حيــــــــاة عالم ....

بسم الله الرحمن الرحيم

ذهب بقافلة إلى الحج محماة بكل ما لذ وطاب , فمر بقرية في الطريق أشرف أهلها على الموت
حتى أكلوا الميتة , فوزع القافله كلها وعاد إلى دياره بعدما أرضى نفسه ...



حيـــــــاة عالم ...
من كتاب ...
حدائق ذات بهجة ...



اقض نهارك مع ابن المبارك , لترى كيف يصبح الرجل أمة, والفرد جيلا والإنسان جماعه ,
ولتعلم أن من النفوس من شعت بالفضيله كالشمس , وسحت بالخير كالنهر وفاضت بالعلم كالبحر .

ابن المبارك ..
الإنسانيه الصادقه التى تعطي ولا تأخذ , وتؤثر ولا تستأثر , وتجود ولا تستجدي , الطهر في هيكل ,
والمثل في شخص ,وخشية المولى في مولى .

ابن المبارك ..
يصوم الأيام والناس مفطرون , فيقوم بخدمتهم وضيافتهم .
يسافر مع الناس فينفق عليهم من ماله , ويطعمهم من حلاله .
يذكر عنده أصحابه فيثني عليهم ويمجدهم ,ويذب عن أعراضهم .
إذا قدم بلدته تباشر الناس كأنه الغيث هل , والعيد حل .
جاور يهوديا فأحسن إليه ووصله وأطعمه وكساه حتى أسلم اليهودي وقال :
إن دينا أخرج مثل ابن المبارك لهو دين حق وصدق .

ابن المبارك ..
لا يسمح لنفسه أن تغلبه ولا يسمح لأحد أن يغتاب في مجلسه .
فتح داره للناس يأوون اليها , وفتح كيسه ينفق عليهم منه .
أحبه العامة والخاصه فطرزوا فيه أسمى آيات الثناء , وأجل ابيات الرثاء .


ابن المبارك ..
لما حضرت الوفاة ..
تبسم وتلا ( لمثل هذا فليعمل العاملون )

رحم الله تلك الروح ورضي عن تلك النفس , وجمعنا به عند مولاه ..