تساقط

تساقط @tsakt

عضوة نشيطة

حيث تضيعُ الإنسانية ( قصة قصيرة )..

الأدب النبطي والفصيح




رمقته من بين الصفوف .. كان واقفاً تتناوله الأحزان والهموم والآلام ..
هل هو صديقي صاحب الجسد الممتلئ والملامح المضيئة ؟..
أهو زياد ذلك الذي لم ألتق به منذ عشر سنوات ؟.. ألا ما أسرع الوقت ! ..
لقد تغير كثيراً عن سابق عهده ، ولكن لم أنا متعجب ألا أنظر إلى نفسي ؟.. لنظرةٌ واحدة كفيلة لإدراك ماضٍ تعشعش في حضنه هوام الفجائع التي تدك جسد المرء دكا ..
ها نحن نلتقي يا صاح من جديد .. ولكن أين ؟..
ها هنا ! .. حيث يخنقنا الضجيج وتضيع الحقوق ، والإنسانية ! .. حيث تتدفق شلالات الدموع على سطوح صلبة لتحفر عليها معاني الآلم ، وتترددُ أصداء الاستجداء وتتيه بين الجدران وتنطق بحسرة علينا : " اصمتوا .. إنكم تعبثون ! ..مدوا الأيادي فوق فقط " ..
لقد تذكرته في آخر لقاء لنا حينما كان يودعني لأنه سيسافر هو وأمه إلى خاله بعدما استشهد أبوه ولا عائل لهم سواه ..
كانت الدموع لغتنا؛ تنحدرُ لتعبر ببلاغة عن كل المعاني التي تجول بين قلبين متحابين .. ساعتها قال لي : أسألُ الرحمن أن نلتقي في هذه الدنيا في يومٍ سعيد وفي مكان مريح .. أتـرى لسانك زل فقال ما قال بدلاً من ( مكان تعيس ) ولن أسب اليوم فلا تثريب عليه ، بل كل اللوم على ( مجانين يدعون العقل) ..
هاهم يسحبون زياداً ويقودونه أمامهم موثق الرباط .. لقد حان دوره في ممارسة الجنون عليه.. رباه .. ما الذي يقترفونه ؟.. لا أظن أن لهم عقلاً أبداً .. ولا أدري لم وضعوا هذه الغرف أهم بحاجة لحجابٍ يمنعُ العالمَ من الرؤية أم هو حياء من أن يروا هكذا بهذا الوضع
( المزري ) ؟! .. ليس هذا ولا ذاك ..
فالعالم رأى كثيراً مثل هذا وفي أماكن أخرى وصمت مع ملاحظة أن ذلك ينطبق على من يطلق عليه ( مسلم ).. وليس حياء ولو كان بهم ذرة حياء لما سكبوا تلك الأصناف ولو سراً ..
ربما هو محاولة للتغيير والاستمتاع بدرجة أعلى وأكثر طمأنينة ..
أخذوا صاحبي تكسوه أردية الإيمان ولا شيء غيرها ، كحال كل صفوف المساجين هذه إلى غرفة اعتدنا أن نسميها بــ ( مدن النور ) و سبب تسميتها أخ ذو خيالٍ واسع ونظريته تقول أن الواحد منا إذا ما حل في تلك الغرفة و ربطت يداه ورجلاه وغرز جسده بمسامير العذاب فإنه ليس عليه أن يصرخ ويصيح ، لا عليه شيء سوى أن يحمد الله على أن عقله لم يزل تحت سيطرته ، ويسافر معه إلى مدن يرسمها في خياله معالمها ماضٍ باسم وحاضر مشرق وسماها بمدن النور ..
جلسنا ننتظر دورنا .. وألستنا قائمة تدعو ربها .. نريد أن نصلي ولا سبيل .. كل شيء مقيد .. والبدن متعب .. والأصابع لا نستطيع تحريكها ! ..وفوق رؤوسنا تماثيل إن تحركنا قيد أنملة أقامت معركة غير متكافئة ! ..
وحينما يأتي دور كل واحد منا و يخرج من هذه الغرفة و بعد امتصاص كل ذرة من طاقته يقاد إلى غرفة ( اغتيال العفة ) لمحاولة قتل كل ذرة من (العفة ) ويستوي في ذلك الذكر والأنثى ..
أحد أصحابنا زوجته مسجونة وتمارس عليها كل أساليب الجنون .. أعانه الله يحمل فوق همه هم زوجته التي تحمل في أحشائها ابناً أبوه ( سفاح مجرم )..
ولا أدري لربما كانت زوجتي أو أختي أو أمي من ضمن قائمة أسرى سجن ( أبو غريب )..
معتقل الأحياء الأموات ، والشاهدٌ على تعري سقوف العدالة المدعاة من قبل
( العظمى ) في ارتكاب الجنون وبث ( المجانين ) في كل أصقاع الأرض ..

( انتهت )

* * *
12
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

&محــبة^^الــبراءة &
ماجمل ماخطته يداك

الله لايحرمنا من قلمك الرائع

دمت لنا ودام قلمك لهذا العالم

تقبلي احترامي لشخصك الكريم
تساقط
تساقط
جزيل الشكرِ يا أختي لكِ ..

على مروركِ الذي أنعش موضوعي ..


دمتِ بألق وفي رعاية الله ...

:26:
سكارلت
سكارلت
حقا إنه جنون

وخلل وشذوذ في النفس المصابة بداء العظمة

الغالية تساقط

بارك الله فيك وأثابك على ما خطت يمينك :26:
صباح الضامن
صباح الضامن
خنقني ما قرأت ليعيد الألم من جديد ويكأنه لم يمت
عندما يكتب الحزن في رق للعيون لتقرأ ويحرك المشاعر فهو صادق
بورك خطك
نــــور
نــــور
حزينة قصتك حد العمق
مؤلمة أحداثها المسطورة
رغم أن الواقع أشد إيلاما

تساقط
دائما تسطرين حروف القضية بفكر نير
بارك الله بك