بسم الله الرحمن الرحيم
السﻼم عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الدراسة قرأتها واحتفظت بها للفائدة فهو موضوع طويل نوعا ما لكنه أكثر من راائع ويستحق القراءة بتمعن فاقروه بتمهل و تركيز وصبر ﻷنه فعﻼ مهم جدا اقرأه بقلبك وعقلك قبل عينيك
العﻼقة بين الزوجين هي العﻼقة التي تقوم على ركيزتين :المودة والرحمة كما قال الله سبحانه { وجعل بينكم مودة ورحمة}. ولما ان بداية العﻼقة بين الزوجين كانت باسم الله سبحانه وميثاقه الغليظ فكان ﻻ بد لكل منهما ان يحرص على دوام هذه العﻼقة واﻻبتعاد عن كل ما يمكنان يخدش هذه العﻼقة او يصدعها او يضعفها او يتهددها بالمخاطر.
والعﻼقة بين الزوجين تبقى عﻼقة بشرية وهذا معناه انها تتأثربالسلوك البشري لﻼنسان الذي يتراوح بين الرضا والغضب وبين الحزن والفرح وبين الحب والبغض وغير ذلك من نزعات يمكن ان تسيطر على احد الزوجين او كليهما بين مدة واخرىوبين ظرف واخر.
وواضح ان سنوات الزواج اﻻولى يمكن ان تشهد حالة من تأجج العواطف والمشاعر بين الزوجين بينما تشهد السنوات التي تليها ومع تقدم العمر وطول العﻼقة بينهما فإنها تشهد تراجعا تظهر آثاره في فتور العﻼقة وانحسارها في حاﻻت اخرى.
صحيح ان مرحلة الشباب تختلف من الكهولة سواء من الناحية النفسية والجسدية، ولكن هذا ﻻ يعني بحال من اﻷحوال ان تكون مرحلة وسنوات الزواج اﻷولى جنة بينما تصبح السنوات التي تليها عذابا وجحيما ﻻ يطاق او ان تكون سنوات الزواج اﻷولى كلها شهر عسل بينما ينقلب الحال ليصبح ما بعدها بصﻼ ونكدا وعذابا
وان العواطف والمشاعر تمر بحالة تآكل وتراجع مع طول اﻷيام وغلبة الروتين ودوام اﻻحتكاك بما يؤثر على الحب بين الزوجين ، اﻷمر الذي يحتم على كﻼ الزوجين العمل على استرداد هذه المشاعر وتغذيتها وشحنها.
نعم، ان مخزون الحب بين الزوجين مثله مثل المخزون من اي سلعة فإن كثرة اﻻستعمال قد يؤدي الى نفاده ولكن المنطق يقول بضرورة تعويض ما ذهب ونفد.
ان المحترف ومع طول مدة قيامه بوظيفته فإنه بحاجة الىدورات تنشيط وتغذية بالمعلومات الجديدة، وان الطبيب كذلك بحاجة الى استمرار التواصل مع كل جديد في عالم الطب ليظل قادرا على القيام بمهنته وليس اﻻكتفاء بما سبقوتعلمه قبل سنوات طويلة.
وان السيارة بحاجة الى استمرار امدادها بالوقود ﻷن عكس ذلك يعني نفاد مخزونها وبالتالي توقفها وعدم قدرتها على التحرك والسير وانبطارية الهاتف الخليوي بحاجة الى شحن دائم ليظل مخزون الطاقة فيها كافيا من اجﻼل انتفاع بهذا الهاتف واﻻ فإن هذه الطاقة ستمر بحالة نفاد اذا لم نحافظ على الشحن الدائم والمستمر، وسيصبح هذا الهاتف كومة من الحديد ﻻ نفع منها وﻻ فائدة فيها.
وهكذا مخزون العﻼقة بين الزوجين، فإنه كذلك بحاجة الى شحن دائم وتعبئة مستمرة وامداد بكافة اسباب اﻻستمرارية ﻷن عدم القيام بذلك يعني ضعف هذه العﻼقة وظهورعوارض سلبية عليها بل لعلها تصل الى حد الجفاف القاتل حتى ان دوام العيش بينهما قد يستحيل.
وعليه فإنها جملة مﻼحظات ونصائح اضعها بين يدي اﻷخوة واﻷخوات اﻷزواج والزوجات ومن هو مقبل/ مقبلة على الزواج لعل بالعمل واﻷخذ بها مساهمة في شحن مخزون الحب والعﻼقة بينهمابما يضمن -بإذن الله- استمرار هذه المودة والرحمة واستمرار تماسك لبنات وأركان البيت ليكون لبنة من لبنات المجتمع الصالح، وليظل هذا البيت يرفل بالمودة والرحمةويعيش اهله بهناء وسعادة -بإذن الله سبحانه-.
قلها وﻻ تخف
ان كﻼ الزوجين مطالب بذلك وليست الزوجة مطالبة وحدها وﻻ الزوج كذلك مطالب وحده، وانما اعتماد كل منهما للمصطلحات والجمل والعبارات ذات المعاني العاطفية التي يمكن انتساهم في مد جسور المودة بين احدهما تجاه اﻵخر، وقد تكون هذه كلمة او جملة او بيت شعر يردده او تردده على مسمع من زوجها .
فﻼ بأسب كلمات الحب ومصطلحات الغزل تكون هي المراسيل وشيفرا المودة بين الزوج وزوجته لمالها من آثار ايجابية في ترسيخ معاني المودة والحب بينهما، وان هذه العبارات يجب ان ﻻ تكون في اجواء ومقدمات عﻼقة الزوج بزوجته فقط بل انها التي يمكن ان تكون ويجب ان تكون حتى في اﻷوقات العادية ، فقلها وﻻ تخف ...
طلقي الملل بالثﻼث
غالبا ما تكون سنوات ما بعد اﻷربعين هي اخطر السنوات على الحياة الزوجية حيث تبرز بعض اﻻشكاﻻت في العﻼقة بين الزوجين وهذه غالبا ما تكون حدثا عابرا ولعل من ابرز سمات هذه المرحلة حالة الملل والسآمة تظهر على العﻼقة بين الزوجين، ولعل من اهم اسبابها انشغال الزوجة في هذه المرحلة بأوﻻدها حتى انها تنصرف عن زوجها وعن مشاركته افراحه وأتراحه وهمومه ليتراجع به اﻻهتمام الى الدرجة الثانية والثالثة.
اما هو فيبحث عمن يعوض الحب الذي فقده فيجده عند اﻷصدقاء واﻷصحاب او اﻻنشغال التام بالعمل، ولعل البعض يجد ذلك بالزواج من اخرى علها تمنحه الحب الذي فقده ولعلذلك يقود الى الطﻼق بعد تفاقم اﻻشكاﻻت بينهما.
فاحذري ايتها الزوجة من ذلك واياكان تكوني سببا في ان يجد الملل الى زوجك سبيﻼ فطلقي انت الملل بالثﻼث فﻼ يرجع الى حياتكما قبل-ﻻ سمح الله- ان يطلقك هو بالثﻼث
وزوجة المرء عون يســتعين بهعلى
كدر الحياة ونور في دياجـــــــــــــــــــيها
مســــــــــــــــﻼة فكرته ان بات في كدر
مدت له تواســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيه اياديها
في الحزن فرحته تــــــــــحنو فتجعله
نســـــــــــــــــــــــــــــــي آﻻما قد كان يعانيها
وزوجها يدأب في تحصيل عيــــشه
دأبا ويجهد منه النفـــــــــــــــس يشقيها
ان عاد للبــــــــــــيت وجد ثغر زوجـــته
يفتر عما يســـــــــــــــــــــر النفس يشفيها
وزوجها ملك والـــــــــــــــــــــــبيت مملكة
والحب عطريســـــــــــري في نواحيها
اكذب ولك الجنة!!
ان الكذب شر كله وان الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا، وان المؤمن يمكن ان يكون بخيﻼ ويمكن ان يكون جبانا ولكن ﻻ يمكن ان يكون المؤمن كذابا ، واذا كان الكذب ممقوتا ومرفوضا في العﻼقة بين الناس بعضهم ببعض، فمن باب اولى ان يكون كذلك بين اﻷقارب، ولكن الغريب ان النبي صلى الله عليه وسلم قد رخص بالكذب في ثﻼث حاﻻت واحداها كذب الرجل على زوجته مجاملة وترضية والعكس كذلك يحل الكذب في ثﻼثةمواضع:
* اﻻصﻼح بين الناس - بقول الخير عن الطرفين
* الحروب – أى الكذب على العدو لتضليله
* حديث الزوجين الخاص بالمشاعر وليس الكذب في كل حديث
فسبحان الله ما أجمل هذا الدين الذي يُحِث الناس على فعل مافيه صﻼحهم وراحة بالهم ، وعجباً ﻷمر بعض المسلمين اليوم الذين يسعون عمداً في إفساد العﻼقات فيما بينهم وعدم إراحة بال زوجاتهم ".
والمقصود بالكذب بينالزوجين هو ترضية احدهما لﻶخر، ومجاملته بالكلمات والعبارات ليشعر كل منهما اﻵخرانه افضل زوج وانها اجمل زوجة
.
يقول الدكتور اكرم رضا في كتابه اوراق الورد:" ان الدفء العاطفي والتعبير عن المشاعر من اقوى محفزات الحب والسكينة في البيوت،والرجال في حاجة لذلك كما ان النساء في حاجة اكثر له. وعندما تعلمين ان من حاجات زوجك ان تعبري له عن مشاعرك وان من وصايا النبي صلى الله عليه وسلم انه يجوز لك الكذب في التعبير عن هذه المشاعر فلماذا تبخلين على بيتك ببعض الدفء، بأن تصبي الوقود النقي على العواطف".
ان الرجل الغربي ينادي زوجته بقوله Honey وSweet اييا حلو او يا سكر يا عسل، ونحن نقول لها يا ولية ، يا مرة ، يا بنت ان دعلناها ..
فلماذا ﻻ يقول احدكم وانا مثلكم لزوجته يا احلى من السكرويا اصفى من العسل، ان هذا ليس عيبا وﻻ قلة ادب وﻻ كذب وﻻ مبالغة ، فقلها يا اخي واكذب ولك الجنة. إكذب وانت تتبادل مع زوجك هذه الكلمات والمصطلحات تشحن بها مخزون الحب بينكما فيدوم ويدوم بإذن الله.
اياك والنكد
يقول صاحب كتاب ( فن صناعة الحب):" ان من الحقائق الثابتة ان الرجل يحب من زوجته ان تغار عليه ﻷن هذا يشعره بحبها له، ويجعلها دائما تتفنن في اظهار ما عندها من الجمال والحسن والقدرات، ولكن الرجل يكره ان يزيد هذا اﻷمر الى القدر الذي ينغص عليه حياته ويفسدعليه سعادته".
ان المرأة الطبيعية هي التي تغار والتي ﻻ تغار فهي بليدة!!! امامن كانت غيرتها معتدلة فهي حكيمة، ومن افرطت في الغيرة فهي حمقاء.
ان المبالغة في الغيرة قد تحول البيت الى جحيم ونكد ﻻ يطاق، وكما يقول الدكتور رمزي الحسامي:" ان لدغة الغيرة كلدغة الكوبرا ﻻ شفاء منها". انها تصور غيرتها المفرطة تلك انها مناجل ان تحافظ على سعادتها وهي تعبير عن حبها لزوجها واسرتها، وهي في الحقيقة كمنيسرق ليتصدق.
ان الزوجة التي تثير عواصف النكد في بيتها ﻷتفه اﻷسباب فإنهاسرعان ما تجعل رياح الخصومة والهجران تعصف في بيتها، انها كلما خرجت مع زوجها ومراعلى امرأة فإنها تنبهه لئﻼ ينظر اليها، او انها تذمها او تسأله عما اذا نظر اليها. ولعل هذه الغيرة ستجعله يرجع سببها الى صفات نقص في زوجته وان ذلك يفتح عليهما باب شر عظيم.
وها هو نابليون الذي جعل زوجته امبراطورة فرنسا اما هي فجعلته اتعسانسان في فرنسا ﻷن زوجته كانت بارعة في النكد حتى انه كان يتسلل من البيت ينفس عنصدره كابوس زوجته، وكذلك تولستوي- روائي وكاتب روسيا الشهير- الذي دفعه نكد زوجته وتفننها فيه للخروج من البيت في ليلة شديدة البرد، وقد عثر عليه بعد عشرة ايام ميتامن شدة البرد قريبا من محطة القطارات وفي جيبه ورقة اوصى فيها اﻻ تراه زوجته بعدموته وأن ﻻ تشارك في جنازته.
فانزعي قناع النكد واخلعيه عن وجهك، وكذلك انت ايها الزوج فإن الغيرة المبالغ فيها تقودك الى سوء الظن والتضييق على زوجتك اذا تكلمت بالهاتف او وقفت لتنظف شباك البيت او ذهبت الى الدكان. ان رفض هذا ليس معناه التفريط والتهاون ولكن في الوسطية خيرا ، فما دامت المرأة مستقيمة وتصرفاتها منضبطة بالضوابط الشرعية، فيجب على الرجل منحها الثقة فﻼ يفرط في غيرته على عرضه فيحول الغيرة من المحمودة الى المذمومة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ان من الغيرةغيرة يبغضها الله عز وجل وهي غيرة الرجل على اهله من غير ريبة".
ان الثقة وحسن الظن والتودد من عناصر شحن مخزون الحب بينكما فﻼ تترددا في شحنه واياكما من تفريغهوافساده.
كل يوم هي عروس
ان مما يساهم في شحن مخزون الحب بين الزوجين استمرار ظهور كﻼ الزوجين لﻶخر في اجمل صورة وأبهى طلة. فإن حسن المظهريريح النفس، وان شم الرائحة الطيبة يساعد على استقرارها. ولقد قال ابن عباس عم رسوﻻلله صلى الله عليه وسلم:" اني ﻷحب ان اتزين ﻻمرأتي كما احب ان تتزين لي".
وكان عليه الصﻼة والسﻼم يرشد اصحابه ﻷفضل الطيب فيقول:"اطيب الطيب، المسك".
قال ابو اﻷسود الدؤلي ينصح ابنته:" اياك والغيرة فإنها مفتاح الطﻼق، وعليك بالزينة فإن ازين الزينة الكحل، وعليك بالطيب فإن اطيب الطيب اسباغ الوضوء".
ولكي يزداد الحب بين الزوجين ويظل مخزونه في ازدياد فينبغي المحافظة على جمالهما وزينتهما كل لﻶخر، بالنظافة والتعطر والزينة المباحة ولو كانت بسيطة مثل تصفيف الشعر والكحل وغيرها.
يقول اﻷستاذ فتحي محمد الطاهر صاحب كتاب ( هكذا يبلغ الحب بينهما):" فجمال العين وزينتها من اﻷهمية بمكان ويجب اﻻعتناء به، قالرسول الله صلى الله عليه وسلم:" عليكم باﻻثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر" واﻻثمد هو الكحل اﻷسود. والعيون تصور جميع المشاهد قبل تخزينها في الذاكرة وتستعاد بالتذكير بعد ذلك. ومن المهم جدا حرص كل زوج على تصوير اجمل المشاهد وابدعها فﻼ يدع عيني زوجته تقع اﻻ على الجمال والنظام في المأكل والملبس والمسكن،كما قال ابن حزم في كتاب ( طوق الحمامة) :
اشارت بطرف العين ضيفة اهلهـــا
اشارة محزون ولم تـــــــــتكلم
فأيقنت ان الطرف قد قال مرحبا
واهﻼوسهﻼ بالحبيب المتيم
ان الزينة هي للزوج وليس كما تفعل اكثر النساء، بأنها تتزين اذا خرجت من البيت بينما تهمل نفسها في بيتها ولزوجها، وان ذلك يفسد الود بينهما ويذهب بأواصر المودة وسرعان ما ينفد مخزون الحب.
اليس من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه عن المرأة النعمة:" واذا نظر اليها اسرته" نعم،هذا ما ينبغي ان تكون عليه المرأة وهذا ما ينبغي ان يكون عليه الزوج كذلك، فكلمنهما لباس لﻶخر كما قال الله سبحانه { هن لباس لكم وانتم لباس لهن}.
ولقد سئل اﻷصمعي عن امرأة تحمل بيد مسبحة تسبح الله وتذكره وفي اﻷخرى تحمل ميﻼ تكحل بهعينيها، ولما سئلت عن ذلك وكيف توفق بين هذا وذاك قالت:
ولله مني جانبا ﻻأضيعه
وللهو مني والبطالة جانب
فلما سئل عن ذلك اﻷصمعي دون ان يراها ويعرفها قال:" امرأة صالحة تتزين لزوجها" اي انها تطيع الله سبحانه بذكره وتطيعزوجها بتزينها له.
فإن دوام تزين كﻼ الزوجين وظهورهما بالمظهر الجميل مما يساهم في شحن مخزون الحب بينهما.
امدح طعامها وثيابها
اني اعرف من اﻷزواج من يختارون وينتقون ثياب نسائهم، ومن النساء من ﻻ يلبس ازواجهن قميصا جديدا او بنطاﻻ اﻻ بعد اشارة الزوجة اليه واختيارها له وﻻ ضير في ذلك بل ان هذاخير كله.
وحتى لو لم يصل اﻷمر الى هذا الحد فإن كانت هي قد اختارت لنفسها ثوبا جديدا فما اجمل ان تقوم ايها الزوج اذا لبسته زوجتك ان تمتدحه وان تمتدح صاحبته وأناقتها وحسن اختيارها ، فإن هذا مما يبعث في النفس الرضا والمودة.
ان اعجابك وامتداحك لثيابها وحسن هندامها ﻻ بل ان مبالغتك باﻻطراء كأن تقول لها :" ما أجمله من الفستان اﻻ اللي ﻻبسته" ليجعل نسمات المودة والحب تهب في جنبات البيت.
ومثل ثيابها طعامها، فإن الزوجة تحب ان تسمع عن تقدير الناس لمهارتها في الطعام ويتعاظم في نفسها سماع هذا التقدير من زوجها وابنائها، فما أجمل ان تقول ايها الزوج لزوجتك عند اﻻنتهاء من وجبة طعام تأكلها انت وأوﻻدك:" سلمت يداك" "الله يعطيكالعافية" ما اجمل ان تقول اذا ناولتك فنجان القهوة فتقول اذا شربته :"من ايد ما نعدمها".
ان الزوجة تحب ان ينال حسن عنايتها بالبيت ونظافته وترتيبه اعجاب زوجها، ويكبر هذا اﻻعجاب اذا تكلمت به بين اقاربك من النساء خاصة اخواتك او نساء وزوجات اخوتك واصدقائك اذا اتيحت الفرصة.
فﻼ تبخل بهذه الكلمات والمصطلحات ﻷنك ان قلتها فإنها تبعث في نفس زوجتك الطمأنينة وتزداد اواصر المودة ويزداد مخزون الحب ويشحن بالطاقة التي تظل تدفع سعادة البيت دائما قدما الى اﻷمام.
الهاتف والهدية، مراسيل للقلب
ان مما يمكن ان يساهم في شحن مخزون الحب بين الزوجين اشعار كل منهما لﻶخر بأنه يحبه وبأنه ﻻ ينساه ابدا، وان كﻼلمشاكل والهموم ليست سببا في اﻻ يظل في مخيلته وعلى لسانه فيعبر عن ذلك اما من خﻼل مكالمة هاتفية قصيرة يسأل فيها عن احوال البيت اذا خرج هو الى العمل ويطمئن الى راحتها، ويصبح هذا لزاما اذا كانت الزوجة مريضة او في وضع نفسي غير عادي، فهي احوج ما تكون الى مثل هذا اﻻتصال. وكذلك الحال من الزوجة حيث ان اتصاﻻ هاتفيا منها لﻼطمئنان عليه سيساهم في توثيق عرى المودة والمحبة بينهما.
ومضــة : انه الفارق الكبير بين اﻻتصال للطمأنينة وليكون الهاتف رسالة حب وبين ان يكون اﻻتصال لمﻼحقته بالشكوى عن اﻷوﻻد وشقاوتهم.
وﻻ اقصد - وهنا احذر من ان الهاتف في ظرف كالذي نعيشه يجب اﻻ يكون وسيلة للغزل وبث اﻷشواق بين الزوجين فكل ما يقال يمكن ان يسمعه طرف ثالث اذا اراد ذلك !!! ولهذا فلكل مقام مقال. فاترك الغزل والعشق والهيام للبيت .
ومثل اﻻتصال الهاتفي في تأثيره تكون الهدية سواء كانت في المناسبات او عند العودة من سفر او من غير سبب لتكون مفاجأة سارة، فهي تكون وسيلة تعبير عن الحب والتقدير وتساهم في رفدمخزون الحب بين الزوجين. وليست الهدية بقيمتها المادية فيكفي ان تكون رمزية ولكنها تكون ذات تأثير عاطفي ﻻ يستهان به ، واسمعوا الى قول رسول الله صلى الله عليهوسلم:" تهادوا تحابوا" فتهاتفوا وتهادوا فإنها شيفرا القلوب.
ﻻ انام حتى ترضى
ان مشوار الحياة الزوجية ﻻ بد وان تعصف به العواصف الهوجاء او تعترضه بعض العثرات والعقبات ولكن الزوج الناجح والزوجة الحصيفة هي التي تستطيع ان تتجاوز تلك الصعاب والعثرات ﻻ بل انها وانه نعم، ان كليهما قادران على تحويل المحنة الى منحة والشر الى خير وان تتحول اسباب الخصام الى مودة ووئام.
ما اجمل ان يتسامح الزوجان ويغفر كل منهما زلة اﻵخر عبر التراضي والترضية، خاصة اذا وقع سوء تفاهم وليس كما يقال :" ان يذهبا راس براس" اي ان كل منهما يتحدى اﻵخر انه سيقهره ويرغم انفه ويجبره على تغيير موقف او رأي . قال ابو الدرداء- رضي الله عنه- لزوجته:" اذارأيتني غضبت فرضني واذا رأيتك غضبى رضيتك واﻻ لم نصطحب".
الفرق بين الصالحات وبين السيئات
انه الفارق الكبير بين النساء الصالحات اللواتي ثوابهن الجنة -كما تقدم- وبين المرأة السيئة التي قيل عنها :" المرأة السوء كﻼمها وعيد وصوتها شديد ، تدفن الحسنات وتفشي السيئات ، ليس في قلبها لزوجها رحمة،قليلة اﻻرعاء، توسع الناس ذما، صخوب غضوب، صبيها مهزول وبيتها مزبول، اذا حدثت تشير باﻷصابع، تبكي وهي ظالمة، وتشهد وهي غائبة، قد دلى لسانها بالزور وسال دمعها بالفجور".
نعم، انها صاحبة اللسان سريع الطلقات مثل الرشاش اﻻوتوماتيكي، اذاما تباين رأيها مع زوجها او غضبت لموقف فﻼ تترك مجاﻻ للتفاهم والتراضي.
ان الزوجين العاقلين المتحابين هما اللذان يعمدان الى قطع الطريق على الشيطان وعلى اسباب الفرقة والخصام ليشيدا معا اسباب زيادة الحب والمودة حتى عند وقوع الخصام وسوء التفاهم الذي لعله يحصل في كل بيت عبر ان يعتذر احدهما لﻶخر بقوله او قولها :" آسف"، او بلمسة حانية يقول وتقول :" هذي يدي بيدك ﻻ أنام حتى ترضى" فإن هذا مما يئد الخصام في مهده ويشيد صروح الحب واﻻحترام والمودة بين الزوجين، فإذا حدث وكان الخصام فخيركما الذي يبدأ بالكﻼم يقول هذي يدي بيدك ﻻ انام حتى ترضى وغفر الله ليولك.
قل لها ، وقولي له
ان مما يتوجب على الزوجين الحرص والمداومة عليه وهو ﻻ يكلف الكثير، انها الكلمة الطيبة واﻻبتسامة اللطيفة. فالكلمة الطيبة صدقة وتبسمك في وجه اخيك صدقة، فكيف يكون اجر ذلك وأثره اذا كانت هي زوجتك او كانهو زوجك.
نعم، ان العﻼقة بين الزوجين هي ليست فقط عﻼقة طعام وشراب وغريزة بشرية بقدر ما انها عﻼقة مشاعر ومودة ورباط مقدس، وهذه ﻻ بد من تغذيتها بالكلمات الطيبة واﻻبتسامات اللطيفة تحول بين تلك المشاعر وبين الجفاف، ولقد سئلت فتاة عمن تحب ان تتزوج فقالت :" احبه كسوبا اذا غدا ضحوكا اذا اتى".
فما اجمل ان يختار الزوج كلمات وجمﻼ يتودد بها لزوجته بمناسبة او بغير مناسبة، فقل لها :" احبك ﻻ من اجل شهوة عارضة ولكني احبك من اجل انك انت" وقل لها :" اني احبك ولوﻻ ما انا فيه من انشغال لقضيت العمر كله معك".
اما انت فقولي له:" ﻻ ادري ماذا يمكن ان يكون حالي لو لم اكن زوجة لك"
وقولي له:" ان ابتسامة عند ذهابك وعند ايابك تذهب عن يتعب النهار كله".
ايها اﻷزواج، قولوا هذا وأكثر منه ﻷن مشوار الحياة المركبةوالمعقدة بحاجة الى ابداع في ازالة هذه التعقيدات التي تنعكس حتى على العﻼقة بين الزوجين ، واياكم ان تجعلوا هذه العﻼقة ذات مراسيم وانماط جافة ﻷن التعقيدات ستزيد ومساحة الجفاف بينكما ستكبر وشجرة الحب ستذوي ومخزون المشاعر سينفد.
وانني اقول لكما ان الكلمات اللطيفة تفعل فعل السحر فاجعلوها دائما على ألسنتكم، وكيف ﻻ وقد دلنا على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشير للعﻼقة بين الزوجين :" تﻼعبها وتﻼعبك"
فاغرسوا بذور الحب وانزعوا اشواك الكدر ودائماوابدا قولوا { وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً)
صدق الله العظيم .
اتمنى لجميع المتزوجين حياة اسرية سعيدة
منقووووووووووووول
اتمنا احمل @atmna_ahml
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خيرا