سماء صافية .. ودنيا مبهجة
وحب بحجم السماء .. من أبوين حنونين ..
صدقا في الحب .. والعطف .. والحنان ..
هكذا نشأت ..
تربيت على الدلال .. فكل رغباتي مجابة ..
حتى وإن أخطأت على إخوتي الأكبر مني ..
فأنا المنتصرة دوما ..
فما أريده أحصل عليه دائما ..
حتى قلب والدي ملكته بأكمله ..
بشقاوة الصغار ..
فقد كنت أعبث بأشيائهم المدرسية ..
وحينما يغضبون ..
أجمع ماأريد بيدي الاثنتين .. وأضعهما في فستاني ..
فأجمع طرفه لئلا تسقط .. وأركض هاربة إلى أبي ..
ثم أنظر لهم بكل تحدي ..
فمن يستطيع أن يأخذ مني شيئا الآن ..
وحينما يحاولون استرداد ماأخذته ..
مباشرة ينهاهم والدي .. ليقول لهم :
( سأحضر لكم بدلاً عنه .. اتركوها تأنس بما معها ! )
تعلقت به كثيرا ..
حتى أني أحيانا أذهب معه لمقر عمله !
كنت دائما بجانبه .. حتى حينما يأكل أو يمسك بالراديو ليستمع للأخبار ..
فقد كنت بجانبه .. لم أكن أفهم شيئا مما يستمع له ..
لكني كنت أود البقاء بجانبه ..
يستيقظ والدي صباحا باكرا ليذهب إلى عمله ..
فكنت أوصي أمي قبل أن أنام .. بأن توقظني لأتناول إفطاري معه ..
لم أكن قد أخذت كفايتي من النوم .. لكني لاأريد أن أضيع فرصة تجمعني به ..
ولاأنسى والله تلك اللحظات أبدا ..
فكنت أفطر معه .. وإذا خرج لعمله ..
عدت لأنام مرة أخرى ..
وفي كل يوم يخرج لعمله مساءً .. ثم يعود ..
فإنه يحضر لي ( شكولاته ) أحببتها ..
ولاأزال أحبها .. لأنه كان يحضرها لي ..
عشت أميرة صغيرة ..
بين حضنين حنونين ..
بدأت أول سني الدراسة .. فأحضر لي حقيبة
لن أنساها ماحييت ..
وليس هناك شيء من الأدوات المكتبية لم يحضرها لي ..
كثيرا مالعبت معه !
ولعلكم تعرفون جميعا لعبة ( الجيران )
فقد كنت ألبس عباءتي وآخذ حقيبة أمي .. ثم أذهب لمكان جلوسه ووالدتي
وأجلس دون أن أزيح عباءتي ..
وكنت أقول بلهجة طفولية
( متى يروح أبوكم ؟! )
فيضحك كثيرا ويبدأ بمحادثتي ..
مرت سنوات الدراسة الثلاثة الأولى سريعة جدا ..
لاأذكر منها سوى الشهادة وهدية النجاح والعيدية !
عندما أصبحت في الصف الرابع الابتدائي .. تعرض والدي لحادث
كان حادثا بسيطا ..
لمعاناة طويلة !
لم يصبه شيء .. فقط ألم في كتفه
حتى أنه ذهب إلى المستشفى وعاد في نفس اليوم ..
ذاك يوم في حياتي لم أشهد مثله ..
كان يوما كئيبا .. حزينا ..
فأبي طوال اليوم نائما .. ولاأحد يدخل إليه سوى والدتي
ولاأنسى نظرات كنت أختلسها من الباب حينما تدخل أمي إليه ..
في المدرسة .. كنت مرحة جدا
ومتفوقة ..
وبعد هذا الحادث مباشرة ..
كانت المعلمات تسألنني :
مابك ؟ لماذا أنت حزينة ؟
ولم أكن أريد التحدث .. فنظرات الرحمة من بعض الطالبات .. لاأطيقها !
بدأ حال أبي يتحسن قليلا .. لكنه أبدا لم يعد كما كان ..!
مرت سنة .. والحال كما هو ..
في السنة التي تليها ..
كان لأبي موعد في المستشفى .. وحينما نزل من الرصيف ليدخل المستشفى
سقط على الأرض ..
ونزل الدم من أنفه ..
ثم عاد إلى البيت ..
تأخر والدي عن عادته قليلا ..
كان الجميع قلقين عليه .. إلا أننا نحاول أن نظهر لبعضنا الاطمئنان !
رن جرس الباب .. وهرعنا جميعا ..
دخل أبي .. لكنه ليس كما خرج !
ثوبه مليء بالدم !
ووجه شاحب جدا ..
لم يكن يستطيع المشي براحة تامة ..
أمسكته والدتي من كتفه .. حتى أدخلته للبيت ..
حاولت أن أعرف ماحدث ..
لكني لم أستطع .. فقط .. كنت أسمعهم يتهامسون !
وكان همسهم يؤلمني أيما إيلام ..
يتبــع ..
:: ألـــق :: @alk_4
عضوة مميزة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
:: ألـــق :: :بدأت حال أبي تتدهور تدريجيا .. وكانت الصدمة .. حينما علمت أن أبي مصاب بـ ( جلطة دماغية ! ) فقد كنت أجن مما سمعت .. مع صغري سني لم أكن أفهم حقيقة المرض .. لكني أعلم أنه شيء مؤلم ! وكنت أختبئ بسجادتي الصغيرة .. لأرفع كفي وأدعو الله أن يشفيه .. في الصف السادس الابتدائي .. كان أبي يدخل المستشفى تارة ويخرج أخرى .. فكنت أعوض ماأحسه من افتقاد .. أثناء وجوده وأمي في البيت .. مرت مرحلة الابتدائي .. في حالين متضادين ! فالسنوات الثلاث الأولى كانت عكس تماما للسنوات الثلاث التي تليها .. كان دلال أبي لي .. وعطف أمي قد منحاني كثيرا من الثقة والقوة .. فكنت متفوقة دائما ، أشارك في جميع أنشطة المدرسة التي تقيمها .. بل وأشارك أيضا في أنشطة وزارة التعليم ( الرئاسة العامة لتعليم البنات سابقا ) كان قلبي يفيض بالحب لمن حولي .. كما كان ممتلئاً به .. كنت أرحم الجميع حولي في المدرسة .. وحينما تسقط طالبة أو تمرض .. فإن الجميع يناديني .. لم أكن أفعل شيئا سوى بعض الكلمات البسيطة حتى أوصلها للمشرفة .. ماكنت آخذه في البيت .. كنت أعطيه لمن حولي .. في المرحلة المتوسطة .. كان حالي مختلفا جدا .. كنت مختلفة تماما .. لم أكن تلك التي في المرحلة الابتدائية .. حولي جمع صديقات وزميلات .. لكني أبدا لم أكن أشاركهن شيء .. كان ألمي أكبر .. وهمي يؤرقني .. يضحكن ويتحدثن .. فأشاركهن بابتسامة .. انخفض مستواي الدراسي كثيرا .. ضعفت علاقاتي الاجتماعية مع من حولي .. أصبحت مجرد صورة ! أذهب للمدرسة .. لأعود ! في المرحلة الأولى متوسط .. كان أبي أغلب أيامه في المستشفى .. كنت أبقى وحيدة مع إخوتي الصغار في البيت .. يضحكون ويمرحون .. لايعلمون شيئا .. حتى إذا ناموا .. أجهشت ببكاء عميق ! فالكبار .. يحسبون أني لم أزل صغيرة لست قادرة على فهم مايجري .. والصغار لايعلمون شيئا مما يحصل ويحسبون أني مثلهم تماما .. كان واقعي مؤلما جدا .. سنة كاملة مرت .. ولاأعلم كيف ! أثرت في تكوين شخصيتي بتلك الفترة كثيرا .. فقد تكونت لدي شخصية ضعيفة ، مهزوزة .. بائسة .. كئيبة حد الألم ..! في المرحلة الثاني متوسطة .. اضطر والدي ووالدتي وأخوتي الكبار للسفر خارجا .. بحثا عن العلاج .. ويالها من أيام عصيبة مرت بي .. كانت أيامي أشبه بصحراء رملية .. تتناثر فيها صخور سوداء وتهب عليها لفحات حارة تثير بعض الأتربة .. وترمي عليها الشمس كامل حرارتها .. بأشعتها الملتهبة ..! كان الجميع حولنا يحاول أن ينسينا .. يذهبون بنا للحدائق والأماكن العامة الأخرى .. لكن هيهات .. مابالقلب لايداويه شيء .. ووالدي لن أنساه حتى أراه بعيني وأتحسس على يده .. لأرى أنه بخير .. وبعدها يطيب لقلبي الفرح .. وأأنس بالعيش .. في نهاية هذه المرحلة .. عادوا من السفر .. بأوجه مكتئبة .. فالمرض قد أخذ من والدي كل قوة .. وعافية ! كنت أرى الألم بعيني أمي .. لكن ماذا عساي أن أقول ؟! إن تحدثت بشيء .. فستتألم لألمي .. زيادة على ماتعانيه هي .. فكنت أكتم بصدري كل ألم وأسى .. لأختبئ ليلاً في مكان لاعين للبشر فيه .. فأنثر دمعات حارة تخفف لهيب صدرٍ محترق .. بعد شهر تقريبا .. وفي ليلة محملة بالألم .. كنت مع إخوتي الصغار بالبيت .. ولاأعلم لماذا هذه الليلة لم أستطع إخفاء دمعاتي عنهم .. فطلبت منهم اللعب سويا .. وغبت عن أنظارهم لأبكي .. فقد كدت أختنق .. في ساعة متأخرة من الليل .. عادت أمي من المستشفى ووجها حزين جدا .. لم أرها بهذا الحزن منذ أن مرض أبي فقد كانت دائما تتظاهر أمامي بالقوة أما الآن .. فلم تستطع إخفاء حزنها .. لم أجرؤ على سؤالها .. ذهبت لغرفتي .. ونمت .. في الصباح .. لم أكن أريد الذهاب للمدرسة .. لاأعلم لماذا .. لكني لاأريد ! تذكرت أن علي اختبارا .. ومعلمة هذه المادة قاسية بعض الشيء ولن تختبرني مرة أخرى إن لم أحضر .. ذهبت .. ولم أكن فتحت كتابي أصلا .. فأنى لقلب محروم متألم .. أن يقرأ أو يعي شيئا .. ذلك اليوم.. كان كئيبا جدا .. كانت السماء مليئة بغيوم .. تحجب أشعة الشمس تارة وتظهرها تارة أخرى .. كان اليوم المدرسي ثقيلا جدا .. فقد كنت أود أن ينتهي بسرعة لأعود للبيت .. عدت للبيت .. وليتني لم أعد ! لحظات .. لو أبلغ من العمر مابلغت لن أنساها .. حينما دخلت البيت قابلني أخي الصغير ( 5 سنوات ) وقال لي بلسان طفولي : هل سمعتِ إمام المسجد ماذا قال بعد صلاة الظهر ؟! لقد قال إن ( وذكر اسم والدي ) توفي وسيصلى عليه عصر هذا اليوم .. لم يكن أخي يفهم ماسمع .. أما أنا فقد صعقت بقوة .. تحجرت دمعاتي بدت لي الدنيا كلوحة خالية من كل الألوان جريت مسرعة للداخل .. وجدت أمي تبكي بقوة .. أخوتي يبكون .. بعض الأقارب مجتمعون .. ماذا حدث ؟! لا ليس صحيحا .. لقد كنت أنتظر ذكريات الطفولة معه تعود .. لاأصدق ماحدث .. لم أستطع النظر في وجه والدتي .. لم أحتمل ألمي .. لم أحتمل الصدمة لم أحتمل دمعات أمي .. ركضت مسرعة لغرفتي .. انطرحت على السرير وبكيت بشدة .. لكن .. سرعان مامسحتها حينما دخل علي أحدهم .. فقد اعتدت على أن لايرى دمعاتي أحد ما .. كان صدري يتقد حرارة وألما .. إلا أني كنت أتظاهر بالصبر ! مرت الأيام ثقيلة .. وكأنما صخرة قاسية حُطت على صدري أحسست بشيء لم أعرف تفسيره .. ولازلت لاأعرف .. هل هو الإحساس بالفقد ؟ أو انكسار النفس ؟ أم هو فراغ حنان الأب ؟ لاأعلم حقــا .. بعد أيام من الغياب .. عدت للمدرسة ..! تجمعت الصديقات حولي يحاولن إضحاكي .. لكني لم أحب تلك اللحظات ولم تروق لي .. لأني سابقا لم أكن أمثل لهن أي شيء .. لشخصيتي الضعيفة .. وأعلم أنهن الآن يفعلن ذلك رحمة بي فقط .. ولم أكن أطيق نظراتهم وتصرفاتهم .. مرت السنة الثالثة من المرحلة المتوسطة بألم وصمت .. فقد اتخذت الصمت منهجا لي .. فقد كنت أتألم ، أتعرض لمواقف من المعلمات أو الزميلات .. لكني لاأتحدث لأحد بشيء .. أتألم وبصمت ! ولعل لتلك الفترة التي سبقت .. عظيم الأثر على شخصيتي هذه .. تخرجت من المرحلة المتوسطة .. بمستوى غير مرضي أبدا مقارنة بمستوى الابتدائي .. حقا .. لاأشياء مميزة ، لانجاحات ، لاأثر إيجابي أتذكر المرحلة المتوسطة .. كانت عبارة عن آلام مجتمعة .. حطتها رحالها قاسية على قلبي .. يتـبـــع ،،بدأت حال أبي تتدهور تدريجيا .. وكانت الصدمة .. حينما علمت أن أبي مصاب بـ ( جلطة دماغية ! ) فقد...
انتقلت للمرحلة الثانوية .. وقد كنت بنفسية أفضل قليلا ..
اتخذت صديقة مقربة .. أعرفها نشيطة وكنت أريد أن أكون معها في الأنشطة
علي أحرز ولو نجاحا واحدا ..
في المرحلة الأولى كان ضغط الدراسة كبيرا جدا ..
وليس هناك مجال لأي نشاط أقوم به ..
لكني حرصت على اتخاذ صديقات رائعات ..
كنت أتذكر مايقوله والدي .. ابحثي عن الملتزمة والعاقلة
وأقول في نفسي :
لن أنسى كلامك ماحييت .. وسأطبقه الآن ..!
في السنة الثانية .. كان ضغط الدراسة أخف بكثير ..
فاتجهت للأنشطة ..
اشتركت في المسابقات ..
استعدت مستواي الدراسي ..
عادت لي ثقتي بنفسي ..
كنت أحس بضعف في فترات متفاوتة ..
فكثيرا ماكنت أحن للأيام مع والدي .. لكني كنت أقول :
الآن .. أنا أملك ( أمي ) وسأسعدها قبل أن أفقدها !
كنت أحرص على قراءة قصص من تميزوا وهم من دون آباء .. لأزرع النجاح والثقة في نفسي ..
حقيقة لم أكن أزرعها .. فبذورها أسقاني إياها والداي منذ صغري
لكني سقيتها بالأمل والثقة بالله سبحانه ..
تميزت جدا في المرحلتين الثانية والثالثة ..
وخرجت من الثانوي وأنا راضية عن نفسي ..
كانت شخصيتي معتدلة .. فلست تلك القادرة على لفت انتباه الناس أو المميزة حقا ويشار إليها بالبنان ..
لكني كنت راضية عن نفسي .. أمام نفسي ..!
التحقت بالجامعة مباشرة ..
وقد أحببت هذه المرحلة كثيرا ..
منحتني معاني عظيمة وهمة عالية ..
كان تخصصي في أحد الأقسام الشرعية .. وكنت أجد مايملأ صدري إيمانا ويقينا ..
لم أكن أجد الوقت لترهات الأمور وسفاسفها ..
فوقت الفراغ لدي .. هو ماأقضيه في البحث عن مسألة شرعية اختلف فيها العلماء ..
كان ذلك مايتطلبه تخصصي في الجامعة ..
فقد كان الوقت مليئا بالتكاليف .. التي لاأجد معها الوقت لأفكر في همومي !
وكان ذلك توفيقا من رب العالمين ..
فلو أني وجدت وقتا للتفكير .. لأنهكت !
اكتسبت كثيرا من الخبرات والتجارب في هذه المرحلة ..
علمت كيف أكسب قلوب من حولي .. علمت كيف أن الابتسامة هي المفتاح الذهبي للقلوب ..
علمت أن التفكير بالماضي .. وبما افتقدته .. لن يعيده لي
وإنما سيزيدني ألما ، ويقودني بخطوات للوراء ..
كانت مرحلة الجامعة .. هي المرحلة التي تكونت فيها شخصيتي فعلا ..
فالاختلاط بمحيط الجامعة ، من أجمل التجارب في بناء العلاقات الإنسانية ..
فقد قابلت أشخاص كثر .. ورأيت نماذج عدة ..
وكنت آخذ من كل ماأرى مايعجبني ..
كانت تعترضني لحظات ضعف يسيرة .. لتنحيني عن الطريق قليلا ..
فأتنازل عن بعض مبادئي ..
لكن ، كما قيل :
( العلم في الصغر كالنقش على الحجر )
مايغرسه الوالدين في وقت الصغر .. له أكبر الأثر في الحياة المستقبلية ..
تخرجت من الجامعة بمعدل مرتفع ولله الحمد ..
جربت التدريس للأطفال .. كان رائعا جدا ، حيث زادني معرفة بكيفية التعامل مع الأطفال خصوصا ..
جربت تدريس الكبار .. واستمتعت جدا .. فقد فهمت كيف أبني علاقات جيدة مع من حولي ..
ولازلت أحاول التجربة أكثر ..لأكسب نفسي مهارات أكثر تعينني بعد الله لإكمال حياتي ..
ورقاتي اجمعها لكل أم .. وكل مربية :
احرصي على تنشأة أطفالك تنشئة صالحة ومدلـلـة - باتزان - فلم يكن الحرمان يصنع أطفالا أبطال أو مثاليين !
لاتجعلي طفلك يبحث عما لم يجده لديك من حب وحنان وعطف .. عند عيرك ! وحينها أنت أعلم بما سيحدث ولاتلومي إلا نفسك حينها ..
فلو وجد طفلك مااحتاجه عندك .. لما ذهب لغيرك !
عوديهم منذ الصغر على تحمل المسؤولية ، على التفكير بالأمور جيدا .. اغرسي فيهم القيم والفضائل ..
قد تمر مرحلة المراهقة وترين أن كل ماربيتي عليه أطفالك .. اختفى !
لكن الأمر ليس كذلك .. فأنت تعلمين أن هذه مرحلة ، ثم يعود ابنك على ماربيتيه عليه ..
في فترة المراهقة .. وعندما يبدأ أبناؤك بالعناد .. لاتنظرين لهم بأنهم الأكثر قسوة عليك أو على والدهم ..
لكن اعرفي من أين تدخلين إليهم ..
فقلوبهم في هذه المرحلة هشة ولينة جدا ..
أتخيل المراهق أو المراهقة .. كورقة الصبار
ترينها من الخارج قاسية ولاتهتم بالظروف حولها .. لكن لو رأيت مابداخلها ستجدينها رطبة ممتلئة بالحياة ..
حاولي أن تدخلي إلى قلوبهم وحدثي مشاعرهم .. فهم يحسون ويشعرون بكل شيء .. فقط اجذبيهم إليك ..!
لكل فتاة أقول :
لاتقفي عن إكمال دراستك مادام الأمر بيدك ..
ليست دراسة الجامعة فقط للشهادة والوظيفة .. على العكس تماما
ففيها تصقلين شخصيتك وتعرفين ماذا تريدين !
تختلطين بمجتمع بمختلف الطبقات ..
تتكون لديك ثقافات جميلة جدا ..
ثقافة علمية ، وثقافة اجتماعية ..
صدقيني .. ستشعرين حقا .. بمن أنت ؟!
ربما يبدو كلامي لمن لم تكمل دراستها مثاليا .. لكني متأكدة أن جميع من درسن الجامعة يوافقنني في الرأي ..
كلماتي وتجربتي .. نثرتها بين أيديكم
خذوا منها ماأضاء من جوانب .. واتركوا غيرها ..
دمـــتــــمـ بـــــود
: )
غفر الله لوالدكِ..وحفظ والدتك ورزقها برّك..
جدا تأثرت بتجربتك .. وفعلا الشهادة مهمه للمرأة ..
يسعدك ربي .. ::ألــق:: وشخصيتك جدا جميله .. الساعه اللي جلستها معك ..
عرفت انكِ.. أكثر مما قلتِ ..
دمتِ لقلبي ..قريبه
جدا تأثرت بتجربتك .. وفعلا الشهادة مهمه للمرأة ..
يسعدك ربي .. ::ألــق:: وشخصيتك جدا جميله .. الساعه اللي جلستها معك ..
عرفت انكِ.. أكثر مما قلتِ ..
دمتِ لقلبي ..قريبه
ومضة خير
•
سابقت دمعاتي ...
كلماتي لمتصفحك ...
ألــــق ...
كنت جميلة ورائعة ...
في كل المراحل ...
وأسأل الله الكريم أن يرحم والدك
ويغفر له ويجمعكم به في الفردوس
اللهم آمين ..
مودتي
كلماتي لمتصفحك ...
ألــــق ...
كنت جميلة ورائعة ...
في كل المراحل ...
وأسأل الله الكريم أن يرحم والدك
ويغفر له ويجمعكم به في الفردوس
اللهم آمين ..
مودتي
كلماتك لامست شغاف قلبي
وكأنني أنا كاتبتها
قصتك ومعاناتك تحكي واقعي بالتفصيل
سبحان الله لا أعرفك ولا تعرفينني ولكن ظروفنا تتشابه إلى حد كبير وغريب
رحم الله والدكي ووالدي وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى
وكأنني أنا كاتبتها
قصتك ومعاناتك تحكي واقعي بالتفصيل
سبحان الله لا أعرفك ولا تعرفينني ولكن ظروفنا تتشابه إلى حد كبير وغريب
رحم الله والدكي ووالدي وجمعنا بهم في الفردوس الأعلى
الصفحة الأخيرة
وكانت الصدمة .. حينما علمت أن أبي مصاب بـ ( جلطة دماغية ! )
فقد كنت أجن مما سمعت .. مع صغري سني
لم أكن أفهم حقيقة المرض .. لكني أعلم أنه شيء مؤلم !
وكنت أختبئ بسجادتي الصغيرة .. لأرفع كفي وأدعو الله أن يشفيه ..
في الصف السادس الابتدائي ..
كان أبي يدخل المستشفى تارة ويخرج أخرى ..
فكنت أعوض ماأحسه من افتقاد .. أثناء وجوده وأمي في البيت ..
مرت مرحلة الابتدائي .. في حالين متضادين !
فالسنوات الثلاث الأولى كانت عكس تماما للسنوات الثلاث التي تليها ..
كان دلال أبي لي .. وعطف أمي
قد منحاني كثيرا من الثقة والقوة ..
فكنت متفوقة دائما ، أشارك في جميع أنشطة المدرسة التي تقيمها ..
بل وأشارك أيضا في أنشطة وزارة التعليم ( الرئاسة العامة لتعليم البنات سابقا )
كان قلبي يفيض بالحب لمن حولي .. كما كان ممتلئاً به ..
كنت أرحم الجميع حولي في المدرسة .. وحينما تسقط طالبة أو تمرض ..
فإن الجميع يناديني .. لم أكن أفعل شيئا سوى بعض الكلمات البسيطة حتى أوصلها للمشرفة ..
ماكنت آخذه في البيت .. كنت أعطيه لمن حولي ..
في المرحلة المتوسطة ..
كان حالي مختلفا جدا ..
كنت مختلفة تماما .. لم أكن تلك التي في المرحلة الابتدائية ..
حولي جمع صديقات وزميلات ..
لكني أبدا لم أكن أشاركهن شيء ..
كان ألمي أكبر .. وهمي يؤرقني ..
يضحكن ويتحدثن .. فأشاركهن بابتسامة ..
انخفض مستواي الدراسي كثيرا ..
ضعفت علاقاتي الاجتماعية مع من حولي ..
أصبحت مجرد صورة !
أذهب للمدرسة .. لأعود !
في المرحلة الأولى متوسط .. كان أبي أغلب أيامه في المستشفى ..
كنت أبقى وحيدة مع إخوتي الصغار في البيت ..
يضحكون ويمرحون .. لايعلمون شيئا ..
حتى إذا ناموا .. أجهشت ببكاء عميق !
فالكبار .. يحسبون أني لم أزل صغيرة لست قادرة على فهم مايجري ..
والصغار لايعلمون شيئا مما يحصل ويحسبون أني مثلهم تماما ..
كان واقعي مؤلما جدا ..
سنة كاملة مرت .. ولاأعلم كيف !
أثرت في تكوين شخصيتي بتلك الفترة كثيرا ..
فقد تكونت لدي شخصية ضعيفة ، مهزوزة ..
بائسة .. كئيبة حد الألم ..!
في المرحلة الثاني متوسطة ..
اضطر والدي ووالدتي وأخوتي الكبار للسفر خارجا .. بحثا عن العلاج ..
ويالها من أيام عصيبة مرت بي ..
كانت أيامي أشبه بصحراء رملية .. تتناثر فيها صخور سوداء
وتهب عليها لفحات حارة تثير بعض الأتربة ..
وترمي عليها الشمس كامل حرارتها .. بأشعتها الملتهبة ..!
كان الجميع حولنا يحاول أن ينسينا ..
يذهبون بنا للحدائق والأماكن العامة الأخرى ..
لكن هيهات .. مابالقلب لايداويه شيء ..
ووالدي لن أنساه حتى أراه بعيني وأتحسس على يده ..
لأرى أنه بخير ..
وبعدها يطيب لقلبي الفرح .. وأأنس بالعيش ..
في نهاية هذه المرحلة ..
عادوا من السفر .. بأوجه مكتئبة ..
فالمرض قد أخذ من والدي كل قوة .. وعافية !
كنت أرى الألم بعيني أمي .. لكن ماذا عساي أن أقول ؟!
إن تحدثت بشيء .. فستتألم لألمي .. زيادة على ماتعانيه هي ..
فكنت أكتم بصدري كل ألم وأسى ..
لأختبئ ليلاً في مكان لاعين للبشر فيه ..
فأنثر دمعات حارة تخفف لهيب صدرٍ محترق ..
بعد شهر تقريبا ..
وفي ليلة محملة بالألم ..
كنت مع إخوتي الصغار بالبيت .. ولاأعلم لماذا هذه الليلة لم أستطع إخفاء دمعاتي عنهم ..
فطلبت منهم اللعب سويا ..
وغبت عن أنظارهم لأبكي .. فقد كدت أختنق ..
في ساعة متأخرة من الليل .. عادت أمي من المستشفى
ووجها حزين جدا .. لم أرها بهذا الحزن منذ أن مرض أبي
فقد كانت دائما تتظاهر أمامي بالقوة
أما الآن .. فلم تستطع إخفاء حزنها ..
لم أجرؤ على سؤالها ..
ذهبت لغرفتي .. ونمت ..
في الصباح .. لم أكن أريد الذهاب للمدرسة ..
لاأعلم لماذا .. لكني لاأريد !
تذكرت أن علي اختبارا .. ومعلمة هذه المادة قاسية بعض الشيء
ولن تختبرني مرة أخرى إن لم أحضر ..
ذهبت .. ولم أكن فتحت كتابي أصلا ..
فأنى لقلب محروم متألم .. أن يقرأ أو يعي شيئا ..
ذلك اليوم.. كان كئيبا جدا ..
كانت السماء مليئة بغيوم .. تحجب أشعة الشمس تارة
وتظهرها تارة أخرى ..
كان اليوم المدرسي ثقيلا جدا ..
فقد كنت أود أن ينتهي بسرعة لأعود للبيت ..
عدت للبيت ..
وليتني لم أعد !
لحظات .. لو أبلغ من العمر مابلغت لن أنساها ..
حينما دخلت البيت قابلني أخي الصغير ( 5 سنوات )
وقال لي بلسان طفولي :
هل سمعتِ إمام المسجد ماذا قال بعد صلاة الظهر ؟!
لقد قال إن ( وذكر اسم والدي ) توفي وسيصلى عليه عصر هذا اليوم ..
لم يكن أخي يفهم ماسمع ..
أما أنا فقد صعقت بقوة .. تحجرت دمعاتي
بدت لي الدنيا كلوحة خالية من كل الألوان
جريت مسرعة للداخل ..
وجدت أمي تبكي بقوة ..
أخوتي يبكون ..
بعض الأقارب مجتمعون ..
ماذا حدث ؟! لا ليس صحيحا ..
لقد كنت أنتظر ذكريات الطفولة معه تعود ..
لاأصدق ماحدث ..
لم أستطع النظر في وجه والدتي ..
لم أحتمل ألمي .. لم أحتمل الصدمة
لم أحتمل دمعات أمي ..
ركضت مسرعة لغرفتي .. انطرحت على السرير وبكيت بشدة ..
لكن ..
سرعان مامسحتها حينما دخل علي أحدهم ..
فقد اعتدت على أن لايرى دمعاتي أحد ما ..
كان صدري يتقد حرارة وألما ..
إلا أني كنت أتظاهر بالصبر !
مرت الأيام ثقيلة .. وكأنما صخرة قاسية حُطت على صدري
أحسست بشيء لم أعرف تفسيره ..
ولازلت لاأعرف ..
هل هو الإحساس بالفقد ؟ أو انكسار النفس ؟
أم هو فراغ حنان الأب ؟
لاأعلم حقــا ..
بعد أيام من الغياب .. عدت للمدرسة ..!
تجمعت الصديقات حولي يحاولن إضحاكي ..
لكني لم أحب تلك اللحظات ولم تروق لي ..
لأني سابقا لم أكن أمثل لهن أي شيء .. لشخصيتي الضعيفة ..
وأعلم أنهن الآن يفعلن ذلك رحمة بي فقط ..
ولم أكن أطيق نظراتهم وتصرفاتهم ..
مرت السنة الثالثة من المرحلة المتوسطة بألم وصمت ..
فقد اتخذت الصمت منهجا لي ..
فقد كنت أتألم ، أتعرض لمواقف من المعلمات أو الزميلات ..
لكني لاأتحدث لأحد بشيء ..
أتألم وبصمت !
ولعل لتلك الفترة التي سبقت .. عظيم الأثر على شخصيتي هذه ..
تخرجت من المرحلة المتوسطة .. بمستوى غير مرضي أبدا
مقارنة بمستوى الابتدائي ..
حقا ..
لاأشياء مميزة ، لانجاحات ، لاأثر إيجابي
أتذكر المرحلة المتوسطة ..
كانت عبارة عن آلام مجتمعة ..
حطتها رحالها قاسية على قلبي ..
يتـبـــع ،،