حينما افتخرنا بالقيان

بسم الله الرحمن الرحيم
حينما افتخرنا بالقيان
كثيرا ما نسمع مقولة طال ما رددها البعض من المغرر بهم وهي قولهم بأن نصف المجتمع معطل ، فأين هم عن ا لربع المعاق من المجتمع ألا وهو الذي يعمل في مجال العفن الفني ، فأي نجاح حققه العاملون في هذا المجال ، وأي أثر خلفه الراحلون منهم ،
بينما تطالعنا الصحف اليوم بأخبارهم بل وتخصص صفحات تتحدث
عن بطولاتهم الجوفاء وكأنهم فتحوا البلاد وأراحوا العباد من وطأة الظلم والاضطهاد ، وتعرض صورهم على كل هيئة ولو كانت منافية للحياء والفضيلة ومع ذلك لم نرى من يتمعر وجهه غيرة على حرمات الله إلا ما رحم ربي ، في الوقت الذي انطلقت فيه بعض الألسنة السليطة على رجال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتسلت بتجريحهم والتشهير بهم في كل مكان وميدان ، وما حال هؤلاء الفنانون وحال من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر مع مجتمعهم إلا كما قال الله تعالى في كتابه العزيز { ضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لايقدر على شيء وهوكل على مولاه أين ما يوجهه لا يأتِ بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم } ولقد كانت المرأة الحرة في عصر الجاهلية الأولى ترتقي بنفسها عن الغناء والطرب وتر ى أن ذلك ما هو إلا من صفات القيان فحسب ، فما بال ربع مجتمعنا اليوم تحول إلا قيان تغني ذكور وإناث على حد سواء ، فإذا كان في أوساطنا من يعيش إعاقة في جسده فإن هناك أيضا من يعيش إعاقة فكرية في أهدافه .