حيرة
زمان كانت الحياة بسيطة وكانت المسافات بعيدة ووسائل الإتصال تكاد تكون معدومة كان الجواب المكتوب يصلك بعد فترة يمكن أن تصل لشهر بعد إرساله تنتظره بشوق ولهفة كلهفة تائه في الصحراء نشف ريقه من العطش لجرعة ماء وحينما يصلك لا تقرأه فقط بل تسمعه وتراه و تحسه سبحان الله كان ذلك الظرف يحمل روح تنطق تشعر وكأن الشخص معك وأنت تقرأه تتحدث معه وترد على أسألته تصف شوقك له كأنك تراه أمامك تتخيل وضعه وحاله وهو يكتب لك وتستمر بهذه الحال كل يوم صباح ومساء تنهال على تلك الورقة المسكينه بسيل من الدموع و (القبلات ) حتى تذوب بين يديك ثم تلملم أشلائها الدائبة وتحتفظ بها إلى أن يصلك غيرها وطبعا غيرها قد يصلك بعد سنه. كانت الألعاب بسيطة يختلقها الأطفال من مواد بسييييطه يشكلونها ويلعبون بها والسعادة تملئ قلوبهم . تفرح الطفله بدمية تصنها لها أمها وتشارك هي في صنعها من القماش والقطن تعتني بها كما لو كانت إبنتها الوحيدة تلعب بها بكل رضا وسعادة ولا تطالب بغيرها إلا بعد أن تبلى . لم يكن هناك بلي استيشن ولا ايباد ولا ايبود ولا أي نوع من الألعاب الحديثه. كان العيد له رائحة تفوح بقدومه تخرجك من أشد الأحزان مع أنه كان أبسط بكثير من عيدنا الأن . لكن رائحة الخبيز والكحك تشرح الصدر وطعمه يطيب له الفؤاد . كان الرجل يخرج من الفجر يقضي معيشة أهل بيته ولا يأتي إلا متأخرا يقضي ساعات طوال في أصعب الوظائف تحت أشعة الشمس الحارقة ويأتي في أخر النهار راضي النفس مرتاح البال إبتسامته على وجهه يلتف مع اولاده حول مائدة الطعام الخارج من تحت يدين زوجة زوجها وأولادها هم حياتها تصنعه بكل رضا لزوج يحترمها ويحبها ( طبعا لا يوجد دليفري ولا بيتزا توصل لباب غرفتك بإتصال واحد ) وترن الضحكات وتؤلف الحكايات في هذه الجلسة .كانت الناس تزور بعضها وتسأل عن أحوال بعضها وتقف مع بعضها في الشدة والرخاء الفرح فرح الكل والحزن حزن الكل لا أحد يحمل همه وحده جارك هو أخوك وأطفالك هم أطفاله . التربيه مسؤولية الجميع جارك أو صاحب البقاله او أي شخص لو رأى إبنك على خطأ يعاقبه ويقومه دون الرجوع إليك ودون الخوف من زعلك ( قد تصل للشرطة في زمننا هذا ) أدب الصغار وإحترامهم للكبير لا يوصف . إبن الجيران يحمي بنات ( الحارة ) كلهم كلهم تحت حمايته تمشي الواحده منهن وهي مطمئنه في وجوده ( الأن هو أول من يتحرش بها . هو أولى من الغريب ) . والتعليم والجامعه كان حلم يراود الصغار مع أنهم يتعلمون على الأرض ويكتبون على ألواح الخشب مع كل هذه المعاناة في الزمن القديم لكنهم كانوا سعداء مبسوطين لم نسمع بالأعداد الهائله للإنتحار مثل ما نسمعه الأن ولا بكمية المدمنين المفزعه التي كل ما سألت أحدهم عن السبب ذكر لك الفراغ أو الكبت أو غيره .
في ذلك الزمان لم يكن هناك فراغ ف حياتهم . ولم نسمع بكلمة ( طفشان أو زهقان ) . اليس هذا غريب ؟ سبحان الله مع كل التقدم والتطور والتكنولوجيا التي ملئت عالمنا والقنوات التي غزت بيوتنا ومع كل أدوات التسلية وأماكن الترفيه المتاحة لنا من مولات وحدائق وأماكن جميله ومع الوضع الاقتصادي الذي نعيشه في هذا الزمن إلا أن الجريمة والإدمان والفراغ في إزدياد . غريبه هذه العلاقة العكسية التي كلما زاد فيها التطور والانفتاح الذي من المفروض أن يكون سبب للسعادة لكن مازال الكثير يشكون من الملل . تجد الطفل محاط بكل وسائل اللعب الحديثه ويسألك بماذا ألعب ؟ هل هو استخدامنا الخاطئ للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي التي لا تعد ولا تحصى التي تنام وتصحوا على زيادة عددها ؟ أم ماهو السبب ؟ برأي المتواضع القابل للتصحيح أعتقد ان لها دور رئيسي . كيف ؟ لأننا أصبحنا نتعامل مع أجهزه جامده لاروح فيها . نختصر الإتصال برسالة على الواتس . احيانا حتى التعازي أو المباركات تختصر برساله . حذفنا التواصل البشري من قائمتنا أصبحنا منعزلين تماما عن بعضنا حتى جيراننا لا نعرفهم ولا يعرفونا . حتى داخل القفص الذي حبسنا أنفسنا فيه بإرادتنا ( البيت ) تجد كل واحد يعيش مع عالمه الإفتراضي والصمت هو سيد الموقف . حبسنا انفسنا في قوقعة معها فأصبحت حياتنا صااامته . طبعا اللوم على إستخدامنا لها وليس عليها لا نستطيع ان ننكر ابدا فضلها وفائدتها علينا في حال استخدامنا الصحيح لها . بل هناك الكثير ممن استفادوا منها سواء ثقافيا او حتى ماديا .يبقى السؤال ما هو السبب ؟ وهل نحن ممن يقلب النعمه نقمة ؟
(الله اعلم ) حقيقة تناقد محير.
دعاء الحلو
حورية -3 @hory_3_1
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
حورية -3
•
وينكم ارائكم يا حلوات حابه اشوفها زعلتوني:icon8:
meeeeena
•
الله يعطيكي العاااااافية
ماشاءالله كلامك درر
شكلك زيي من زمن الطيبيين
بارك الله فيكي وفي كتاباتك
ودمتي سالمة لأحبابك
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
ماشاءالله كلامك درر
شكلك زيي من زمن الطيبيين
بارك الله فيكي وفي كتاباتك
ودمتي سالمة لأحبابك
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
الصفحة الأخيرة