعل هذا يذكرنا_أيضاً_بموضوع آخر هو الدعوة بالمراسلة؛ وقد طُرح هذا الموضوع مراراً على صفحات بعض المجلات وقام به بعض الإخوة والأخوات فنجح نجاحاً باهراً، كما يحدثنا بعض القائمين على مثل هذه الفكرة عن الرسائل التي تصلهم معلنة التوبة والهداية والالتزام بالحجاب. وقد قرأت بنفسي ونظرت بعيني كثيراً من هذه الرسائل حيث يعلن أصحابها أنهم رجعوا وتابوا إلى الله، وتعلن بعض الأخوات من خارج هذه البلاد أنهن التزمن الحجاب بمجرد رسالة أو كتاب أو شريط أرسلته لها بعض الأخوات، ولكن مازالت هذه الفكرة بحاجة إلى مزيد من الشباب والفتيات. وأؤكد على المرأة؛ بل وأؤكد عليك أنت أيها الأخ الحبيب أن تحاول إن لم تعمل أنت أن تعمل أختك أو زوجتك أو بنتك في هذا المشروع. وفر لها الأشرطة والكتيبات والرسائل الصغيرة، والعناوين من خلال صفحات هواية المراسلة في المجلات وتابعها من خلال هذا المشروع لعلها ترسل على الأقل مائة رسالة في مثل هذه الإجازة. لا تدري لعل هذه المائة تنفع ويفتح الله عز وجل على قلوب أصحابها فتصبح داعية في الخارج وأنت في الداخل، بل وأنت جالس في بيتك على الفراش الوثير، لماذا نحرم أنفسنا هذا الأجر؟ هل من مستجيب لهذا النداء؟خاصة ونحن نعلم أن في بيوتنا عشرات ومئات من المجلات والأشرطة النافعة فلماذا لا يقوم البعض بجمعها من إخوانه ومعارفه والاستفادة منها في مشاريع الخير؟!

33- ذكر لي أحد الأخوة موقفاً جميلاً قال فيه: إن أحد إخوانه يحدثه: أنه كان راكباً مع صاحب له في سيارته، وكانا واقفين عند إحدى الإشارات بمدينة(ما) وكان أمامها سيارة صغيرة قديمة كُتب على زجاجها الخلفي جملة بعدد من اللغات فضحك صاحبي فسألته عن سبب ضحكه فقال: أتدري ما ترجمة الجملة المكتوبة على السيارة؟ قلت: لا. قال إنها تقول: إن أردت أن تعرف شيئاً عن الإسلام فما عليك إلا أن توقفني. يقول: فاندهشت متعجباً فقلت: لابد من إيقافه فأوقفناه وسألناه فتبسم ضاحكاً وقال: ربما ظننتم أني أتحدث عدداً من اللغات والحق أني لا أتقن حتى العربية فأنا رجل عامي غير أني فكرت كيف أنفع هذه الدعوة مع معرفتي بنفسي وقدراتها فاهتديت لهذه الفكرة. يقول: ففتح لنا مؤخرة السيارة فإذا هو قد قسمها إلى مربعات وفي كل مربع مجموعة من الأشرطة والكتيبات وقد كتب على كل مربع لغة تلك الأشرطة والرسائل. فيقول: أذهب إلى مكتب الدعوة والجاليات وأحمل هذه الأشرطة والرسائل ثم أذهب في طريقي فمن أوقفني سألته عن لغته وأعطيته شريطاً وكتاباً. ويذكر أنه يُحرج كثيراً من كثرة إيقافه. هذا إنجاز؛ فأين نحن من هذا الرجل؟! ولك أن تتصور أجر هذا الرجل ومنزلته عند الله عز وجل إن أخلص نيته لله. فلم يحتقر نفسه، ولم يقل من أنا فأقدم شيئاً للإسلام؟! ولكنه عزم ففكر فوجد! أين أنتم يا شباب الإسلام؟! وأين أنتن يا فتيات هذا الدين؟! إن الحاجة أم الاختراع، ولكن هل نشعر في قرارة نفوسنا أننا بحاجة إلى هذا العمل حتى نستطيع أن نفكر أو نوجد هذه المشاريع؟
وصدق القائل:
ما قلة الأعداد نشكو إنما *** تشكو الكتائبُ قِلة الإعداد

34- تتحرك جميع وسائل النقل من طريق إلى آخر ومن بلد إلى بلد، بل ومن دولة إلى دولة، ولك أن تتصور ماذا يُعرض؟ وماذا يسمع الراكبون في وسائل المواصلات، فلو قُدِّم لسيارات النقل والأجرة عدد من الأشرطة سواء المسموعة أو المرئية، والمجلات والكتيبات النافعة، لكانت من أفضل وسائل الدعوة. فإن أفضل ما تستثمر به الأسفار القراءة أو الاستماع ولو أنا أعطينا كل سيارة نقل شريطاً لاستمع له نفرٌ كثير لا تدري عددهم فإن البذرة الطيبة تُخرج ثمرا ًطيباً.

35- من الوسائل والتوجيهات العامة_أيضاً_لاستغلال الإجازة الصيفية:
دورة في تخريج الأحاديث، دورة في وتغسيل الموتى، وكيفية التكفين، والدفن، ودورة في حلقات الخطابة، ودورة في اللغة الإنجليزية عند الحاجة، ودورة في السباحة والرماية وركوب الخيل، ودورة في الكاراتيه والدفاع عن النفس، كل هذه الفنون وغيرها من الوسائل مثمرة نافعة لقضاء الإجازة الصيفية، فاحرص عليها أيها المسلم وابحث عنها في مظانها، وعلى مراكز الدعوة وبيوت الشباب والمراكز الصيفية توفير مثل هذه الدورات للجميع، لأن فيها خيراً كثيراً، وهي لاشك خير من الخمول والكسل والاشتغال بالمعاصي والمنكرات.

36-إذا كنت من هواة السفر إلى الخارج وكنت ممن يملك رصيداً من الإيمان والتقوى ويملك شيئاً من العلم الشرعي، فاتصل بإحدى المؤسسات الخيرية للتنسيق معها لعل الله عز وجل ينفع بك هناك، فإن المسلمين يتعطشون للجلوس معك، والإستفادة منك، وإيقافك على أحوالهم، ومشكلاتهم، ولتعلم أن المسلمين في كل مكان يحتاجون إليك، وإلى أمثالك ولترى بعينيك الصراع بين الكفر والإسلام وبين الشرك والتوحيد ولتشعر بحقيقة التحدي بين الحق والباطل.

37- القراءة من أفضل الوسائل لقضاء الإجازة الصيفية وأعني بها القراءة المركزة والتي يتبعها تقييد للفوائد والشوارد فاجعل لنفسك من الآن وقتاً مخصصاً للقراءة واجعلي لنفسك أيتها الأخت وقتاً مخصصاً للقراءة، وليختر كل منكم من الآن الكتب التي ترغب أو ترغبين بقراءتها، واعلم أن هناك فرقاً كبيراً بين القراءة المركزة وبين الإطلاع العابر، كما أنه لابد لحفظ المتون والقصائد والكتابة والتأليف وقرض الشعر وكتابة المقالات وغيرها من الهوايات والمهارات الفردية من تخصيص وقت مناسب لها في هذه الإجازة .

38-أن يتفق الشاب مع بعض أصحابه على الذهاب إلى بعض المكتبات العامة في ساعة معينة صباحاً ليقرأوا ويلخصوا ويقيدوا بعض الفوائد، كلٌ حسب ميوله، وفي هذا الاتفاق تشجيع لبعضهم للمواصلة وعدم الانقطاع، وفيه إحياء للمكتبات، والجلوس والإطلاع، لاشك أنه خير من ضياع الوقت في النوم، فربما وصل الأمر ببعضهم أن ينام إلى صلاة الظهر. نعوذ بالله من الخمول والكسل.
ولو تنبه القائمون علي مراكز الدعوة والمراكز الصيفية لمثل هذا الرأي وتم التنسيق له والإعلان عنه وتوفير سبل الراحة بالتنسيق مع المكتبات العامة، وتشجيع الشباب؛ بل ووضع أوقات خاصة للنساء، فإنهن بحاجة لمثل هذه المكتبات ولمثل هذه الأوقات الخاصة بهن، لرأينا أثر ذلك علي شبابنا وفتياتنا .

39- رحلة لأداء العمرة، رحلة لزيارة المدينة النبوية، رحلة للجنوب، رحلة لزيارة الأهل والأقارب، رحلة إلي إحدى المدن، إلي آخره من الرحالات . كل هذه الرحلات مما تُقضى به الإجازة الصيفية وفيها خير كثير. إن شاء الله، ولكنها تُصبح مملة جداً إن لم يُخطط لها وينظم. ففي الطريق مثلاً ألعاب خفيفة ومسابقات ثقافية واستماع لشريط ورواية لقصة، وعند الوصول تنظيم برنامج لزيارة الأماكن المناسبة، والأشخاص، والتسوق. كل ذلك بالضوابط الشرعية والمحافظة على الأخلاق الإسلامية. وجميل جداً حمل هم الدعوة إلى الله بهذا السفر وذلك بإعداد مجموعة من الأشرطة والرسائل وتوزيعها في الطريق والمحطات فإن الله يبارك في رحلتكم ويتكفل بحفظكم ورعايتكم كما قال صلى الله عليه وسلم: ((إحفظ الله يحفظك)).
فيا أيها الأب ويا أيها الأخ الكبير وزِّع المهام على أفراد العائلة: فلأم تعد الطعام واللباس، والأخت تعد الأواني والأغراض، والآخرى تعد المسابقات الثقافية، والأخ للألعاب الخفيفة والألغاز، وأنت مسؤول عن التخطيط والتنظيم، وعن الأشرطة والرسائل للتوزيع.
بعد هذا كله لكم أن تتصوروا أيها الأحبة كيف ستكون هذه الرحلة العائلية.

40- وأخيراً:
أقول أيها الأخ الحبيب ويا أيتها الأخت إن الإجازة الصيفية فرصة لا تعوض وهي أيام من العمر فاحرص على إغتنام الفرص، واللحظات فيها، وحاول جاهداً أن تخرج من إجازة هذه السنة بمكاسب ونتائج طيبة.
فيا شباب ‍أنتم في مقتبل العمر وبحاجة إلى بناء الشخصية وقدراتها ومواهبها. وشتلن بين شاب أو فتاة ذي مواهب متعددة يعرف الكثير ويتقن الكثير فهو ذو علم وثقافة واسعة يحفظ القرآن، وبعض الأحاديث، ويجيد التعامل مع الحاسب الآلي، يتكلم الإنجليزية لحاجته إليها، فهو مفتاح خير في كل شيء، وبين شاب_أو فتاة_لايُتقن صنع شيء ولا يعلم شيئاً إلا التسكع في الشوارع ومشاهدة الأفلام وغيرها.
لماذا؟وما الفرق بينهما؟
لا لشيء إلا أن الأول استغل أوقات فراغة بما ينفع، والآخر ذهبت عليه الأيام والليالي في نوم وسهر وتسكع وجلسات وضحكات.
وتذكر آخر الإجازة وكلٌ قد رجع بمكاسب ونتائج وأنت أيها المسكين تجر أذيال الخيبة والخمول والكسل.
فإن لم تكن مفتاحاً لأبواب الخير التي ذكرنا بعضاً منها فما أن تحب الخير وأهله وتبذل دعوات صادقة تخرج من قلبك لإخوانك بالتوفيق والتيسير، فإن الدعاء سلاح المؤمن فانصر إخوانك وكن معيناً لهم ولو بدعوات صادقة، أو بكلمات طيبة، فإن تشجيعٌ منك لإخوانك الناشطين العاملين، لك أنت أجر وثواب هذه الكلمات والدعوات، فإن لم تستطع الدعاء أو الكلمة الطيبة فكف عنهم لسانك فإنها صدقة منك أيضاً على نفسك.
نسأل الله عز وجل أن يبارك في أعمارنا وأوقاتنا، وأن يوفقنا للعمل الصالح فيها فقد قال_صلى الله عليه وسلم_ ((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل، عن عمره فيم أفناه، وعن علمه فيم فعل، وعن ماله من أبن أكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه)).
فهل أعددت للسؤال جواباً،وللجواب صوابا؟

خاتمة

هذه توجيهات وإقتراحات للإفادة من الإجازة الصيفية أرجو الله تعالى أن ينفع بها المسلمين. فما كان فيها من صواب فمن توفيق الله وحده لا شريك له، وما كان فيها من خطأ فمن نفسي الضعيفة. أسأل الله أن يغفره لي ويتجاوز عني(إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب).
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ورده الجوري
ورده الجوري


المشروع الدعوي الصيفي لهذا العام




أخواتي الحبيبات ، يا نسل الأخيار ، ويا ربيبات القرآن .. وحفيدات المؤمنات الأطهار..
ها قد أقبلت الإجازة الصيفية ، وكلٌ يرنو إليها بلهفة وأمل ....

فالجميع .. ينظر إليها على أنها محطة راحة واستجمام ، لمعاودة الجد والعمل والنشاط من جديد .
والبعض .. ينتظرها ليقضيها في السهر واللهو ومتابعة القنوات الفضائية ...
والبعض .. ينتظرها ليقضيها في الأسواق والملاهي والمهرجانات التسويقية بما فيها من منكرات لا تخفى على عاقلة .
والبعض .. ينتظرها ليقضيها مسافرا إلى بلاد الكفر والفساد ومزابل الرذيلة ..
أما ربيبات الطهر والعفاف .. كأمثالكن يا نسل الهدى والفضيلة ، فينتظرنها لتكون كسبا وغنيمة ، وذخرا وتزودا ، وخطوة ثابتة في السير إلى الله ..
نحن ننتظر الإجازة الصيفية لتكون تجارة رابحة مع الحي القيوم .. فماذا أعددنا لها ؟؟
أخواتي .. أطرح بين أيديكن هذا المشروع الدعوي الذي أسأل الله أن يرزقنا الربح المضاعف { والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم }

محاور المشروع :

1 : المحور الأول _ الدعوة العائلية .
2 : المحور الثاني _ الدعوة العامة في المناسبات والأفراح .
3 : المحور الثالث _ الدعوة في الأسواق والمنتزهات .
4 : المحور الرابع _ الدعوة عبر المراكز الصيفية التابعة لجماعات تحفيظ القرآن .. كذلك التابعة لتعليم البنات .

موضوعات مقترحة لطرحها في المشروع الدعوي

1: وضع المرأة المسلمة في الإسلام و الأحكام المتعلقة بها كالحجاب _ والقرار _ والاختلاط _ والقوامة وغيرها .
2 : فضح مخططات بني علمان ,, ونقل توصيات مؤتمراتهم وندواتهم واجتماعاتهم .. بخصوص المرأة المسلمة وإخراجها من خصوصيتها وحصنها .. وكذلك ما يحاك للطفل المسلم .
3 : بيان الدور الدعوي والإرشادي والتوعوي الذي يجب أن تقوم به (كل) مسلمة .
4 : بيان المفاسد والمنكرات الاجتماعية المنتشرة في البيوت والمجتمعات المسلمة .. والتركيز على وسائل القضاء عليها .

الأساليب المقترحة :



1 : جمع الموضوعات التي تفضح الخطط التي تكاد للمسلمة وعفتها وحجابها وشرفها وذلك بلغة الحقائق والأرقام .. مابين مؤتمرات وندوات ومؤامرات ..وتعرية أقزام العلمانية وفضحهم ، وتنسيقها على ملفات وورد (( مع تحري الاختصار والدقة والتركيز )) ثم تقوم كل منا بطباعتها وتوزيعها على القريبات والصويحبات .
2 : إقامة المحاضرات والدروس والمسابقات والبرامج الترفيهية الدعوية النافعه ، وذلك في المراكز الصيفية وفي المناسبات الاجتماعية ، واستغلال تلك التجمعات لتوزيع الكتيب والشريط النافع المناسب .
3 : شراء وتوزيع المطويات النافعة المتوفرة في الأسواق .. حول الموضوعات المختلفة ، في المناسبات النسائية والتجمعات التي تستطيعين الوصول إليها .
4 : توزيع البطاقات ( الكروت ) الدعوية الجاهزة المتوفرة في الأسواق ، وذلك على النساء المتواجدات في الأسواق العامة والمتنزهات .
5 : الحرص على صلة الأرحام في الإجازة ، ودعوة الأقارب وزيارتهم ، واستغلال ذلك للدعوة .
6 : الحرص على احتضان الصغيرات من المراهقات وكيب ودهن وصداقتهن واجتذابهن للدعوة
7 : الهدية : من أقصر الطرق للقلوب فلا تنسي أن تخالط أنشطتك الدعوية دائما واحتسبي الأجر من الله .
ورده الجوري
ورده الجوري


مشاريع في الإجازة



الشيخ محمد المنجد

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أما بعد،

فإن الله سبحانه وتعالى قد خلقنا لعبادته وعبادة الله ذلُ وخضوع خوف ورجاء ومحبة وعمل باللسان والقلب والجوارح. نسير إلى الآجال في كل لحظة وأيامنا تطوى وهن مراحل، وهكذا لا تزال هذه الأيام تحملنا إلى الله تعالى. وكل يوم نحن أقرب إلى لقاء الله من الذي قبله وهنا ينبغي محاسبة النفس والاستعداد ليوم الرحيل. وهذا الزمن الذي يمر علينا نعمة ومستودع ينبغي ملؤه بالأعمال الصالحة " وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا "

وهذه الإجازات التي تأتي اليوم فرصة عظيمة ينتهزها ويستثمرها أهل طاعة الله سبحانه وتعالى وينظرون مليًا بأي شيء يملؤها وماذا يفعلون فيها ومن ندم على ما فرط استعد للعمل وتحمس

وما أقبح التفريطَ في زمن الصبا *** فكيف به والشيب للرأس شاعل
ترحّل من الدنيا بزاد من التقى *** فعمرك أيام وهــن قلائـــــــــــــل

فهذه هي الإجازة فما هو مشروعك يا عبد الله؟ وبأي شيء ستنشغل فيها؟ هلا تأملت قليلاً وفكرت بأي شيء ستنتهز أيامها؟ هل أعددت أمورًا وفكرت فيها؟ هل لديك أعمال مشروعة تملأ بها هذه الأوقات؟ وهل لديك وضوح في الهدف ومراعاة لأحوالك تأتي هذه الأعمال موافقة لما عندك من الظروف والإمكانات؟ إن الأفراد يُقاسون بالمنجزات لا بالأعمار؛ فاترك آثارًا قبل رحيلك واملأ وقتك بطاعة الله، قال عز وجل: "إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ" ـ في كتاب عند الله لا يضل ربي ولا ينسى ـ نكتب ما قدموا من الأعمال وآثارهم على الأرض وأقدامهم تسير إلى تلك الأعمال. والأرض ستشهد بما عُمل عليها من خير أو شر " يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا"
فلينظر العبد في أي شيء سيعمل، فمن الناس من يُفتح عليه في ألوان الطاعات وصنوف العبادات وأنواع الاجتهادات وطرق المسابقات إلى الخيرات، فهو بالقرآن الكريم والعناية به وتلاوته قيامًا وقعودًا وعلى جنبه والصلاة به وحفظه، ومنهم من يفتح الله عليه في تعليمه وإقرائه لأنه ضبطه وأتقنه وهذه هي الحكمة العظيمة والفرصة الكبرى رجل يقرأ القرآن ويعلمه آناء الليل وأطراف النهار.

ومنهم من يفتح الله عليه في أنواع العلم وفروعه ومجالاته من التوحيد والحديث والفقه والتفسير ومنهم من يُفتح عليه في علوم أخرى كاللغة والتاريخ والسير والعلوم. ومنهم من يحسن التدريس ومنهم من يحسن الوعظ ومنهم من يحسن التأليف والجمع. ومن عباد الله من يجعل اللهُ لذته بالصلاة وقرة عينه فيها ليلاً ونهارًا. وأخر يُفتح عليه في الصوم فهو يكثر من المستحبات بعد الواجبات.

وأناس خصهم الله بمزيد من العناية بالصلة فهو يتفقد أقاربه ويزور أرحامه يسأل عنهم ويبرهم ويصلهم ويحسن إليهم من غير انتظار مكافأة أو لوم. ومنهم من يفتح له في مساعدة المحتاجين وإغاثة الملهوفين والسعي على الأرملة والمسكين والغريب والفقير والأسير.

ومنهم من يحسن أن يأخذ من الأغنياء لإعطاء الفقراء ويشتغل في تفريج كربات العباد وسدّ الديون وكفالة الأيتام ورعايتهم ومواستهم وتعليمهم. ويفتح الله على أقوام بإقامة المشروعات البنائية المختلفة من المساجد والأوقاف ودور الخير ونحو ذلك، ومنهم من يفتح الله عليه بالاحتساب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر على الأذى في سبيل لذلك. ومنهم من يفتح عليه في باب الشفاعة والواسطة الحسنة والإصلاح بين الناس فيفك أسيرًا ويحقن دمًا ويُحق حقـًا ويمنع باطلا ويحجز ظلمًا ويصلح بين المتخاصمين، ويعالج هذه المشكلات الزوجية بما # ويرد الزوج سالمًا إلى زوجته.

ومنهم من يُفتح عليه بمراعاة أعمال القلوب والجوارح فهو لا يزال يفتش عن عيوب نفسه ويصلح حاله يتأمل ويحاسب ويتدبر ويعالج. ومنهم من يكون له في إكرام الضيف وعيادة المريض ونصرة المظلوم وإنظار المعسر وإرشاد الضال وسائر طرق العمل حتى إن لنا في البهائم لأجرًا حتى من زرع زرعًا أو غرس غرسًا فأكل منه إنسان أو طير أو دابة كان له به أجر.

وهكذا أبواب الطاعات وفروض الكفايات وأنواع الواجبات والنوافل، وإذا كان ضاربًا بسهم في كل واحد منها فهنيئًا له فإن هنالك أناس يُدعون من كل أبواب الجنة

فبادر إذا ما دام في العمر فسحة *** وعقلك مقبول وطرفك قيــــــــــم
وجدّ وسارع واغتنم زمن الصبــــا *** ففي زمن الإمكان تسعى وتغنم

ولا يخلو كل واحد أن يوجد فيه شيء من تميز وإبداع في جانب من الجوانب فليستثمر ذلك في هذه الإجازة ويفرغ لله تعالى يما يحسنه وأن يركز في عمله ويختار ما يمكنه أن يقوم به ولا يشتت نفسه

ومشتت العزمات يقضي عمرَه *** حيرانَ لا ظفر ولا إخفاق

ومشروعات دعوية تقام في هذه الإجازات تحتاج إلى همم الشباب وسواعدهم ينبغي المشاركة فيها في هذه المراكز القرآنية والخيرية وهذه الأنشطة الصيفية وقوافل الخير. إنها فعلا مناسبات وإنها مشروعات يستثمر فيها الإنسان طاقته وما وهبه الله.

والدين يحتاج إلى نصرة بالكتابة في هذه الصحف وغيرها من المواقع الإلكترونية نصرة لله ورسوله وذبًا عن شرعه ودينه ونشرًا للحق وإنكارًا للمنكر وإسكاتـًا لأهل الباطل. وصاحب ذلك لا يزال يدبج بيده مقالة لنصرة الحق ويرد على باطل ويرفع مقالا ويشجع كاتبـًا ويجمع متفرقـا ويذكر بعبادة. ورسائل الجوالات تسعي بالخير إلى الناس وينبه على بدعة أو منكر أو خطأ لئلا يقع فيه الناس.

وكذلك عبارة وعظية تذكيرية ودلالة على باب من الخير وإفادة الناس من خبر وبشرى للمسلمين أو تأكد من صحة خبر و نفي إشاعة كاذبة. وأيضًا تعاون في مجال الدعوة ونسح المقالات المميزة ونشرها واستعمال القوائم البريدية المختلفة لإرسال ليس ما يضحك فقط وإنما ما يفيد أيضًا.

وينبغي أن ينسى العجز والكسل فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعيذ منهما: "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل" وهكذا قال عليه الصلاة والسلام: "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز". فهذا هو شعارنا:

الذل في دعة النفوس ولا أرى *** عزَ المعيشة دون أن يُشقى لها

لابد من التعب، الكسل مصيبة، التواني، النوم الكثير الذي يسعى إليه البعض في هذه الإجازات لعبًا بهذا لألعاب الإلكترونية وسهرًا على هذه القنوات الفضائحية وهكذا لعبة الورق وغيرها مما يسمونه تسلية. وطفقـًا بالأسواق وإيذاءً لعباد الله وإماء الله، وسعيًا للمنكر والمحرم ورقص على الأرصفة وإضاعة للوقت على الشواطئ في المحرمات وهكذا أذية عباد الله في الطرقات فشتان شتان بين من وجهه الله للحق وبين من جعله من جند إبليس، فاربأ لنفسك يا عبد الله أن تكون من جند إبليس ولا تكن إجازتك هذه نومًا بالنهار وشغلا بالمعصية في الليل وقلبا لنظام الحياة بالمنكر.

عبد الله من تعطل وتبطل انسلخ من الإنسانية ومن تعود الكسل ومال إلى الراحة فقد الراحة
فحب الهوينة يكسب النصب، وقيل إذا أردت ألا تتعب فاتعب، يعني إذا أردت ألا تتعب مستقبلا فاتعب الآن. وهذا الكسل والضجر والتأفف ماذا نقتل به الوقت عبارات قد سئمناها

إن التواني أنكح العجز بنته *** وساق إليها حين أنكحها مهرًا

التواني زوج العجز فماذا كانت النتيجة؟ وما هو المولود؟

فراشـًا وطيئًا وقال لها اتكئي *** فغايتكما لا شك أن تلدا الفقر

فقر في النفس وفقر في المال وفقر الدين قبل ذلك. لابد لنيل معالي الأمور من التعب والملاحقة والعمل المتواصل الدؤوب. والإنسان لا يؤجل الأعمال وإن سوف من جند إبليس

ولا ترجي فعل الخير إلى غد *** لعل غد يأتي وأنت فقيد

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ "
" وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ "

وإيانا والفوضوية وأن نفتح مشروعًا دون أن نكمله وأن نقفز هنا وهنا دون أن نبلغ الهدف

وعاجز الرأي مِضياعُ لفرصته *** حتى إذا فاته أمرُ عاتب القدرَ

لا تنحل عزيمتك يا عبد الله! استمر وامض!

" وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ "
فهذه التي غزلت ثم قاربت أن تنهي هذا الغزل والنسج فإذا بها تحله كله وتفك هذه الخيطان فذهب الأجر ذهب العمل أدراج الرياح. ولا تستعجل بثمرة مشروعك قبل تمامه واصبر! ولكنكم قوم تستعجلون

ومستعجل الشيء قبل الأوان *** يصيب الخسارة ويجني النصب

لابد من الجد وأن يشجع بعضنا بعضا وأن يستشير بعضنا بعض وألا نبالغ في الأهداف فنعجز فنصاب بالإحباط. أن يكون هناك تشجيع وترك للمزاجية وثقة بالله تعالى وتسابق في الخيرات.

عباد الله! إن من أولى ما شغلت به الإجازات طلب العلم. لأن المصائب التي ابتليت بها الأمة كثير منها بسبب الجهل وإن الذين لا يؤسسون أنفسهم على قاعدة من الكتاب والسنة يضيعون ولا يدرون ماذا يفعلون، ومن أعظم من تـُعبـدَ الله به تعلم دينه فلماذا أنزل القرآن؟ ولماذا أوحى لنبيه السنة صلى الله عليه وسلم؟ أليس لأجل الفهم والعلم؟ أليس لأجل الفقه والتدبر والتفكر؟ أليس في ذلك آيات لأولي الألباب ولقوم يتفكرون ولقوم يتدبرون ولقوم يعقلون؟ ولماذا ختمت الآيات بهذه الخواتيم "يعقلون" "يتفكرون" "أولي الألباب" أليس ليكون لنا نصيب من هذا في دراستنا لكتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.

وإن من أعظم ما فتح الله به المسلمين في هذه البلد ]المملكة العربية السعودية
ورده الجوري
ورده الجوري

البرنامج الصيفي الرائع
فتياتنا .. في الصيف متعة وفائدة

http://saaid.net/mktarat/egazh/26.htm




المختصر في أحكام السفر

المؤلف.. فهد بن يحيى العماري

http://saaid.net/book/open.php?cat=87&book=179




محاضرة صوتية قيمه جداً

40 وسيلة لأستغلال الأجازة الصيفية




وصلى الله علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه آجمعين.

جمعت لكم هذه المقطتفات الايمانيه من موقع صيد الفوائد.

اختكم ومحبتكم في الله
ورده الجوري




متأمل
متأمل
ورده الجوري

جزاكِ اللـــه كل الخير غاليتي ..

وجعل ماكتبته يداكِ في ميزان حسناتك ..

لم أقرأ بعد الموضوع كاملاً عدا العناوين ..

ولكن يبدو موسوعة رائعـة .. شاملــة .. مذهلـة ..

فالكتاب واضحٌ من عنوانـــــه ..

بارك الله فيكِ وفي جهدكِ ووفقكِ ..


ـــــــــــ وفقتِ ،،