اخـتــي الداعيـــة : اللهمـ أن لك صفــوة تدخلــهم الجنــة من غيــر حســاب ولا عقــاب فأجعلهـــا منــهم.
جزاكِ الله خير لردك ومشاركتك واتمنى لك التوفيق
اختك ومحبتك في الله : امـواج

وهـذا حال السلف في قيــام الليل :

كانوا يتلذذون بقيام الليل أعظم التلذذ ويفرحون به أشد الفرح ..
قال عبد الله بن وهب _ رحمه الله _ ( كل ملذوذ إنما له لذة واحدة إلا العبادة ..... فإن لهــا ثلاث لذات .. إذا كنت فيهــا , وإذا تذكرتهــا , وإذا أعطيت ثوابهــا . ) .
فإن قيام الليل والتملق للحبيب . والمناجاة للقريب في الدنيا ليس من الدنيا فهو من الجنة أظهر لأهل الله تعالى في الدنيا لا يعرفه إلاهم ولا يجدون سواه روحا لقلوبهم .
قال تعالى ( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ) .
فالمضاجع في الليل تدعوا الجنوب للرقاد وللراحة وللذة النوم ولكنهم هجروا الفرش خوفا وطمعا .
كما قال ابن القيم ( تأمل كيف قابل ماأخفوه من قيام الليل بالجزاء الذي أخفاه لهم مما لا تعلمه نفس وكيف قابل قلقهم وخوفهم واضطرابهم على مضاجعهم حين يقومون إلى صلاة الليل بقرة الأعين في الجنة ).
نســأل الله الكريم من فضله .
وكان أبو إسحاق الشيرازي _ رحمه الله _ إذا جن عليه الليل يقوم ويناجي ربه بالقران والدموع ويردد عند قيامه أبيات يقول فيها ...

لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا .. & .. وقمت اشكوا إلى مولاي ماأجد
وقلت : ياعدتي في كل نائبـــــــــــة .. & .. ومن عليه لكشف الضر اعتمد
أشكوا إليك أمورا أنت تعلمهـــــــا .. & .. مالي على حملها صبر ولا جلد
وقد مددت يدي بالذل معترفــــــــــا .. & .. إليك ياخير من مدت إليه يـــــد
فلا تردها يــــــارب خائبــــــــــــــة .. & .. فبحر جودك يروي كل من يريد

أعاننا الله على ذكره وشكره وحسن عبادته .

وللحديث بقيه .

اختكم ومحبتكم في الله : امـواج

**** فضــل قيـــام الليـــل **** .

إن لليل فضل وقدر عظيم عند الله عز وجل. فقد أقسم به في كتابه الكريم والعظيم لإيقسم إلا بعظيم فقال عز وجل .. ( والليل إذا يغشى ) ..
وقال ( والضحى والليل إذا سجى )...

فما أطيب دقائق الليل ولطائف السحــر وما أجمل قيامه.... كما قال " ابن الحاج " _رحمه الله _ وفي القيام من الفوائد أنه يحط الذنوب كما يحط الريح العاصف الورق الجاف من الشجرة وينور القبر ويحسن الوجه وينشط البدن ...

1_ أن القيام سبب لفوز العبد بمحبة الله ...
2_ أن قائم الليل يقذف الله له في قلوب الناس من القبول والتأثير والهيبة والوقار والاحترام لأنه خلا بالله في جنح الظلام ولا يحصل هذا الفضل لمن لايقوم الليل...
3_ يخفف عنه ويهون عليه بطول قيامه وصلاته في ظلام الليل طول الوقوف في أرض المحشر يوم القيامة ..قال "أبو عمرو الأوزاعي"_رحمه الله_ من أطال القيام في صلاة الليل هون الله عليه طول القيام يوم القيامة ....
4_ سبب في بهاء الوجه وإشراقه واشتنارته.. قال "القرطبي"_رحمه الله_ في تفسيره عند قول الله تعالى ( وجوه يومئذ مسفره ضاحكة مستبشرة ). من قيام الليل ....
5_ أن الرب ليضحك إلى قائم الليل ويستبشر به ..عن "عبد الله ابن مسعود"_رضي الله عنه_ قال: ألا إن الله يضحك إلى رجلين _ رجل قام في ليلة باردة من فراشة ولحافه ودثاره فتوضأ ثم قام إلى الصلاة فيقول الله عز وجل لملائكته _ ماحمل عبدي هذا على ماصنع؟؟ فيقولون: ربـــنا رجاء ماعندك وشفقة مما عندك فيقول :" فإني قد إعطيته مارجا وأمنته مما يخاف ... .....
6_ سبب للإقلاع عن الذنوب والمعاصي والعودة إلى التوبة والاستغفار. فتأملي معي قصة توبة العبد الصالح " الفضيل بن عياض "_رحمه الله _
وذلك أن الفضيل كان في بداية شبابه قاطعا للطريق وكان يعشق جارية من الجواري فبينما هو ذات ليله يتسور عليها جدار إذا سمع رجلا يصلي لله في ظلام الليل ويقرأ قوله تعالى . ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ) ... فقال بلي قد آن !..
7_ صلة مباشرة بين الأنسان الفاني ومولاه الباقي فطوبى لمن قام الليل بهذا الثواب العظيم ...

بيني وبينك جسر حب خالد & رؤا تحرك كل قلب جامد
بيني وبينك من صلاتي سلم & مازلت امنحه عزيمة صاعد
أرقي بها هذه الدنيا التي & للغرت ببهجتها فؤاد العابد.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اختكم ومحبتكم في الله : امـواج